رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

15529

أمهات يروين لـ"الشرق"رحلة حفظ وختم القرآن الكريم

15 يونيو 2016 , 12:45م
alsharq
وفاء زايد

القرآن هو الطريق المنجي ويخلص الإنسان من السلوكيات الخاطئة

فاطمة سيف: حفظت القرآن في 15 سنة.. والكتاب علمني العبر والمواعظ

منى فوزي: ختمت القرآن في 8 سنوات.. والالتزام بالحفظ يقي الأبناء من الملهيات

أمهات وربات أسر يبحثن عن السكينة والطمأنينة في حروف القرآن الكريم، ويحلمن بحفظ الكتاب العزيز ليفزن بثوابه وعظمته.

في لقاء مع "الشرق"، تحدثت السيدة فاطمة سيف معلمة قرآن وقاعدة نورانية بالفرع النسائي لمؤسسة عيد الخيرية عن رحلتها مع حروف القرآن الكريم فقالت: لقد ختمت القرآن الكريم منذ 15 سنة وبدايتي مع الحفظ بدأت وأنا بالمرحلة الابتدائية وكنت أواظب على حضور حلقات التحفيظ وأراجع ما حفظته بنفسي في منزلي، والتحقت بحلقة التلاوة بدروس التحفيظ بالفرع النسائي لمؤسسة عيد الخيرية لتحسين أدائي، وأدرس كل أحكام التجويد منذ 4 سنوات، وختمت دراستي بالحصول على إجازة في التلاوة.

وعن حياتها قبل وبعد الحفظ قالت: لقد تغيرت حياتي كثيراً للأحسن، وبت أعيش في رحاب القرآن وسوره وآياته وقصصه وعبره، وأشعر براحة نفسية عندما أحضر درس التحفيظ، وأخصص من وقتي للحفظ ما بين ساعة إلى ساعتين.

وأضافت أنها من خلال الدراسة تتدبر القرآن، ومعانيه وتعمل بها، وترحل مع كل حرف وكلمة، وتحلق في صفات وسمات وقصص القصص القرآنية، منوهة بأنّ الالتزام بكتابه ونواهيه يخلص الإنسان من الضيق والسلوكيات الخاطئة، ويعوده على الصبر والتأني والتروي.

وعن دور القرآن في حياتها بين زميلاتها، أوضحت أنها تحفز زميلاتها على الالتحاق بدروس القرآن، وتتواصل مع الآخرين في الجلسات وحلقات العلم، وتذكر صديقاتها دوماً بآيات الصبر وبر الوالدين، كما تعلم الصغار في الحلقة الدينية عدم اليأس وعدم الاستسلام والابتعاد عن الإحباط والانقياد لله وطاعته في كل وقت.

وعن تجربتها مع حفظ القرآن، قالت السيدة أم البراء من معهد الراشدات للدراسات الإسلامية: لقد ختمت القرآن منذ سنوات وأقوم بمراجعة الحفظ منذ 3 سنوات لأحافظ على استمرارية حفظي ومواظبتي عليه.

وحفظت كتاب الله وأنا أدرس الدراسات الإسلامية والتفسير والفقه، وأكثر ما يجذبني في سوره ورحاب آياته هو تأثيره في القلب والعقل والنفس.

وأضافت أنّ سورة الزمر تخيفها في معانيها، وتحديداً آية (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَي عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) صدق الله العظيم.

وانطلاقاً من هذا المعنى، فإنّ إخلاص النية لله من أولويات الإنسان، وما يحز في النفس أن كثيرين يعملون ولا يدرون أنّ الدنيا صغيرة وفانية.

ومن جانبها قالت السيدة منى فوزي داعية بمعهد الراشدات للدراسات الإسلامية: إنني أعمل معلمة لمادة العقيدة بمعهد الراشدات، وأرى الكثيرات من الأمهات والفتيات يقبلن على دور التحفيظ، ودراسة العلوم الشرعية، ويشاركن بفعالية في الأنشطة الدعوية، ويخصصنّ الوقت الكافي للحفظ والتدبر وتدارس القرآن.

تقسيم الوقت

وتحدثت عن تجربتها في الحفظ قائلةً: إنني أعمل وربة بيت ولديّ أطفال، وأحرص على تخصيص وقت للحفظ ومراجعة ما حفظته من القرآن، مبينةً أنها تحرص على تقسيم الوقت إلى أوقات قصيرة جداً حتى يتسع الوقت للاستذكار والتدبر ومدارسة علوم القرآن. فقد حفظت القرآن وختمته منذ أكثر من 8 سنوات، وأواظب في دور التحفيظ لأكثر من 4 سنوات لأتابع مع معلمات القرآن ما حفظته، وعندما أعود لبيتي أقوم بمراجعة ما أخذته من القرآن لتثبيت الحفظ، وأحرص على قراءة كل ما حفظته في صلواتي كل يوم وهذا يزيد من تمكيني.

وأضافت أنّ ختم القرآن أضفى النور على حياتها، التي تغيرت عن السابق، وبعد أن كانت تعاني من ضيق وألم وحزن تغيرت الحياة إلى الفرحة والابتهاج والرضى بما قسمه الله، فالقرآن علاج لكل دواء وشفاء للصدور.

ووصفت نفسها وهي تسمع صوتها يرتل ويقرأ القرآن بالغبطة والسعادة التي لا توصف والتي لا يجدها العبد إلا بين يديّ الله والقرآن.

وقالت: لقد حرصت في حياتي الاجتماعية على تعليم أطفالي القرآن والعقيدة والعبادات، وكانوا يذهبون لدور التحفيظ ويعودون معي، وفي البيت نقوم أنا وزوجي الذي ختم القرآن قبلي بمراجعة الحفظ لأبنائنا يومياً، وأشعر أنّ السكينة تحل على بيتي من بركة القرآن وفضله.

وتابعت قائلةً: إنني استغل الوقت للجلوس مع أطفالي لأحكي لهم قصص الرسول الكريم، والأحاديث النبوية، وهذا يجنبهم الانجراف وراء الملهيات من فضائيات وإنترنت وغيرها من الأمور.

ودعت الأمهات والسيدات إلى توظيف القرآن في الحياة اليومية، لأنه منهاج متكامل من الحياة فهو يعلم الإنسان الصبر والهدوء والسكينة والترابط والثقة في قدرة الله عز وجل، وكلما حفظت السيدة جزءاً وراجعته وأنجزته كلما ازدادت حلاوة الإيمان في نفسها، مضيفة أنّ مجالس التدبر في رمضان التي توفرها دور العبادة والمراكز الدعوية تهيئ للنساء المواظبة عليها.

وحثت النساء على توظيف القرآن في كل دقيقة من حياتنا، وألا نترك فرصة إلا ونتدارس فيها القرآن لأنه شفاء للصدور وهداية للنفس البشرية وعلينا ألا نترك حياتنا في للعشوائية والفوضى.

وقالت السيدة منى فوزي: إنّ القرآن يقوي العزيمة والإرادة وينقي النفس، ويطهر القلوب من الضغينة، ويجعل الإنسان يعكف على قراءة القرآن وتدبره، ويتجنب انشغال النفس بالهوى والحديث والتذمر، مبينةً أنّ الأسرة اليوم باتت تلهث وراء الماديات وتركت تغذية الروح والنفس.

تقول السيدة ليلى يعقوب: التحقت بدورة تحفيظ القرآن فى مركز عيد النسائي وأتممت 20 جزءاً من الكتاب العزيز، وأواصل منذ 8 سنوات حفظي للقرآن وأواظب على حضور دروس التحفيظ لتثبيت مع حفظته.

وكنت أعمل موظفة قبل أن أتقاعد، وفكرت في إشغال وقتي في حفظ القرآن فقد كان حلما يراودني منذ الصغر أن اختم الكتاب الكريم، وعندما كبر أبنائي صار لدي الوقت للدراسة والحفظ والمراجعة.

وذكرت أن القرآن هو الطريق المنجي، وأنا أعطي من وقتي 3 ساعات لحفظ القرآن يومياً، وفي اليوم الذي لا أذهب فيه لحصة التحفيظ أحس بفقدان شيء كبير في حياتي، وينتابني الضيق والكدر. وقد تغيرت حياتي بشكل كبير، فمن قراءة صفحة واحدة من الكتاب الكريم أشعر بتحسن في كل أوصالي.

وعن ذكرياتها مع القرآن، قالت السيدة ليلى يعقوب: تخيفني سورة "النور" وأتذكر المواقف التي تمر فيها السورة، وتعلمني سورة "الحجرات" النواهي التي تحدث الله عنها، وكذلك بدايات السور في سور جزء "عمّ والانفطار والتكوير" وأتأثر كثيراً بسورة "يس".

واختتمت قولها بحث الأسر والسيدات على اللجوء إلى القرآن في كل صغيرة وكبيرة، لأنّ الكلمة القرآنية ثقيلة في الميزان عند الله.

مساحة إعلانية