رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1173

الصديقي يعرض المنطلقات الفكرية لإبن تيمية

15 يونيو 2015 , 06:38م
alsharq
الدوحة - الشرق

نظمت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر ندوة بعنوان "ابن تيمية ومنطلقاته الفكرية"، من خلال كتابه "الرد على المنطقيين"، تحدث فيها الأستاذ الدكتور يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وقد حضر الندوة عدد من أعضاء هيئة التدريس بالكلية والمهتمين من جامعة قطر.

تأتي هذه الندوة في إطار سعي الكلية لتحقيق أهدافها والتي تتمثل في حفظ التراث الإسلامي وتجلياته ومحاولة تجديده و إشاعة قيم الدين الصحيحة في المجتمع والحياة، وفي وقت تخوض فيها الأمة حراكا ثقافيا وسياسيا، على مختلف المستويات.

وقدم الدكتور يوسف الصديقي شرحا مفصلا لكتاب "الرد على المنطقيين "، من خلال عدة محاور أساسية، كما بين منطلقاته الفكرية ومنهجه الفكري في تعامله مع الآخر، كما أوضح أهم المحاور التي تناولها شيخ الإسلام في كتابه للرد وبين موقفه من المنطقيين والفلاسفة اليونانيين.

وخلال حديثة للجمهور قال الدكتور يوسف: “يعتبر ابن تيمية - رحمه الله - رائد من روّاد العقل المُؤصّل إسلامياً، وهو صاحب مدرسة فلسفية عقلية خاصة، وفي نقده وتحليله وتقييمه للمنتج الفلسفي والعقلي والكلامي والصوفي والشيعي بأطيافه المتعددة والمتنوعة استطاع أن يولد فلسفة إسلامية خالصة.

وأضاف الصديقي إن الحضارة الأوروبية من القرن التاسع عشر قرأت نفسها حضارة عقل مطلق، واصطنعت على ضوء هذه القراءة فلسفية عقلية وهمية تمحورت في ركيزتين: وهي تغريب العقل اليوناني وفضله على الحضارة الأوروبية، إضافة إلى إنكار قدرة العقل "السامي" على ممارسة الفعل العقلي الفلسفي المنتج لقضايا ومسائل العقل.

وفي الوقت ذاته من طرف ثالث عملت الأيديولوجيا الاستشراقية قديماً وحديثاً على أن تضيف إلى حجج ومقولات الأوروبيين في إنكار الفلسفة والعقل على المسلمين حججاً جديدة، من خلال تعميم تصوّر مفاده أن المسيحية كانت للفلسفة مهداً، في حين كان الإسلام لها قبراً، و هذا ما لم يسلم به عقل المسلم بأي حال من الأحوال، وخير شاهد على هذا ما أنتجه ابن تيمية عليه رحمة الله تعالى.

وعن أهمية علم المنطق في العلوم الشرعية صرح الدكتور الصديقي:” يقف علم المنطق على قمة العلوم البرهانية باعتباره العلم الذي يبحث في أشكال التفكير، وكيف له بمنهج صحيح أن ينتج علماً يقينياً خالياً من الأوهام، وعرفه القدماء بأنه آلة قانونية تعصم مراعاة الذهن عن الخطأ في الفكر بمعنى أنه قانون الفكر الصحيح.

وقد وضعت قوانين هذا العلم في القرن الرابع قبل الميلاد من قبل أرسطو وجعله الأداة الوحيدة الكاشفة عن قوانين الفكر المنهجي في الاستدلال الصحيح، ومن ثم عندما تحول هذا المنطق اليوناني إلى العالم الإسلامي حين احتضنه الإمام الغزالي - رحمه الله - (505هـ) وسماه "معيار العلم"، وقال: "إن تعلم هذا العلم من فروض الكفايات، ومن لم يتعلم المنطق فلا ثقة في علومه، وينظر إلى الإمام الغزالي أنه أول من مزج هذا العلم (المنطق) بعلوم المسلمين في أصول الفقه، وامتد تأثير هذا العلم إلى كثير من علومنا كعلم الكلام وأصول الفقه وعلم النحو وعلم التفسير والتصوف.

وعن موقف المسلمين من علم المنطق بين الصديقي أن المسلمين اختلفوا في موقفهم تجاه هذا العلم فمنهم من رفضه وحذر منه وقال عنه: إنه شر، لأنه مدخل إلى الفلسفة، والفلسفة عندهم شر، والمدخل إلى الشر شرٌّ، وقالوا: من تمنطق تزندق، ومنهم من اهتم بهذا العلم وتناوله بالشرح والبسط واعتبروه علماً برهانياً ورفعه بعضهم إلى فروض الكفايات مثل أبو حامد الغزالي والفارابي وغيرهم.

ولكن بين بين هؤلاء وأولئك جاء ابن تيمية عليه رحمة الله تعالى بموقفه الناقد المتأمل المدقق بنظر ثاقب في علم المنطق وقضاياه حيث ألف أهم كتبه في هذا الشأن وهما الرد على المنطقيين و كتاب رد آراء المخالفين ومنطقهم اليوناني.

وأوضح الدكتور الصديقي قائلا: “ ينبغي علينا أن نعرف الاتجاهات والأديان والأفكار والتيارات المعاصرة والمدارس الفلسفية بأنواعها المتعددة، حتى نحيط بها علماً لتأييدها إن كانت صائبة وتسعى إلى الخير، أو لمواجهتها إن كانت على درب الخطأ وساعية إلى الهيمنة علينا وهدم هويتنا الإسلامية، وجعل الغلبة لأفكارهم ولمرتكزاتهم، وما أكثر هذه التيارات والمذاهب والأفكار التي هي بحاجة لمواجهتها.

مساحة إعلانية