رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

238

خيارات الغرب "الحتمية" في العراق وسوريا

15 يونيو 2014 , 12:50م
alsharq
دمشق - وكالات

تغير الموقف الدولي من النظام السوري بعد أحداث العراق الأخيرة يبقى احتمالا بعيدا للغاية، فواشنطن وحلفائها كثيرا ما قالوا إن لديهم دلائل بأن نظام الأسد هو الذي كان يسهل دخول "الجماعات الإرهابية" إلى العراق منذ سقوط بغداد تحت الاحتلال الأمريكي عام 2003، وعاد لاستيرادها مجدداً بعد اندلاع الثورة ضده في سوريا مارس 2011.

وخلال فترة حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن طالبت الإدارة الأمريكية النظام السوري مرارا بضبط الحدود مع العراق، ولكنه كان يتملص تحت ذرائع مختلفة منها الحاجة إلى التعاون مع الأمريكيين في هذا المجال وطلب معدات متطورة لمراقبة الحدود.

ولعل تملص النظام السوري في ضبط حدود بلاده وتأكد الغرب والأمريكيين والحكومة العراقية الموالية لهم من دوره في تسهيل مرور "الإرهابيين" عبرها، دفع الجيش الأمريكي إلى شن غارة جوية وعملية كوماندوس في عام 2008 على شبكة لتنظيم القاعدة داخل الأراضي السورية في مدينة حدودية مع العراق، قيل إنها تقوم بنقل وتدريب "إرهابيين" من الأراضي السورية وتمريرهم إلى العراق تحت إشراف الأسد.

ومؤخرا نشرت صحيفة "الديلي تلجراف" البريطانية أن لدى الاستخبارات الغربية أدلة عن دعم سري وتعاون بين بشار الأسد وتنظيم "داعش" من ضمنه إدارة آبار النفط في مناطق يسيطر عليها التنظيم في سوريا وبيع إنتاجها لصالح النظام، وكذلك إشغال الثوار بمعارك جانبية واختطاف وقتل من يعادي للأسد بهدف وسم الحراك الثوري ضده بـ"الإرهاب".

فالانتصارات السريعة والمبالغ بها والتي حققها "داعش" في العراق تطرح سؤالا عن الأيدي الخفية التي سهلت هذا التمدد السريع للتنظيم وتصدره للمشهد وذلك بناء على علاقة محتملة للقاعدة مع إيران و"التحالف السري" الذي جنبها أي "هجوم قاعدي" عليها، في الوقت الذي استهدفت القاعدة فيه كافة خصوم إيران في العالم، وبنفس الوقت التصريحات المتكررة للرئيس الإيراني روحاني التي أعلن فيها عن استعداده لدعم حكومة العراق.

الموقف الغربي

الموقف الغربي عموماً يغلب عليه التردد بانتظار وضوح الرؤية وبيان أطراف اللعبة السياسية والعسكرية الفاعلين في العراق، من حيث وجود ثوار مخلصين ضد طائفية حكومة المالكي التي همشتهم، ووجود عناصر القاعدة المرتبطين بشكل أو بأخر بالنظامين السوري والإيراني اللذين يديران المشهد بحرفية كما فعلوه في سوريا وغايتهم القضاء على المناوئين في البلدين عن طريق ركوب موجة الإرهاب الذي ترعرع في أحضانهم.

بالنسبة للوضع السوري قد يكون تجاوز هذه المرحلة وتبين توجه غالبية أطياف المعارضة بعد أكثر من 3 سنوات على الصراع، لم يعد لدى الغرب إلا خيار تسليح الجانب المعتدل من المعارضة بأسلحة تغير وضعها العسكري في مواجهة كل من قوات النظام والجماعات الإرهابية المرتبطة به سرا، للدفع لاحقا باتجاه المفاوضات المباشرة مع الأسد.

أما الخيار الأسوء وهو المستبعد، أن يطلق الغرب إيران لتسوية الأمور على طريقتها وإغراقها في حرب استنزاف طائفية في سوريا والعراق وهذا احتمال كارثي حتى على الغرب والذي سيدفع الأمور إلى العودة إلى مربع تهديد مصالحهم اقتصاديا أو أمنيا بسبب "المجاهدين" الذين سيفرزهم هذا النزاع الدموي.

التردد الطويل في اتخاذ موقف حاسم في سوريا أدى إلى هذه التداعيات الإرهابية الكارثية وبالتالي التمديد لبقاء بشار الأسد لن يؤدي إلى حل المشكلة، كما أن التمديد كذلك لنوري المالكي وتجاهل مطالب خصومه السنة، لم يؤد سابقا إلى تغيير في وضع الإرهاب في العراق بل على العكس أدى إلى زيادته إلى الدرجة "المقلقة" التي شهدها الجميع قبل أيام.

وبالتالي مزيد من الضغط على الشعوب سيجعل الغرب في مواجه تيار شعبي ثائر ضد الأنظمة ولجوئه للسلاح للإطاحة بها، وهذا سيصعب مهمة التمييز بين الأخيار والإرهابيين وسنعود في النهاية إلى المربع الأول وهو ضرورة استئصال السرطان الديكتاتوري المستعد للقيام ودعم أي جهة للحفاظ على كرسي الحكم، ولكن سيكون ذلك بعد ملايين من الضحايا.

مساحة إعلانية