محليات

410

وزير بريطاني: تراجع أسعار النفط لن يؤثر على مبيعاتنا في السلاح

أشاد فيليب دون، وزير الدولة البريطاني لشؤون المشتريات الدفاعية، بالعلاقات العسكرية مع قطر، لافتا إلى أن كل من البلدين يحتفظان بعلاقات قوية وممتدة في المجال العسكري والدفاعي، حيث توجد العديد من الاتفاقيات المهمة بين الجانبين في هذا الصدد.

وأوضح دون في مؤتمر صحفي على هامش زيارته للدوحة، أن بلاده تعتزم زيادة حضورها العسكري في المنطقة، باعتبار أن الجانب البريطاني معني بحماية أمن الخليج واستقراره، وهو ما دفعنا لبناء قاعدة بحرية دائمة في مملكة البحرين.

وأضاف بأنه قد زار الدوحة عدة مرات من أجل تكثيف التعاون الأمني والعسكري، وإطلاع الحكومة القطرية على التطورات والاستراتيجيات التي تستهدف تعزيز أمن دول الخليج، في إطار التعاون الوثيق بين الطرفين، مشيدا بالتطور الكبير على مختلف المسارات، وهو ما يعكس عمق ووعي ورؤية القيادة القطرية التي تعمل على توفير كل وسائل التقدم الاقتصادي والسياسي والثقافي والعلمي والاجتماعي.

وأشار إلى أنه بعد الانتخابات العامة في مايو الماضي، بدأت الحكومة البريطانية في التفكير برؤية أوضح في مجال الأمن والدفاع، وراجعنا التهديدات الموجهة لنا في جميع أنحاء العالم، وقمنا بزيادة وتحسين ميزانية الدفاع في بريطانيا، علاوة على وضع خطط لزيادة القدرات العسكرية في العموم، وتجديد الغواصات النووية، وزيادة إمكانيات الجيش.

وتابع الوزير البريطاني بأن زيارته الحالية لقطر تهدف لإيصال رسالة مفادها أننا يمكننا التعاون وتبادل الخبرات، والعمل سويا، وزيادة التدريب والمهام المشتركة، منوها إلى أن بريطانيا تدرس دائما المهددات التي تحاك بأمنها القومي، وهذه المهددات متغيرة ومتطورة باستمرار سواء في الداخل أو الخارج، وبالتالي فإن الاستراتيجيات الجديدة على المستوى الأمني والدفاعي ستشمل مواجهة الارهاب والتطرف، وكذا حماية الأمن القومي بشكل عام، فهناك هناك مهددات عالمية واضحة، مثل الجماعات المتطرفة والتي منها تنظيم "داعش".

وفيما يخص مشاركة بلاده في معرض ومؤتمر الدوحة الدولي الخامس للدفاع البحري "ديمدكس 2016" الشهر المقبل، أكد وزير المشتريات الدفاعية أن حجم المشاركة البريطانية سيكون قويا، وسيعكس العلاقات الوثيقة بين بلاده ودولة قطر والحرص على تعزيزها فيما يتصل بالقوات المسلحة في البلدين وتقديم احدث الصناعات البريطانية الدفاعية. وتابع بالقول إن 29 شركة بريطانية سوف تعرض أحدث منتجاتها خلال المعرض في مجال الدفاع البحري، معبرا عن سعادته بوجوده في قطر التي يزورها للمرة الثالثة.

وأشار دون إلى أن بريطانيا سوف تشارك بالقطعة البحرية HMS/Quorn m41 وهي واحدة من الأسطول البحري البريطاني المتواجد في منطقة الخليج منذ فترة.

وأوضح أن هذا الأسطول يعمل على المساعدة في تأمين الممرات البحرية في هذه المنطقة من العالم الهامة تجاريا، كما يعمل على تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة القرصنة، لافتا الى ان القطعة البحرية ( H M S Defender هي واحدة من 6 سفن حربية تمتلكها بريطانيا في هذا المجال.

وقال إن البلدين يتمتعان بعلاقات عسكرية ودفاعية قوية وقد وضعا عدة برامج لتعزيز وتقوية العلاقات الثنائية، كما لدينا برنامج مستمر لتطوير العلاقات والتبادل الثنائي مع المسؤولين القطريين، وهذا ما تظهره اللقاءات المستمرة التي تتم بيننا، مشيراً إلى اللقاء الذي جمعه مع كبار المسؤلين العسكريين القطرين، مشيرا إلى أن تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية يمكن من المساعدة في حفظ الأمن والاستقرار بدول الخليج. وأوضح أن هدف الزيارة هو التعبير عن دعم بريطانيا للمعرض. ورأى في هذا الصدد أن حجم المشاركة البريطانية الحالية في المعرض ارتفع إلى الضعف تقريبا، حيث ازداد عدد الشركات العارضة، بالإضافة إلى مشاركة سفن بحرية، مبينا أن ذلك يعكس الأهمية المتزايدة لمعرض الدفاع البحري ديمدكس في المنطقة

وبين الوزير دون بأن المملكة المتحدة مرتبطة مع دول الخليج بالعديد من أنشطة التدريبات العسكرية والأنشطة الدفاعية المشتركة منذ سنوات طويلة. ونحن هنا للتعرف على إمكانية زيادة التعاون بين القوات المسلحة القطرية من جانب والبريطانية من جانب آخر. وألمح إلى وجود مدمرة بريطانية في الخليج واسمها "اتش ام اس ديفندر" من أجل تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين دول المنطقة وبلاده، فأمن تلك الدول جزء مهم من إستراتيجيتنا، كل ذلك بالتعاون مع القوات الفرنسية والأمريكية المتواجدة في الخليج.

وفيما يتعلق الطائرات البريطانية المقاتلة من طراز تايفون قال دون إن القوات البريطانية تستخدم تلك الطائرات في العمليات التي تجري الآن ضد داعش في سوريا والعراق، كما تستخدم في التحالف باليمن. وقد أثبتت تلك الطائرات فاعلية وأداء كبيرين في العمليات الحربية، مشيرا إلى الاهتمام الخليجي بطائرات التايفون ، فقد أبدت الكويت رغبتها في شراء الطائرة ، وعندما يحدث ذلك فإنها ستكون الدولة الخليجية الثالثة التي تستخدم تلك الطائرات البريطانية.

وحول التواجد العسكري البريطاني في الخليج، أكد دون أن المملكة المتحدة تبني حاليا قاعدة عسكرية دائمة في البحرين، هدفها حماية أمن واستقرار الخليج، مشددا على وجود علاقات عسكرية قوية مع دول المنطقة، ونحن نتحدث الآن مع تلك الدول من أجل زيادة التواجد والتدريبات المشتركة.

وأشار إلى وجود تعاون مع الجانب القطري، واستثمارات مهمة في مجال الدفاع، فالشركات البريطانية المتخصصة في التسليح والدفاع حاضرة في العديد من دول المنطقة وتعمل بصورة جيدة، وهذا سوف يقودنا مستقبلا إلى توقيع عقود جديدة مع قطر في مجالات التدريب والتعليم والتعاون العسكري.

وبخصوص تأثير انخفاض أسعار النفط على مبيعات بريطانيا من السلاح في دول الخليج، قال الوزير دون إن منطقة الشرق الأوسط تعيش في أخطار متصاعدة، والعديد من التوترات المتزايدة، وبالتالي فدول المنطقة في حاجة الى الاستثمار في الدفاع والأمن، ونحن نرى أن انخفاض سعر النفط لن يكون له تأثير على المستوى البعيد. وبطبيعة الحال الدول تنفق أكثر على الدفاع والأمن حين تواجد مهددات لهم.

وعن علاقات التعاون العسكري مع إيران أكد دون أن حكومته ليس لديها أية نوايا لإقامة تعاون عسكري مع طهران، كما أنها لن تساعد الايرانيين في زيادة وتحسين أية قدرات عسكرية محتملة في المستقبل. وأشار إلى أن بريطانيا تراقب التزام إيران بالاتفاق النووي، ونشجعهم على الاندماج في المجتمع الدولي من خلال التواصل الدبلوماسي، وهو ما يمكن أن يطمأن الشركاء في دول الخليج.

وبشأن الملف السوري، قال دون إننا نتوافق مع الرؤية القطرية التي مفادها أن حل تلك الأزمة هو سياسي بامتياز، وبالتالي يجب أن يتم دفع الأطراف في سوريا نحو هذا الاتجاه. والحقيقة الموقف البريطاني واضحا منذ بداية الأزمة وهو ان نظام الأسد ليس له دور مستقبلي ، وبالتالي ليس جزءا من الحل في سوريا. ولكن المرحلة الانتقالية تحتاج إلى شراكة وتفاهم بين كافة الأطراف.

وتطرق إلى الحديث عن داعش: إن القضاء على هذا التنظيم يتطلب توسيع دائرة المشاركة، مطالبا بضرورة التصدي لتزايد المتطرفين ونشاطهم الالكتروني في التأثير على الشباب، هذا إلى جانب العمل العسكري على الأرض بهدف تحجيم توسعه ونشاطه، وهو الامر الذي يقوم به التحالف الدولي في العراق وسوريا.