محليات

2189

مؤسسة قطر تؤمن بقدرة المرأة العربية على التميز

اختار برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة "L’Oréal-UNESCO" الدولية لشباب الأكاديميات العلميات الموهوبات في المنطقة الباحثة الدكتورة اسراء يوسف مرعي من قطر، ضمن 6 من الباحثات من منطقة الخليج العربي للحصول على جائزة التفوق العلمي والأكاديمي لهذا العام 2020، وجاء تكريمها لتفوقها في تطوير منصات ثلاثية الأبعاد لفحص أدوية أمراض القلب والأوعية الدموية، وخصصت المؤسسة الدولية جائزة مالية تقدر ب 20 ألف يورو للفائزة بهذه الجائزة وذلك لاستمرار دعم الباحثات العلميات في مجال الأبحاث العلمية والأكاديمية في قطاع علوم الفيزياء والرياضيات وعلوم الكمبيوتر.

وتعتبر مؤسسة "L’Oréal-UNESCO" واحدة من المؤسسات الدولية التي أطلقت مبادرة لتحفيز المرأة في مجال العلوم منذ عام 1998 أي ما يقرب من 22 عاما، وتقدم المؤسسة الدولية الجوائز للمتفوقات في مجالات العلوم البحثية من مناطق مختلفة مثل الشرق الأوسط والخليج العربي، ومن الخمس قارات، حيث تم تكريم 3400 باحثة علمية في مجالات مختلفة من 115 دولة من جميع أنحاء العالم، وذلك طوال ال22 عاما الماضية وحتى هذا العام.

تعمل الدكتورة " إسراء مرعي" باحثة علمية في مجال علم العقاقير في كلية طب " وايل كورنيل"، وحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم الطبية في جامعة قطر، كما حصلت على الماجستير والدكتوراه في جامعة " امبريال كوليدج" في الطب الحيوي وأبحاث هندسة الأنسجة.

قالت الدكتورة إسراء يوسف مرعي باحثة ما بعد الدكتوراه في قسم أبحاث الصيدلة بجامعة وايل كورنيل للطب – قطر للشرق إنني أعدّ أبحاثاً في تطوير قدرة خلايا الجسم المصاب بالسكري على الترميم وإصلاح التلف الذي يصيب الأنسجة، مضيفة أنّ الدعم اللامحدود الذي توليه مؤسسة قطر وجامعة وايل كورنيل للطب في قطر لا يوجد له مثيل، لإيمانهم بقدرة المرأة العربية على تقديم التميز في البحوث.

دعم العالمات العربيات

*ما طبيعة المسابقة الدولية التي فزت فيها؟

برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات "من أجل المرأة في العلم" هو مبادرة تهدف لدعم العالمات العربيات من دول مجلس التعاون الخليجي، ويقوم بتكريم 6 عالمات سنويا تقديراً لأبحاثهن المتميزة في مجالات علوم الحياة والكمبيوتر والرياضيات والعلوم الفيزيائية. وتُعتبر هذه المبادرة الإقليمية جزءاً من برنامح “لوريال-اليونسكو” العالمي الذي قام بتكريم أكثر من 3400 باحثة علمية بارزة منذ انطلاقته في عام 1998.

الارتقاء بالبحث العلمي

*حدثينا عن طبيعة عملك؟

أعمل كباحثة في قسم أبحاث الصيدلة بوايل كورنيل للطب – قطر، بإشراف بروفيسور كريستوفر تريجل، وتركز أبحاثي على دراسة مرض السكري وتأثيره على القلب والأوعية الدموية وعلى إيجاد طرق للوقاية والعلاج من خلال تعزيز قدرة خلايا الجسم على الترميم وإصلاح التلف في النسيج المبطن للأوعية الدموية الناجم عن التعرض المتكرر لنسب عالية من سكر الدم.

*ما هي الإضافة التي يحققها المركز الدولي الذي وصلت إليه؟

مبادرة من أجل المرأة في العلم تساهم في الارتقاء بالأبحاث العلمية وإبراز دور المرأة العربية في تطور العلم، ومشاركتي في هذا البرنامج ستساعد في تعزيز بحثي وستزيد من فرص التواصل مع علماء وخبراء في هذا المجال لتطويره.

إطلاق القدرات

*حدثينا عن الدعم المقدم من مؤسسة قطر؟

تركز مؤسسة قطر على إطلاق قدرات الانسان في مجالات التعليم، والبحوث والعلوم، وتنمية المجتمع. تتيح مبادرات مؤسسة قطر المتعددة تدريب وإعداد العلماء الواعدين في مجالات العلوم وفي مختلف المراحل. هذه المبادرات كان لها دور كبير في تطوير بحثي وبناء خبرتي. لقد أتاح لي "برنامج قطر للريادة في العلوم" -أحد مبادرات مؤسسة قطر- أن أكمل دراساتي العليا في كلية أمبريال لندن في مجال هندسة الأنسجة، وهذه الخطوة مكنتني من حياتي المهنية في مجال الأبحاث، وأقوم حالياً بالعمل على مشروع دراسة ما بعد الدكتوراه في وايل كورنيل للطب – قطر بدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي عن طريق "برنامج أبحاث ما بعد الدكتوراه". كما أتيحت لي الفرصة لأدرب العديد من الطلاب المدعومين ببرنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين بتمويل من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.

برنامج متكامل

*ماذا عن الدعم المقدم من وايل كورنيل للطب - قطر؟

تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. ساهم مختبر بروفيسور كريستوفر تريجل بوايل كورنيل للطب في دعم وتطوير بحثي.

لقد التحقت بفريق البحث بمختبر بروفيسور تريجل قبل دراستي للدكتوراه مما ساهم في تطوير خبرتي العملية في مجال البحث العلمي في مراحله الأولى. حاليا، يستضيف مختبر بروفيسور تريجل مشروع دراسة ما بعد الدكتوراه، حيث يقدم الدعم والتوجيه لتحقيق اهداف الدراسة والاسهام في تطوير وسائل الوقاية والعلاج من مرض السكري.

تطوير دراسة الأدوية

*ما أهمية البحث الذي تم تقديمه ؟

على الرغم من التطورات العظيمة التي توصلت لها علوم الكيمياء والعلوم الحيوية، فإن هذه التطورات لا تترجم بشكل مواز في مجال اكتشاف وتصنيع الأدوية. أظهرت الدراسات أن 10% فقط من الأدوية التي تبدي نجاحاً في الدراسات ما قبل الإكلينيكية وتنتقل إلى المرحلة الأولى من التجارب السريرية قد تحظى بموافقة إدارة الغذاء والدواء للاستخدام الطبي. يعزى ذلك للقصور في أنظمة دراسة الأدوية ما قبل الإكلينيكية المستخدمة حالياً التي تعتمد على نظام ثنائي الأبعاد. لذلك تهدف هذه الدراسة لتطوير أنظمة دراسة الأدوية الى نظام ثلاثي الأبعاد يحاكي البيئة الفيسيولوجية للأنسجة.

ويركز بحثي على استخدام خلايا الجسم لدراسة وتطوير الأدوية في المرحلة قبل الاكلينيكية، ونقوم باستخدام خلايا "سلفية" تتواجد في دم الحبل السري ولدى البالغين، تعرف بخلايا الدم البطانية الأصلية، وتمتلك هذه الخلايا القدرة على ترميم التلف الذي يصيب الأوعية الدموية، مما يجعلها نموذجاً مثالياً لدراسة الأمراض المتعلقة بالأوعية الدموية والأدوية التي يمكن أن تستخدم لعلاجها. تعتمد نماذج دراسة الأدوية المستخدمة حالياً على زراعة الخلايا في "طبق" في نظام ثنائي الأبعاد بهيئة طبقة واحدة.

بالرغم من أن هذا النموذج معتمد منذ سنوات ويعطي نتائج مبدئية عن سمية وفعالية الأدوية، إلا أنه لا يعكس بدقة كيفية تعايش الخلايا في جسم الإنسان وتأثرها بالعوامل المحيطة بها، فالخلايا في الأوعية الدموية، مثلاً، تتواجد في نظام ثلاثي الأبعاد، حيث يتكون جدار الوعاء الدموي من عدة طبقات من الخلايا محاطة بمادة جيلاتينية. لذلك، تهدف دراستي إلى "هندسة" طعم وعائي ثلاثي الأبعاد لدراسة الأدوية باستخدام الخلايا البطانية الأصلية. ستساعد هذه الدراسة على إثراء المعرفة بهذا النوع من الخلايا، وعلاقته بالمرض، واستخدامه في نمذجة المرض وتطوير الأدوية. وسوف تسهم أيضاً في إنشاء طرق جديدة للعلاج الشخصي لأمراض القلب والأوعية الدموية والبحوث الصيدلانية.

مقومات النجاح

*هل هناك مقومات لنجاح البحث العلمي.. ما هي؟

نعم توجد مقومات.. ويهدف البحث العلمي لتطوير العلوم واثراء المعرفة وحل المشكلات، حيث يتبع الباحثون خطوات علمية ممنهجة لتحديد المشكلة ووضع اهداف ومن ثم إيجاد الطرق المناسبة لحل المشكلة، ويعتمد النجاح في البحث العلمي على الفهم العميق لأبعاد المشكلة والمعلومات المتوفرة حولها وعلى الشفافية والموضوعية في طرح المشكلة. كما يعتبر الإبداع والابتكار من اهم مقومات نجاح البحث العلمي. كما يتطلب البحث العلمي الكثير من الصبر والمثابرة لتحقيق الأهداف.

اقرأ أيضاً

وزارة البلدية تغلق مطعماً وبقالتين

قطر تتصدر مجال العلوم الهندسية والتكنولوجيا في تقرير "آرسيف" 2025 لرصد الإنتاج العلمي العربي

مبادرة "وايز" تناقش التطورات الرقمية في اجتماع مفتوح مع وزير الذكاء الاصطناعي الكندي

أخبار ذات صلة

قد يؤدي للوفاة.. الداخلية تحذر من "الغاز الخفي" داخل سيارتك وتوضح مخاطره وطرق الوقاية

وزير البيئة والتغير المناخي يجتمع مع السفير الفرنسي