رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1720

حرص قطري تركي على تطوير التعاون التعليمي لتحقيق الأهدافه التنموية ومواكبة العصر

14 أكتوبر 2022 , 10:05ص
alsharq
قطر وتركيا
الدوحة - قنا

شهدت العلاقات القطرية التركية تطورات متلاحقة خلال السنوات القليلة الماضية، لتصبح نموذجا للتعاون الأخوي الإيجابي المثمر بين الأشقاء.. التعاون القطري التركي شمل العديد من القطاعات المهمة، من بينها قطاع التعليم الذي يحظى بأهمية كبيرة من مسؤولي البلدين، والذي قطع أشواطا كثيرة بما يتوافق مع رغبة البلدين في الارتقاء بقطاع التعليم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بين البلدين.

ولدى كل من قطر وتركيا تجارب ثرية في تطوير التعليم الأكاديمي والمهني والتطبيقي والتقني، ما يتيح للبلدين تبادل التجارب والخبرات، وبالتالي تطوير منظومتهما التعليمية بما يواكب مستجدات العصر، وما يخدم أهدافهما في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، يشكل قطاع التعليم ركيزته الأساسية، بما يجسد في نفس الوقت قناعاتهما بأن التعليم هو القوة الدافعة والمحركة للنمو والتطور والتحديث.

ولا شك أن الاهتمام الذي تحظى به مسيرة التعاون التعليمي بين قطر وتركيا، يعود الى التوجيهات السديدة للقيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، وتحقيق الرغبة الأكيدة والمشتركة لتعزيز هذا القطاع الحيوي، ضمن القطاعات والمجالات التعاونية الأخرى التي تجد عناية واهتمام كبيرين من خلال المؤتمرات والاجتماعات واللجان المشتركة على مختلف مستوياتها.

وفي هذا الصدد أشاد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، رئيس مجموعة العمل القطرية التركية المشتركة من جانب دولة قطر، بالمستوى المتطور الذي شهده التعاون بين دولة قطر والجمهورية التركية في مجال التعليم، مؤكداً أن البلدين قطعا شوطا مهما في هذا التعاون بفضل التوجيهات السديدة للقيادتين الحكيمتين في البلدين.

وأوضح سعادته في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة للجنة الاستراتيجية العليا بين دولة قطر والجمهورية التركية برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، أن البلدين وقعا اتفاقية تعاون في مجال التعليم في ديسمبر 2015، وتم تفعيلها من خلال الاجتماع الأول لمجموعة العمل المشتركة، حيث تم مناقشة إمكانية التعاون في مجالات معادلة الشهادات، وتبادل الخبرات المتعلقة بالتقنيات الجديدة المستخدمة في مجال التعليم، وتدريب المعلمين، وفي التعليم المهني والتقني، وفي مجال القياس والتقييم.

كما أشار سعادة الدكتور النعيمي إلى مذكرة تفاهم أخرى للتعاون في مجال التعليم العالي، تم توقيعها بين حكومتي البلدين، في ديسمبر عام 2016، مستعرضا في سياق ذي صلة أبرز المجالات التعليمية التي يشملها التعاون القطري التركي، والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعها البلدان في هذا الخصوص، وأيضا التعاون في مجال التعليم الإلكتروني والمهني والتعليم التقني وتدريب المعلمين وتوأمة المدارس الحكومية بين البلدين.

وأكد رغبة البلدين في زيادة تطوير تعاونهما في قطاع التعليم بشتى مجالاته، بما في ذلك بين الجامعات والمؤسسات والمراكز العلمية والبحثية ومجال الابتعاث، وتبادل الخبرات والتجارب التعليمية والتربوية.

يشار إلى أنه في سياق التعاون في قطاع التعليم بين الدوحة وأنقرة، تم افتتاح أول مدرسة تركية في قطر في السادس عشر من أكتوبر عام 2016، ويدرس بها 272 طالباً وطالبة، فيما يبلغ عدد الطلبة الأتراك الدارسين في مدارس دولة قطر الحكومية 152 طالباً وطالبة، وفي مدارس دولة قطر الخاصة 1020 طالباً وطالبة، ويبلغ عدد الموظفين الأتراك العاملين في مدارس دولة قطر الحكومية 14 موظفاً وموظفة، والعاملين منهم في المدارس الخاصة بقطر 128 موظفاً وموظفة، كما توجد 6 جامعات تركية مدرجة على قائمة وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لجامعات الابتعاث الحكومي والجامعات التي تتم بها الدراسة على النفقة الخاصة.

وحظي التعاون في قطاع التعليم العالي باهتمام ملحوظ، تجلى في الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون التي غطت مجالات أكاديمية وبحثية وطلابية، وتجسدت على أرض الواقع بما يحقق تطلعات البلدين في ترجمة مذكرة تفاهم موقعة بينهما عام 2016، وفي هذا الصدد وقعت جامعة قطر وجامعة ابن خلدون التركية في شهر ديسمبر 2021، اتفاقية لتعزيز التعاون المشترك بينهما، بهدف الاستفادة من الإمكانيات المشتركة، بما يخدم المؤسستين، ويشمل التبادل الطلابي ودعم التنمية المستدامة في مجال الاقتصاد القائم على نقل المعرفة.

ونصت الاتفاقية على إطلاق برنامج درجة الدكتوراة المزدوجة الموجه للطلبة الذين يسعون للحصول على درجة الدكتوراة في إدارة الأعمال من جامعة قطر، ودكتوراة في الإدارة من جامعة ابن خلدون التركية، حيث ستسهم هذه الدرجة المزدوجة في تحقيق الأهداف التعليمية لكلا المؤسستين من خلال تعزيز التعاون النشط بينهما، إضافة إلى أن هذا البرنامج سيسهم، كذلك، في تمكين طلبتهما من تحقيق التعددية الثقافية في الفرص التعليمية والأكاديمية في بيئة عالمية.

 

كما وقعت جامعة قطر مذكرة تفاهم مع جامعة اسطنبول التقنية في يناير 2021، وذلك لتعزيز التعاون بين الجامعتين في مجال العلوم والتكنولوجيا والتعليم، ونصت المذكرة على تعزيز أساليب التعاون والشراكة بين الجامعتين، لاسيما في مجال البحث العلمي، الذي يعكس التطور والتقدم في المسار الأكاديمي، ويحقق الخطة الاستراتيجية لجامعة قطر ضمن سعيها لتحقيق غاية التميز في البحث العلمي، من خلال دعم البحث والابتكار في مجالات متوافقة مع الأولويات الوطنية البحثية واحتياجات المجتمع وتطلعاته المستقبلية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وذلك بمشاركة أصحاب المصلحة المحليين والدوليين.

وبخصوص هذه المذكرة أكدت جامعة قطر أن من شأن مذكرة التفاهم مع جامعة إسطنبول التقنية أن يعزز التعاون البحثي بين المؤسستين، ويوفر الفرص لبناء القدرات والتميز في مجال العلوم والتكنولوجيا لما فيه مصلحة البلدين، حيث أن تحلية المياه ومعالجتها من الأهداف الاستراتيجية لكل من دولة قطر والجمهورية التركية، علما أنها المرة الأولى التي توقع فيها جامعة قطر مذكرة تفاهم مع جامعة إسطنبول التقنية، والتي تعد الجامعة التقنية الأولى في تركيا.

وستوفر هذه المذكرة أيضا إطارا لتبادل الخبرات التعليمية والأكاديمية والعلمية، وتبادل المعلومات، بما في ذلك النشرات الإخبارية والمجلات والدراسات والإحصاءات وغيرها من البيانات، وإجراء الدراسات، وعقد المؤتمرات والاجتماعات والتدريب وتبادل أعضاء هيئة التدريس والعلماء والباحثين.

وبهدف تعزيز التعاون في المجالات الأكاديمية والبحثية والمهنية ودعم الطلبة، وللاستفادة من الإمكانيات المشتركة للطرفين في مجالات التعليم والتدريب، وقعت جامعة قطر مذكرة تفاهم مع الشركة التركية لصناعات الفضاء وذلك في مارس 2022.

وبحسب ما أكده الطرفان، فإن من شأن مذكرة التفاهم هذه، تفعيل الشراكة مع الشركة التركية لصناعات الفضاء، وتسهيل نقل المعرفة والتكنولوجيا خدمة للجامعة والمجتمع، وتعميق العلاقة مع القطاع الصناعي المحلي والعالمي نحو مزيد من التعاون والتفاعل المشترك، بما يدعم العملية التعليمية والطلبة، وتأسيس علاقات جديدة نحو التعاون المثمر بينهما، في المجالات المذكورة.

وفي مجال التبادل الطلابي، وقعت جامعة قطر بروتوكول تعاون مع وقف المعارف التركي، يتم بموجبه إيفاد 30 طالبا من قبله إلى الجامعة سنويا لإكمال تعليمهم الجامعي /بكالوريوس/ باللغة العربية.

وأبرمت جامعة قطر اتفاقيات ومذكرات تفاهم مماثلة، مع جامعة بهتشه شهير، وجامعة مرمرة، ومركز الأناضول لدراسات الشرق الأوسط، و"اسطنبول للبحوث الاقتصادية"، ومركز دراسات الشرق الأوسط.

كما وقعت جامعة لوسيل في أبريل من العام الجاري بروتوكول تعاون مع وقف المعارف التركي أيضا، تقوم من خلاله الجامعة بالإعلان عن الفرص التعليمية المتاحة فيها وتوفير التسهيلات اللازمة للالتحاق بها.

ولجامعة حمد بن خليفة ونظيراتها التركية علاقات تعليمية متطورة أيضا، حيث تعمقت المشاركات والشراكات في هذا السياق من أجل النهوض بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتعليم العالي وتمكين البلدين الشقيقين من مواجهة التحديات العالمية في هذا الخصوص، وفي هذا الإطار عقدت السفارة التركية بالدوحة شراكة مع الجامعة لإرسال قرابة خمسين طالبا سنويا للدراسة فيها من أجل تعلم اللغة العربية.

كما وقعت جامعة حمد بن خليفة، عددا من مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع كل من جامعات إسطنبول وابن خلدون وصباح الدين زعيم، والسلطان محمد الفاتح التركية، بهدف التعاون في المشاريع الطلابية والأكاديمية والدراسات البحثية التعاونية، والمساهمات المشتركة في المنشورات الأكاديمية والعلمية، وتبادل الوثائق العلمية، إضافة للأنشطة اللاصفية، مثل الدورات التعليمية، وبرامج اللغة، والمؤتمرات، والندوات، وتبادل أعضاء هيئة التدريس، والمدارس الصيفية وبرامج الدبلومات، وتوفير فرص لطلاب الدكتوراة للتعاون مع نظرائهم ، بما في ذلك كتابة أطروحات دكتوراة تحت إشراف مشترك.

ويشمل هذا التعاون كذلك تنظيم الندوات والمؤتمرات، وبرامج الماجستير في الدراسات الإسلامية، والتمويل الإسلامي والاقتصاد، والإسلام والشؤون الدولية، والعلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية، ودراسات المرأة في المجتمع والتنمية، ودراسات الترجمة، والترجمة السمعية البصرية.

ونتيجة للجهود المشتركة، أثمر التعاون بين جامعة حمد بن خليفة وغيرها من الجامعات التركية على تنظيم العديد من الفعاليات، منها تنظيم المؤتمر الدولي الرابع حول الأمة الإسلامية بالشراكة مع مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية في جامعة صباح الدين زعيم، والمشاركة في مسابقة /جوائز إسطنبول لحقوق التأليف/، والتي فازت بالدورة السادسة منها دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، من بين (52) ناشرا يمثلون 26 دولة، فضلا عن مشاركة الدار المتواصلة في برنامج زمالة إسطنبول للنشر، وكذلك اقتناء حقوق نشر العديد من الكتب التركية المتميزة، وترجمتها ونشرها باللغة العربية ، وفي المقابل، قامت عدة دور نشر تركية باقتناء حقوق ترجمة كتب صادرة عن دار جامعة حمد بن خليفة لنشرها باللغة التركية.

ويؤكد استمرار التعاون في قطاع التعليم بين قطر وتركيا، في إطار الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، حرص الجانبين على تعزيز آفاق علاقاتهما التربوية والتعليمية واستكشاف الفرص الجديدة ، ما يضيف آفاقا جديدة لهذا التعاون في شتى مجالاته ، وفق رؤى وخطط وبرامج ممنهجة ، علمية ومدروسة، تواكب أجندة القرن الحادي والعشرين وتؤكد الدور المحوري للتعليم في تحقيق والأهداف التنموية العالمية ذات الصلة.

 

مساحة إعلانية