محليات

254

السفير الفرنسي : زيارة سمو الأمير مصدر فخر وسعادة لبلادنا

أكد سعادة السفير الفرنسي لدى الدوحة جان كريستوف بوسيل أن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى باريس نهاية الشهر الماضي شكل مصدر فخر وسعادة لفرنسا كونه أول بلد أوروبي يتوجه له سمو الأمير.

وقال سعادته إن الزيارة شكلت فرصة هامة للتأكيد على طبيعة العلاقات المميزة والإستراتيجية التي تربط البلدين الصديقين، مشيرا إلى ازدهار العلاقة في المجالات الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية حيث تنمو الشراكة باضطراد بين قطر للبترول الدولية وتوتال الفرنسية،.

وأكد سعادة السفير عدم جدوى الانتقادات التي توجه لملف استضافة قطر لنهائيات كأس العام 2022 ، مشددا على أن السبب الرئيسي للانتقادات هو عدم معرفة البعض بحقيقة الوضع ووجود أشخاص غير راضين عن فوز قطر بحق الاستضافة ؛ كما أن هناك من لا يصدق أن بلدا صغيرا مثل قطر يمكن له أن ينظم النهائيات، وعبر السفير عن ثقة بلاده بقدرة قطر على انجاز تحدي استضافة 2022 . وأكد السفير بوسيل أن وجود بعض الرافضين للاستثمارات القطرية في بلاده هو أمر طبيعي، مشيرا الى رأي الحكومة الفرنسية بأن الاستثمارات هي مصدر أساسي لتأمين الوظائف ، وأن هناك فوائد كبيرة يجنيها كلا البلدين نتيجة تلك الاستثمارات.

وأكد بوسيل أن خيار اعتماد الغاز القطري كبديل للغاز الروسي هو في اعتبار الجميع في اوروبا حيث تسعى كافة الدول لتنويع مصادرها من الطاقة.. الشرق التقت بوسيل بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي الذي يصادف اليوم الرابع عشر من يوليو من كل عام وكان لنا معه هذا الحوار..

- كيف تقيمون نتائج زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأخيرة إلى فرنسا على مستوى العلاقات بين البلدين سياسياً واقتصادياً ؟

- الزيارة كانت هامة للغاية وهي المرة الأولى التي يقوم بها حضرة صاحب السمو بزيارة رسمية الى بلادنا وسمو الأمير يعرف بلادنا بشكل جيد جدا وقد تفضل بزيارة بلادنا عدة مرات سابقا وعقد مباحثات مع فخامة الرئيس الفرنسي ولكن هذه الزيارة الأولى له منذ تولى القيادة في دولة قطر منذ عام تقريبا وهذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها سمو الأمير لبلد أوروبي وهذا مصدر فخر وسعادة لنا أن نكون أول بلد أوروبي يتوجه له سمو الأمير وكانت الزيارة فرصة هامة للتأكيد على طبيعة العلاقات المميزة التي تربط البلدين الصديقين وعلاقة البلدين إستراتيجية فنحن بحاجة لبعضنا البعض فالمنطقة هامة للغاية بالنسبة لنا على المستويات السياسية والإستراتيجية والعسكرية ونحن بحاجة لحلفاء في المنطقة وقطر بحاجة لصداقة فرنسا لدعم التنمية وضمان الإستقرار ، على مدى أربعين عاما أنشأنا صداقة وثيقة، وأنا أثني على مستوى المحادثات التي أجراها حضرة صاحب السمو مع المسؤولين الفرنسيين فقد كانت مباحثات جدية وهامة للغاية.

- تم توقيع عدة اتفاقيات خلال الزيارة كيف يمكن ان تنعكس تلك الاتفاقيات على العلاقة بين البلدين على الصعيد العملي ؟

- تم التوقيع على خمس اتفاقيات خلال الزيارة وليست الاتفاقيات بحد ذاتها فقط هي الهامة بل المجالات الكبيرة التي شملتها تلك الاتفاقيات وشملت الاتفاقيات الجانب الثقافي حيث تم الاتفاق على إنشاء لجنة ثقافية مشتركة تجتمع سنويا وتضع إطارا للنشاطات التي يشملها التعاون الثقافي ووقعنا اتفاقية للتعاون وتم توقيع اتفاقية للتعاون بين "الاينا " ENA والمعهد الدبلوماسي في قطر لتدريب الدبلوماسيين وهذا امتياز جيد فانت عادة لا تطلب من احد تدريب دبلوماسييك ولكن تطلب من أصدقائك المقربين وقد يتم تدريب الطلبة أو الخريجين وقد تشمل الدبلوماسيين ، ووقعنا أيضا اتفاقية بين وزراء الاقتصاد والتجارة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ، وهذه اتفاقية هامة لأن قطر تشكل سوقا واعدة في المشاريع من هذا النوع لأن أغلبية المشاريع هي مشاريع كبيرة لذلك ارتأينا دعم الشركات الصغيرة ذات الأداء الجيد وهذه الاتفاقية سوف تدعم تلك الشركات وتدعم الشركات القطرية أيضا في السوق الفرنسي ، وتم توقيع اتفاقيتين في مجال الأعمال بين شركة سكك الحديد القطرية "قطر ريل" وكيو دي في سي والستوم وهي الشركة التي تنفذ مشروع مترو لوسيل ، وهكذا شملت الاتفاقيات الجوانب الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية ومجال الأعمال وهذا يعطي صورة عن مستوى العلاقات.

- هل تأملون بمشاركة أوسع في تنفيذ مشاريع البنية التحتية لقطر 2022؟

- آمل ذلك فالشركات الفرنسية تشارك فعليا في السوق القطرية وبعضها شركات معروفة وشهيرة والشركات الفرنسية يمكن الاعتماد عليها نظرا لما تتمتع به من قدرات وإمكانيات ويمكنها المشاركة بفعالية في خطط التنمية في قطر وآمل ان يتمكن الفرنسيون من زيادة مساهمتهم في إنشاء المشاريع.

- هناك اتفاقية سابقة وقعت بين توتال وقطر للبترول الدولية لتسويق الغاز القطري عبر أوروبة هل هناك خطوات جديدة على صعيد التعاون في مجال الطاقة بين البلدين ؟

- توتال شريك رئيسي لشركة قطر للبترول ومنذ عامين حضرت احتفالا بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لتأسيس قطر للبترول وكانت توتال هناك وتوتال موجودة في قطر منذ بدء الصناعة النفطية منذ 75 عاما مضت ولا تزال توتال حاضرة والشراكة بين توتال وقطر للبترول تزداد قوة واهمية ولكن يجب ان لا تقتصر تلك الشراكة على تسويق الغاز في أوروبا فهي تشمل المنتجات البتروكيماوية الأخرى وتوتال هي شريك هام في قطر للغاز وهناك شراكات بين توتال وقطر للبترول في بلدان أخرى في افريقيا مثلا كما في الكونغو لذلك فهذه الشراكة واسعة.

- هل ترون إمكانية في المستقبل وعلى ضوء زيادة تسويق الغاز في أوروبا ان تعتمد فرنسا وأوروبا الغاز القطري كمصدر بديل للغاز الروسي وخاصة على ضوء الأزمة الأوكرانية وتهديدات روسيا بقطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا ؟

-هذا الخيار هو في اعتبار الجميع وعلينا النظر في هذا الوضع ولكن عموما المسألة معقدة ويجب أن نأخذ في الاعتبار مسألة الأسعار والتوفر والإمكانيات التقنية والتداعيات السياسية في السوق وبالنسبة لي فمن غير المقبول للدولة أن تعتمد على مصدر واحد للطاقة والمثل يقول لا تضع كل البيض في سلة واحدة وعلينا بالتأكيد تنويع مصادر الطاقة وقطر بالتأكيد هي شريك أساسي ومهم في ذلك.

- هناك حملة مقصودة شنتها بعض الصحف الغربية وخاصة البريطانية وكانت هناك أصوات منتقدة في الإعلام الفرنسي لاستضافة قطر نهائيات كأس العالم 2022 ما سبب تلك الحملة ولماذا لا تريد تلك الاصوات لقطر والمنطقة استضافة حدث رياضي بهذا الحجم ؟

- أعتقد أن السبب الرئيسي للانتقادات هو عدم معرفة البعض بحقيقة الوضع وهناك أشخاص آخرون غير راضين عن فوز قطر بحق الاستضافة وهناك من لا يصدق ان بلدا صغيرا مثل قطر يمكن له أن ينظم النهائيات وهناك أسباب متنوعة تقف خلف تلك الانتقادات.

قد يمكنك مثلا طرح بعض التساؤلات مثل مسألة اللعب في الصيف ولكن لم يكن ذلك جديدا فالجميع يعلم ان فصل الصيف حار جدا في قطر وهذه المسألة يمكن حلها بالنقاش بين قطر والفيفا والاتحادات الدولية ، والنقطة الثانية التي اؤكد التأكيد عليها هو أننا نثق بدولة قطر ونعتقد أنهم ألزموا أنفسهم بذلك وهم مصممون على المضي بما التزموا به وهم يستطيعون انجاز ذلك بالتأكيد.

المزيد من التفاصيل على صفحات "الشرق" غدا الأثنين.