رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2615

تجمع المهنيين: اعتصامنا ضمان حماية ثورتنا

14 أبريل 2019 , 07:30ص
alsharq
البرهان والمعارض ابراهيم الشيخ .. حوار بعلامة النصر - ا ف ب
الخرطوم- الأناضول

دعا تجمع المهنيين السودانيين، امس، المواطنين إلى مزيد من التوافد على ميادين الاعتصام‎ في كافة أنحاء البلاد. جاء ذلك في بيان نشره التجمع عبر صفحته بـ"فيسبوك"، عقب أقل من ساعتين على أول خطاب يلقيه الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان. وقال التجمع "نداء لشعبنا الأبي بالمزيد من التوافد إلى ميادين الاعتصام".

وأضاف أن "اعتصامنا ضمان حماية ثورتنا". ولليوم الثامن على التوالي، واصل آلاف السودانيين، امس، الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، حيث انتظروا الخطاب الأول لرئيس المجلس الانتقالي، عبد الفتاح البرهان. وعقب خطاب البرهان، ردد المحتجون في الخرطوم شعارات منها: "سقطت تاني.. وتسقط ثالثا"، في إشارة إلى سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير، ثم رئيس المجلس العسكري السابق، عوض بن عوف بعد يوم من أدائه القسم، وإمكانية إسقاط البرهان.

وأعلن تجمع المهنيين السودانيين الموافقة على دعوة من المجلس العسكري الانتقالي لإجراء حوارحول "الانتقال إلى سلطة مدنية". ويقود التجمع احتجاجات يشهدها السودان، منذ نحو 4 أشهر، بجانب أحزاب تحالفات المعارضة، وهي: "نداء السودان" و"الإجماع الوطني" و"التجمع الاتحادي المعارض وقوى المدنية". وشدد على أن الجلوس على طاولة التفاوض يهدف إلى الوصول إلى "سلطة مدنية انتقالية تنفذ مطالب الثورة"، بعد أن تمت الإطاحة بالرئيس عمر البشير.

ويضم وفد المعارضة 10 شخصيات من كل من "تجمع المهنيين" وتحالفات المعارضة‎. وتتمثل مطالب المحتجين في محاكمة رموز النظام السابق، وتسليم السلطة لحكومة مدنية، وحل هيئات وقوات تتبع للنظام السابق، مثل "الدفاع الشعبي، والأمن الشعبي، والأمن الطلابي"، ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضد المتظاهرين في الأحداث الأخيرة.

ويرى مراقبون أن مواجهة الدولة العميقة التي كرسها نظام البشير في السلطة من سياسة التمكين لعناصرها، وقيام مؤسسات كبرى وتنظيمات عسكرية تخضع بالكامل للولاء التنظيمي، ستجعل مهمته صعبة. يضاف إلى ذلك السيطرة الاقتصادية لشركات حكومية لمؤسسات الدولة من أمن وجيش وشرطة، وكذلك الشركات التي يملكها أفراد الحزب الحاكم، قد تعقّد عمل الرجل في الوقت الراهن. ويرى البعض أن "برهان" أمام طريقين متوازيين لا يلتقيان، مطالب المحتجين والمعارضة من جهة، وتشبث الإسلاميين والموالين لهم بالسلطة من جهة أخرى.

ويمكن لتقاطع هاتين المجموعتين أن يؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء فيما يعتقد بعض المراقبين أن الأمر يمكن حله بشكل أكثر سهولة، وهو محاولة الاتفاق على نقاط أساسية تتمثل في تنفيذ بعض البنود التي قد توجد واقعا جديدا يمكن أن يصحبه تغيير شامل في المستقبل. وذلك من خلال تنازل "تجمع المهنيين" وحلفاؤه في المعارضة، عن أي نقاط التزمت بمحاولة استقطاب "برهان" لصالحهم في تحقيق قيام حكومة مدنية، يلي ذلك اجتثاث جذور دولة الرئيس المعزول عمر البشير العميقة. وفي كل تطورات المشهد، لا يغيب دور مهم آخر قد يعجل بـ "برهان" كسابقيه، ولكن بطريقة أخرى، وهو حدوث انقلاب آخر من أطراف داخل الجيش لا علاقة لها بالقيادة المحسوبة على النظام السابق، ورافضة لـ "برهان" وقادة الجيش الذين صعدوا طوال السنوات الماضية على قمة الهرم العسكري بفضل علاقتهم بالنظام. وبذلك تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، وهذا ما ستكشف عنه الساعات القادمة، في سودان يشهد تنازعا شديدا بين أطراف وقوى متنافرة في الأغلب، وأخرى تتلاقى في بعض النقاط وتختلف في أخرى.

وكان تحالف قوى الحرية والتغيير في السودان، قد أعلن أن "المجلس الانتقالي العسكري ليس مخولاً بالتفاوض لتشكيل الحكومة وإدارة المرحلة المقبلة". الإعلان جاء بعد ساعات قليلة من تأدية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القسم رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي، خلفاً لعوض بن عوف، الذي تنحى نتيجة تواصل الاحتجاجات المطالبة برحيل كافة رموز نظام الرئيس المعزول عمر البشير. مشيراً إلى أن "السلطة العليا هي للشعب السوداني وليس للمجلس العسكري". وقال إن "خيار إعلان حكومة الشعب المدنية مطروح على الطاولة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبنا"، مؤكداً أنه "لم يطلب من الجيش استلام السلطة، بل دوره تأمين عملية الانتقال السياسي فقط".

وأشار التحالف إلى أن "الشعب السوداني لن يتراجع إلى الخلف بعد معاناة لثلاثة عقود"، موجهاً التحية للمتظاهرين الذين يواصلون اعتصامهم أمام قيادة الجيش، ولكل الضباط والجنود الذين حموا الاعتصام والتظاهرات. وشدد التحالف على رفض "أي تدخل أجنبي لتحديد مسار الانتفاضة"، وضرورة "إعداد دستور جديد يضمن التداول الديمقراطي للسلطة". وطالب المجتمعون بقيام "دولة مدنية ديمقراطية لتحقيق نجاح الانتفاضة"، ودعوا لتصفية "أركان النظام الشمولي الذي حكم لمدة 30 عاماً".

مساحة إعلانية