رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1025

الاحتجاجات تعود من جديد إلى الشوارع اللبنانية

14 يناير 2022 , 06:55ص
alsharq
إغلاق الطرق بالشاحنات في لبنان- رويترز
هاجر العرفاوي

عادت الاحتجاجات مجدداً إلى شوارع لبنان، حيث أصاب الاضراب البلاد حالة من الشلل لساعات عديدة، بسبب تردي الأوضاع المعيشية وانهيار العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها وارتفاع أسعار المحروقات، بينما تعاني البلاد أحد أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم بالإضافة الى استمرار الخلافات بين الأطراف السياسية.

وشهدت عدة مدن في لبنان، أمس "يوم غضب"، حيث قطع المتظاهرون الكثير من الطرق. وذكرت غرفة التحكم المروري في لبنان على تويتر، أن المحتجين قطعوا السير على طرق وتقاطعات عديدة في البلاد، في حين لم يصدر أي رد من الحكومة اللبنانية حول هذه الاحتجاجات، في ظل خلافات بين مكوناتها.

وبحسب وسائل اعلام محلية، استخدم سائقو سيارات الأجرة والشاحنات مركباتهم لإغلاق الطرق للاحتجاج على الزيادة الحادة في أسعار الوقود، مطالبين بالحصول على وقود مدعوم بعد ان رفعت الحكومة الدعم. وأفاد تقرير لبناني بأن أسعار جميع المحروقات شهدت ارتفاعا جديدا أمس.

وتم إغلاق الجامعات والمدارس في جميع أنحاء لبنان ولم يتمكن كثير من المواطنين من الوصول إلى أماكن العمل بسبب إغلاق الطرق. وعمد المتظاهرون الى اغلاق الطرق السريعة الرئيسية في البلاد وداخل المدن والبلدات بدءا من الساعة الخامسة صباحا.

وفي بيروت، قطع المحتجون كافة الطرق الرئيسية في العاصمة وضواحيها، وفي طرابلس اغلق سائقو الشاحنات وسيارات الأجرة الطرق الرئيسية والمؤدية إلى مرفأ المدينة. وفي مدينة صيدا، ندد سائقو سيارات الأجرة بعدم إيجاد الحكومة خطة لمساعدتهم، وسط الارتفاع المستمر لأسعار الوقود. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية، بأن سائقي مختلف المواصلات العامة والشاحنات وغيرها، قطعوا طريق البقاع شرق البلاد، التزاما بدعوة اتحادات النقل البري إلى الإضراب. والثلاثاء، دعا رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس، اللبنانيين خلال مؤتمر صحفي "للنزول للشارع الخميس، والإعلان عن يوم غضب عارم"، مشددا على "عدم تصديق وعود الحكومة".

واكد أحد المتظاهرين للأناضول، ان الاضراب مستمر في مختلف المناطق حتى تحقيق مطالبهم من قبل الحكومة التي "لم تف بوعودها بدعم قطاع النقل البري وقمع المخالفات، ولهذا السبب قررنا التصعيد والتحرك".

* عودة إلى الشارع

ومن جهته، أشاد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، بنجاح "يوم الغضب" منذ الأربعاء، "بعد إعلان التضامن الواسع معه والالتزام التام على أرض الواقع". وقال الأسمر في تصريحات صحفية، "هذه صرخة للمسؤولين ليقوموا بدورهم وواجباتهم تجاه الشعب". وفي وقت سابق، تجمع المحتجون مساء الاربعاء، واعتصم عدد منهم أمام مصرف لبنان المركزي في منطقة الحمرا غربي العاصمة بيروت، وفرع لمصرف في مدينة طرابلس مطالبين بـ"رحيل ومحاكمة المنظومة الفاسدة الحاكمة".

ووفق الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام في لبنان، تجمع محتجون أمام مقر المصرف تحت شعار "إسقاط منظومة الفساد والإجرام والتفقير" رافعين الأعلام اللبنانية، احتجاجا على الوضع المالي والمعيشي المتردي. وأضرم عدد من المحتجين النار بأحد المكاتب التابعة لمصرف لبنان، مما دفع القوى الأمنية إلى منعهم، كما أغلق البعض الطريق أمام المصرف بإطارات مشتعل. وتأتي هذه الاحتجاجات في الوقت الذي لم ينتظر فيه اللبنانيون من الحكومة اللبنانية إخراج البلاد من حالة الانهيار والفساد الذي تعاني منه البلاد منذ سنوات.

*أزمات مستمرة

ويعاني لبنان منذ عامين أزمة اقتصادية غير مسبوقة وصفها البنك الدولي بأنها "الأكثر حدة وقساوة في العالم"، وصنفها ضمن أصعب ثلاث أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر. وأدت الازمة الاقتصادية اللبنانية الى تراجع في حجم التدفقات المالية من الخارج، وارتفاع في حجم الدين العام وشح في الوقود والأدوية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية حيث لامس 32 ألف ليرة لبنانية للدولار، وتراجع القدرة الشرائية بفعل ارتفاع الأسعار وانهيار سعر صرف الليرة. ومنذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي، يعيش حوالي 80 بالمائة من اللبنانيين في فقر بعد أن فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 بالمائة من قيمتها، وانكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة 20.3 بالمائة عام 2020 ونحو 7 بالمائة العام الماضي، بحسب البنك الدولي.

كما تواجه الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي، والتي لم تعقد أي اجتماع منذ أكتوبر الماضي، ازمة بسبب الخلافات السياسية بين أعضائها. بالإضافة الى الخلاف القائم بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، وتبادل الاتهامات بينهما وتحديدًا حول الصلاحيات فيما يتعلق بالدعوة إلى فتح دورة استثنائية للبرلمان من أجل التشريع، وأيضًا حول الدعوة إلى الحوار التي أطلقها عون والتي شهدت اعتراضات.

مساحة إعلانية