رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

797

حوار عون يشعل ثورة جديدة.. وقتيل عقب الحوار الرئاسي

13 نوفمبر 2019 , 02:48م
alsharq
بوابة الشرق_سماح الخلايلي

عود على بدء ..هكذا كان مشهد الشارع المنتفض في لبنان فور انتهاء الحوار الصحفي الذي أجراه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون مساء أمس فلم يكد ينتهي حوار عون حتى غصت الشوارع من جديد  بالمتظاهرين الغاضبين ،وكأنما تحول ما أريد له أن يكون سبيل تهدئة إلى الزيت الذي صب على نار مشتعلة أصلا فألهبها من جديد .

تصريحات الرئيس اللبناني التي طالب خلالها المحتجين بالعودة إلى منازلهم وقال إن مطالبهم قد سُمعت، محذراً من "نكبة" إذا ظلوا في الشوارع ، لم يرى فيها الشعب المنتفض ضد الطبقة الحاكمة مفتاح حلول بل  وجدوها استفزازية ومستهترة بانتفاضتهم ومخيبة لأمالهم إذ كشف عون في كلمته عن موقفه  الرافض  لحكومة تكنوقراط  وهي الحكومة التي يطالب بها المحتجون ، بل طالب بتشكيل حكومة تكنو-سياسية، ودافع عن حزب الله وصهره وزير الخارجية جبران باسيل.

وقال عون إن "حكومة التكنوقراط لا يمكنها تحديد سياسة البلد، وأنا أؤيد تشكيل حكومة نصف سياسية ونصف تكنوقراطية"

ونأى عون بنفسه عن مسؤولية الأزمة التى تطالب فيها الطبقة الشعبية ،ولم  يبادر بتحديد موعد لبدء الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل حكومة جديدة أو يبدي حتى استعدادا حسبما رأى المحتجون بالاستماع  إلى مطالب الناس وتلبيتها، أو توفير الحلول والبدء بإجراءات فورية تعمل على امتصاص غضب الناس والخروج من الأزمة المستفحلة.

واعتبر عون أن شعار "كلكم يعني كلكم" الذي يرفعه المحتجون شعار خاطئ لأن في لبنان أشخاص لديهم الكفاءة للنهوض بالبلد.

وعن حزب الله قال "لا يستطيعون أن يفرضوا علي أن أتخلص من حزب يشكل على الأقل ثلث اللبنانيين"، معتبرًا أن المجتمع الدولي "يطلب منا أشياء لا يمكننا أن نقوم بها"

وردا على توجيه انتقادات واسعة لصهره وزير الخارجية جبران باسيل، قال عون إن "أحدا لا يستطيع أن يمنع باسيل من حقه كرئيس أكبر كتلة نيابية وأن يضع فيتو عليه في نظام ديمقراطي.

عون يلهب الشارع

لكن العبارة التي صدمت اللبنانيين كانت تلك التي توجه فيها  إلى المحتجين قائلا “اذا لم يعجبهم أحداً آدمياً في السلطة، يروحوا يهاجروا. وليراجعوا تاريخي وليبقوا معي إذا أعجبهم، وإذا لا سأرحل أنا”.

عبارة واحدة كانت كفيلة لتصعد الغضب الشعبي  وتتسبب بنزول عشرات الألاف من اللبنانيين  على الفور من كافة المناطق للتعبير عن غضبهم ورفضهم للاستفزاز وعدم الاستماع إلى مطالبهم.

وعاد المتظاهرون مجدداً إلى قطع الطرق الرئيسة في مختلف المناطق اللبنانية وأشعلوا الإطارات وقطعوا  الطرقات الرئيسة  في مختلف المناطق شمالا مرورا ببيروت وصيدا جنوبا ،لكن التطور الأخطر الذي شهدته ساحات التظاهر عقب حديث عون أمس الثلاثاء  وقع  في منطقة خلدة جنوبي بيروت ليلاً، عندما  أردي  أحد المتظاهرين بعد اطلاق عسكري النار عليه، في محاولة لتفريق متظاهرين قطعوا الطريق بعد وقوع تلاسن، وفق قيادة الجيش التي أكدت توقيف مطلق النار للتحقيق معه.

ويعد هذا القتيل الثاني منذ بدء التحركات الشعبية، بعد مقتل متظاهر بشكل فردي على طريق المطار اثر اندلاع الاحتجاجات

وأثار مقتل المتظاهر  غضباً واسعا، استمرت صباح اليوم  عمليات قطع الطرقات، وتخللها إشتباكات متكررة بين المحتجين والجيش اللبناني، الذي يسعى إلى فتحها

وقطع المتظاهرون طرقات حيوية منذ الصباح الباكر في وسط بيروت وعلى مداخلها، وفي نقاط عدة على الطريق المؤدي من بيروت إلى شمال لبنان، وفي طرابلس وعكار شمالاً والبقاع الغربي شرقاً وأشعلوا الإطارات المطاطية احتجاجاً.

وبدأ متظاهرون ظهر الأربعاء بالتجمع على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي في بعبدا على مشارف بيروت، في حين أغلق الجيش كافة الطرق المؤدية إلى منطقة بعبدا، حيث القصر الرئاسي، بالعوائق الحديدية والسياج الشائك، وفق لوكالة فرانس برس.

وعاد المتظاهرون إلى أسلوب قطع الطرقات بعدما كانوا اتبعوا منذ الأسبوع الماضي أسلوب التجمع أمام المرافق العامة والمصارف ومنع موظفيها من الإلتحاق بمراكز عملهم. فيما أبقت المدارس والمصارف ومؤسسات عدة أبوابها مغلقة الأربعاء.

الحريري يطالب الجيش بحماية المتظاهرين

 من جانبه طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من قائدي الجيش وقوى الأمن الداخلي ، اتخاذ كافة الإجراءات التي تحمي المواطنين وتؤمن مقتضيات السلامة للمتظاهرين.. وذلك تعقيبا على سقوط قتيل خلال الاحتجاجات التي يشهدها لبنان برصاص أحد العسكريين في إحدى ضواحي العاصمة بيروت.

وناشد الحريري في بيان الأربعاء المواطنين "المحافظة على حراكهم السلمي وقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر"، منبها "إلى مسؤولية الجميع.. في حماية البلاد والتضامن في مواجهة التحديات".

فرنسا مستعدة للمساعدة

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والحكومة الفرنسية اهتمام فرنسا بالوضع في لبنان واستعدادها لمساعدة لبنان في الظروف الراهنة.

جاء ذلك في رسالة نقلها كريستوف فارنو مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الفرنسية عن ماكرون خلال زيارته بالرئيس اللبناني ميشال عون.

 وتأتي زيارة الموفد الفرنسي في ظل تواصل المظاهرات في لبنان ،حيث سيعقد  الأربعاء سلسلة لقاءات في بيروت تشمل كلاً من الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل.

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي مظاهرات حاشدة للتنديد بالأوضاع الاقتصادية والطبقة السياسية أدت إلى استقالة السيد سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني لكن يبدو أن هذه الخطوة لم تكن  كافية لاحتواء هذه الاحتجاجات في ظل عدم تشكيل حكومة جديدة إلى الآن وتقارير عن فشل المشاورات السياسية في تأليفها.

مساحة إعلانية