رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

263

"راف" تواصل دروس الشمائل المحمدية

13 نوفمبر 2014 , 11:10م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

واصل فضيلة الداعية الدكتور محمد رجب المستشار الشرعي بمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف) دروس سلسلة الشمائل المحمدية التي تنظمها المؤسسة بالتعاون مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعد صلاة العشاء مساء كل جمعة بجامع "أبوبكر الصديق".

وقدم د. محمد رجب نصيحة غالية لطلبة العلم الشرعي وهي أن يكون تعلمهم العلم بهدف العمل بما تعلموا، مذكرا بقول الإمام الشاطبي في كتابه الماتع "الموافقات": "كل مسألة لا يبنى عليها عمل فهي في العلم عارية" فالتعلم هو للعمل، والعمل هو السبيل لدخول الجنة، وعلى طلبة العلم أن يتعلموا العلم خشية لله وبعيدا عن المراء الذي يشتت جهود أهل السنة ويوغر الصدور ويقسي القلوب.

وقد استهل الشيخ حديثه بشرح حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي جاء فيه: حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: «كنت أرجّل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض».

وقصد به المؤلف فهما غير الذي ساقته من أجله أم المؤمنين رضى الله عنها، وهذا من فرط فقهه وسعة علمه، فقد قصدت أم المؤمنين رضى الله عنها الخروج عن الغلو والإفراط عن الحد في معاملة النساء أثناء فترات العذر الشرعي لهن، كاعتزال النساء مشابهة باليهود، واجتناب لمسهن، فبينت كيف أنها كانت ترجل رأس النبي صلى الله عليه وسلم لتبين أن ما يفعله المتجاوزون مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث بيان لسماحة النبي صلى الله عليه وسلم فرغم مقام النبوة وعلو شأنه يسمح لزوجته أن تُرجل شعره صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على ما سقناه من قبل "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يترك شعره لحد الوفرة انشغالا عنه وليس انشغالاً به".

ولهذا ترك السيدة عائشة تمشط له شعره صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث بيان أن المرأة كزوجة يجب أن تكون في موضع الرضا والخدمة لزوجها وتكون في موضع الرضا منه وهذا من أصل وظيفتها، وفيه بيان المودة والرحمة التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين رضى الله عنها والرحمة أثر من آثار النبي (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وإذا فقدت الحياة الزوجية الرحمة ترتب عليها الجفاء والفقر والتقصير في الحقوق الزوجية، ونزعت البركة.

ومن فقه هذا الحديث أيضاً أنه لابد من التعبد بآثار الأسماء والصفات لله عز وجل، فهو جل في علاه الودود الرحيم، والتعبد يكون مقتضاه الشكر لهذه النعم بالتراحم بيننا.

ونبّه الشيخ على أن الناس قد تستهين بالمكروه، مهملين النظر في أن المكروه هو في حق الله عز وجل وهو ما كرهه الله منك، وهو مقصود في كراهته ألا تفعله، ومن رحمة الله تعالى أنه لم يؤثمك على فعله، وهذه النعمة تحتاج إلى الشكر، والشكر يكون بتركك فعل المكروه لا بفعله اعتمادا على أنك لا تأثم، فتخيل معي لو أن هذه المكروهات كلها محرمات وتعاقب على فعلها، كيف سيكون الحرج الذي نقع فيه؟، فرحمة الله الواسعة تحتاج للشكر.

مساحة إعلانية