رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1573

أرسل فريقاً متخصصاً في التقييم والدعم النفسي والإيواء والمياه والإصحاح

الهلال الأحمر القطري.. أول فرق الاستجابة لزلازل إندونيسيا

13 أكتوبر 2018 , 11:28م
alsharq
الدوحة - الشرق

200 ألف دولار من صندوق الاستجابة للطوارئ لتقديم المساعدات العاجلة

الفريق يعكف على متابعة آخر التطورات فى المناطق المتعذر الوصول إليها

فريق الهلال الأحمر القطري دعم برنامج إعادة الروابط العائلية في منطقة بتوبو

أحد أعضاء الفريق شارك في تقديم الدعم النفسي بمنطقة دونغالا

2,072 حالة وفاة و680 مفقوداً و4,612 مصاباً جراء الزلازل

الحمادي: التغيرات المناخية أسهمت في زيادة الكوارث الطبيعية حول العالم كماً وكيفاً

فاطمة الكواري من قلب الزلزال: شعارنا "نحن هنا لمساندتكم"

 

شهدت جمهورية إندونيسيا على مدار الـ 3 أشهر الماضية، سلسلة من الزلازل المدمرة والهزات الارتدادية المتكررة، وكان لها أثر كارثي على حياة الملايين من السكان المحليين، كما أحدثت دوياً عالمياً لا يزال صداه يتردد حتى اليوم. وكان الهلال الأحمر القطري في طليعة المبادرين إلى الاستجابة مع غيره من الأطراف الفاعلة في الحركة الإنسانية الدولية، في محاولة لاحتواء الأضرار وتقديم الإغاثة الطارئة للضحايا، تمهيداً للانتقال إلى مرحلة التعافي المبكر ثم التنمية وإعادة الإعمار لاحقاً.
 
كانت البداية بزلزال قوي ضرب جزيرة لومبوك الإندونيسية بتاريخ 28 يوليو 2018، وتسبب في أكثر من 30 هزة أرضية، بالإضافة إلى مئات الهزات الارتدادية، وكانت 3 هزات منها هي الأعنف على الإطلاق. وتم في حينه حصر الخسائر بإجمالي وفيات بلغ 477 شخصاً، وأكثر من 7000 جريح و415,000 نازح، وتدمير أكثر من 32 ألف مبنى.
 
ولم تكد البلاد تستفيق من صدمة الزلزال الأول حتى تلاه زلزال آخر يوم الجمعة 8 سبتمبر 2018 بقوة 7.7 على مقياس ريختر (ليكون بذلك أقوى الزلازل المسجلة منذ بداية العام الحالي)، وتأثرت به جزيرة سولاويسي غربي إندونيسيا، كما أحدث موجات تسونامي هائلة أغرقت المناطق المأهولة بالسكان، فضلاً عن انقطاع الاتصالات وإغلاق المطارات والموانئ في المنطقة وصعوبة الوصول للمتضررين بسبب الانهيارات الأرضية ودمار الطرق والبيوت.

وفور وقوع الزلزال الأول، قام الهلال الأحمر القطري بتفعيل مركز إدارة المعلومات في حالات الكوارث لمتابعة آخر تطورات الوضع، كما تم تخصيص 200 ألف دولار من صندوق الاستجابة للطوارئ كمرحلة أولية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، مع إرسال فريق إغاثي من الدوحة لتنفيذ برنامج الاستجابة ضم كوادر إغاثية متخصصة في التقييم والدعم النفسي وإعادة الروابط العائلية والإيواء والمياه والإصحاح.

 
وإثر وقوع الزلزال الثاني جاءت الاستجابة الفورية بتفعيل مركز المعلومات وتخصيص 200 ألف دولار للاستجابة الطارئة، كما تم إرسال فريق إغاثي جديد للإشراف على التنفيذ، حيث كان الفريق الأول قد عاد إلى الدوحة بعد الانتهاء من مهمته.

الأوضاع الإنسانية

ووصل فريق الهلال الأحمر القطري إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا بتاريخ 5 أكتوبر الجاري، حيث قام سعادة السفير أحمد بن جاسم الحمر سفير دولة قطر في جمهورية إندونيسيا باستقباله وبحث الأوضاع الإنسانية والاطلاع على مهام الفريق، وقام سعادته مشكوراً بإصدار تعليماته لفريق عمل السفارة من أجل تقديم جميع التسهيلات اللازمة لتيسير مهمة الفريق.

 
بعد ذلك عقد الفريق عدة اجتماعات تنسيقية مع ممثلي الجمعية الوطنية الإندونيسية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الوطنية الأخرى لمناقشة المعلومات الأولية قبيل الزيارة الميدانية لحصر الاحتياجات، والاتفاق على آليات توزيع المواد الإغاثية لتلبية احتياجات 10,000 أسرة. ويعكف الفريق حالياً على متابعة آخر التطورات، آخذاً في اعتباره المناطق التي تعذر الوصول إليها لإجراء التقييم الميداني نظراً لانقطاع الطرق، وإن كانت التوقعات ترجح احتمالات زيادة أعداد المتضررين، وهو ما سيتم التحقق منه عند إجراء التقييم في تلك المناطق.
 
وبفضل إعادة فتح جزء من المطار لاستقبال رحلات الطوارئ والمساعدات الإنسانية، تمكن فريق الهلال الأحمر القطري من الوصول إلى جزيرة بالو بتاريخ 7 أكتوبر للحاق بالاجتماع التنسيقي الثاني مع الجهات الشريكة بغرفة العمليات المقامة في فرع الجمعية الوطنية الإندونيسية هناك، حيث تم وضع خطة الزيارات الميدانية لتقييم الأوضاع وبحث مدى إمكانية الوصول إلى المناطق المنكوبة.
 
وبحسب آخر الإحصائيات، فقد ارتفعت الخسائر البشرية لتصل إلى 2,072 حالة وفيات، و680 مفقوداً، و4,612 مصاباً، بالإضافة إلى تضرر 67,612 منزلاً. ووصل عدد النازحين إلى 78,994 شخصا تم تسكينهم في 147 مركز إيواء، فيما وصل عدد المدارس المتضررة إلى 2,073 مدرسة.
 

آلاف المستفيدين

وفي اليوم التالي مباشرةً، بدأ الفريق الإغاثي أولى زياراته الميدانية إلى منطقتي سيجي وبتوبو لتقييم الأوضاع على الأرض والتواصل مع الأهالي للتعرف على احتياجاتهم العاجلة، بصحبة كوادر من الجمعية الوطنية الإندونيسية، حيث تعددت الاحتياجات ما بين الرعاية الطبية والخيام ومياه الشرب وأدوات النظافة الشخصية والبطانيات ومواد التنظيف ووحدات الإصحاح. وقام فريق الهلال الأحمر القطري بتوزيع كميات من المواد غير الغذائية في منطقة بلانيه جنوب بالو، وشملت حزم مستلزمات أسرية وحزم مستلزمات أطفال وأغطية بلاستيكية واقية من المطر لفائدة 1,100 شخص.

 
بعد ذلك، انتقل الفريق ومرافقوه إلى مناطق بارات وجلان قاولاسي، حيث تم توزيع بطانيات وحزم ملابس وفرشات، بالإضافة إلى تزويد الأسر في منطقة جونوكو بمياه الشرب والاستعمال الشخصي عن طريق صهاريج المياه وتعبئة الآبار، وبلغ إجمالي عدد المستفيدين من هذه الأنشطة 7,825 مستفيداً. ولا تزال باقي خطوات البرنامج الإغاثي قيد التنسيق، خاصةً في المناطق التي لم تصلها أي مساعدات إنسانية حتى الآن.
 
وقد دعم فريق الهلال الأحمر القطري برنامج إعادة الروابط العائلية، بالتنسيق مع كل من الجمعية الوطنية الإندونيسية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك خلال زيارة ميدانية لمنطقة بتوبو، حيث تم تسجيل حالات فقدان بعض الأشخاص واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للبحث عنهم وإبلاغ ذويهم فور العثور عليهم.
 
أيضاً شارك أحد أعضاء الفريق في تقديم الدعم النفسي بمنطقة دونغالا (سيبادو) بناء على نتائج الاجتماع الذي تم فيه وضع خطة الإسعاف النفسي الأولي للمتضررين من الزلزال. وفي يوم 10 أكتوبر، قام الفريق بزيارة منطقتي بانتنج وتوندو لتقديم خدمات الدعم النفسي الأولي للمتضررين الذين تعرضوا لاضطرابات ما بعد الصدمة، حيث تجاوز عدد المستفيدين من هذه الخدمات 80 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تقديم محاضرات لدعم 22 متطوعاً من مقدمي الدعم النفسي التابعين لفرع الجمعية الوطنية الإندونيسية في سولاويسي.

مجابهة الكوارث المتتالية

كشف سعادة الأمين العام للهلال الأحمر القطري، السيد علي بن حسن الحمادي، عن تكثيف الجهود خلال الفترة الماضية لمجابهة الكوارث المتتالية التي أصابت عدة دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومنها كارثة الفيضانات التي اجتاحت ولاية كيرلا الهندية، والإعصار المداري "مانكوت" الذي ضرب عدة ولايات شمالي الفلبين، والزلازل القوية التي ضربت عدة مناطق من إندونيسيا.

 
وقال الحمادي: "لقد بينت هذه الكوارث المتعاقبة مدى ضعف الإنسان وقلة حيلته أمام غضب الطبيعة، فقد تسببت التغيرات المناخية في زيادة الكوارث الطبيعية حول العالم كماً وكيفاً، مما يحتم علينا ضرورة العمل بكل قوة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والعمل في الوقت ذاته على توفير جميع الإمكانات اللازمة للتخفيف من آثار تلك الكوارث، وخاصةً على المجتمعات الضعيفة".
 
وأكد الأمين العام أن تدخل الهلال الأحمر القطري في إندونيسيا يأتي من منطلق التزامه الإنساني تجاه الضعفاء والمحتاجين في كل مكان، بصفته المؤسسية كمساند لدولة قطر في جهودها الإنسانية داخل قطر وخارجها، وبصفته القانونية كعضو فاعل في الحركة الإنسانية الدولية، داعياً جميع فئات المجتمع القطري إلى الفزعة لإغاثة أشقائهم المنكوبين في إندونيسيا، من خلال التبرع لدعم التدخل الإغاثي للهلال الأحمر القطري هناك، حتى يمكن توفير أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى مستحقيها قبل دخول فصل الشتاء.

كوادر مدربة

يتكون الفريق الإغاثي الذي أرسله الهلال الأحمر القطري إلى إندونيسيا من مجموعة من الكوادر المدربة على أعلى مستوى في مجالات العمل الإغاثي المختلفة، وهم متطوعون وهبوا وقتهم وقطعوا مسافات طويلة في سبيل خدمة الإنسانية، وشعارهم في ذلك، على حد تعبير المتطوعة فاطمة الكواري أحد أبرز الوجوه النسائية في فريق الحد من المخاطر بالهلال الأحمر القطري، هو: "نحن هنا لمساندتكم".

 
وتشير فاطمة الكواري، المتخصصة في مجال إعادة الروابط العائلية، إلى أهمية تضافر الجهود مع متطوعي الجمعية الوطنية الإندونيسية، من خلال العمل يداً بيد من أجل رفع المعاناة عن المتضررين، وهو نفس المعنى الذي أكد عليه المتطوع خالد شاهين، قائد الفريق الإغاثي، مضيفاً: "إن الجهود الضخمة والكبيرة التي بذلها فريق الجمعية الوطنية الإندونيسية مدعاة فخر لنا في الحركة الإنسانية الدولية، وهي محل تقدير لدى كل الجهات المعنية، خاصةً أن الجمعية الوطنية الإندونيسية من الجمعيات الوطنية القوية، ولديها عدد كبير من المتطوعين الذين استطاعوا الاستجابة للزلازل المتتالية على مدار 3 أشهر.
 
ونوه شاهين إلى أن فريق الهلال الأحمر القطري كان من أوائل فرق الاستجابة وصولاً إلى المنطقة على صعيد الجمعيات الوطنية، كما كان الجمعية الوطنية العربية الأولى جنباً إلى جنب مع الهلال الأحمر الكويتي.

زلزال جديد يضرب إندونيسيا

 
وقع صباح الخميس 11 أكتوبر الجاري زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر قبالة سواحل جزيرتي جاوة وبالي في إندونيسيا. وأفادت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزيقا بأن مركز الزلزال يقع على مسافة 61 كيلومتراً شرق سيتوبوندو في جاوة الشرقية، على عمق يناهز 10.3 كيلومتر، لكنه لم يتسبب في حدوث موجات تسونامي. وقد أدى الزلزال إلى وفاة 3 أشخاص تحت أنقاض منازلهم التي انهارت أثناء نومهم، بالإضافة إلى إصابة 8 آخرين، فيما لا تزال إندونيسيا تتعافى من سلسلة الزلازل والهزات الارتدادية وموجات تسونامي التي أصابتها على مدار شهرين ونصف الشهر.

مساحة إعلانية