رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

175

واشنطن بموقف صعب بسبب تردد حلفائها أمام "داعش"

13 سبتمبر 2014 , 08:46م
alsharq
باريس - وكالات

أبدت الولايات المتحدة ارتياحها، بشأن إمكان تشكيل تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية إلا أنها تخاطر بأن تجد نفسها في وضع يحيق به الخطر في ظل تردد حلفائها الغربيين وفي منطقة الشرق الأوسط.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد كشف النقاب الأسبوع الماضي عن مشروع خطة لمحاربة مقاتلي الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا في آن واحد مما يلقي بالولايات المتحدة مباشرة في أتون حربين مختلفتين تشارك فيهما كل دول المنطقة تقريبا بنصيبها.

حملة منسقة

وقبلت عواصم غربية بالمفهوم العام لمثل هذا التحالف فيما وافقت 10 دول عربية يوم الخميس الماضي على الانضمام إلى "حملة عسكرية منسقة".

وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في أنقرة أمس الجمعة "إنني واثق من أن ذلك سيكون تحالفا عريضا مع دول عربية ودول أوروبية والولايات المتحدة وآخرين".

لكنه استدرك قائلا للصحفيين، إن "من السابق لأوانه كثيرا وغير الملائم صراحة في هذه المرحلة من الوقت أن نبدأ في توضيح ما ستقوم به كل دولة على حدة".. والشيطان يكمن في التفاصيل.

وقال دبلوماسي فرنسي رفيع، "يتعين أن يتسم هذا التحالف بالكفاءة وان يكون محدد الهدف"، وأضاف، "علينا بالحفاظ على استقلاليتنا، لا نريد أن نكون مقاولين من الباطن للولايات المتحدة، لم يوضحوا لنا نواياهم حتى هذه اللحظة".

كانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد انسحبتا من خطة لضرب الرئيس السوري بشار الأسد، العام الماضي وذلك قبل ساعات من الموعد المقرر لانطلاق مقاتلات فرنسية مما وضع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في موقف حرج ومعزول.

وتطالب فرنسا هذه المرة بالتزام واضح وبأن يتسق أي عمل في سوريا والشرعية الدولية، وفيما يتعلق بالعراق فإنها تريد خطة سياسية تضم جميع أطياف المجتمع تكون جاهزة للتطبيق في الفترة التي تعقب إضعاف الدولة الإسلامية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي السابق، أوبير فيدرين، "يجب أن يتسم التحالف بأكبر قدر ممكن من الشرعية، إنه بحاجة إلى أعضاء من مجلس الأمن وأكبر عدد ممكن من الدول العربية ويتعين أن تكون هناك متابعة وإلا بدأ الأمر كله من جديد في غضون 3 أشهر، يجب أن تكون هناك رؤية طويلة الأمد".

وتلك هي فكرة عقد مؤتمر في باريس في 15 سبتمبر الجاري يضم السلطات العراقية جنبا إلى جنب مع 15 إلى 20 جهة دولية، تأتي هذه المحادثات قبل اجتماع وزاري في مجلس الأمن الدولي في 19 سبتمبر واجتماع آخر لرؤساء الدول بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الجاري.

وقال هولاند، وهو أول زعيم غربي يتوجه إلى العراق منذ التقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو الماضي للصحفيين في بغداد أمس الجمعة "الهدف هو تنسيق المساعدات والدعم والتحرك من أجل وحدة العراق وضد هذه الجماعة الإرهابية".

وأرسلت فرنسا حتى الآن أسلحة ومعونات إنسانية لمقاتلين أكراد في العراق، ومن المرجح أن ترسل نحو 250 من أفراد القوات الخاصة للمساعدة في توجيه ضربات تقوم بها مقاتلات من نوع رافال.

إلا أن ما يمكن أن تقدمه فرنسا لا يزال محدودا لأن القوات الفرنسية موزعة في مناطق عدة منها أكثر من 5 آلاف فرد في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى. وخصصت فرنسا ميزانية حجمها 450 مليون يورو للعمليات الدفاعية الخارجية لعام 2014 في وقت تتعرض فيه الحكومة لضغوط شديدة لخفض الأنفاق.

بريطانيا حريصة بدرجة ما

أما بريطانيا حليفة واشنطن الرئيسية في عام 2003 فقد بعثت برسائل متباينة، فقد أكدت بريطانيا انه يتعين ألا يعلو الغرب على جهود القوى الإقليمية أو أن يهمل أهمية تشكيل حكومة عراقية تضم جميع الأطياف ولا تقصي أحدا.

ومثلها مثل فرنسا فقد التزمت بريطانيا التحفظ بشأن أي عمل في سوريا بسبب الجوانب المتعلقة بالمشروعية والدفاعات الجوية للحكومة السورية.

وبالنسبة للعراق فقد قدمت بريطانيا معونات إنسانية ونفذت عمليات مراقبة وأمدت الأكراد بأسلحة ووعدت بالتدريب.

وفيما يتعلق باتخاذ عمل عسكري تساند بريطانيا توجيه ضربات جوية أمريكية وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مرارا إن بريطانيا نفسها لا تستبعد شيئا إلا إرسال قوات مقاتلة برا.

وقال مسؤول الحكومة البريطانية "يجب أن نواصل العمل الوثيق والتباحث ودراسة الإستراتيجية، ولا ينبغي تصوير الأمر وكأننا نقول.. ها هي الخطة وهذه هي الأدوار، ومن يريد ماذا".

ومع اقتراب موعد الانتخابات بعد أقل من 9 أشهر من الآن تدرك الحكومة البريطانية معارضة الرأي العام لدور بريطانيا في غزو العراق مع الولايات المتحدة في عام 2003.

ولا ينسى كاميرون أيضا ذكرى هزيمة برلمانية قاسية الصيف الماضي حينما استدعى أعضاء البرلمان أثناء عطلة صيفية ثم فشل في كسب موافقتهم على ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية اتخاذ عمل عسكري ضد سوريا.

وقال أعضاء الحكومة، إنهم سيحاولون مرة أخرى طلب تفويض من البرلمان للمشاركة في أي ضربات إلا إذا أصبح من الضروري المسارعة للتحرك بسبب أزمة إنسانية أو خطر على بريطانيا.

وقال ديفيد ليدينجتون الوزير بوزارة الخارجية يوم الجمعة "مع اشتداد عزم العالم على مواجهة (الدولة الإسلامية) سندرس بعناية ما هو الدور الذي ينبغي للمملكة المتحدة أن تلعبه في الائتلاف الدولي".

وأضاف قوله "والحقيقة الأساسية هي أنه لم يتم اتخاذ قرارات بشأن عمل عسكري بريطاني ولا تطلب منا في الوقت الحالي".

هجمات جوية

ووعدت ألمانيا وجمهورية التشيك بتسليح الأكراد، لكن برلين تصر على أنها لن تشارك في هجمات جوية.

وأبدى حلف شمال الأطلسي استعدادا لتسهيل وتنسيق نقل الإمدادات جوا وقد يعرض توفير التدريب للقوات العراقية.

وقالت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتي، "يجب أن نحاول مساندة المقاتلين المحليين الذين قد يكون بمقدورهم إيقاف الدولة الإسلامية واحتواؤها في تلك المناطق".

وأضافت قولها، "لقد اختار الأمريكيون تنفيذ ضربات جوية ولم نختر ذلك بعد".

ويريد الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة الحصول على مساندة عسكرية فعالة من دول الشرق الأوسط على أقل تقدير لتجنب الظهور بمظهر شن "حرب صليبية" غربية.

ولكن في العراق تبدو مخاطر مشاركة لاعبين إقليميين أكبر، ومن غير المحتمل أن تقبل السعودية وتركيا والأردن ومصر القيام بدور رئيسي في العمليات العسكرية.

وقال ضابط سعودي في باريس الأسبوع الماضي "الوضع حرج على حدودنا لأنهم (الدولة الإسلامية) قريبون، نعم السعودية مستعدة لتقديم يد العون، لكن يجب على أمريكا أن تظهر أولا أنها معنا الآن".

مساحة إعلانية