رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1396

مسؤول أمريكي سابق لـ الشرق: مفاوضات الدوحة تحشد الجهد الدولي لحل الأزمة الأفغانية

13 أغسطس 2021 , 07:00ص
alsharq
الوفد الأفغاني يقدم مقترحه للسلام
واشنطن - زينب إبراهيم

أكد د. بارنيت روبين المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ملف سلام أفغانستان، والمدير المساعد لمركز التعاون الدولي الإستراتيجي بجامعة نيويورك، والذي عمل سابقاً كمستشار أول للمبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان وباكستان سابقاً، والدبلوماسي الأمريكي المخضرم الخبير في الشأن الأفغاني، التقدير الأمريكي العميق لدور قطر المهم في تحقيق سلام أفغانستان وأهمية استثمار نجاحات المفاوضات السابقة بالدوحة ومناقشة الأطر الخاصة بجولات التفاوض الحالية وتوجهات الإدارة الأمريكية.

 واستعرض أيضاً ملامحه عن موقف إدارة الرئيس جو بايدن ووجهات النظر المتباينة بين ممثلي الجبهات الأفغانية، والجهد الدولي المكثف بزيادة التطلعات للمضي قدماً في ملف سلام أفغانستان، مؤكدا في حديثه لـ الشرق أن مفاوضات الدوحة كانت الأكثر جدية على الإطلاق في تاريخ المفاوضات عبر توقيع اتفاق 29 فبراير 2020 المهم والخاص بانسحاب القوات الأمريكية والتحول التاريخي الكبير الذي ساهمت فيه مفاوضات الدوحة من أجل إنهاء المعاناة الأفغانية ووضع حد لأطول حرب أمريكية، واستعرض أجندة المباحثات الأخيرة في ضوء تطور الأوضاع والمخاطر العديدة في المشهد الأفغاني، وأسباب تمسك الإدارة الأمريكية بخطة الانسحاب، وضرورة الالتزام بالتعهدات نحو مفاوضات الدوحة من أجل تحقيق استقرار مفقود في المشهد الأفغاني.

◄ ملامح عامة

قال د. بارنيت روبين المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ملف سلام أفغانستان: إن المرحلة الأولى من اللقاءات التي تم اختتامها أكدت على التعهدات الخاصة بالالتزام بمفاوضات الدوحة من قبل كل من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان وتجديد التعهدات الخاصة بخارطة طريق من أجل السلام، وتم فيها استعراض الكثير من التطورات في المشهد الأفغاني نتيجة التقدم في عمليات السيطرة لحركة طالبان لعواصم تسعة ولايات أفغانية والاقتراب بصورة كبيرة من أن تمتد سيطرة طالبان على العاصمة كابول، وفي حين تم توجيه انتقادات لنهج كلا الطرفين بررت، حركة طالبان لجوئها للنهج الأخير في أنشطتها، وذلك مقابل تعقيدات تقابلها في منظومة التفاوض من الحكومة الأفغانية، بينما انتقدت الأخيرة مواصلة الحركة استهداف عناصرها الأمنية وبسط سيطرتها على مناطق نفوذ الدولة.

 وفي الوقت ذاته دعا الممثلون الدوليون من قطر وأمريكا وروسيا وباكستان الطرفين إلى خطورة مواصلة النهج الحالي لما يخلفه من خسائر فادحة للأطراف كافة، وضرورة تجديد التعهدات والالتزامات حول الحل السياسي والانخراط في تسوية سياسية فاعلة يمكن من خلالها الوصول إلى تسوية سياسية من أجل تحقيق السلام في المشهد الأفغاني، فيما تستعد الدوحة لمواصلة جولة الاجتماعات المهمة إثر دعوات بانضمام من تركيا والهند وماليزيا كلاعبين إقليميين وفق إستراتيجية الأجندة الإقليمية التي دعت إليها وزارة الخارجية الأمريكية عبر الوزير أنتوني بلينكن.

وقد عبرت الهند عن مخاوفها الكبيرة للغاية من زيادة نفوذ حركة طالبان في السلطة وقلقها المتزايد حيال الأوضاع في أن ينتقل عدم الاستقرار في المشهد الأفغاني إلى الدول القريبة، كما تعالت المطالبات في الداخل الهندي حول المخاوف العديدة على المشاريع والمصالح المشتركة وأيضاً حياة وأرواح المبعوثين الدبلوماسيين، فخفضت الهند تمثيلها الدبلوماسي في عدد من سفاراتها وقنصلياتها في أفغانستان لتكتفي بمقرها في العاصمة كابول مع استعداد لتخفيض عدد العمالة في السفارات القائمة إثر مخاوف على الأرواح من تدهور الأوضاع المتزايد، وتوقع قرب سقوط العاصمة كابول تحت سيطرة حركة طالبان في توقيت أقل بكثير من سيناريو الستة أشهر الذي توقعته الحكومة الأمريكية في تقارير الإدارة.

◄ الموقف الأمريكي

ويؤكد د. بارنيت روبين، المدير المساعد لمركز التعاون الدولي الإستراتيجي بجامعة نيويورك: إن إدارة الرئيس جو

بايدن ما زالت ثابتة على موقفها بسحب القوات الأمريكية إثر اتفاق 29 فبراير التاريخي في الدوحة ورغم تطور الأوضاع بصورة درامية في المشهد الأفغاني وتصاعد موجات العنف، توضح إدارة الرئيس بايدن أن موقفها من سحب القوات كان القرار الصحيح لتقويض السياسات الخاطئة للعقدين الأخيرين، وفيما لن تتخلى أمريكا عن تعهداتها بشأن تقديم الدعم الجوي وغير ذلك من اللوجستيات، إلا أن واشنطن تؤكد أن قادة أفغانستان هم من يقع عليهم عبء الاتفاق والاتحاد وتنسيق مستقبل السلطة في أفغانستان بأيديهم.

 وقد كانت موازنة الخسائر والمكاسب والأخطار على الأمن القومي وفق مستشاري الرئيس وفريقه الرئاسي للأمن القومي والعلاقات الخارجية ترجح خطوة الانسحاب بصورة كبيرة؛ خاصة انه تم إنفاق أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عاماً، وقد ساعدت أمريكا على تدريب وتسليح أكثر من 300 ألف من القوات المسلحة الأفغانية ودعمهم بالأسلحة الحديثة والتدريب والتوجيه العسكري، أي أن أمريكا قامت بدورها في مقابل أن تلك الأرقام لم تكشف حقيقة الأوضاع على أرض الواقع، فكان هناك منظومة فساد حقيقية على كافة المستويات تبتلع كل تلك الأرقام والمليارات ولا تنعكس عموماً على قدرة العناصر الأمنية الأفغانية على التصدي لحركة طالبان، فبدلاً من الاستمرار في مقبرة الأموال وخسائرها الفادحة والوجود العسكري الذي عرض حياة آلاف الجنود الأمريكيين للخطر وأودى بحياة المئات والآلاف منهم على مدار سنوات الصراع، فالآن يتوجب على قادة أفغانستان الاجتماع والالتقاء حول أجندات توافقية بشأن مستقبلهم، كما يرى الرئيس بايدن أن الأفغانيين هم الأجدر بالدفاع عن أوطانهم، دون أن يعني ذلك تخلي أمريكا عن تعهداتها طويلة المدى، فما زالت أمريكا ملتزمة بمنظومة الدعم الجوي الأفغاني وأن تكون ترسانتهم من أسلحة إير فورس وأن تكون في كامل طاقتها لمباشرة مهامها وتزويدها بالمعدات والوقود ودفع جميع الرواتب الخاصة بالسلاح الجوي الأفغاني، ولكن الرئيس بايدن أكد في الوقت ذاته على أن تطورات الأحداث لا تدفعه للاعتقاد بخطأ قراره الخاص بسحب القوات، بل إنه القرار الصحيح والذي تأخر لأكثر من عقد كامل على الأقل.

◄ أهمية المفاوضات

ويوضح د. بارنيت روبين، والذي عمل سابقاً كمستشار أول للمبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان وباكستان: إنه بكل تأكيد يجب الإقرار بالجرأة الكبيرة سواء من الإدارة السابقة أو الحالية وعبر الجهد الدبلوماسي المكثف الذي تم تحقيقه في الدوحة التي كانت المفاوضات الأكثر جدية تاريخياً بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، فما كان يدفع الإدارات السابقة أن الأجواء السياسية التي حددت موقف الأحزاب المتعاقبة بممثليها في البيت الأبيض كانت خاطئة في التعامل مع الملف الأفغاني، فكانت مخاوف الرؤساء الأمريكيين السابقين من إنهاء الحرب الأفغانية وإعطاء التفويض بسحب القوات في أن يعقبها بعض من أعمال العنف، أو بعض من الهجمات الإرهابية التي بها بعض روابط بأفغانستان وحينها فستكون الإدارة التي اتخذت أمر الانسحاب هي التي تتحمل الحرارة السياسية أو ما يعني اللوم الخاص بهذا، كما أنه يجب أن نسترجع لماذا توجهت القوات الأمريكية إلى أفغانستان في أول الأمر حتى لا نتناسى في خضم التحديات الأولويات الرئيسية التي دفعت أمريكا إلى الانخراط في الحرب الأفغانية، فالغرض الرئيسي إلى الدخول في هذه الأزمة الأفغانية كان في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت منذ عقدين وأدت إلى تفجيرات سبتمبر، وحاجة أمريكا كسلطة رئاسية وقتها في القيام برد فعل قوي وحاسم، ولكن من الممكن الافتراض بأن هذا تم تحقيقه في الشهور الأولى عبر عملية الحرية الدائمة التي قامت بها المخابرات المركزية في أفغانستان وأيضاً قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والقوات الأمريكية، ونجحت عملية الحرية الدائمة في تقويض وجود تنظيم القاعدة بأفغانستان وأيضاً إزاحة حكم طالبان للبلاد باعتبارهم حلفاء لتنظيم القاعدة حينها، ولكن أمريكا لم تتخذ الخيار الأفضل بالخروج بعد تحقيق أهدافها والآن تعمل على تصحيح تلك الأخطاء.

مساحة إعلانية