رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1896

قطر وإيطاليا.. تعزيز الشراكات الإستراتيجية

13 فبراير 2023 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

تشهد العلاقات القطرية الإيطالية تقدما في العديد من المجالات الحيوية مدفوعة بالحرص المشترك على تعزيز الاستثمارات وفتح أبواب التعاون في شتى القطاعات، حيث حققت العلاقات منذ تبادل افتتاح السفارات في عاصمتي البلدين عام 1992، قفزات سريعة في كافة المجالات وخاصة الاقتصادي والتجاري، وتحولت إلى شراكة استراتيجية، وذلك بفضل رعاية وحرص قيادتي البلدين على الارتقاء بها في مختلف القطاعات.

وساهمت الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين قادتي البلدين وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، في دفع العلاقات بين الدوحة وروما اللتين تجمعهما رؤى سياسية واقتصادية واحدة، ومصالح مشتركة في عدد من المجالات. وفي يناير 2016 ونوفمبر 2018، أدى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى زيارة لإيطاليا، بينما شهد العام 2020 زيارة فخامة رئيس جمهورية إيطاليا سيرجيو ماتاريلا للدوحة.

شراكة متينة

وتشكل إيطاليا ثامن شريك تجاري لقطر وسابع أكبر مورد لها. وهناك عمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية واستكشاف مجالات التعاون الثنائي، تم إنشاء مجلس رجال أعمال مشترك قطري إيطالي. وتعززت هذه العلاقات بالمشاركة الناجحة لدولة قطر في معرض إكسبو ميلانو 2015، حيث شهد جناح دولة قطر تنظيم عدة فعاليات ساهمت بشكل كبير في التعريف بالاقتصاد القطري وآفاقه الاستثمارية الواسعة. وبلغ عدد الشركات الإيطالية العاملة في قطر حوالي 250 شركة، منها 200 شركة برأس مال قطريّ إيطالي مشترك و50 شركة برأسمال وملكية إيطالية بنسبة 100 بالمائة، كما تعد إيطاليا وجهة متميزة للاستثمارات القطرية، التي تتركز أساسا في العقارات والفنادق. ويضاف إلى ذلك استثمارات الخطوط الجوية القطرية، التي تسير أكثر من 40 رحلة أسبوعيا بين الدوحة و4 وجهات إيطالية، وتملك القطرية 49 بالمائة في شركة إيه.كيو.إيه هولدنغ، الشركة الأم الجديدة لطيران إيطاليا.

كما شهدت العلاقات الاقتصادية القطرية الإيطالية، تطورا متميزا بعد الافتتاح الرسمي لمحطة أدرياتيك للغاز الطبيعي المسال في عرض بحر مدينة روفيغو الساحلية الإيطالية في أكتوبر 2009، والتي تستقبل الغاز القطري المسال بمعدل 8 مليارات متر مكعب سنوياً وهو ما يعادل 10 بالمائة من احتياجات إيطاليا.

العلاقات التجارية في مسار مُتنامٍ، حيث ارتفع حجم التجارة بين البلدين على مر السنوات. وفي عام 2021، تجاوزت قيمة التجارة 4 مليارات يورو لأول مرة. وبلغت في الأحد عشر شهرًا الأولى من عام 2022 نحو 7.8 مليار يورو، بزيادة قدرها 120٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021. وتعد الاستثمارات المتبادلة مكونًا أساسيًا واستراتيجيًا في هذه العلاقات وهناك حرص من الجانبين بالتعاون مع المؤسسات القطرية وجهاز قطر للاستثمار مع الاستمرار في استكشاف المزيد من الفرص التي تُشكل قيمة مضافة على نطاق كبير وكافٍ لجذب اهتمام الطرفين. وهناك قطاع مهم وواعد جدًا للبلدين ممثلًا في قطاع العلوم والطب الحيوي وتعمل المؤسسات الصحية معًا بالفعل فهو قطاع مهم للمستقبل و تعزيز التعاون القائم والاستفادة من المهارات الكبيرة في الجانبين.

وتعد إيطاليا وجهة متميزة للاستثمارات القطرية التي دخلت في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية، مجسدة بذلك حرص دولة قطر على تسخير جزء من مواردها للاستثمار في اقتصادات الشركاء الاستراتيجيين وحيث تتواجد الفرص الاستثمارية الواعدة.

وتعتبر الاستثمارات القطرية في إيطاليا كبيرة جداً، وتتركز في العقارات والفنادق وتطوير بعض المناطق السكنية، بالإضافة إلى استثمارات الخطوط الجوية القطرية، التي تسير الآن أكثر من أربعين رحلة أسبوعيا تربط بين مطار حمد الدولي وأربع وجهات إيطالية. كما أعلنت القطرية عن الاستحواذ على حصة تقدر بـ49 بالمئة في شركة /إيه.كيو.إيه هولدنغ/، وهي الشركة الأم الجديدة لطيران إيطاليا، التي كانت تعرف بـ/ميريديانا/، ولكنها أعلنت عن هوية جديدة بالتزامن مع مرحلة جديدة من النمو والتوسع.

الحوار الإستراتيجي

الحوار الاستراتيجي فرصة سانحة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً في الأمور المتعلقة بالدفاع والأمن والاقتصاد و يعتبر دفعا للعلاقات الوطيدة بين الدوحة وروما إلى الأمام وفتح المزيد من المجالات والآفاق لتوسيعها وتعزيزها، بما يخدم التطلعات والمصالح المشتركة للدولتين وشعبيهما الصديقين، ومواصلة بناء الشراكات الإستراتيجية الثنائية، وتأكيد مواقف الدولة تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ولعبت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، دورا مهما في تقوية وتوطيد الشراكة الثنائية في شتى المجالات، وقارب عددها في السنوات الثلاث الأخيرة، الـ40 تشمل القطاعات الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية والسياحية، ومجالات الطاقة والزراعة والمشاريع الإستراتيجية الخاصة بالأمن الغذائي.

كما يجمع البلدين تعاون قوي في مجال الأمن والدفاع، حيث بلغ حجم التبادل العسكري حوالي 9.5 مليار يورو خلال السنوات الأخيرة. وفي 2017 وقعت الدوحة صفقة مع روما لشراء 7 وحدات بحرية بقيمة 5 مليارات يورو. وفي العام التالي، أبرمت شركة برزان القابضة القطرية، اتفاقية مع ليوناردو الإيطالية، لشراء 28 طائرة هليكوبتر من طراز "NH90"، وهي الأحدث من نوعها في قطاع الطائرات العمودية، في حين شهد العام 2020، توقيع اتفاقيتين لتعزيز التعاون العسكري بين الدوحة وروما. وتشمل الاتفاقيتان برنامجا تدريبيا للقوات الجوية، وتعاونا بين شركتي برزان القابضة وليوناردو، الرائدتين في الصناعات الدفاعية في البلدين.

تعاون في الطاقة

يجمع بين الدوحة وروما تعاون استراتيجي في قطاع الطاقة وشهد تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة حيث قامت شركة «ايني» العملاقة في قطاع النفط والغاز بتطوير شراكة مهمة طويلة الأجل مع «قطر للطاقة» في توسعة حقل الشمال. وتعكس هذه الشراكة اهتمام البلدين بتطورات أسواق الطاقة العالمية وأهمية الغاز كمصدر للطاقة حاليًا ومُستقبلا وأيضًا أهمية الاستثمار في عمليات الاستكشاف والتنقيب وسوف يتواصل هذا الاهتمام مع استمرار صادرات قطر من الغاز إلى إيطاليا وتوسعتها، مع حرص مشترك على استكشاف الطاقة المُتجددة. تستورد إيطاليا نحو 6.5 مليار متر مكعب من الغاز من قطر حيث تشكل 10% من واردات من الغاز ونجحت قطر في تنويع واردات الغاز بعد بدء حرب أوكرانيا.

آفاق التعاون

الى جانب التعاون المنتظر في معرض إكسبو الدوحة للبستنة 2023 «صحراء خضراء، بيئة أفضل» الذي يُشكل فرصة مهمة لعرض الخبرة الإيطالية المميزة في هذا المجال والحلول المستدامة التي يحتاجها الناس مثل خيارات الشراء واختيارات المُستهلكين وأسلوب الحياة. كما ساهمت الشركات الإيطالية في البينة التحتية إضافة إلى المشاركة في العديد من الفعاليات في كأس العالم قطر فيفا 2022 وحضور نحو 5 آلاف مُشجع من إيطاليا، ما عكس اهتمامًا كبيرًا بالبطولة.

وتقدر مساحة إيطاليا بثلاثمئة ألف كيلو متر مربع، ويزيد عدد سكانها عن ستين مليونا، وتمتلك اقتصادا رأسماليا مع ارتفاع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي وبوجود بنية تحتية متقدمة.. ووفقا لصندوق النقد الدولي، كانت إيطاليا في عام 2008 سابع أكبر اقتصاد في العالم ورابع أكبر اقتصاد في أوروبا. وهي عضو في مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

وأهم الصناعات الإيطالية، تتمثل في قطاع السياحة، والآليات، والحديد والفولاذ، والمواد الكيماوية، ومعالجة المواد الغذائية، ووقود المحركات، والمنسوجات، والملابس، والسيراميك.. أما أهم المحاصيل الزراعية فهي الفواكه، والخضراوات، وفول الصويا، والزيتون، واللحوم ومنتجات الألبان، والأسماك.. وأهم الصادرات الإيطالية هي المعادن، والمنسوجات والملابس، والآليات، ووقود المحركات، ومعدات التشغيل، والمواد الكيماوية، ومعدات الطاقة، والتبغ.

وتعتبر دول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الامريكية، وآسيا، والشرق الأوسط وإفريقيا أهم المستوردين من إيطاليا، أما أهم الواردات الإيطالية فهي المنتجات الهندسية، والمواد الكيماوية، ومعدات النقل، والمعادن، وبعض المواد الغذائية، والمنتجات الزراعية، وتأتي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا.

مساحة إعلانية