رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1790

ماذا قال العاهل الأردني عن اغتيال سليماني واستهداف الأردن ورحيل السلطان قابوس؟

13 يناير 2020 , 06:33م
alsharq
الملك عبدالله الثاني خلال حواره مع فرانس 24
الدوحة - بوابة الشرق:

قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تعليقاً على توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، إن العالم على أعتاب عقد جديد وليس فقط عاماً جديداً ونأمل في الأشهر القليلة القادمة في تصويب الاتجاه في المنطقة من خلال السعي للتهدئة والحد من التوتر، مشيراً إلى أن كل شيء في هذه المنطقة متشابك، فما يحصل في طهران سيؤثر على بغداد ودمشق وبيروت. مضيفاً في حوار أجرته معه قناة فرانس 24 ونقلته وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، أن عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد (فيلق القدس )التابع للحرس الثوري الإيراني كان قراراً أمريكياً. وتناول العاهل الأردني في الحوار جملة من القضايا المرتبطة بالشأن المحلي والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة.

وفي إجابته على سؤال حول إيران وتحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن طهران كانت ستستهدف أربع سفارات أمريكية، وهل كانت السفارة الأمريكية في الأردن إحدى هذه الأهداف؟ وفي إطار أوسع، هل رأيتم أي مؤشرات إلى أن وكلاء إيران يخططون ربما لاستهداف الأردن؟. كشف العاهل الأردني عن "أن هناك مستوى تهديد أعلى خلال عام 2019 على أهداف معينة داخل الأردن، فمن منظور عسكري نحن في حالة تأهب أعلى لمواجهة وكلاء قد يستهدفون ..."..

ليقاطعه مقدم البرنامج: ليس داعش.. أنت تتحدث عن وكلاء إيران. فيجيب الملك عبدالله الثاني بالقول: "نعم، كان هذا مصدرا للقلق، ولكن لحسن الحظ لم يحدث شيء".

كما كشف العاهل الأردني أنه لم تكن هناك محاولات فحسب، حيث قال: "عندما نقول حالة تأهب أعلى، فهو لأننا نرصد اتصالات تتحدث عن أهداف في الأردن، وبالتالي نتخذ الإجراءات اللازمة للرد بالشكل المناسب ونكون متأهبين لأي شيء، لم يحدث شيء، ولكن مرة أخرى، أعتقد أنه علينا أن نعود إلى الحوار بيننا جميعا، لأن أي سوء تقدير من أي طرف يعد مشكلة لنا جميعاً، وكلنا سندفع الثمن".

وحول زيارته المقبلة إلى أوروبا والمواضيع التي سيناقشها مع القادة الأوروبيين في ظل وجود سؤال كبير: هل العالم على حافة الحرب بين الولايات المتحدة وإيران؟، قال الملك عبدالله الثاني أعتقد أن الإجابة الأولى على ذلك هي أنني آمل ألا نكون كذلك، سأتوجه إلى بروكسل وستراسبورغ وباريس خلال الأيام القليلة القادمة، للتواصل مع أصدقائنا القادة في أوروبا لنستعرض عدة مواضيع في منطقتنا وننسق حيالها، ومن الواضح أن ما يشغل بال الناس هو ما يحدث بين إيران والولايات المتحدة.

وأضاف: لغاية الآن، يبدو أن هناك تهدئة، ونرجو أن يستمر هذا التوجه، إذ لا يمكننا تحمل عدم الاستقرار في منطقتنا، الذي يؤثر على أوروبا وبقية العالم، مباحثاتنا ستتناول إيران بشكل كبير، ولكنها ستتمحور أيضاً حول العراق، لأنني أعتقد  في هذه المرحلة، وفي نهاية المطاف، أن الشعب العراقي هو الذي قد عانى ودفع الثمن، ويستحق الاستقرار والمضي نحو المستقبل، كما أن النقاش في أوروبا سيتركز على كيفية دعم الشعب العراقي، ومنحهم الأمل بالاستقرار وبمستقبل بلادهم، وسنناقش أيضا كل المواضيع التي، للأسف، تشهدها منطقتنا.

ولفت العاهل الأردني إلى أن من القضايا المهمة التي سيناقشها في أوروبا هي عملية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفا: ولذلك أعتقد أن زيارتي إلى أوروبا تأتي في توقيت مناسب، وهناك يجب أن نبحث في تعزيز التواصل بعقلانية واحترام، بدلاً من أساليب الخطاب التي تؤجج المشاكل، وقد تقود إلى الهاوية.

وبسؤاله عن خشيته من أن يتجه العراق مجدداً إلى فترة من الانقسام الطائفي والحرب الأهلية، قال الملك عبدالله: إنه احتمال، ولكن لدي ثقة كبيرة بالشعب العراقي. وقال يجب علينا أن نكون قلقين، مرة أخرى، أؤمن بالشعب العراقي وقدرته على المضي قدماً نحو الضوء في نهاية النفق، العراق كان يسير بقوة في اتجاه إيجابي خلال العامين الماضيين، وأعتقد أن رحيل الحكومة أعادنا ربما خطوتين إلى الوراء، وأنا واثق بقدرة القادة العراقيين على العودة نحو الاتجاه الإيجابي، علينا العمل بعزم للتأكد من أن الطائفية لن تكون قضية تواجهنا، ولكن مرة أخرى، سيكون هاجسي خلال المباحثات التي سأجريها في أوروبا هو ما شهدناه خلال العام الماضي من عودة وإعادة تأسيس لداعش، ليس فقط في جنوب وشرق سوريا، بل في غرب العراق أيضاً.

وأضاف: إن كان هناك انقسام في المجتمع العراقي، فأنا متيقن أن قادة العراق سيعملون من أجل تخطيه، وعلينا التعامل مع عودة ظهور داعش، لأن هذا سيشكل مشكلة لبغداد، ويجب علينا أن نقوم بمساعدة العراقيين للتصدِّي لهذا التهديد، وهو تهديد لنا جميعاً ليس فقط في المنطقة، بل ولأوروبا وبقية العالم.

وفي تعليقه على الحرب على تنظيم داعش الإرهابي أكَّد العاهل الأردني على أن المنطق السليم سيسود، كما شاهدنا فيما حصل خلال الأسبوع الماضي، كانت هناك نقاشات عديدة ليس مع الولايات المتحدة فحسب، ولكن مع العديدين تحت مظلة الناتو عن كيفية الانتقال من حماية قوات التحالف في العراق، لنوجه النقاش في الاتجاه الصحيح وهو العمل مع العراق وآخرين في المنطقة من أجل التغلب على داعش ومواجهة عودته في سوريا والعراق، علماً بأن الحديث هنا ليس فقط عن هذين البلدين، فلدينا مشكلة في ليبيا، حيث نرى المقاتلين الأجانب الذين خرجوا من سوريا يعيدون تمركزهم في ليبيا بقوة، ومن المنظور الأوروبي، بسبب قرب ليبيا من أوروبا، هذا سيكون محور نقاش مهم في الأيام القليلة القادمة عن كيفية التعامل مع ليبيا، والتأكد من أننا نقوم بما هو مطلوب لمواجهة التنظيمات الإرهابية.

وفي تعليقه على وفاة سلطان عمان الراحل السلطان قابوس بن سعيد، قال الملك عبدالله إن جلالة السلطان قابوس كان رمزاً، وكانت هناك صداقة وطيدة بينه وبين جلالة الملك الراحل الحسين، كنت محظوظاً جداً لأني ورثت تلك الصداقة، فجلالته كان معروفاً كصوت حيادي وعقلاني وقائد يقرب الناس من بعضهم، وبالتحديد كان حلقة قوية للتواصل ما بين إيران والعالم العربي والمجتمع الدولي، أنا مقتنع تماماً أن عُمان ستستمر بالقيام بهذا الدور الإيجابي، ولكن بكل تأكيد، كان جلالة السلطان من الجيل الأخير من القادة الذين نفتقدهم، وأعتقد أن العالم سيفتقد قدرة السلطان الراحل على التقريب بين الشعوب.

وفي حديثه حول القضية الفلسطينية وتصريحات بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي التي قال فيها إنه يريد ضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها، والموقف الأمريكي بعد أن قالت واشنطن إن المستوطنات لا تشكل خرقاً للقانون الدولي، قال الملك عبدالله الثاني إن الأردن ملتزم بالسلام كخيار استراتيجي، وهو عامل مهم لاستقرار المنطقة، نحن، وللأسف، ندرك حقيقة استمرار أجواء الانتخابات منذ عام تقريباً، الأمر الذي يعني أن إسرائيل تنظر إلى الداخل وتركز على قضاياها الداخلية، وبالتالي فإن علاقتنا الآن في حالة توقف مؤقت، نريد للشعب الإسرائيلي الاتفاق على حكومة في القريب العاجل لكي نتمكن جميعاً من النظر إلى كيفية المضي قدماً، أعلم أن حل الدولتين برأيِّ وبرأي معظم الدول الأوروبية هو الطريق الوحيد إلى الأمام، أما بالنسبة لمن يدعم أجندة حل الدولة الواحدة، فهذا أمر غير منطقي بالنسبة لي، وهناك ازدواجية في المعايير، وفئتان من القوانين لشعبين اثنين، إن هذا سيخلق المزيد من عدم الاستقرار، الطريق الوحيد الذي بإمكاننا المضي من خلاله قدما هو الاستقرار في الشرق الأوسط، ولتحقيق ذلك علينا أولا تحقيق الاستقرار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأضاف: التصريحات الصادرة من إسرائيل سببها السياسات المتعلقة بالانتخابات، الأمر الذي رفع من مستوى القلق في المنطقة، حيث أنهم يسيرون في معظم الوقت باتجاه غير مسبوق لنا جميعاً، وهذا من شأنه أن يولِّد المزيد من عدم الاستقرار وسوء التفاهم، أما من وجهة النظر الأردنية، فإن هذه العلاقة مهمة، ومن الضروري إعادة إطلاق الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والحوار بين الأردن وإسرائيل كذلك، الذي توقف منذ عامين تقريباً، ولذلك علينا أن ننتظر قرار الشعب الإسرائيلي.

وقال إن موضوع الضفة الغربية يحمل الكثير من السلبية في العلاقات الأردنية الإسرائيلية، وعلينا أن نفهم إلى أين تتجه الأمور، لننتظر نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وحال ما يتم تشكيل واستقرار الحكومة، عندئذ بإمكاننا أن نرى كيف سنمضي إلى الأمام.

وبسؤاله عن صفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس وموقف واشنطن تجاه المستوطنات، أكد العاهل الأردني أنه قد دارت بينه وبين الرئيس ترامب مباحثات عديدة حول هذا الموضوع، قائلاً: أعتقد أنه يدرك ما هو مطلوب للجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفاً أنهم بانتظار الفريق للكشف عن الخطة، وبالتالي أمامنا جميعاً منطقة رمادية، لأننا إن لم نعرف محتوى الخطة - وهنا يأتي دور ليس الأردن ودول المنطقة فحسب، بل الدول الأوروبية كذلك - كيف لنا أن ننظر إلى الخطة عند الإعلان عنها، وأعتقد أنه سيتم الإعلان عنها.

وفيما يتعلق بموعد إطلاق الخطة، قال الملك عبدالله: لا أعرف متى سيقومون بذلك، ولكن كثيراً ما نسمع أنه سيتم الإعلان عن الخطة قريباً، مهمتنا وقتها هي النظر إلى النصف الممتلئ من الكأس، كيف بإمكاننا البناء على الخطة، وكيف يمكننا القيام بذلك للجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولذا، فإن المشكلة هنا أنه من الصعب أن نتخذ أي قرارات تخص الخطة عندما لا نعرف محتواها، وهذه مشكلة لا تواجه الأردن فحسب، بل أصدقائنا الأوروبيين كذلك، وسنبحث ذلك في أوروبا هذا الأسبوع، نحن ندعم فكرة الجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن علينا أن نرى الخطة أولا إذا أردنا النظر إليها نظرة النصف الممتلئ من الكأس.

وعن الملف السوري ونية فتح العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين الأردن وسوريا، قال العاهل الأردني: لقد أشرت إلى حقيقة نراها على أرض الواقع، وأعتقد أن المجتمع الدولي يراها أيضاً كحقيقة، إن موقف النظام أقوى الآن، ولا يزال الطريق أمامهم طويلاً، ولكن يجب أن نتذكر أنه على النظام السوري التحرك نحو دستور جديد وحوكمة جديدة، مع إبقاء الجزء الثاني المتعلق بسوريا في الاعتبار، وهو الحرب على داعش، حيث أنها عادت لتظهر مجدداً، كما ذكرتَ سابقاً، نحن نعمل كجزء من المجتمع الدولي لضمان التقدم في المسار السياسي والدستوري نحو الاتجاه الصحيح، ولا أعتقد أن هذه العملية ستكون سريعة، وكذلك فإن هناك تحدياً كبيراً في إعادة إعمار سوريا ومنح السوريين فرصة لحياة أفضل، وسيستغرق هذا الأمر وقتاً طويلاً.

وقال: كما أشرتَ سابقاً إلى أن هناك حقيقة على أرض الواقع علينا التعامل معها، وهذه الحقيقة لا تعني بالضرورة ألا تكون هناك عواقب، ففي الواقع علينا جميعاً أن نتحاور معاً لنتأكد أن النتيجة النهائية هي ما اتفقنا عليه: دستور جديد وحياة جديدة لسوريا، مضيفاً: من وجهة نظر أردنية، هناك حوار بيننا وبين دمشق، ولكن هذا هو الاتجاه الذي تسلكه العديد من الدول حول العالم حالياً بناءً على تصور دولي للاتجاه الذي تسير فيه الأمور في سوريا.

وحول اللاجئين السوريين في الأردن "1,3 مليون سوري" عبَّر العاهل الأردني عن إيمانه بأن اللاجئين مسؤولية المنطقة و عمَّان لا تهدد بدفعهم إلى أوروبا، أما وقد قلت هذا، فما وصل الأردن من الدعم كان الأقل العام الماضي، وهذا يعني أننا اضطررنا للُّجوء للاقتراض من المجتمع الدولي لتوفير المسكن والرعاية للاجئين الذين يشكلون 20 بالمائة من سكاننا، تخيل أثر زيادة 10 بالمائة من السكان على أي دولة أوروبية.

وأضاف: إننا محبطون، ولكننا ممتنون لأن هناك العديد من الدول التي تساعدنا، ولكن تقع المسؤولية على عاتق الأردنيين في نهاية المطاف لتأمين كل هؤلاء السوريين بخدمات التعليم والصحة والسكن، الأمر الذي يفرض علينا عبأً كبيراً، والمعذرة على تركيزي على هذا الموضوع، ولكن خذلنا بالفعل لقيامنا بالأمر الصائب، إننا نوفر على أوروبا كمَّاً هائلاً من الضغط باستضافتنا اللاجئين، مشيراً إلى أن القادة الأوروبيين يتفهمون التحديات التي تواجه الأردن، والعديد منهم يقدم الدعم للأردن ونحن ممتنون لذلك، وأنا متأكد بأنه سيكون هناك مباحثات حول الدعم، ولكن في الحقيقة، نحن نشهد إنهاكا لدى الدول المانحة وتجاه اللاجئين، والأردن يعاني نتيجة لذلك.

وحول الاحتجاجات الرافضة للفساد والحوكمة السيئة والتي أطاحت بالأنظمة الحاكمة في الجزائر والسودان قال الملك عبدالله إن النقاشات التي سنعقدها في أوروبا ستتضمن التأكيد على أهمية تأمين 60 مليون فرصة عمل في المنطقة للشباب في السنوات القليلة القادمة، وإن لم نؤمّن الشباب بفرص عمل، فإن هذا تحدٍ يواجه العالم أجمع ولذلك نرى تلك الاحتجاجات في كل مكان وليس في الشرق الأوسط حصراً، في أوروبا وغيرها، لكن، علينا أن نعمل معاً لمنح الشباب هذه الفرص، لأننا إن لم نقم بذلك، عدم الاستقرار سيستمر، وكما قلت سابقا، إنه أمر يؤرقني، وأنا أريد حياة أفضل للأردنيين.

إننا في منطقة تسودها الصعوبات وعبأ اللاجئين السوريين أثقل كاهلنا بالفعل، لدينا خطة تعافي جيدة، فالحكومة أطلقت عدة حزم للسير بالاقتصاد في الاتجاه الصحيح، وبدأنا برؤية نتائجها، ولكننا بحاجة إلى مزيد من الدعم من أصدقائنا في المجتمع الدولي لنضمن، على الأقل، أن يكون الأردن نموذجاً للمنطقة على المسار الصحيح، وكما قلت سابقا فإن العديد من الدول تمر بالمشاكل نفسها التي يواجهها الشرق الأوسط.

مساحة إعلانية