محليات

496

د. سارة باخميس: الصيف بيئة حاضنة لأمراض الأطفال

يعد فصل الصيف بيئة حاضنة لأنواع متعددة من الميكروبات عند الأطفال التي تسبب المتاعب للأطفال والقلق والانزعاج للأسرة في حال الإصابة بأي مرض بما في ذلك الاسهال الصيفي. وفي هذا السياق قالت الدكتورة سارة باخميس -مديرة مركز المشاف الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية واستشارية طب الأسرة- «إن الإسهال الصيفي ينتشر عند الأطفال في الأجواء الحارة، وحقيقته أنه احتقان يصيب الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي، ويكثر حدوثه في فصل الصيف، وتعد الوقاية ومعرفة طرق العلاج الصحيح واستشارة الأطباء من الخطوات الأساسية للتعرف على نوع الإصابة وطرق العلاج ووقاية الآخرين من العدوى». وحول أنواع البكتيريا، أشارت الدكتورة سارة باخميس إلى بكتيريا الكوليرا وتسبب عدوى ضارة جدا وتؤدي إلى خسارة كميات كبيرة من الماء والاملاح من الجسم خلال فترة قصيرة، وقد يكون ذلك قاتلا إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بالوقت المناسب، «السلمونيال التيفية « والتي تسبب حمى التيفوئيد، وهي أحد مسببات الإسهال الخطيرة، وتكون معدية وسريعة الانتقال، جرثومة «الشيغيال» والتي تسبب مرض الزحار في الأمعاء، ومنها الإشريشيا القولونية وتنمو بشكل استثنائي في الجو الحار، وتوجد في براز الحيوانات ولذلك يعتبر الطعام الملوث أحد أهم مصادرها، والفيروس المعوي وهو أكثر أنواع الفيروسات تسببا في انتشار الإسهال، وأيضا هناك الفيروس العجلي وهو أكثر الفيروسات تسببا في الإسهال الصيفي عند الأطفال. أما فيما يتعلق بالطفيليات فهناك الكثير من الأنواع لكن أشهرها خفية البواق والجيرادية المعوية وهي أكثر أنواع الطفيليات انتشارا في الصيف إضافة الى الأميبا. وحول طرق انتقال العدوى، أوضحت الدكتورة سارة باخميس «إن ابرز أسباب انتقال المرض و طرق العدوى تكون عن طريق الأطعمة والمشروبات الملوثة مثل الماء غير النظيف والمصافحة والتقبيل، وأما عن أعراض الاسهال فتتمثل في تزايد مرات التبرز، وقد تصل إلى مرات كثيرة في اليوم الواحد، وكذلك يتغير البراز فيصبح سائلا، وقد يحتوي على المخاط والدم، وقد يصبح كريه الرائحة». كما قد يترافق مع الإسهال الحرارة والقيء وآلام البطن، وفي حال طالت المدة تظهر أيضا علامات الجفاف في الجلد والفم إضافة الى غور العينين وانخفاض كمية البول.

وتسبب هذه الاعراض اضطرابا في الدورة الدموية وارتفاع الضغط، مما قد يؤدي إلى الإضرار بأعضاء الجسم الهامة في حال عدم تلقي العلاج بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب.

ويعتمد العلاج بشكل أساسي على تحديد سبب الإسهال ومعالجته، من خلال إعطاء الطفل السوائل والاملاح لتعويض النقص، ويكون هذا الإعطاء من خلال الفم او الوريد حسب حالة الطفل، ويتم وصف المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات أو الطفيليات عند الحاجة.  وعن كيفية الوقاية من اسهال الأطفال الصيفي، نصحت الدكتورة سارة باخميس باتباع عدة أمور مثل أهمية غسل اليدين جيدا والمحافظة على النظافة العامة، وتجنب استخدام المضادات الحيوية قدر المستطاع، حيث انها تخل في التوازن البكتيري في الأمعاء، وإن كان ولا بد من استخدام المضادات الحيوية فيجب الحرص على تناول اللبن لاحتوائه على بكتيريا نافعة تساعد على إعادة التوازن البكتيري في الأمعاء. كذلك تجنب الأطعمة غير المطبوخة جيدا، وخاصة إن كانت من اللحوم والبيض التي يمكن أن تحتوي على الطفيليات والبكتيريا. كما يجب توخي الحذر عند السباحة في أحواض السباحة العامة، حيث يمكن أن تكون المياه ملوثة بالعديد من الفيروسات والبكتيريا، لذلك تأكد من عدم ابتلاع طفلك للماء قدر الامكان، مع تنظيف الجسد جيدا بعد السباحة، وضرورة غسل الاطعمة النيئة جيدا قبل تناولها، كالفواكه والخضروات، حيث إنها بيئة جيدة لنمو الجراثيم، وتأكد من نظافة المياه المستخدمة، وحفظ الأطعمة والمشروبات في أوعية مغطاة وبطريقة سليمة لا تفسدها وتحميها من الحشرات والملوثات. كما انه من الضروري الالتزام بالعادات الصحية، كالابتعاد عن الحيوانات وفضلاتها، ومحاولة تنظيف البيئة من الحشرات.

وبالنسبة للأطفال الصغار فيمكن تجنيبهم الإصابة بالإسهال من خلال الاعتماد على الرضاعة الطبيعية، ومراعاة النظافة في وجباتهم الغذائية خاصة عند استعمال الحليب الصناعي في تغذيتهم مع مراعاة التراكيز المناسبة لهذا الحليب، أيضا الاهتمام بالنظافة العامة وخاصة بعد الخروج من الحمام، وسرعة علاج الطفل المصاب وعدم الإهمال في ذلك حيث ان بعض الأمهات تعتبر الاسهال من الأمور الطبيعية خاصة في فترة التسنين وهو ما يؤخر عرض الطفل على الطبيب والحصول على الاستشارة والدواء المناسب.

اقرأ أيضاً

مؤتمر لمناقشة أمراض الأطفال الخطيرة 19 الجاري

السدرة يعين بروفيسورا عالميا في أورام الكلى عند الأطفال

افتتاح المركز الجراحي الجديد بحمد الطبية نهاية أبريل المقبل

أخبار ذات صلة

 وزارة البيئة تنظم ورشة عمل لمراجعة محاور تقرير "حالة البيئة في قطر - الإصدار الثاني 2025"

ردا على العدوان الإسرائيلي.. التضامن العالمي غير المسبوق مع قطر يعكس مكانتها إقليميا ودوليا