رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

185

هجوم الجهاديين يمنح الأكراد فرصة قضم مناطق بالعراق

12 يونيو 2014 , 06:36م
alsharq
بغداد – وكالات

يمنح هجوم مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، أكراد العراق فرصة قضم مناطق متنازع عليها مع بغداد، أبرزها كركوك التي سيطروا عليها اليوم الخميس، وذلك من خلال نشر قوات في مناطق يغادرها الجيش.

السيطرة على كركوك

وفرض تنظيم "الدولة الإسلامية"، أقوى المجموعات الجهادية المسلحة في العراق وسوريا، سيطرته على معظم أنحاء محافظة نينوى الشمالية ومناطق من محافظتي صلاح الدين وكركوك وأجزاء من محافظة ديالى في هجوم واسع النطاق بدأ مساء الإثنين.

وتضم المحافظات الأربع، مناطق متنازع عليها بين حكومة بغداد الاتحادية وإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، ورغم أن لهذه المحافظات حدودا إدارية خاصة، لكنها لا تزال مرتبطة ماليا وإداريا ببغداد.

وأخلت القوات العراقية مواقعها في العديد من مناطق هذه المحافظات وسمحت لقوات البشمركة الكردية بالتحرك واتخاذ مواقع دفاعية في هذه المناطق، واضعة إياها في موقع الريادة في غالبية مناطق الشمال.

وفي حدث تاريخي استثنائي، سيطرت القوات الكردية للمرة الأولى اليوم على مركز مدينة كركوك "240 كلم شمال بغداد" الذي يعتبر قلب المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد.

وقال العميد شيركو رؤوف، قائد قوات البشمركة في كركوك، "لقد شددنا من سيطرتنا على مدينة كركوك، ونحن بانتظار الأوامر بالاتجاه نحو المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش"، في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".

ملئ الفراغ

بدوره، قال محافظ كركوك نجم الدين كريم، إن قوات البشمركة، "تملأ الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات العراقية من مواقعها في المحافظة".

وأضاف كريم، إن "قوات الجيش لم تعد متواجدة، كما حدث في الموصل وصلاح الدين"، في إشارة إلى المحافظتين اللتين سقطت عاصمتاهما بيد "داعش" خلال اليومين الماضيين.

ورأى جون دريك، المحلل الأمني الذي يعمل مع مجموعة "أي كي أي" الاستشارية البريطانية، إن "الأزمة الحالية قد تصب في صالح الأكراد، بمعنى إنها ستسمح لهم بالسيطرة على مناطق أكثر في البلاد".

وأضاف، أن "الإقليم قد ينتهي بكسب سيطرة أكثر على مناطق متنازع عليها مع بغداد من خلال تعزيز قواته حول مناطق حساسة مثل كركوك وطوزخرماتو".

ونبه إلى أن الإقليم الكردي، "قد لا يواجه نفس التحديات التي كان يواجهها في السابق مع بغداد، كون السلطة الاتحادية الآن في موقع ضعيف جدا لفعل أي شي تجاه هذه المواقع".

ولم تؤد قوات الأمن العراقية مهامها بشكل جيد وقامت بترك مركباتها وزيها العسكري ومواقعهم للمسلحين.

وفيما ينظر إلى القوات الكردية بصورة عامة، على أنها أكثر قدرة ومدربة بشكل جيد، وأكثر انضباطا، فإنه من المحتمل أن تؤدي عملها ضد المتمردين بشكل أفضل من ذلك الذي ظهر عليه الجيش العراقي.

تقسيم العراق

وقال أسوس هاردي، وهو صحفي ومحلل يتخذ من السليمانية في إقليم كردستان مقرا له إن "تحرك القوات الكردية باتجاه المواقع التي أخلاها الجيش العراقي يعطيها سيطرة أكبر على المناطق المتنازع عليها".

وأضاف، "لكن ماذا يحصل بعد ذلك، هذا هو الخطر، وهذه هي المشكلة"، مشيرا إلى أن "القوات الكردية قد تنجر إلى خوض معارك ضارية".

وظهرت بالفعل هذه المخاطر عندما انفجرت عبوة ناسفة على موكب وزير البشمركة جعفر الشيخ مصطفى في طريق عودته من تفقد القطاعات الكردية في محافظة كركوك اليوم.

وكان القادة الأكراد، يطالبون بشكل مستمر بسحب الجيش العراقي من محافظة كركوك، علما أن الجيش كان يتواجد خارج مدينتها، وعارضوا تشكيل قيادة عسكرية اتحادية لهذه المحافظة الغنية بالنفط.

وعلى الرغم من أن الهجوم الذي يشنه المتمردون يعطي فرصة لأكراد العراق للاستحواذ على أراض إضافية، إلا أنه يمثل في الوقت ذاته خطرا جسيما على أمن الإقليم الذي يتمتع باستقرار أمني نسبيا.

وقال دريك، بهذا الصدد إن "حقيقة أن يرسخ تنظيم إسلامي وجودا له على الأبواب (كردستان)، فان هذا الأمر سيكون مصدر قلق رئيسي للمستثمرين (في الإقليم) وللسكان المحليين على حد سواء".

ورأى هاردي، أنه إذا ما نجح المتمردون في السيطرة على المناطق السنية في شمال البلاد، "فإن ذلك سيقسم العراق، إلى 3 أجزاء، وقد يجر كل المكونات نحو نزاعات إضافية".

وأضاف، "أنه وضع خطير جدا، ليس للأكراد فحسب، إنما لكل العراق".

مساحة إعلانية