رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1770

مسؤول أمريكي سابق لـ الشرق: الدوحة في قلب الجهود الدبلوماسية من أجل استقرار أفغانستان

11 أكتوبر 2021 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

استعرض د. بارنيت روبين المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ملف سلام أفغانستان، والمدير المساعد لمركز التعاون الدولي الإستراتيجي بجامعة نيويورك والذي عمل سابقاً كمستشار أول للمبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان وباكستان، والدبلوماسي الأمريكي المخضرم الخبير في الشأن الأفغاني، مستجدات الأوضاع في المشهد الأفغاني والزيارة المهمة التي جمعت بين وفد رفيع المستوى من الحكومة الأفغانية برئاسة وزير الخارجية بالوكالة أمير خان ووفد من المسؤولين الأمريكيين مع ممثلي طالبان في الدوحة في أول لقاء مباشر بين المسؤولين من الجانبين منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في أواخر أغسطس، بمشاركة لكل من توم ويست نائب الممثل الخاص للمصالحة الأفغانية مع وزارة الخارجية وسارة تشارلز مساعدة مدير مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في المباحثات التي جمعت الأطراف الأمريكية مع المسؤولين الأفغانيين. وشملت النقاشات الجديدة عددا من الملفات وفي مقدمتها مواصلة المرور الآمن من أفغانستان للمواطنين الأمريكيين والأجانب الآخرين والأفغان المتعاونين مع أمريكا والذين يسعون لمغادرة البلاد، إلى جانب بحث المساعدات الأمريكية إلى أفغانستان في ضوء تحديات اقتصادية عديدة وأزمة إنسانية محتملة في طالبان، وهو ما يعزز رغبة طالبان في منح وكالات العمل الإنساني والتنموي حرية وصول إلى المناطق الأكثر احتياجاً وفي ضوء ذلك تم التطرق إلى قضايا الحقوق المدنية وحق المرأة في التعليم والعمل. وفيما لا ينطوي هذا اللقاء التنسيقي الذي جاء اختياره في الدوحة التي تعد العاصمة الحيوية لاستضافة المباحثات الأفغانية على اعتراف أمريكي أو منح اعتراف وإضفاء شرعية على الحكومة الأفغانية، والتمسك بالموقف الأمريكي والأوروبي الخاص بضرورة القيام بخطوات إيجابية من أجل تعزيز سجل مستدام يضيف لرصيد حركة طالبان في تعاطيها مع المجتمع الدولي، إلا أن مثل تلك النقاشات واللقاءات مهمة وحيوية للغاية لبحث القضايا الرئيسية المهمة التي تحتاج لتنسيق وعمل مشترك بين الجانبين.

◄ لقاءات مهمة

يقول د. بارنيت روبين المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ملف سلام أفغانستان: إن هناك ضرورة مهمة وحيوية للقاء المسؤولين الأمريكيين وأعضاء الحكومة الأمريكية في قطر لبحث الملفات الحيوية، وخاصة أن التنسيق لم ينقطع عبر الدوحة وكذا التواصل الدبلوماسي ولكن كان هناك حاجة لتوصيف رسمي خارج سياق الاعتراف الأمريكي بشرعية حكم طالبان، لبحث قضايا حيوية ومهمة في الملف الأفغاني والذي شهد تحولاً تاريخياً بعد إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها. وأضاف أنه على إثر حجم التغير الكبير الذي جرى عبر مفاوضات الدوحة وتوقيع اتفاق انسحاب القوات الأمريكية في أفغانستان، خاصة في خضم التحديات الاقتصادية العديدة وخاصة أن طالبان لا ترغب في سلطة دون دعم دولي تحتاجه خاصة في ظل ما يعاني منه الاقتصاد الأفغاني كواحد من أضعف اقتصادات العالم، فدون مساعدات دولية والتزامات أمام المجتمع الدولي ستتعقد مهمة بسط سيطرة طالبان على الدولة الأفغانية وتضع الحكومة أمام العديد من المآزق، كما استعرض الجانب الأمريكي أهمية مكافحة الأخطار الإرهابية المستقبلية وعدم منح طالبان ملاذاً جديداً لتنظيم القاعدة، ونقل تطلعات البنتاغون بشأن لوجستيات ما بعد انسحاب القوات الأمريكية وجهود مساعدة الأمريكيين والرعايا والأفغانيين المتعاونين مع أمريكا والذين يرغبون في ترك البلاد، وأيضاً تأكيد أهمية دور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في تعزيز المبادرات الأمريكية لدعم المجتمع المدني والمرأة والتعليم والمبادرات الاقتصادية وبرامج التمويل والدعم الخاصة بالتنمية في أفغانستان.

◄ أدوار دبلوماسية

ويوضح د. بارنيت روبين: إن هناك ضرورة عامة في المشهد الأفغاني تستوجب بكل تأكيد مزامنة الجهد الدبلوماسي في سياقاته عبر قنوات الاتصال المباشرة والخلفية لمباشرة العديد من القضايا، وحرص الوفد الأمريكي على نقل آراء مجلس الأمن القومي ورؤية البنتاغون والخارجية بشأن وجود أعداد كبيرة من المواطنين الأمريكيين أو الأفغان الذين تجمعهم روابط مع أمريكا، وأهمية حماية المصالح الأمريكية الإستراتيجية الحيوية، كما يعتبر انخراط الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جزءاً مهماً أيضاً من بحث مشترك لمواصلة الدور الأمريكي وتعهداته بالتنمية داخل المجتمع الأفغاني ودفع المجتمع الدولي لمباشرة سبل الدعم الإنساني.

◄ تقدير للدور القطري

ويختتم د. بارنيت روبين تصريحاته لـ الشرق مؤكداً: كما بحث الوفد الأمريكي رفيع المستوى إلى قطر مناقشة الدعم اللوجستي الخاص بعمليات الإجلاء وما أعقبها والأوضاع داخل مطار كابول وسبل التباحث الجديدة من أجل نقل الرؤية الأمريكية مع القيادة القطرية والتي قدمت دوراً حيوياً ومحورياً في الملف الأفغاني، وأيضاً نقل تقدير الرئيس بايدن العميق والمتواصل لدور قطر الحيوي في الجهود القطرية المستمرة في الملف الأفغاني وامتنان الإدارة الأمريكية للأدوار القطرية الفاعلة في ملف الإجلاء واستضافة القوات الأمريكية ودعمها عبر سبل شتى في ظروف عصيبة، ودورها المستمر في الوساطة واستضافة المباحثات الدبلوماسية من أجل ترتيب أوضاع المشهد الأفغاني عبر علاقات متميزة تجمع قطر مع القوى الدولية، والدور المهم الذي تلعبه قطر في ذلك لتعزيز الشراكة الإستراتيجية ومشاركة الأهداف الخاصة بالأمن القومي الأمريكي ودورها في تخفيف التوترات واحتواء النزاعات ومواصلة الأدوار الدبلوماسية. قطر كانت دائماً تقوم بجهد مؤثر للغاية سواء في استضافة وتسهيل محادثات السلام في أفغانستان أو بشراكتها مع الناتو في تخفيف المعاناة الإنسانية في الولايات الأفغانية لأكثر من عام مضى، ويحظى دورها بتقدير أمريكي كبير وبالغ عبرت عنه القيادات الرسمية الأمريكية بدءاً من الرئيس بايدن والذي أثنى على دور قطر في إجلاء الرعايا الأمريكيين، وخاصة في عمليات الإجلاء التي استضافت فيها قطر آلاف المواطنين الأمريكيين والأفغانيين والأجانب تم إجلاؤهم وتنسق بصورة كبيرة مع واشنطن وبرلين من أجل إجلاء بعض منهم إلى ألمانيا لمواكبة عمليات الإجلاء الموسعة التي تنخرط فيها القوات الأمريكية وشاركت فيها طائرات جوية من قاعدة العديد، وهو التقدير ذاته الذي حملته الخارجية الأمريكية في أكثر من بيان لها للدور القطري في الملف الأفغاني منذ بدايته وحتى الآن في خضم تصاعد الأحداث بوتيرة كبيرة تعزز من دور قطر كشريك دولي موثوق به في المنطقة. الدوحة بكل تأكيد باتت من العواصم المؤثرة إقليمياً بصورة كبيرة للغاية خاصة في ملفات احتواء النزاعات وتخفيف التوترات ويكتسب رصيدها الدبلوماسي إنجازات واسعة في هذا الصدد، فنجحت من قبل في أن تلعب الدور ذاته في ما عرف بـهدنة مايو بين حماس وإسرائيل بالشراكة مع مصر وبتنسيق واسع مع واشنطن، وكان لها دورها الكبير في احتواء الأزمات اللبنانية منذ 2008 ومواصلة المساعدات الإنسانية في مختلف الأزمات التي ضربت البلاد، كما نجحت في ملف دارفور بالسودان وهي أيضاً الدولة التي استضافت مباحثات عملية السلام الأفغانية وكان لها دور محوري في عملية الانسحاب الأمريكي وهي إنجازات تحسب لرصيد قطر الدبلوماسي المتميز في احتواء التصعيد والنزاعات، وتعكس ما تملكه من تأثير واضح في المنطقة في تخفيف التوترات.

مساحة إعلانية