رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1139

المجلس الأوروبي: تقدم في ملفات حيوية لتعزيز الشراكة مع قطر

11 سبتمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

 

أكد باريند ليتس، المتحدث الرسمي باسم رئيس المجلس الأوروبي أهمية الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إلى دولة قطر الصديقة في ضوء كون الدوحة تلعب دورا أساسيا في مجال الطاقة والرغبة الأوروبية في تقوية العلاقات الإيجابية معها، والدلالات العديدة للزيارة الخاصة التي أجراها الوفد الأوروبي مؤخراً إلى الدوحة، كما أكدت د. آيرين سلاف، الخبيرة المختصة في شؤون الطاقة أهمية الرؤية التي تتبناها الدوحة في سياق علاقاتها المتطورة مع أوروبا وتعزيز قطر لشراكاتها الدولية بصورة متناغمة ومتفاعلة مع تطورات الأحداث العالمية.

◄ مبادرات إيجابية

وقال باريند ليتس، المتحدث الرسمي باسم رئيس المجلس الأوروبي: إن هناك العديد من المبادرات الإيجابية التي هدفت لتقوية العلاقات الوطيدة التي تجمع قطر وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا ومختلف دول الاتحاد الأوروبي الصديقة لدولة قطر.

وأضاف إن تلك العلاقات الإيجابية المهمة لها أكثر من مجال، يبدأ بكل تأكيد من العمل المشترك في ملفات الطاقة الحيوية وأيضاً العديد من الملفات السياسية مثل استعادة الاتفاق النووي والمشهد الأفغاني، وبحث مزيد من الاستثمارات المشتركة وتعزيز سبل العمل الإيجابي، خاصة في ظل الدعم والتعاون المتميز الذي تقوم به دولة قطر بصورة متواصلة وشاملة، وهو ما يمثل إشارة مهمة على الإرادة السياسية المشتركة على تحسين العلاقات الإيجابية للغاية مع قطر والارتقاء بمستوى طموحاتنا المشتركة، في ظل مواجهة تحديات عالمية في قضايا الطاقة والتنمية الاقتصادية والتحديات الأمنية في جميع أنحاء العالم، وفي ضوء القناعة التامة بكون الصداقة مع قطر هي وسيلة مهمة للتغلب على تلك التحديات الصعبة للغاية معاً.

وتابع: لقد سنحت الفرصة خلال الزيارة الأخيرة لإجراء بعض المناقشات السياسية الرفيعة مع القيادة القطرية والسلطات السياسية، انطلقت من الثقة التامة في الجهد المشترك والإيجابي والذي أحرز تقدماً في الموضوعات الحيوية وذات الاهتمام المشترك، وكان هذا واضحاً في ملفات الإعفاء من التأشيرة (إعلان قطر من بين عشر دول لا يحتاج مواطنوها لفيزا شنجن من أجل دخول دول الاتحاد الأوروبي)، بجانب العمل المشترك عبر الحوار الجيد والتفاهم والاحترام المتبادل لمناقشة القضايا والتحديات الأمنية، لا سيما في المنطقة، في ضوء الطموح المشترك من أجل بذل مزيد من الجهد لتحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي، وتوفير المزيد من الأمن وتحقيق غايات الازدهار للشعوب ما يعطي للتعاون المشترك أهمية كبرى ورئيسية.

◄ ملفات الطاقة

وفي السياق ذاته أكدت د. آيرنا سلاف، الباحثة المتخصصة بمجال الغاز الطبيعي المسال والتعدين والجغرافيا السياسية، والكاتبة بعدد من المواقع والصحف الأمريكية المتخصصة في الطاقة أنه على صعيد قضايا الطاقة فإن قطر والاتحاد الأوروبي، كلاهما، يتطلع بقوة إلى صياغة مرحلة شراكة مختلفة عن السابق باتجاه أكثر قرباً، وهي تحولات فرضتها مستجدات الأحداث الدولية وما تحدثه في الأسواق العالمية والطبيعة السياسية الدولية والتبعات الاقتصادية لاسيما في مجال الطاقة الذي تعد قطر واحدة من أكبر أقطابه عالمياً، وكان من الواضح أن الاتحاد الأوروبي يشرك قطر في رؤيته الإستراتيجية المستقبلية الخاصة بموارد الطاقة، في ضوء ما يعتمل بالمشهد العالمي في الأزمة الأوكرانية وتبعاتها على أوروبا على وجه الأخص بصورة كانت النظرة الأوروبية فيها تتطلع إلى قطر ما استوجب تجديد شراكات مهمة من أجل توفير الإمدادات إلى أوروبا، ونقل العلاقات القطرية- الأوروبية عن طبيعتها الفردية مع الدول الغربية إلى إستراتيجية قطرية مع الاتحاد الأوروبي تكون استثمارات الطاقة والتقارب السياسي والدبلوماسي في مقدمتها، في ضوء الأوضاع العالمية الحديثة.

وأضافت: في حين يبحث الجميع في العالم عن تكوين التحالفات الإيجابية في وضع عالمي يزداد تعقيداً كل يوم، تبرز قطر كحليف مهم ورئيسي وشريك جدير بالثقة من أوروبا ويحظى باحترام وتقدير كبير خصوصا في ظل ما لعبته قطر من أدوار تاريخية في الملف الأفغاني عبر المساعدة الدبلوماسية الكبيرة التي وفرتها لكثير من الدول الأوروبية ورعاياها في أفغانستان، وما قامت به من تنسيق سياسي وإنساني في ملفات عديدة مثل عمليات الإجلاء من أفغانستان، واستضافتها للمباحثات المهمة مع الحكومة الجديدة لطالبان. وأشارت إلى أن هذه المواقف الإيجابية من دولة قطر تضاعف أرصدتها مع المجتمع الدولي والمنظمات الأممية.

◄ المشهد العالمي

وقالت د. آيرنا سلاف، الباحثة المتخصصة بمجال الغاز الطبيعي المسال والتعدين والجغرافيا السياسية: إن أوروبا بكل تأكيد في مشهد تتغير أحداثه وتفاصيله بصورة تجعلنا أمام عالم يفقد الكثير من الثقة نحو واقع من الصدمات الاقتصادية العنيفة والإجراءات الصحية القصوى والاعتبارات البيئية المهمة والتحولات السياسية الشديدة التي فرضتها صدامات دولية على أكثر من صعيد، والمشهد في أوكرانيا سيكون كارثياً في تبعاته عموماً في الملفات التي تعقبه ليس فقط في الاقتصاد والطاقة ولكن في الخريطة الدولية المتغيرة والتي صارت الطاقة فيها جزءاً مهما من هذا التحول والتغير، وتأتي المباحثات الأوروبية الإيجابية مع قطر بشأن بناء علاقات أكثر قوة سياسياً ودبلوماسياً لتعزيز الثقة المتزايدة من أجل ضمان تعاقدات طويلة المدى، ففي المرحلة الأولى كان التفاوض متعجلاً في ضوء ما تعرضت له الحكومات الأوروبية داخلياً جعلتها تبحث في غير الممكن وغير المتاح كتعاط عاجل مع المشهد، ولم يكن أمام دولة قطر في تلك المرحلة سوى أن تتفاعل بمنطق السوق ولكن باعتبارات تفضيلية بحصص الغاز الصغيرة التي كانت تمتلكها في توجيهها بأسعار رفضت فيها التنافسية أمام سوق أوروبي يعاني من أزمة واضحة، ولكن ما أعقب ذلك في السياسات القطرية والمفاوضات الحيوية مع ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا عبر جولات دبلوماسية رفيعة واتفاقات شراكة حيوية، وأيضاً الإعلان عن ضم شركات دولية أمريكية وفرنسية وإيطالية إلى مشروعات التوسع الكبرى التي تقوم بها قطر، جعل الرؤية إلى الأمام أكثر وضوحاً بشأن العلاقات مع أوروبا بالصورة التي ستستفيد منها قطر عموماً على أكثر من وجه في صادراتها، فطالما كانت قطر شريكاً حيوياً في عقود توريداتها للطاقة العالمية ولكنها كانت تركز بصورة كبيرة على حصة السوق الآسيوية الأكبر في صناعة الغاز الطبيعي، وذلك في ضوء مشاركة الدول الآسيوية في تطوير صناعة الغاز الطبيعي بالأساس في قطر، فالعقود القطرية مع الدول الآسيوية عموماً ليست المستهدفة من الإستراتيجية المستقبلية للرؤية القطرية الأشمل، وعلى الرغم من كون الدراسات والتقارير النظرية تؤكد قدرة قطر وأمريكا بحجم إنتاجهما الضخم والهائل على توفير إمدادات الطاقة التي تحتاجها أوروبا، ولكن هذا نقاش لعقد آخر وليس المطروح حالياً، ففي إستراتيجية مضاعفة التصدير القطري من الغاز إلى أوروبا هناك مجالات أخرى مهمة ستكون فيها الشراكة حيوية مثل تأهيل محطات الاستيراد الأوروبية بالأساس لاستيعاب مخزون أكبر من الغاز الطبيعي المسال وموارد الطاقة وهي مشروعات كبرى وعملاقة مرتبطة بهذا التحول المتسارع في الأسواق العالمية، خاصة في ضوء العقوبات الاقتصادية الأوروبية والأمريكية على النفط الروسي، وفي المقابل نجد أن قطر سلكت طريق مضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال توافقاً مع خططها الداخلية للتنمية من جهة ومتطلبات سوق الغاز الطبيعي المسال النامية عالمياً من جهة أخرى، وبرز ذلك في خطط توسعات حقل شمال الهائل لزيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال، فالدوحة كل عام سعت لمضاعفة إنتاجها بنحو ثلاث مرات، فمنذ عام 2017 تزايدت النسب الخاصة بمعدل إنتاج قطر من الغاز الطبيعي، وجدير بالذكر أن حينها توفير 100 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي كان يشغل فقط طاقة إنتاجية بنحو 30% وحسب من معدل إنتاج حقل شمال حتى قبل التوسعات، فتبلغ غاية شركة قطر للطاقة الوصول إلى 110 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2025، ففي حين أن الأزمة الجارية اقتصادياً حالياً في أسواق الطاقة العالمية ستستوجب تفاعلاً يتم التطلع إليه من الإمدادات القطرية وهو ما عزز السيناريوهات التي تتم مناقشتها بصورة مكثفة لاستعادة الاتفاق النووي مع إيران، والتباحث الفاعل في الخطط على المدى الطويل ببحث الشركاء في أوروبا عن توفير مصدر للطاقة النظيفة والمتجددة عبر عقود تبنى على العلاقات الدبلوماسية الإيجابية، ولا تتأثر بالتغيرات الطارئة، وبخاصة أن قطر نجحت في العديد من المهام المتعلقة بالإمدادات الخاصة بها من الغاز الطبيعي في ظل ظروف عديدة مرت بها لم يكن بإمكان أي دولة في ظل ظروفها أن تتجاوزها، وكذلك تطوير العلاقات المتميز الذي جمع قطر مع الحلفاء الأمميين والأوروبيين والذين توافدوا على الدوحة في فترات حرجة قدمت فيها قطر كافة سبل الدعم الدبلوماسي في ضوء اكتسابها لثقة دولية متميزة ووجودها في مكانة خاصة كانت قادرة من خلالها أن تكون على قدر المسؤولية إزاء التحديات الدولية.

مساحة إعلانية