رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4979

صدمة انفجار بيروت.. قصص أطفال واجهوا الموت بشكله المرعب

11 أغسطس 2020 , 01:19م
alsharq
الدوحة- الشرق:

تسبّب الانفجار بمقتل أكثر من 160 شخصا وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين وتشريد نحو 300 ألف من منازلهم، نحو مئة ألف منهم أطفال، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) التي قالت إن الناجين “يعانون من صدمة نفسية".

أطفال بيروت عاشوا أصعب اللحظات لحظة دوي انفجار المرفأ، (فرانس براس) حاولت رصد معاناة الأطفال بعد الانفجار ولحظة وقوعه، في بيروت المنكوبة أطفال واجهوا ونجوا من موت محقق، وانهيار واجهة منزلهم، أو تساقط شظايا طائشة ناتجة عن قوة الانفجار.

من بين القصص التي نقلتها (فرانس بريس) من محلة رأس النبع في غرب بيروت، قصة هبة (35 عاماً) التي كانت تجلس مع والدتها وطفلها البالغ من العمر 6 سنوات ورضيعتها التي لم تتعدى 21 يوماً في غرفة الجلوس في منزلها لحظة الانفجار، قالت لـ (فرانس برس) مستعيدة ما جرى "شعرت وكأن زجاج المنزل يدور حولنا".

وعن الصدمة التي عاشها طفلها تقول: تجمد طفلها في مكانه لثواني ولم يقوى على التحرك، "حين رأى الدماء تسيل من قدميه جراء الزجاج، أصابته صدمة وبدأ يصرخ "ماما، لا أريد أن أموت" باللغة الفرنسية قبل أن يلقي نفسه بين ذراعي والدته وهو يرتجف.

تمالكت هبة التي أصيبت بدورها، أعصابها، وحاولت تهدئة طفلها بعدما تيقنت أن إصابتهما طفيفة، وتضيف "أجابني طفلي..ما هذه الحياة؟ كورونا وانفجار؟".

عندما التفتت الى ابنتها، رأت أنها تتنفس، لكن الطفلة “بدت وكأنها غابت عن الوعي تماماً"، على حد قولها، واستغرق الأمر عشرين دقيقة حتى بدأت التفاعل كع والدتها أو حتى البكاء.

من شدة الصدمة، جف الحليب من صدر هبة قبل أن يعود بكميات قليلة جداً، ما أجبرها على استخدام الحليب الجاف لإطعام طفلتها.

منذ الانفجار، تُبعد هبة ابنها عن شاشات التلفزيون التي تبث منذ أسبوع بلا توقف صور الانفجار وأخباره، رغم الإجراءات التي تتبعها هبة لحماية طفلها من الردود النفسية إلا أنه منذ ذلك اليوم، ما زال يقفز من مكانه كلما سمع صوت تحطم الأشياء.

بين ضحايا الانفجار، طفل استرالي في الثانية من عمره وطفلة لبنانية في الثالثة قالت والدتها الثكلى بعد الانفجار لمحطة تلفزيونية، وقد غطت آثار الجروح وجهها، "أود أن أعتذر من ألكسندرا، لأنني لم أخرج بها من لبنان".

وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عديدة للحظة وقوع الانفجار، ويظهر في أحدها دخان يتصاعد جراء انفجار أول في المرفأ، ويُسمع في الخلفية طفل يردد وكأنه يلهو "انفجار، انفجار"، قبل أن يقول بعد دوي الانفجار الثاني بالإنكليزية العبارة نفسها "أمي، لا أريد أن أموت".

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في المستشفيات أطفالاً غطت الدماء وجوههم البريئة ولطخت ثيابهم، من بين الحالات التي نقلوها من مستشفى أوتيل ديو في شرق العاصمة، حالة امرأة بعد وقت قصير من وقوع الانفجار، تحمل طفلتين غطت الدماء وجهيهما، وبدتا مذعورتين على غرار العشرات في المكان، صامتتين وفي حالة صدمة.

من جهتها شددت منظمة “سايف ذي تشيلدرن” في بيان على ضرورة أن تكون صحة الأطفال النفسية "أولوية"، مشيرة الى أنه "من دون وجود الدعم المناسب، ستكون النتائج على الأطفال طويلة الأمد".

وقالت آن صوفي ديبدال من المنظمة "التأثير على الأطفال قد يكون عميقاً جداً، كون الطفل سيحاول أن يفهم ما حصل".

وأضافت: "قد يذهب الأمر ببعض الأطفال، خصوصاً الصغار من أصحاب الخيال الخصب، إلى حدّ إلقاء اللوم على أنفسهم، معتقدين أن ما كانوا يفعلونه قد تسبّب بالانفجار، أما الأكبر سناً بقليل فقد يشعرون بالذنب تجاه حزن وغضب أهاليهم".

وأشارت المنظمة إلى أن الكثير من الأطفال في لبنان كانوا أساساً عرضة للتوتر نتيجة الأزمات المتلاحقة في البلاد والتي دفعت "أكثر من نصف مليون طفل في بيروت إلى الكفاح من أجل الحياة أو إلى الجوع".

وتقول المعالجة النفسية صوفيا معماري لفرانس برس "هناك أطفال سيعانون من قلق، الأصوات العالية قد تجعلهم يخشون من أن تتكرّر الحادثة، وقد يخشون الافتراق عن أهلهم لدرجة أنهم قد يرفضون دخول الحمام وحدهم".

وعن قلق الأطفال، تقول المعالجة النفسية له أوجه كثيرة، منها الكوابيس ليلاً أو عدم الكلام أو العزلة، "لأن أسئلة كثيرة تجول في بالهم" لن يجدوا لها أجوبة.

وتؤكد “لا يجب إجبارهم على الكلام، ويجب التحدث عن الموضوع، ونفتح المجال بهم للتكلم عنه حين يشاؤون".

وتضيف أنه يجب على الطفل أن يسمع من والديه، "أنهما خائفان أيضاً، ليشعر أن بإمكانه أن يخاف ولمساعدته في التعبير عن مشاعر الخوف والقلق والحزن".

كما يجب على الأهل المسارعة إلى طلب مساعدة مختص إذا طالت عزلة الطفل أو عدم رغبته بالكلام أكثر من أسبوعين.

على غرار العشرات من الأمهات اللبنانيات بعد وقوع الانفجار، أجرت نورا (34 عاماً) بحثاً سريعاً عما يجب أن تفعله وأن تقوله لطفليها البالغين من العمر أربع وثلاث سنوات.

وتقول إنها عبرت لهما عن خوفها الشديد ووصفت لهما بدقة ما شعرت به، فتجاوب معها الطفل الأكبر قائلاً "كان انفجاراً كبيراً"، أما الأصغر فلم يقل شيئاً في حينه، في اليوم التالي، استيقظ صباحاً وهمس لأمه قائلاً "لقد خفت كثيراً".

اقرأ المزيد

alsharq وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

أكدت سعادة السيدة هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية، أن مشاركة سوريا للمرة الأولى،... اقرأ المزيد

258

| 16 أكتوبر 2025

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

310

| 15 أكتوبر 2025

alsharq لولوة الخاطر تروي قصة فسيلة شجر الزيتون التي غرستها في 2021 وصمود أهل غزة وفلسطين

قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، إن اليوم يشرقفجر جديد... اقرأ المزيد

862

| 14 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية