رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

503

ندوة الجزيرة: بناء القدرات الذاتية لدول الخليج أهم من الارتهان لواشنطن

11 مايو 2016 , 08:05م
alsharq
طه حسين

ندوة الجزيرة حول العلاقات الخليجية — الأمريكية.. السياقات والمآلات..

التويجري: تصريحات ترامب تضع علاقات أمريكا مع الخليج في مهب الريح

شحاتة: التاريخ لن يغفر لأوباما أخطاءه الكارثية تجاه سوريا وهيستريا غير مبررة من إيران

ديفيد ماك: لاشيء سيتغير والتعاون العسكري الأمريكي — الخليجي في أعلى مستوياته

رغم مقاطعة مقدم الندوة لسؤال حول تصريحات المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب، ومستقبل العلاقات الخليجية الامريكية في حال فوزه، مستغربا علاقة السؤال بموضوع الندوة "العلاقات الخليجية الامريكية.. السياقات والمآلات" إلا أن شبح فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الامريكية ألقى بظلاله على الندوة التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات مساء امس الاول والتي وضعها اوباما على سكة مآلات غير مبشرة، خاصة بعد تصريحاته ضد المملكة العربية السعودية والتي وصفها أحد المتحدثين في الندوة بالحمقاء.

الندوة استضافت الدكتور أحمد التويجري، الكاتب والمفكر السعودي والدكتور سامر شحاتة، أستاذ مشارك بمعهد الدوحة للدراسات العليا وديفيد ماك، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، وسفير الولايات المتحدة السابق في الإمارات. وجاءت في سياق تراجع اهتمام الولايات المتحدة الامريكية بمنطقة الخليج بعد ان شهدت العلاقات بين الجانبين منعرجات حاسمة منذ انطلاقها سنة 1945 بلقاء القمة الاولى بين الملك عبدالعزيز والرئيس الامريكي روزفلت في البحيرات المرة، لكنها ظلت محكومة بمعادلة الامن والنفط إلا ان التطورات الاخيرة حملت متغيرات أعادت النظر في تلك العلاقات أبرزها الاتفاق النووي الايراني مع مجموعة 5+1. لكن حديث الرئيس الامريكي باراك اوباما في قمة الرياض عن ضرورة قبول ايران في المنطقة واشادته بأن طهران تتخذ اجراءات عملية لبناء الثقة وتسوية الخلافات مع جيرانها عبر الوسائل السلمية وانها تلتزم بالقوانين والاعراف الدولية، يبدو ان هذا الانحياز من جانب اوباما إلى جانب ايران جاء محبطا لمن راهن على امكانية تحسن العلاقات بين الجانبين فيما تبقى لأوباما من شهور في البيت الابيض ليبقى المستقبل اكثر غموضا في حال فوز المرشح الجمهوري ترامب، بل وحتى في حال فوز الديمقراطيين مرة أخرى.

الدكتور التويجري بدأ الحديث حول مدى نجاح قمة الرياض الاخيرة في تضييق هوة عدم الثقة بين الخليج وامريكا بعد الاتفاق النووي الايراني فقال إن قمة الرياض جاءت في وقت شهدت فيه العلاقات قدرا كبيرا من التدهور خاصة بعد التصريحات المتهورة والخارجة عن حدود الدبلوماسية وغير المسبوقة من الرئيس الامريكي باراك اوباما موضحا ان اوباما حينما بدأ ولايته الثانية اطلق شعار البداية الجديدة لكنها كانت كارثية ونهايتها كانت مأساوية ليس فقط في مستوى تدني العلاقات بسبب الحماقات الكبيرة التي ارتكبتها امريكا بدءا بالاتفاق مع ايران التي لم تراع مصالح امريكا ولا مصالح المنطقة وانما رعت مصالح الكيان الصهيوني المهيمن على السياسة الخارجية الامريكية.

وأكد التويجري ان قمة الرياض اخفقت في ايجاد تقارب امريكي خليجي ولم تردم هوة الثقة بين الجانبين لافتا إلى ان اوباما جاء في نهاية ولايته ولا يمكنه تقديم أى شيء، فيما تشهد امريكا انتخابات بها الكثير من الجنون واحتمالات فوز ترامب كارثية على المنطقة والعالم.

وقال إن دول الخليج مسؤولة عما آلت إليه الامور، حيث اهملت الغرب وكيفية التعامل معه مؤكدا ان الغرب وامريكا لا يعترفان إلا بمصالحهم المادية بعيدا عن القيم والمبادئ الانسانية ولا يلتفت اوباما والغرب إلى الارهاب الحقيقي في سوريا بسقوط آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين والمشردين وسط قصف متواصل من روسيا والنظام السوري.

وشدد على ان هذه المرحلة التاريخية تقتضي اعادة النظر في العلاقات مع امريكا والغرب، وعلينا في الخليج وعالمنا العربي ان ننتبه إلى مصالحنا الكبرى بالاعتماد على انفسنا دون انتظار للآخرين. وان هذه هي المسؤولية التاريخية لقادة دول الخليج والتحول إلى اتحاد حقيقي بين دول الخليج وان تتم اصلاحات داخل الاتحاد الخليجي تبدأ بالتطوير الدستوري وانه لايمكن ان نواجه هذه الاخطار دون ان تكون هناك مشاركة شعبية حقيقية في صناعة القرار وان يشعر المواطن في دول الخليج بأنه جزء من صناعة القرار وان هذا هو صمام الامان لاستقرار المنطقة ولتمكينها من مواجهة التحديات والاخطار التي تحيط بها وان ننمي قدراتنا الذاتية مثلما فعلت ايران ودول اخرى.

ونوه التويجري بأن شعوب الخليج وحكوماتها ليس لديهم مشكلة مع الشعب الايراني ولا مع الطبقة السياسية المعتدلة، ولكن المشكلة مع الفكر المتطرف والطائفيين الذين يحملون فكرا مدمرا للمنطقة ويتغلغلون في مجتمعاتنا ويسعون لتفجيرها من الداخل.

واضاف اننا ندفع ثمن تقاعس حكوماتنا عن بناء مجتمعاتنا لمواجهة هذا الخطر العظيم وان ماجرى في العراق ويجري في سوريا واليمن ومصر وليبيا من اهم العناصر التي تقف وراءها هو الاطماع الصهيونية والخطط الصهيونية والتأثير الدبلوماسي والاستخباراتي الاسرائيلي واذا لم نفق في ظل هذه النكبات الكبيرة فمتى نفيق؟

هستيريا

وتحدث الدكتور سامر شحاتة، حول المصالح التي تتقاطع فيها امريكا والخليج فقال إن هناك "هستيريا " في الخليج العربي من العلاقات الامريكية الايرانية بعدالاتفاق الاخير.

وقال إن على الخليج ان يدرك ان هناك اختلافات عميقة لاتزال بين امريكا وايران رغم الاتفاق النووي الذي لم يكن له بديل إلا الحرب، موضحا ان منطق اوباما قائم على عدم تكرار تجربة سلفه جورج دبليو بوش ورفض القيام بأى مغامرات عسكرية بعد تجربة العراق وافغانستان وهو ما لا يمنع ان سياسته تجاه سوريا ستبقى كارثة في تاريخه. فكانت رؤية اوباما مبنية على هذا الاساس حيث ركز على عودة الجيش الامريكي من العراق أو افغانستان.

واشار إلى ان الحديث عن ان علاقة الولايات المتحدة مع ايران سوف تأتي على حساب الخليج غير صحيح وان هناك اختلافات قائمة بين امريكا وايران في ملفات سوريا والعراق والارهاب ودعم ايران لحزب الله ودورها في العراق والارهاب. قائلا إنه يلاحظ ان هناك عدم وعي كاف في الخليج بالنسبة للاختلافات بين امريكا وايران.

أهمية النفط

وحول اكتفاء امريكا من النفط والحديث عن انسحابها من المنطقة، اكد الدكتور سامر شحاتة، أن اي خطر يهدد منطقة الخليج هو تهديد لأمريكا والاقتصاد العالمي لأنه سوق واحد ما يؤكد ان اهمية منطقة الخليج لم تتغير بالنسبة لامريكا. وان اي عدم استقرار في المنطقة هو خطر على امريكا.

واكد ان المصالح الخليجية الامريكية المشتركة لا تزال قائمة وسوف تستمر، ولكن على دول المنطقة عدم انتظار الحلول من امريكا ولابد ان يأتي علاج الازمات على اختلافها من الداخل وان تراعي مصالح الشعوب.

ونفى وجود تركيز على آسيا على حساب الخليج في السياسة الخارجية الامريكية وان من المهم ان نفهم منطق اوباما والخلفية التي ينطلق منها بعد حرب العراق ودخول الجيش الامريكي في الشرق الاوسط. وان اوباما فضل البقاء بعيدا عن التدخل في سوريا وهو موقف كارثي سوف يحاسبه عليه التاريخ وانه كان يجب عليه التدخل بشكل أو آخر بعدما تجاوز عدد القتلى حاجز الـ 50 ألف قتيل.

ودعا العرب إلى الاعتماد على انفسهم قائلا إنه ليس هناك امل في رئيس جديد يغير سياسة امريكا نحو الشرق الاوسط بطريقة عميقة سواء بالنسبة لفلسطين او سوريا وان النظام السياسي الامريكي اكبر من مجيء أو رحيل رئيس.

لاشيء سيتغير

وطمأن السيد ديفيد ماك، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، وسفير الولايات المتحدة السابق في الإمارات دول الخليج إلى ان السياسة الامريكية لن تتغير تجاه المنطقة وقال إنّ شعور بعض الدول الخليجية بأن الولايات المتحدة ستتخلى عنها في وسط الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة، أمرٌ غير صحيح، فما ستفعله الولايات المتحدة مستقبلاً — وهذا لن يتغير بانتهاء ولاية أوباما — هو تعزيز حضورها العسكري في المنطقة، مع أنّ الرأي العام الأمريكي لا يدعم مثل هذا الخيار، بل يرى أنّ على الولايات المتحدة أن تُقلّص حضورها العسكري في المنطقة وتعيد ترتيب أولوياتها لتُركّز على مناطق أخرى حول العالم وقضايا أخرى، وتتنوّع آراء مرشّحي الرئاسة في هذا الخصوص.

وحول تصريحات الرئيس الأمريكي لمجلة "أتلانتيك" قال ماك: على الصعيد العملي، بإمكاننا أن نرى أنّ التعاون العسكري الأمريكي — الخليجي في أعلى مستوياته، من ناحية التدريبات العسكرية ومبيعات الأسلحة والمناورات المشتركة على سبيل المثال. كما أنّ حضور القوات العسكرية الأمريكية على الأرض في المنطقة حالياً في أقل مستوياته منذ سنة 1991، لكنّ تواجد القوات البحرية الأمريكية لا يزال قوياً. وهذه الدول تتعامل مع بعضها من منطلق الشراكة الأمنية والاعتراف الأمريكي بسيادة الدول الخليجية وقدراتها المتنامية على لعب دور كامل بل وغالباً امتلاك زمام المبادرة في شؤونها الدفاعية.

وعما إذا فاز ترامب بالرئاسة وكيف سيُؤثر ذلك على العلاقات الخليجية — الأمريكية؟ قال ماك إن ترامب لم يحصل على دعم أغلبية الحزب الجمهوري وبالتالي فهو سوف يدخل الانتخابات العامة بموقف ضعيف. وقال إن الرأي العام الأمريكي ليس لديه رغبة في الانخراط العسكري خارج البلاد. وان الدعم الذي ناله ترامب يُعد احتجاجاً من الأقلية الغاضبة على الأوضاع الحالية.

وقال إن السياسة الخليجية — الأمريكية قائمة على الكثير من المصالح المشتركة مع مختلف دول العالم وسوف تواصل أمريكا التعاون مع الخليج وتعزيز العلاقات الدفاعية القوية والصلبة وايضا تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين. وشدد على انه لن يكون هناك تعاون عسكري بين أمريكا وإيران وانها ليست منافساً للخليج في العلاقة مع أمريكا.

مساحة إعلانية