رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1498

خبراء لـ الشرق: رؤية قطر تتوافق مع أجندة بايدن في قضية المناخ

11 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

التحديات العالمية وأوليات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جعلت قضايا الطاقة والمناخ في صميم ما تسعى الإدارة الأمريكية لصياغة خطة حقيقية ودولية داعمة لأهمية قضية التغير المناخي ولأفكار الحفاظ على البيئة والاهتمام بغايات تحقيق التنمية المستدامة، وفي هذا الصدد تقدم دولة قطر تجربة مميزة في استخدامها لطاقة الغاز الطبيعي النظيفة والتي شكلت تجربة مميزة في الحفاظ على البيئة، هذا ما أكده خبراء وأكاديميون في شؤون الطاقة والذين ناقشوا في تصريحاتهم لـ الشرق مميزات صناعة الغاز الطبيعي المسال في قطر وإعطاء نظرة مقربة على التطورات الأمريكية والعالمية في مجال الطاقة.

◄ الحد من التلوث

يقول أندرو هارفام، مدير شركة فرونتير للاقتصاد والأعمال، في تصريحاته لـ الشرق: إن قطر تستخدم الغاز الطبيعي الاقتصادي للحد من تلوث السيارات، وهو توجه مميز يجب أن يتم تطبيقه عالمياً ووضع خطة لتحقيق ذلك، ويجب هنا في هذا السياق موازنة الاستثمارات وعوائدها بوضع غايات الحفاظ على البيئة في مقدمة الأولويات للتنمية، كما أن سوق الغاز الطبيعي المسال وطبيعته كصناعة مليئة بالفرص والنجاحات العديدة، وتهدف تلك الخطط والتي تتضمن صناعة السيارات أن تقلل من حجم انبعاثات الكربون في الهواء الجوي، والقضاء على التلوث الناتج عن عوادم السيارات بطاقة نظيفة مختلفة عن البنزين، وبالرغم من كون السيارات الكهربائية تتطور صناعتها وأسهمها بصورة كبيرة ويعتبرها كثيرون أنها سيارة المستقبل، ولكن التكلفة المرتفعة وتقديم النماذج الخاصة بها كنماذج لسيارات الرفاهية، فإن الاهتمام بهيكلة الصناعة ومجالاتها التي تعد السيارات جزءاً منها نحو الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال أصبح في وضع مهم جداً، بهدف تقليل التلوث الذي يلحق الضرر بصحة السكان في المدن الكبيرة، كما أن هناك امتيازات التنافسية العديدة التي تدعم صناعة الغاز الطبيعي المسال، حيث إنه حينما يتم عرض الغاز الطبيعي المسال في السوق العالمية يمكنه أن يدر رأس مال أكثر في حلقة استثمارية ناجحة، مثلما تفعل قطر واستغلت عوائد الغاز كجزء رئيسي من تنميتها، وأيضاً في كون الغاز الطبيعي المسال أقل تلويثاً للبيئة من نظائره النفطية، وهذا يدفعنا للنظر والاستفادة من التجربة القطرية الناجحة في استثمار عوائد الغاز من جهة، وبناء البنية التحتية اللازمة أي محطات التسييل التي تمتلك قطر أكبر وحدات وتكنولوجيا التسييل في العالم، وأيضاً يعد ذلك من أبرز ما يحتاجه الغاز الصخري المكتشف في أمريكا، من حيث إدارة موارده على النحو الناجح كما فعلت قطر.

◄ امتيازات تنافسية

وأوضحت أرميل ليكربنتير، كبيرة الاقتصاديين في شركة سيديديجاز للاستشاراث الاستثمارية أنه بكل تأكيد تتوافق أجندة أمريكا في الطاقة والتغير المناخي مع التطلعات لوقود أحفوري أقل تلويثاً للبيئة من نظائره النفطية وهو ما يتمثل في الغاز الطبيعي المسال، واللافت أن قطر استفادت من استثماراتها في قطاع الطاقة بمشروع جولدن باس وكانت شريكاً في تطور الصناعة بأمريكا وأيضاً في عوائد الأرباح المميزة بالاتجاه نحو التصدير المستقبلي، كما أكدت وكالة الطاقة الدولية في رصدها للاتجاهات في سوق الغاز الطبيعي المسال، فإن قطر ما زالت تتمتع بامتيازات تنافسية من حيث انخفاض التكلفة الإنتاجية ووجود خطوط شحن فاعله في الأسواق الآسيوية والعالمية. وتابعت أرميل ليكربنتير، في تصريحاتها لـ الشرق موضحة أن دولة مثل قطر تتميز بأن صناعاتها تعتمد على الغاز الطبيعي المسال بصورة رئيسية وتنتشر في دعم الصناعات العالمية التي تعتمد على الغاز كبديل أقل تلوثاً من البترول، كما أنها تمتلك أفضل تقنيات التسييل العالمية، فإذا ما أرادت أمريكا تطوير صناعة الغاز الطبيعي في أن تزدهر مستقبلاً عليها الاستعانة بالخبرات القطرية، كما أن أسواق الغاز الطبيعي المسال في آسيا باتت يغمرها الغاز الصخري الأمريكي الرخيص، وسيكون لها تأثير سلبي على الأسعار، وربما كانت هذه ظاهرة قد تستمر لفترة طويلة، خمس أو ست سنوات قادمة وحسب، ولكن على المدى الطويل يجب أن تكون هناك بنية تحتية أقوى للصناعة مثل الدول الرائدة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال فإن قطر دولة هيدروكربونية، وتنتج الدوحة حوالي 600000 برميل من النفط يوميا، وهو قرار اختياري من قطر التي تمتلك قدرة رفع معدلات الإنتاج وهو ما تسعى له خطط التوسع في حقل الشمال، وفي ضوء ذلك فإن قطر تمتلك أكثر من 14 ٪ من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم وهي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، كما أنها أكبر منتج للطاقة من حيث آليات التسييل والإذابة لامتلاكها للمحطات الأكبر والتقنيات الأفضل والتكلفة الأرخص عالمياً، وهو ما يمكنها من تحويل الغاز الخام إلى غاز مسال يمكن شحنه (GTL) وهو ما يجعل إجمالي إنتاجها يصل إلى 180،000 برميل من الوقود يوميا مع توقعات بالزيادة، كما أن وقود الغاز الطبيعي المسال سوق مناسب، لكنه يزداد أهمية بسبب بعض قرارات السياسة الرديئة التي اتخذت في أوروبا في التسعينيات، عندما قررت المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا أن أسهل طريقة لخفض انبعاثاتها من الوقود الغازي كان تشجيعها من خلال حوافز ضريبية للسيارات التي تعمل بالديزل بدلا من سيارات البنزين، الذي أثر على معدلات نظافة الهواء بالشوارع والذي يستقبله المواطنون.

◄ تقنيات متطورة

وأكدت أرميل ليكربنتير أإن أجندة الرئيس جو بايدن في الطاقة كما اطلعت عليها توضح أهمية تطوير خطط الغاز الصخري في أمريكا بالتوافق مع أهداف التغير المناخي، وأوضحت الدراسات الأمريكية في هذا الصدد والتي اعتمدت عليها الإدارة أن الوقود المسال GTL مثل الغاز الطبيعي المسال LNG يعد هو الحل؛ حيث إنه لديه 70 ٪ أقل من انبعاثات NO2، وخال من الكبريت تقريبا وله مادة جسيمية ضئيلة، وهو ما يعزز أهمية دعم المراكز البحثية في مجال تحويل الغاز إلى سوائل في العالم بالتعاون مع شركات مميزة مثل Royal Dutch Shell في هذا المجال، والتي تمتلك أيضاً مختبرات أبحاث في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، والتي كان لها دور أساسي في التكنولوجيا التي طورتها شركة Sasol للطاقة في جنوب أفريقيا، وتستفيد قطر من ذلك حيث إن كلا من شركتي Shell وSasol تمتلكان مصانع كبيرة لتحويل الغاز إلى سوائل في قطر، وإن الأبحاث التي أجريت في بناء المصانع التي تحول الغاز الطبيعي إلى وقود الديزل النظيف، أجرتها جامعة تكساس إيه آند إم في قطر، كم أن مفتاح الاستثمار في تكنولوجيا جي تي إل هو بناء المصانع عندما يرتفع سعر النفط، ولهذه الأسباب فإن قطر وأوزبكستان وكازاخستان ونيجيريا تعد دولا مثالية جغرافيا لإنتاج الغاز الطبيعي المسال لأن المواد الخام موجودة هناك وخالية من الفعالية.

◄ توجه عالمي

وقال ديفيد رامبيرغ الباحث في شؤون الطاقة ومشرف دراسة "الجدوى الاقتصادية: تقنية تحويل الغاز إلى سوائل وعلاقة سعر النفط الخام الطبيعي بالغاز": إن عملية تحويل الغاز إلى سوائل تكون أقل تكلفة من تكرير البترول لوقود النقل، فيجب أن يكون خام التغذية للغاز الطبيعي مجانيا بشكل أساسي، كما يجب أن تكون العملية فعالة بما يتجاوز الديناميكا الحرارية، وحتى في ظل الظروف المثالية، فإنه لإنتاج وقود نقل بتكلفة أقل من مصفاة نفط حديثة، وبعبارة أخرى، ما لم يكن الغاز مجانيا، لا يمكن التنافس حينها مع مصافي تكرير البترول، وإذا كانت التكلفة هي العامل المحدد للاستثمار في تحويل الغاز إلى سوائل، فيجب أن نتبع نهجا أكثر شمولية للتكلفة مثل ما تقوم به قطر، ذلك مع مراعاة التكلفة على صحة الإنسان لاستنشاق NO2 والجسيمات والانبعاثات الضارة الأخرى. واختتم رامبيرغ تصريحاته لـ الشرق موضحاً أنه وبكل بالتأكيد في ظل توجهات سياسية دولية نحو عالم يُنظر فيه الآن إلى الغاز الطبيعي المحترق على نطاق واسع على أنه غير مسؤول بيئيا، وتزايد أعداد الأطفال والشباب الذين يعانون من أمراض رئوية بسبب انبعاثات وقود الديزل، أصبحت قرارات الطاقة تنفصل بشكل متزايد عن العوامل الاقتصادية التقليدية، وسيصبح تحويل الإنتاج الزائد من الغاز في الولايات المتحدة إلى أنواع الوقود النظيف جذابا بشكل متزايد إذا ارتفعت أسعار النفط الخام وانخفضت أسعار الغاز الطبيعي وهو من غير المتوقع، ولكن ضغط الصحة العامة خاصة في ظل زيادة الوعي الصحي بالوضع العالمي سوف يلعب أيضا دورا متزايدا في الاستثمار في الطاقة.

مساحة إعلانية