رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

988

البلدية: «الفريج» وحدة اجتماعية مهمة في النسيج العمراني التقليدي

11 مارس 2023 , 07:00ص
alsharq
د. علي عبدالرؤوف
الدوحة - الشرق

تضمَّن اليوم الختامي للملتقى الهندسي الخليحي الرابع والعشرين الذي اختتم أعماله أمس الأول، ورقة عمل ضمن جلسة (إدارة المرافق والمدن بكفاءة)، بعنوان «قيمة الأقل والأصغر: تحويل الدوحة المتروبوليتانية إلى نطاقات عمرانية متصلة وإنسانية ومرنة»، قدمها د. علي عبد الرؤوف مستشار البحوث والتطوير بإدارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية، وتناول فيها مدن الخليج التقليدية التي تتميز بوحدة الفريج في النسيج العمراني التقليدي، حيث كان الفريج يمثل وحدة اجتماعية متجانسة ووحدة مادية مرنة تنمو وتنكمش حسب عدد الأعضاء المنتمين له والذين كانوا غالبا من أسرة واحدة أو من عدة أسر تربطها أواصر القربى.

وقال إن هذا السلوك العمراني الاجتماعي ظل جزءا من قيم الناس الجوهرية في المدن الخليجية، في حين شكلت الطرقات والأزقة ذات النهايات المغلقة المحور الأساسي للحارات التي تسهم في ترسيخ الانتماء إلى الحي السكني وتقوية الروابط الاجتماعية بين السكان. وتميزت الأحياء القديمة بوجود الساحات (البراحات) والسوابيط المظللة لتشكل مكاناً عاماً للجلوس بينما لا يوجد في المنطقة الجديدة سوى شوارع ومبان سكنية إضافة لبعض القطع الفضاء المخصصة للمرافق العامة.

وتطرق د. علي عبدالرؤوف إلى أن البناء في الأحياء السكنية الجديدة بشكل فردي ومتفرق شكل منطقة خالية لا يربط بينها شوارع صديقة للإنسان مما يجعل السكان يعتقدون أن هذا المنهج التخطيطي يؤدي إلى تقليل التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن الرؤية الوطنية لدولة قطر تهدف إلى تحويل قطر بحلول عام 2030م إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل، مشيرا إلى التنمية العمرانية المرتكزة على النقل العام وعلاقتها بالمراكز العمرانية في مدينة الدوحة الكبرى ومنطق تدرجها من مستوى المدينة إلى المستوى المحلي. وقال إن دولة قطر حولت الفوز بتنظيم كأس العالم 2022 من استضافة حدث إلى إنشاء إرث، حيث تقوم الفلسفة الجديدة للمدن المضيفة للأحداث العالمية على مبدأ أن الحدث يجب أن يخدم المدينة، وليس أن المدينة تخدم الحدث فقط، ثم تعاني بعد انتهائه. بحيث يصبح السؤال هو كيفية إعداد المدينة لتكون في دائرة الضوء العالمية وكيفية الاستفادة من مثل هذا الشرط لخلق مستقبل أفضل ومستدام. وتطرق د. علي عبدالرؤوف إلى عمارة وعمران ومدينة ما بعد جائحة كورونا، والتحولات الحتمية والاستشرافات المستقبلية من تخطيط المدن إلى بناء المجتمعات.

وقال إن تخطيط المدن لا يتعلق فقط بمادية المدينة ولكن بإشراك الجمهور والحرص على تلبية احتياجات المجتمع الحقيقية. فالفريج هو الحل حيث يمثل الحي السكني قيمة الحياة المحلية والانتماء للحارة والحي وليس فقط قيمة المنزل وأنانية العزلة فقيمة المحيط القريب أن يكون موقع العائلة والعمل والتسوق في إطار متقارب. وتناول قيمة الجار والعائلة الأكبر والانعكاس العمراني في تعظيم فكرة ما خارج المنزل، وقيمة التعاضد الاجتماعي مقابل التباعد الاجتماعي. البيئة العمرانية الصديقة للإنسان والمشاة، والمدن القطرية من سياقات موجهة نحو السيارات إلى سياقات موجهة نحو الناس.

مساحة إعلانية