رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4304

سوريا غارقة بالرعب والصراع المستمر بعد حرب الـ4 سنوات

11 مارس 2015 , 12:18م
alsharq
بيروت - وكالات

مع دخول النزاع السوري عامه الـ5، يطغى الرعب على المشهد في سوريا، حيث تخطف ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الوحشية الأنظار، في وقت يتشبث نظام بشار الأسد بالسلطة دون أن يغيّر حرفا من خطابه السياسي منذ بداية الأزمة.

جرائم "داعش" مستمرة

وتكاد أخبار "داعش" أن تختصر وحدها الحدث السوري في الإعلام، بينما يستمر النزف في البلاد المقسمة إلى مناطق نفوذ متعددة. وقد انهار اقتصادها ودمرت بناها التحتية ويدق الجوع أبواب شريحة واسعة من سكانها.

ويصف مقال للباحثين بيتر هارلينج وسارة بيرك من "مجموعة الأزمات الدولية" "داعش"، "بأنه ليس مجرد شر، إنه شيطاني.

ويضيف المقال الصادر في مطلع هذا الشهر، "لعل هذا يفسر لجوء التنظيم إلى جرائم ليست مرعبة فحسب، بل منفذة بإخراج مذهل".

من قطع الرؤوس إلى صلب "العملاء"، إلى إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة داخل قفص والتجول بسجناء آخرين داخل أقفاص للتهديد بالمصير نفسه، وصولا إلى الرجم والإلقاء بالناس من أعلى الأبنية وسبي النساء والاعتداء على الأقليات، لا تنضب فنون تنظيم "داعش" في أساليب القتل والتنكيل التي تكاد أن تكون أقرب إلى الأفلام السينمائية الهوليوودية منها إلى الواقع.

وجاءت هذه المواجهات بعد ان استولى على مناطق واسعة في العراق، ثم انتزع من فصائل المعارضة السورية المسلحة ومن جبهة النصرة، مساحات كبيرة في شمال سوريا وشرقها، وأعلن في يونيو الماضي، إقامة "دولة الخلافة".

تعويم الأسد

ويجمع المحللون على أن بروز الجهاديين كان العامل الأبرز في تعويم الأسد الذي كانت المطالبة بتنحيته المطلب الأساسي للانتفاضة السلمية التي انطلقت ضده في منتصف مارس 2011 قبل أن تتحول إلى نزاع مسلح دام.

ويرى الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية "إيريس"، في باريس، كريم بيطار، "ذهب التنظيم بعيدا في الترويع إلى درجة بات الغرب اليوم مقتنعا بأن "داعش" يمثل العدو المطلق وكل ما تبقى شر أدنى منه".

ويضيف بيطار، "عدنا إلى الذهنية التي ترى كل شيء من منظار الحرب على الإرهاب وإلى الفكرة التي كانت سائدة قبل الثورات العربية وهي أن الاستبداد أقل خطورة ولابد من تقارب مع الأنظمة المستبدة".

وفيما يترنح حلم الديمقراطية و"ربيع سوريا"، يثبت النظام على موقفه.

وراهن نظام الأسد المدعوم من روسيا وإيران على عدم تدخل الغرب عسكريا في سوريا، وفاز بالرهان. ولعل المنعطف الحقيقي بالنسبة إليه بدأ يوم نجح في تجنب ضربة عسكرية أمريكية ضده، بإعلان استعداده لتسليم أسلحته الكيميائية، بعد أن اتهمه الغرب بالوقوف وراء هجوم كيميائي على ريف دمشق في أغسطس 2013 حصد مئات القتلى.

وبالنسبة إلى الغرب، لم يعد رحيل الأسد اليوم أولوية. وقد اعتبر الموفد الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أخيرا أن الأسد "جزء من الحل".

حل سياسي مستبعد

ويستبعد الباحث إميل حكيم من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن "حلا سياسيا على المديين القريب والمتوسط". ويقول، "قد يتراجع مستوى العنف لأن العديد من الأشخاص قتلوا، وقد يحصل نوع من نقل للسكان، لكن من الصعب رؤية سوريا تتعافى قريبا".

ويقول بيطار من جهته، "خلال السنوات الأولى من الثورة السورية، كان هناك فريقان محددان، اليوم أصبحت حرب الجميع ضد الجميع".

سوريا

وكرَّسَ العام المنصرم تراجع قوة وحجم ما عرف بالجيش الحر الذي لم يبق منه إلا مجموعات صغيرة محدودة التجهيز والفاعلية. وفي المقابل، برز الأكراد كقوة عسكرية وقفت في وجه "داعش" في معركة عين العرب "كوباني"، التي استنفرت لأشهر طويلة الإعلام العالمي.

تقسيم سوريا

وفي موازاة "الدولة" المعلنة من "داعش"، تسعى جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، إلى التفرد بـ"إمارة" في شمال غرب البلاد "ريف إدلب"، بينما يعمل الأكراد على الحفاظ على "الإدارة الذاتية" لمناطقهم في أجزاء من ريف حلب والرقة، والحسكة.

أما الكتائب متعددة الولاءات والقيادات، فهي لا تزال تقاتل في الجنوب "درعا والقنيطرة"، وريف دمشق وحلب، حيث تسيطر على الأحياء الشرقية للمدينة وأجزاء من المحافظة، وريفي حماة واللاذقية، تارة ضد النظام وطورا ضد الجهاديين.

وكلما ازداد النزاع الذي حصد حتى الآن أكثر من 210 آلاف قتيل تعقيدا، كلما ازداد الوضع الإنساني سوءا. وقد تسببت الحرب السورية بـ"أسوأ موجة نزوح عرفها العالم في السنوات الـ10 الماضية".

سوريا

ويقول الناشط الإعلامي يزن، الذي عاش على مدى سنتين حصارا فرضته قوات النظام على مدينة حمص، "في بداية الثورة، ظننا أن الغرب سيهرع إلى نجدتنا، أين الثورة اليوم؟ أنا واثق بانعدام الضمير لدى المجتمع الدولي".

مساحة إعلانية