محليات

381

درب الساعي ..مظلة لإبداع فئات قهرت الإعاقة

تحت شعار "هداتنا يفرح بها كل مغبون"، تحتفل دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا باليوم الوطني لهذا العام، إحياء لذكرى تأسيس دولة قطر على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في الثامن عشر من ديسيمبر لعام 1878.

ويأتي الهدف من الاحتفال هو التأكيد على الهوية القطرية وتاريخها الذي سجل بماء من نور، كما أنه يكرم رجالات قطر الأولين الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل وحدتهم الوطنية، ومن أجل ترسيم حدود قطر على خارطة العالم بشرف الإصرار على الاستقلال ونبذ التبعية.

وتسعى دولة قطر سنويا للاحتفال بهذا اليوم المجيد على طريقتها الخاصة من خلال جملة من الفعاليات والبرامج المتنوعة التي تنطلق تحت مظلة درب الساعي هذه الفعالية التي باتت رمزا لليوم الوطني حيث أنها تختزل قطر الماضي والحاضر بكل عنفوان ومجد يكرِّس للأجداد والأباء الذين سلموا الأمانة بكل شرف.

وقد يكون من اللافت في فعاليات درب الساعي هو مشاركة الفئات الخاصة في هذه الفعالية بالكثير من الإبداع والخيال الذي يستوقف كل من تطأ قدماه إلى درب الساعي للتأمل في حجم الإبداع الذي ترسمه أنامل لم تعرف لليأس طريق، من خلال جملة من الأعمال اليدوية والفنية التي تنم عن مواهب لم تخرج إلا من رحم المعاناة.

ثقافي الصم

حيث من أبرز الأجنحة جناح المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم ، الذي استحوذ على الماره في درب الساعي بسبب ما احتضنه الجناح من أعمال فنية تكشف عن عقول وأنامل آمنت بأن العطاء والإبداع لا تحده حدود ولا تقف أمامه أية عوائق، حيث تضمن الجناح العديد من الأعمال الفنية التي عرض بعض منها للبيع خاصة وأن جميعها كانت تتحدث عن تراث قطر العريق، إذ التقت "الشرق" بالسيد فيصل المري-عضو مجلس إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم-الذي أكد أهمية تواجد مؤسسات الدولة في هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب كل مواطن ومقيم، موضحا أن مشاركة المركز واجب وطني، يجدد الولاء والانتماء للقيادة والحكومة، متمنيا أن تستمر هذه الفعاليات بصورة دائمة لتكون بمثابة وجهة لكل مقيم وزائر لكي يتعرف على التاريخ والتراث القطري الأصيل.

ومن جانبه أيدَّ السيد مشعل محمد-مسؤول علاقات عامه بالمركز-، رأي السيد فيصل أن تكون فعاليات درب الساعي مرآة وانعكاس للتراث القطري القطري الأصيل، كما عبر عن غبطته لمشاركة مركز الصم في هذه المناسبة التي اعتبرها شرف ووسام على صدورهم في أن يؤكدوا دور ذوي الاحتياجات الخاصة في مناسبات الدولة الوطنية والرسمية، لافتا إلى أنَّ جناحهم استقطب العديد من زوار درب الساعي الذي حرصوا على التعرف على دور المركز، متمنيا أن تكون فعاليات درب الساعي مستمره للتعريف ليس فقط بمؤسسات الدولة، بل بالتراث القطري العريق لاسيما لزوار درب الساعي من غير القطريين من المقيمين والأجانب.

معهد النور

كما وكانت هناك مشاركة مميزة من معهد النور للمكفوفين الذي أيضا تكاتفوا مع أخوة لهم للمشاركة بهذه الفعالية التي تبرز التكاتف والإلتفاف حول القيادة الرشيدة، كما أنها فرصة لتعريف المجتمع القطري بكل فئاته بهذه الفئة التي خرجت من شرنقة المعاناة للتأكيد على دورها الفاعل في المجتمع.

وعلى الجانب الآخر التقت "الشرق" بأحد المعنيين بإدارة شؤون الأسرة المنتجة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية- التي شددت على دور الأسر المنتجة في المشاركة باليوم الوطني، لافتة إلى الدور الذي تقوم به الإدارة لإتاحة الفرصة للأسر المنتجة ليتواجدون ويشاركون بفعاليات درب الساعي من خلال عرض منتجاتهم المختلفة، سيما وأنه تم اختيار أكثر من 200 أسرة منتجة للمشاركة بمنتوجاتها مقسمة على أيام درب الساعي حتى يستفيد أكبر عدد من الأسر من العائد الذي سيعود عليهم من خلال بيع منتجاتهم على اختلافها وتنوعها مابين أكلات شعبية، وأعمال فنية، وعطورات مركبة، وعبايات فضلا عن الأزياء التقليدية التي امتاز بها الرجل القطري، بهدف تمكينهم بمهنة تدر عليهم دخلا ثابتا، وبهدف الاستفادة من طاقاتهم واستثمارها فيما يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع وبالتالي المساهمة في بناء الوطن.

وأكدت المصدر أنَّ الإدارة تحتضن قرابة الـ2000 أسرة منتجة، حيث تستقبل يوميا قاربة الـ10 طلبات، وعادة ما تقوم الإدارة بدراسة حالة الأسرة بهدف تمكينهم وتهيئتهم لافتتاح مشاريع مستقلة وبالتالي يسهموا في عجلة الاقتصاد القطري.

أصحاب المشاريع

والتقت الشرق على هامش الجولة مع عدد من أصحاب المشاريع الصغيرة أمثال السيده سلامه الكواري التي ثمنت دور وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في تخصيص لها محل لبيع عطوراتها التي تقوم هي بتركيبها في المنزل ، لافتة إلى أنها في هذا المجال منذ قرابة الـ10 سنوات، معربة عن سعادتها للمشاركة بهذه الفعالية التي ترتجي من خلالها أن تعبر عن حب قطر على طريقتها الخاصة.

وأضاف من جانبه السيد حسن خزاعي إلى أن المحل خاصته متخصص في بيع "حلوى الطيبين" والتي تعتبر من التراث القطري، لافتا إلى حجم الإقبال عليها من كافة الفئات لاسيما جيل الطيبين وأطفالهم الذين يبدون رغبة في شراء الحلوى للعودة للماضي.

وقال السيد فيصل الهاجري صاحب محل كشخه إن المحل متخصص في بيع الأزياء التراثية التي تستحوذ على حب السواح الذين يحرصون على إرتدائها وأخذ صورا تذكارية بها، فضلا عن أن البعض يحرص على اقتنائها على اعتبارها من التراث القطري، وأنها تخلد لحقبة من حقبات الماضي الجميل، مثمنيا خلال حديثه على الدور الذي تبذله وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من أجل دعم أصحاب المشاريع وإعفافهم ذاتيا.