رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4598

ضحكات الطفلة الفلسطينية "سما" تصل عنان السماء

10 سبتمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
غزة - حنان مطير

 

ابتسمت الطفلة سما ابتسامةً واسعة حين تمكنت من المشي خطوة ثم اثنتين، فيما بكت والدتها واحتضنتها بشدّة في مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية بغزة.

وكانت سما عبد الرحمن -10 سنوات- تلقّت العلاج في مستشفى حمد بعد أن فقدت النطق وأصيبت بشلل نصفي في الجانب الأيمن بسبب تعرضها لنزيف حاد في الدّماغ بشكل مفاجئ.

تصف والدة سما الحال "للشرق" بقولها:" كنا وين وصرنا وين.. الحمد لله رجعتْ سما تتحرّك وتمشي، وبدأت تنطق وتُكوّن الجُمل من جديد".

رغم صعوبة الأمر على سما ووالديها ومحاولتهما التخفيف عن ابنتهما التي عانت كثيرًا من التنقل بين مستشفيات غزة والضفة الغربية، انتهاءً بمستشفى حمد، إلا أنها تحمد الله كثيرًا على وصولها لتلك المرحلة، وترسل باقاتٍ من الشكر لقطر التي كانت سببًا في إنشاء هذا الصرح الطبي العظيم الممول من صندوق قطر للتنمية.

تعلق:" ظننت أن ابنتي ستبقى لآخر عمرها تفتقد النطق والحركة، وهي الطفلة المتفوقة في دراستها النبيهة في كل أمور حياتها الاجتماعية والدراسية، فاسودّت الدنيا بعينيّ، وامتلأت حياتي بالدموع والحزن".

وتواصل:" لم أحتمل أن أرى ابنتي على تلك الهيئة، كان أمرًا مريعًا أن ينقلب حالها بين عشية وضحاها، من طفلة تركض وتجري وتلعب وتغني وتقرأ الكتب والقصص إلى أخرى هزيلة ممددة على السرير بلا حركة ولا نطق، لكن لطف الله أكبر مما نتوقع وأكبر لطفٍ منه أن سخّر لنا مستشفى حمد في غزّة".

وتكمل:" كنت حين أتابع الأخصائية في حمد وهي تحاول بشتى الطرق العلمية والمهنية إخراج الحروف من ابنتي بصبر ورويّة ثم تنتهي بنجاحٍ أشعر بصعوبة عملها وعظمة إنجازها وصنيعها وأهمية ما تقوم به وأدعو لها ولكل من في المستشفى أن يستمر هذا العطاء ولا ينقطع".

وتصف "للشرق":" لمّا تعلّمَتْ سما نطق كلمة بابا، اتصلت بزوجي على الفور وأنا في المستشفى، وأخبرته أن هناك مفاجأة له، وحين سمع كلمة بابا تنطقها سما وهو في مقرّ عمله، لم يتمالك نفاسه، كان في قمة سعادته".

وتعبر:" فقد يبدو الأمر بسيطًا للبعض لكنه عظيم بالنسبة لمن فقد النطق بعد أن كان ينطق كل شيء، الفضل لله ثم لقطر الحبيبة، فليبارك الله فيها وفي أميرها وحكومتها وشعبها".

بقيت والدة سما تتابع في مستشفى حمد مدة شهرين ونصف في قسم المبيت، لكنها كانت تشعر أنها في بيتها -وفق قولها- لولا أن كان طفلاها يقضيان أيامهما مع والدهما في البيت.

تعلق:" كأنهم أهلي وكأن المستشفى بيتي، أما صغيرتي التي ملّت من المستشفيات وأُرهِقت فقد كانت في أوج سعادتها بدخول المستشفى حيث شعرت من خلال المعاملة الطيبة أنها ستشفى، وهذا ما حدث بالفعل، فكانت استجابتها للأطباء مختلفة وواضحة، في كل الأقسام التي تحتاج العلاج فيها العلاج الطبيعي والوظيفي والنطق وقسم التغذية، وفي الجانب الاجتماعي، وغيرها لقد كانت رعاية متكاملة يُشكرون عليها".

وتختم والدة سما حديثها "للشرق":" حين أسمع صوت ضحكات سما لا تتسع الدنيا كلها لفرحي، أنتظر بلهفة وشوق أن تعود سما للمدرسة وأن تعود للنطق الكامل كما كانت قبل تعرضها للنزيف، وأنا واثقة بإذن الله أنني ما دمت في مستشفى حمد ستتعافى ابنتي وستعود كما كانت تماماً".

مساحة إعلانية