رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

746

مسؤول سابق في الخارجية الأمريكية لـ الشرق: قطر أقرب الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة

10 يونيو 2023 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

أكد البروفيسور مايكل ديفنسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد جون كيري، ومدير ملف الشؤون الخليجية بوحدة الأبحاث والدراسات بمكتبة الكونغرس الأمريكي سابقاً، ونائب المدير التنفيذي لمركز الدراسات الخارجية والإستراتيجية بواشنطن، على أهمية المباحثات التي عقدها معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع وزير الخارجية الأمريكي في إطار جدول أعمال زيارة الوزير الأمريكي إلى مجلس التعاون الخليجي بالرياض الذي شمل قضايا إقليمية رئيسية، بما في ذلك الصراعات في اليمن والسودان وسوريا والأراضي الفلسطينية والعديد من الملفات المشتركة التي تجمع بين قطر وأمريكا في أكثر من سياق عالمي، انطلاقاً من الشراكة التي ازدادت قوة في عهد الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

صداقة وتعاون

يقول البروفيسور مايكل ديفنسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية: إن اللقاء الذي جاء على هامش انعقاد الاجتماع الوزاري الخليجي الامريكي بالرياض، كان تقرير وزارة الخارجية حوله أنه تم فيه استعراض علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة وآفاق تطويرها، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال أبرز القضايا الراهنة الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وتلعب الزيارة أكثر من دور للرغبة الأمريكية في تأكيد الشراكات والالتزامات ونقل الكثير من الرؤى المتعلقة بتجديد الالتزامات الأمريكية فيما يتعلق بالشراكة والتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي في مرحلة متعددة الملفات، خاصة في خضم المشهد مع إيران والجامعة العربية وسوريا وملفات الطاقة وأوبك والعلاقات بين واشنطن والرياض والكثير من الملفات المرتبطة بإيران وعمان والأدوار العالمية فيما يتعلق بالنفوذ الأمريكي الصيني، وكلها رؤوس أقلام يمكن وضعها حسبما هو واضح من الملفات المتحركة بوزارة الخارجية الأمريكية تجاه العديد من الملفات المطروحة، بينما كان اللقاء بين معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الأمريكي، في ظل ما يجمعهما من علاقات شراكة تطورت بصورة بارزة في عهد إدارة بايدن، وفي ضوء الشراكة القطرية- الأمريكية المهمة والمؤثرة، أنه بات واضحاً خلال أكثر من مشهد بوجود قطر كأقرب الحلفاء الخليجيين لأمريكا خلال ما يجمعهما من ملفات مشتركة وتقدير أمريكي بالغ للدور القطري في أفغانستان وفي الجهود الدبلوماسية مع إيران واحتواء التصعيد في غزة والدعم الإنساني في السودان وتشارك الرؤى في المشهد السوري والكثير من الأدوار المهمة والمتميزة بين البلدين، فكان واضحاً عموماً أن هناك ثقة أمريكية مكثفة نجحت من خلالها قطر أن تقوم بأدوار بالغة الأهمية من حيث الوساطة والوكالة المباشرة في المشهد الأفغاني، والجهود القطرية الحيوية في تقريب وجهات النظر واستضافة مباحثات مؤثرة وبالغة الأهمية مع العناصر الدولية الفاعلة من أجل حلحلة التعقيدات الدبلوماسية نحو قضايا إنسانية ومدنية وتعليمية مهمة، يمكنها المساعدة في توفير المساعدات الإنسانية والدعم الدولي الإيجابي في أكثر المناطق احتياجاً أمام ظروف عديدة تعاني منها الاقتصادات الصعبة سواء في أفغانستان أو السودان وفي مشاهد إقليمية عديدة أيضاً، وبات من الواضح عموماً بروز الدور القطري على الصعيد الدولي بما تحظى به أيضاً من علاقات قوية مع الولايات المتحدة، خاصة فيما تمتلكه قطر من علاقات حيوية مع إيران تساهم من خلالها في مواصلة دفة الحوار صوب استعادة الاتفاق النووي وفتح رؤوس المناقشات تجاه القضايا الحيوية، وتقع قطر في هذا الجانب في مركز قوى حقيقي يمكنها من لعب أكثر من دور حيوي ومؤثر، فهناك وضعها الاقتصادي وشراكاتها المتميزة مع أمريكا، وأيضاً روابطها المهمة مع إيران والتي يتم تعزيزها على أكثر من صعيد لاسيما فيما يتعلق بقطاع الطاقة، وبكل وضوح فإن العالم يتحرك حالياً في معادلات نفوذ الطاقة لصياغة مشهد مختلف من التحالفات، وتبقى قطر عموماً في قلب تلك التحولات بل إنها تنخرط في مشروعات ومذكرات تفاهم إضافية فيما يتعلق بمشروعات طاقة مشتركة مع الجانب الإيراني، وتمتلك مع أوروبا وأمريكا في الوقت ذاته علاقات حيوية انخرطت فيها بكثافة في معادلة الاقتراحات الأوروبية تجاه المكاسب الاقتصادية التي ستعود على إيران لاسيما في عقود توريد الطاقة في مشروعات كبرى تستفيد منها بصورة بارزة سواء في حالة استعادة الاتفاق النووي الإيراني أو كخطوة سابقة له، وهي مؤثرات تدركها الدوحة وواشنطن بعناية في ضوء الكثير من المشاهد المتشابكة والمرتبطة أيضاً بالتحديات الصينية المتصاعدة النفوذ وغيرها من المحددات الإضافية العديدة، والتي تعزز مباحثة هذه القضايا المهمة بجانب القضايا المرتبطة بالتحديات الإقليمية والدور الأمريكي الذي تتطلع لتجديده وتأكيده في المنطقة، ومدى التقارب الحيوي الفاعل بين الجانبين القطري والأمريكي في كل محفل.

تفاعلات دبلوماسية

ويؤكد بروفيسور مايكل ديفنسون، مدير ملف الشؤون الخليجية بوحدة الأبحاث والدراسات بمكتبة الكونغرس الأمريكي سابقاً: إن واقع التفاعلات الدبلوماسية بين قطر وأمريكا في المحافل الدولية والفعاليات الإقليمية والزيارات الدبلوماسية الرفيعة لاسيما في عهد إدارة بايدن، يوضح بصورة كبيرة ما تحظى به قطر من مكانة كبيرة في أرصدة الدبلوماسية الأمريكية فلا توجد دول عديدة تنخرط في مثل هذا التعاون والمشاركة الدبلوماسية بمثل ما تحظى به قطر لدى الولايات المتحدة، فالدوحة الآن لاعب مهم على الصعيد الإقليمي والدولي، وكانت كذلك بالفعل من قبل ولكن ازدادت قوة هذه الشراكة لأن تكون في أقوى صفحاتها التاريخية منذ الأدوار الحيوية في ملفات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ومهام الإجلاء وإعلان بايدن لدولة قطر كحليف إستراتيجي لأمريكا من خارج الناتو، وما يعنيه ذلك من امتيازات عديدة للشراكة والموقف الحالي للتعاون، ثم أدوار التعاون الدبلوماسي البارزة بالوكالة الدبلوماسية للمصالح الأمريكية في أفغانستان، وتبني مبادرات الوساطة مع إيران وتمرير رسائل أمريكية مهمة للجانب الإيراني، واحتواء التصعيد في غزة، والدعم الأمريكي أيضاً لمبادرات تعزيز العلاقات الإيجابية بين قطر والدول العربية، ويمكن البحث أيضاً أنه من خلال الشراكة القوية التي تجمع قطر مع أمريكا تبحث واشنطن عن البناء على هذه المحاور القوية لتأكيد التزاماتها المهمة في الشراكة مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي في ظل تحديات عديدة، جانب آخر بكل تأكيد يرتبط بحسابات الطاقة والذي كانت فيه قطر على قدر كبير من المرونة فيما يتعلق بتفاعلها مع المشهد الأوروبي بمضاعفة صادراتها من الإنتاج الفوري صوب أوروبا والمشاركة في اتفاقات طويلة الأمد وخطط إنتاجية مهمة من شأنها معالجة أزمات اقتصادية حقيقية مرتبطة بأسعار الطاقة ومعدلات التضخم وقضايا حيوية ومحورية عديدة تجمع الجانبين على أكثر من مشهد، فكان من الطبيعي أن يتم النظر إلى اللقاءات القطرية- الأمريكية المهمة في إطار قوة العلاقات والملفات والتحديات المشتركة وتأكيد الرؤى والاهتمامات تجاه ما يعتمل في الساحة الإقليمية والعالمية.

 

مساحة إعلانية