رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

924

الليلة الرمضانية لـ " بشائر الرحمة " تسلط الأضواء على التكافل الاجتماعي

10 يونيو 2017 , 12:11م
alsharq
محمد دفع الله

ناقشت الليلة الرمضانية لمهرجان " بشائر الرحمة " الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ثاني للخدمات الإنسانية في مركز قطر للمؤتمرات موضوعا جديدا بعنوان " الرحمة وأثرها على التكافل الاجتماعي " بحضور عدد كبير من المواطنين والمقيمين. تناول الموضوع بالنقاش أثنان من العلماء وهما الدكتور أحمد الفرجابي المستشار بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والداعية عبد الله بن محمد النعمة الداعية في وزارة الأوقاف والخطيب في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أكبر المساجد في قطر.

ركز المتحدثان على موضوع تحول الرحمة في قطر إلى مؤسسات مثل المؤسسات الخيرية والصناديق الإنسانية والإدارة العامة للأوقاف وغيرها من المؤسسات التي تهتم بعمل الخير وتحوله الى واقع يصل الى من يحتاجون الرحمة في كل مكان.

قطر.. أيادٍ بيضاء

قال الدكتور أحمد الفرجابي إن دولة قطر أياديها بيضاء وصلت الى كل محتاج في كل ركن من أركان الدنيا في تجسيد عملي لمبادئ الرحمة.

وأشار د. الفرجابي إلى أن الله أوجد مائة رحمة لعباده أنزل منها واحدة الى الحياة الدنيا وادخر منها تسعة وتسعين رحمة في الآخرة. وقال إن الإنسان لن يحقق الفوز في حياته إلا كان يتصف بخلق الرحمة تأسيا بسيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي ظهرت رحمته في مواقع كثيرة .. وقص المحاضر قصصا كثيرة في هذا الجانب تبين رحمته صلى الله عليه وسلم.

لا حياة بلا تكافل

وشدد د.الفرجابي على أن الناس لا يمكن أن يعيشوا بدون تكافل لأن التكافل يقضي على الفقر وكان النبي لا يطيق أن يرى الفقر في وسط مجتمعه لذلك كان يربي صحابته على التكافل فنشأ المجتمع وقتها متكافلا وأورد المحاضر عددا من الأمثلة على التكافل الذي كان في مجتمعه صلى الله عليه وسلم .. وأشار المحاضر إلى سلوك أهل النفاق الذين كانوا في سلوكهم ضد التكافل وكانوا يحذرون من الإنفاق خشية الفقر والفاقة.

وأضاف د .الفرجابي " إن الدين الإسلامي يربي على الرحمة ويولد روح التكافل فيحزن المسلم لحزن الفقراء ويفرح لفرحهم وقد حثت نصوص الشريعة الغراء كلها على الرحمة والتكافل.

وذكر أن شعيرة الصلاة تجمع المسلمين وهذه فرصة لمعرفة حالات المحتاجين وظروفهم فيحدث التكافل وتسد حاجتهم.

ويجئ الصيام ليقدم درسا عظيما في التكافل فيحدث الجوع والعطش فنحس بجوع وعطش الآخرين فترق قلوبنا لمساعدتهم .. وأشار في هذه الأثناء إلى أن ملتقى راف الحالي ما كان سيتم لولا شهر الصيام الفضيل.

مقاصد الزكاة

وتناول د . الفرجابي بالشرح المقاصد الشرعية من فريضة الزكاة وقال إنها تقوم على معان عظيمة إذ إنها لو طبقت لما ظل شخص فقير في المجتمع ..

وتطرق المحاضر إلى المعاني الكبيرة والمقاصد التي تتحقق من فريضة الحج ويرى أن الحج عبادة جماعية يحصل بينهم التكافل خلال أداء الشعائر كما ان هذه الشعيرة تتيح الفرصة أمام المسلمين ليناقشوا قضاياهم الاجتماعية.

ولفت الدكتور الفرجابي الى أن التكافل وحالات الإخاء التي حدثت بين المهاجرين أنفسهم وبين المهاجرين والأنصار .. وذكر في هذه الأثناء أن الخلق لا يتحول الى قيمة إلا اذا ضمنا له الثبات.

تحويل الرحمة إلى مؤسسات

وقال إن قطر حولت الرحمة الى مؤسسات خيرية نافعة للمجتمع المحلي وللمجتمعات الخارجية وذكر في الأثناء الجهود التي بذلت لإنشاء الوقف في قطر .. وبين أن الصدقة على ذوي القربى صدقة وصلة في الوقت ذاته، ولفت الى أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يرد أحد قط وما قال لا في حياته إلا في تشهده كما كان الصحابة يبذلون المال ويتنافسون على البذل.

وأضاف " إن الأوقاف وبيت المال في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه لم تكن حكرا على المسلمين فكان يقدم المساعدات للمسلمين وغير المسلمين وقص قصة اليهودي الفقير الكبير في السن الذي رآه الخليفة عمر ففرض له قدرا من بيت مال المسلمين .. وجدد التأكيد على أن الديوان المالي في العهد الأول كان يعطي الأموال لغير المسلمين كفالة لهم.

التكافل من كمال الإيمان

ومن ناحيته قال الداعية عبد الله النعمة إن القلوب اذا لم تكن عامرة بالإيمان فإنها لن تتحرك بالتكافل الذي يحتاج له المجتمع المسلم الذي هو كالجسد الواحد اذا أصيب عضو منه بالحمى تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

وتناول الداعية أمراض القلوب وقال إنها أخطر من أمراض الجسد لأن مرض القلوب تولد في الإنسان حاجة من النكران للإنفاق لا يقبل عليه صاحب القلب المريض.

وأكد النعمة أن أخطر الأمراض ما أسماه بمرض قسوة القلب إذ أن القسوة تؤدي إلى الغلظة وعدم الاحساس بآهات المسلمين وجراحاتهم وبالتالي ينعدم التكافل بينهم.

وقال المحاضر في الليلة الرمضانية إن هناك أربع صفات من علامات الشقاء وهي جمود العين لا تذرف دمعا في أي موقف من المواقف الإنسانية أو الإيمانية .. وقساوة القلب وطول الأمل .. والحرص على الدنيا .. وقال " ما ضرب عبد بعقوبة أسوأ من قسوة القلب " وهي مسألة ذمها الله تعالى في كتابه العزيز.

اللين يدخل الجنة

وأضاف " إن الذين يعيشون في بحبوحة من النعم وينسون ذكر الله ويبتعدون عن الدين تعتريهم أمراض القلوب فلا تترك لهم فرصة لذكر الله وما نزل من الحق.

وأكد النعمة أن التكافل يأتي بلين القلب فيرق ويشعر بآلام المسلمين .. وأن القلب الرقيق يدفع صاحبه للتعامل باللين مع الناس .. واللين من صفات القلوب الرحيمة والرحمة تحط من خطايا العبد وتورث الجنة .. وأكد أن المسلم لن تكون عنده فرصة الدخول الى عالم التكافل الا اذا كان هينا ولينا .. واختتم النعمة الليلة الرمضانية بالتأكيد على أن الرحمة دليل على كمال الإيمان وأن من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته وقال إن هذه المعاني أكدتها السنة النبوية المطهرة .. وقارن بين المشي في حاجات الناس وقال إن من مشى في حاجة أخيه خير له من الإعتكاف وذلك استنادا الى الهدي النبوي في هذا المجال.

مساحة إعلانية