رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2065

متطوعون فلسطينيون لـ "الشرق": نسمع صرخة المنكوب أكثر من غيرنا ولا نتخلى عن واجبنا

10 فبراير 2023 , 07:00ص
alsharq
رام الله - محمـد الرنتيسي

لا يتخلى الفلسطينيون عن القيام بواجبهم الإنساني، تجاه الأشقاء العرب ودول الجوار، حتى وهم في أشد الظروف حلكة وقسوة، إذ لديهم من المشاعر العروبية والدينية والإنسانية، ما يدفعهم كي يخفوا مسرعين لمد يد العون، وتقديم المساعدة بقدر إمكانياتهم، وهذا بكل الأحوال كما يقولون، هو جزء من رد الجميل، لمختلف الدول التي سبق وأن قدمت مساعداتها ومواقفها تجاه الفلسطينيين، في معركتهم للوجود والحرية، التي يخوضونها ضد أطول وأشرس احتلال في التاريخ.

وقد أحسن الفلسطينيون حين انضموا لبعثات الدعم والإسناد التي انتشرت على الفور في كل من تركيا وسوريا المنكوبتين، وهذا من وجهة نظرهم، موقف ايجابي وضروري، ويعبّر بصدق عن مواقفهم الإنسانية، وهم الذين عانوا الأمرين من المجازر والكوارث والنكبات، بفعل الاحتلال الجائر.

ويشارك متطوعون فلسطينيون من وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجهاز الدفاع المدني، في عمليات انقاذ العالقين تحت الركام، في المدن التركية والسورية التي ضربها الزلزال، أسوة بالعالم الذي يتضامن مع البلدين، مؤكدين أن مثل هذه الكوارث والملمات من شأنها أن توحد الأمة العربية والإسلامية.

يقول ضابط الإسعاف محمـد جمهور: "نحن أبناء أمة واحدة، ولنا مواقف ومشاعر عربية ودينية ينبغي أن توحدنا على الدوام، فكيف إذا تعلق الأمر بالكوارث الطبيعية، التي عادة ما تخلف الدمار والضحايا، ونحن نقوم بواجبنا كي تعبر تركيا وسوريا هذه الكارثة بأقل الخسائر".

يوالي لـ"الشرق": "ربما نكون بعيدين بعض الشيء من الناحية الجغرافية عن الزلزال، لكننا دفعنا الثمن من خلال عشرات الضحايا من الفلسطينيين الذين يعيشون في البلدين، ومن بينهم لاجئون في مخيمات التهجير، وبما أن المجتمع الدولي بأسره تضامن مع تركيا وسوريا بعد هذه الكارثة، فالأولى بنا كفلسطينيين أن يكون لنا كلمة وموقف، خصوصاً وأننا من أكثر البلدان في الإقليم الذين عاشوا الأزمات والنكبات والتهجير، وهذا واجب علينا".

من جانبه، اعتبر الناشط ناظم المدني أن هذه المبادرة لقيت تقديراً كبيراً من الأشقاء الأتراك والسوريين، الذين أشادوا بمواقف الشعب الفلسطيني وصفاته الرائعة وتضامنه مع الأشقاء العرب والمسلمين بشتى الأزمات، مشدداً على إن الفلسطينيين وهم يقومون بواجبهم الإنساني، فإنما يبادلون الأهل في تركيا وسوريا المواقف الإنسانية ذاتها.

يواصل المدني لـ "الشرق": "في ذات اليوم الذي وقع فيه الزلزال الكارثي في تركيا وسوريا، كانت قوات الاحتلال ترتكب مذبحة جديدة بحق الفلسطينيين في مخيم عقبة جبر قرب مدينة أريحا، وكانت جراحنا تنزف، لكن هذا لم يمنعنا من القيام بواجبنا لأن لنا مصالح واحدة، ومواقف راسخة، لا يمكن أن تنفصم عراها، وإن بعدت المسافات".

وكانت جماعات فلسطينية عدة، بادرت إلى حملات شعبية واسعة لجمع التبرعات المالية والمساعدات العينية، في سبيل تقديم المساعدة للعائلات المنكوبة في تركيا وسوريا، والتخفيف من معاناتها، وظهرت خلالها نماذج إنسانية نالت احترام القائمين على هذه الحملات، ما بين امرأة تتبرع بمصاغها، وطفل يتبرع بما جمعه في "حصالته" ورجل مسن في أمس الحاجة، يؤثر على نفسه، فدوة للمنكوبين في تركيا وسوريا.

وللمواقف الفلسطينية هذه ما يبررها، فالفلسطينيون أدمنوا مشاهد اللجوء والتشريد، ومن هنا كما يقول جمهور والمدني، يسمعون صرخة اللاجىء والمشرد أكثر من غيرهم، فيسعون للمساعدة بما يمليه عليهم ضميرهم ونخوتهم.

ومنذ 75 عاماً، يعيش الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات وبيوت متهالكة، غير أن هذا لا يحول دون الالتزام بمواقفهم الثابتة تجاه أشقائهم وجيرانهم، والمستندة إلى الأخلاق والمبادئ، ووحدة الدم والمصير.

مساحة إعلانية