رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2357

في ذكرى سقوط حائط برلين.. هل هناك من يحاول بناء جدران جديدة عربياً وعالمياً؟ 

09 نوفمبر 2019 , 05:25م
alsharq
يسري محمد

في التاسع من نوفمبر عام 1989، إستيقظ الألمان على ضجة كبرى..  أصوات معاول وآلات حديدية وأصوات صرخات تضرب جسد  أقسى جدار بني في العصر الحديث، وكان أهم شاهد على فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي (السابق)، لتنتهي أسطورة جدار برلين الذي سقط فوق حجارته السميكة عدد غير قليل من القتلى الأبرياء.

ومع سقوط جدار العنصرية والكراهية والعداوة.. كما تقول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الذكرى الـ 30 لسقوط الجدار، يبدو أن جدراناً جديدة يحاول البعض بنائها في العالم، وبخاصة في عالمنا العربي .. ولكن ما الفكرة لديهم .. وماذا سيستفيدون من بناء جدار الكراهية؟.. 

حكاية الجدار 

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قسم الألمان على نحو قاس بين شطرين فصلهما جدار برلين .. أحدهما اشتراكي في الشرق وأخر رأسمالي في الغرب عام 1961، كان الجزء الشرقي من نصيب الاتحاد السوفيتي، والجزء الغربي من نصيب الحلفاء (أمريكا وفرنسا وبريطانيا) .

وهكذا انقسم الألمان (الشعب الواحد) بين دولتين إحداهما ألمانيا الشرقية التي تنتمي للمعسكر السوفيتي والأخرى ألمانيا الغربية، وبدأت كل من الدولتين في بناء سياج حديدي بدأته ألمانيا الشرقية، ومع ازدياد الحرب الباردة تحول السياج إلى جدار برلين مع فصل كامل بين الدولتين.

بدأ الألمان الشرقيون يتسللون سرا إلى الغرب بحثا عن ظروف معيشية أفضل، لكن السلطات كانت تمنع ذلك وتقابله بالقمع القاتل، ورغم ذلك ترك قرابة 3 ملايين ألماني جمهورية ألمانيا الإشتراكية، بين عامي 1945 و1961، لذا لجأت ألمانيا الشرقية، لبناء سور خرساني ضخم لصد عمليات الهجرة، والحفاظ على اقتصادها الذي تضرر كثيرا بسبب الهجرة بعدما ترك غالبية المتعلمين البلاد وهربوا للدولة المجاورة.

بداية الانهيار 

رغم قسوة التعامل بين الجارتين إلا أن حكاية انهيار هذا الجدار كانت درامية بشكل كبير، حيث أعلن غونتر شابوفسكي وكان ناطقا رسميا وسكرتير اللجنة المركزية لخلية وسائل الإعلام وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الألماني، عن طريق الخطأ أن قيود التنقل بين الألمانيتين قد رُفعت.

و جاء ذلك أثناء حوار إعلامي وهو ما تسبب في فوضى عارمة أمام نقاط العبور في الجدار، فتوجهت أعداد كبيرة من الألمان الشرقيين عبر الحدود المفتوحة إلى برلين الغربية، واعتبر هذا اليوم يوم سقوط جدار برلين.

 على إثر ذلك حمل مئات آخرون المعاول لهدم أجزاء من الجدار، الذي كان بمثابة سجن كبير للألمان الشرقيين وبدأت عمليات الهدم بشكل كبير 13 يونيو 1990، واستغرقت سنتين لإزالة كل التحصينات الحدودية.

هل هناك من يحاول بناء الجدار عربياً؟ 

تخلى الغرب وأوروبا عن فكرة الجدار العالي (جدار الكراهية) رغم اختلاف اللغات والعادات والتقاليد والأديان والثقافات والتنوع الإنساني والبشري .. لكن يبدو أن البعض يحاول تكرار التجربة .. كيف؟

بعد 30 عاماً من انهيار جدار برلين .. هناك دول تعتقد أن حلول أزماتها مع الآخرين تأتي عبر إغلاق الحدود وضرب نسيج العائلات الواحدة والمصير المشترك .. 

ويتجلى ذلك في عالمنا العربي على سبيل المثال رغم اتفاقات اللغة والدين والثقافة وربما العائلات المشتركة كمنطقة الخليج.. فهناك من يضع أسواراً عالية وقيوداً قاسية حتى على العائلات المشتركة بحجة الاختلاف مع الحكومات.. رغم أن فكرة الجدار انهارت ببساطة تحت وطأة  الرفض الإنساني والشعور بالظلم .

الجدار .. فكرة عالمية 

وترى "بي بي سي" أن الغرب نفسه يبني أسواراً جديدة على غرار أسوار برلين ولكن هذه المرة في شكل قيود حدودية قاسية وإجراءات، هي ألاف الكيلومترات التي تمنع فكرة هجرة الشرق إلى الغرب. 

وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، أدت هذه العلاقة إلى "تطبيع سياسات انتقامية، أدت إلى معاناة وغرق المهاجرين في البحر" من خارج دول الاتحاد الأوروبي.

وكان الغرب الألماني الأمريكي يرحب دائماً بهجرة الأوروبيين الشرقيين ليجتازوا الجدار، ولذلك اتبع المعسكر الشرقي إجراءات غاية في القمعية لمنع الهجرة كان أقساها سور برلين، وقالت رئيسة وزراء بريطانيا عند انتهاء الحرب الباردة مارغريت ثاتشر، إن دول المعسكر الشرقي "كشفت عن قسوتها وهمجيتها أثناء محاولتها إيقاف الرحلة إلى الحرية".

وفي عام 2017، كشفت دراسة أُجريت في الجامعة الحرة في برلين أن 262 شخصا قتلوا أثناء محاولتهم عبور الجدار.

وعلى شواطئ القارة على البحر المتوسط، يحاول اللاجئون العبور إلى دول الاتحاد الأوروبي من شمال أفريقيا عن طريق القوارب. 

لكن يبدو أن الغرب الذي كان مرحباً لعبور الشرق إلى حدوده لم يعد كذلك مع الهجرات القادمة عبر المتوسط .

حيث تتصدى لهم القوات البحرية وتعيدهم إلى الدول التي جاءوا منها، ما يخلق "سورا بحريا"، على حد وصف مجموعات الضغط مثل معهد ترانس ناشونال. والدول التي يتجه إليها المهاجرون بشكل أساسي هي إيطاليا، واليونان، وأسبانيا.

لكن الحواجز لا تنتهي عند حدود الاتحاد الأوروبي، فثمة حواجز أخرى تمنع المهاجرين من التحرك إلى داخل أوروبا.

فالمجر، على سبيل المثال، بنت حاجزا يمتد على مسافة 300 كيلومترا بطول حدودها مع كرواتيا، والنمسا بنت حاجزا بطول حدودها مع سلوفينيا، وسلوفينيا بدورها بنت حاجزا على حدودها مع كرواتيا.

وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن الاتحاد الأوروبي تسبب في "معاناة إنسانية غير مروية عن طريق إدارتها لملف الهجرة وحماية الحدود."

اقرأ المزيد

alsharq إيطاليا تغرّم شركة ملابس صينية شهيرة مليون يورو.. ما حقيقة المواد المستخدمة؟

غرّمت هيئة مراقبة المنافسة الإيطالية، اليوم الإثنين، الجهة المسؤولة عن المواقع الإلكترونية في أوروبا لمجموعة شين للتجارة عبر... اقرأ المزيد

290

| 04 أغسطس 2025

alsharq مشاريع الطاقة الشمسية في قطر.. طاقة خضراء في أعماق الصحراء

في ظل العديد من التحديات العالمية المتصلة بالتغيرات المناخية، يبقى البحث عن مصادر جديدة لطاقة نظيفة ومستدامة مسعى... اقرأ المزيد

250

| 28 يوليو 2025

alsharq منها البطارية والزيت.. 6 نصائح ذهبية للحفاظ على سلامة سيارتك في فصل الصيف

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بشكل متزايد، تتعرض السيارات لضغوط تضاعف من خطر تعطلها، مما يتطلب... اقرأ المزيد

2832

| 06 يوليو 2025

مساحة إعلانية