رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3581

حث على التفاؤل وترك اليأس والقنوط..

د. علي القره: حال الأمة اليوم يكشف زيف وحقيقة الطغاة

09 نوفمبر 2018 , 11:39م
alsharq
الدوحة - الشرق

دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الأمل في نصر الله للامة الإسلامية وحذّر فضيلته من اليأس والقنوط اللذين يصيبان أمتنا، وقال إنهما مرضان خطيران استشريا في جسد الأمة، ورأى أن المتأمل في قصص القرآن الكريم يجد أنها تحمل عبراً ودروساً، وتزرع أملاً في نفوس الأمة الإسلامية،.

وقال في خطبة الجمعة إن هناك مرضين خطيرين إذا استشريا في الأمة أوهنا عزمها، وشتتا شملها، وزادا من أمرها عسراً، إنهما " اليأس والقنوط". وانقطاع الأمل من كل شيء، بحيث يصل الإنسان إلى درجة أن ينقطع رجاؤه من كل بصيص أمل، وينتهي أمله حتى من رحمة الله تعالى، وبذلك يصل إلى شفا جرف هارٍ يهوى به إلى الكفر.

وأضاف "أما القنوط فهو أشد من اليأس، بحيث تظهر آثاره على الوجه، وتبين في ردة فعل الإنسان، وفي تصرفاته وسلوكه، حيث يبقى الإنسان مستسلماً لكل المشاكل والمصائب والفتن التي تنزل بساحته، والتي تحيط به، ويشل فكره وعقله فلا يفكر في مخرج من تلك المصائب والفتن، ويفقد الأمل في كل شيء، وتتحول حياته إلى جحيم لا يطيقها. ولكي يكون المسلم في حرز من هذه الحالة المزرية التي تعصف بكل قواه، حرم الله تعالى اليأس والقنوط، وأوجب عليه التفاؤل والأمل.

المؤمن لا ييأس

وأكد أن المؤمن مهما ادلهمت من حوله الحياة واسود وجهها، فإنه يرى من خلال ذلك السواد الامل الذى لا يخبو، ويدرك بإيمانه بأن الأزمات مهما اشتدت فإن الفارج لها الله تعالى، فلا يتسرب إلى قلبه يأس، وكيف يغشاه اليأس وهو دائم الصلة بالله تعالى؟ يتلو كتابه، ويتدبر آياته، ويطالع سيرة الأمم السابقة في القرآن الكريم، فيتعظ بعظاته، ويأخذ الدروس والعبر من سنن الله تعالى في تلك الأمم.. بل كيف يعرف اليأس والقنوط من يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يعجبه التفاؤل؟ فقد جاء في الحديث الثابت:" لَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالَ وَالْفَأْلُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ الطَّيِّبَةُ"..وكيف يستسلم المؤمن لليأس والقنوط؟ ويرضخ لهذا المرض القاتل الفتاك، وهو يتلو في كتاب الله تعالى، الذي جعله الله دستور حياته، ومنهج سيرته، يتلو في القرآن الكريم، أن اليأس والقنوط من صفات الفكرة الذين لا حظ لهم في الدنيا، ولا خلاق لهم في الآخرة.

خطاب رقيق للمؤمنين

وقال إن الله تعالى وصف الكافرين باليأس من رحمة الله تعالى، والقنوط من روح الله تعالى في 18 آية، أما المؤمن فقد وصفه الله تعالى بخطاب رقيق يبلغ به شغاف قلبه، ويسكن فؤاده، ويثمر إقبالاً على الله تعالى: {.. يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}..

وقد جاء الاستنكار على لسان نبيين كريمين، سيدنا إبراهيم وحفيده يعقوب عليهما السلام، قال تعالى على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، وقال تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}. فأنى يسيطر اليأس والقنوط على المؤمن بعد هذا؟.إن المؤمن يتغلب على اليأس والقنوط من خلال إيمانه الراسخ، وعقيدته الثابتة بأن كل ما يجري في هذا الكون ما هو إلا تنفيذ لقدر الله تعالى،.

بعضنا يدعم الأعداء بسخاء

وقال د. القره داغي إن عالمنا الإسلامي عامة، والعربي بخاصة اليوم يساهم في تحقيق رغبة الأعداء فينا، ويبذل كل طاقاته لتدمير الأمة الإسلامية ونجد أن بعض الحكومات تجود بسخاء وكرم وعطاء لا حدود له لأعداء الأمة ليأتي العدو في بلادنا فينشر فساداً ودماراً وينتهك الأعراض والحرمات، وفي بلاد تلك الحكومات فئات من الشعب قد عض عليه الدهر بنابه، وأنهكه الفقر، وأقعدته الحاجة.

وأضاف " تنازل بعض العرب عن اللاءات الثلاث، التي رفعوها يوماً ما في وجه العدو الصهيوني، واليوم تسارعوا إلى الصلح مع الصهاينة، واعترافوا بكامل بكل ما يحلم به العدو الصهيوني، حتى وصل بالبعض ان يمنح إسرائيل حقاً ما فكرت به إسرائيل يوما ما، وما كان موجوداً على أجندتها الاحتلالية، وقالوا: ان لهم الحق في القدس، ولربما كان هذا دافع أمل لإسرائيل لتطالب يوماً بتراثها في خيبر والمدينة.

مساحة إعلانية