محليات

1624

الاتحاد الإفريقي: جولة صاحب السمو تعطي دفعة قوية للعلاقات القطرية الإفريقية

مفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي لـ"الشرق":

جهود إنسانية رائدة لقطر كأحد الشركاء الرئيسيين لإفريقيا..

إثيوبيا مقر للاتحاد الإفريقي وواحدة من الدول الصاعدة اقتصادياً

يقوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بزيارة دولة لعدد من الدول الإفريقية، تشمل كلا من جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، وجمهورية كينيا، وجمهورية جنوب أفريقيا. يستهلها سموه بزيارة رسمية لدولة إثيوبيا غدا الاثنين.

وبحسب جدول زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد، الى اثيوبيا، سيقوم خلالها بزيارة مقر الاتحاد الافريقي ويلتقي برئيس المفوضة الجديد "موسى فكي" والمسؤولين بالاتحاد الافريقي، وسيكون سمو الأمير اول قائد يلتقي بقادة المفوضية الجدد، الذين تم انتخابهم في القمة الافريقية الأخيرة في يناير.

وقالت مفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الافريقي اميرة الفاضل، ان جولة سمو الامير وزيارة سموه لمقر الاتحاد الافريقي تاريخية ومهمة وستعزز العلاقات الافريقية العربية.

وأشادت الفاضل في تصريحاتها لـ الشرق، بجهود سمو الامير ومساهماته في حل النزاعات في مناطق عديدة بإفريقيا، وقالت ان قطر تمثل احد الشركاء الرئيسيين لإفريقيا وهي عضو مراقب بالاتحاد الافريقي، ولسمو الأمير جهود فاعلة في منطقة شرق افريقيا خاصة في القضايا الإنسانية، مشيرة الى جهود قطر الرائدة في السودان والصومال.

ولفتت الى ان الزيارة تمثل شكلا من اشكال التعاون بين دولة قطر والاتحاد الافريقي، وقالت ان دولة قطر تعتبر دولة رائدة في المجال الاجتماعي والإنساني "ولدينا رؤية في الاتحاد الافريقي لكيفية الاستفادة من خبرات وتجارب قطر في هذه المجالات".

وتشير زيارة سمو الأمير التي تعتبر الأولى له لأفريقيا، الى أهمية الدول المستهدفة من زيارته، فالدول محورية من حيث ثقلها السياسي والاقتصادي بجانب أدوارها الإقليمية والدولية، خاصة اثيوبيا كمقر للاتحاد الافريقي، وموقعها وحجمها الاستراتيجي وثقلها الجيوسياسي.

فعلى المستوى السياسي والاقتصادي، ستوضح الزيارة مدى الأهمية التي توليها إثيوبيا لتقوية العلاقات مع قطر كدول محورية، خاصة وأن إثيوبيا تعتبر رقما مهما على المستويين القاري إفريقياً، وإقليمياً في شرق وجنوب القارة.

وتتمتع هذه الدول الثلاث بوزن سياسي واقتصادي مهم بنسب متفاوتة بينها، وبالتأثير على محيطها الإقليمي، وهو ما يشير إلى أهمية هذه الدول بالنسبة لدولة ناهضة وذات وزن مثل قطر.

واختيار صاحب السمو لان تكون أثيوبيا أولى محطاته في هذه الجولة الافريقية الهامة، تحتمه أهمية أثيوبيا، باعتبارها مقراً للاتحاد الافريقي، وواحدة من الدول الصاعدة بسرعة اقتصاديا، وبما تتمتع به من أراض زراعية شاسعة وخصبة، ومياه غزيرة، وثروة حيوانية ضخمة. إلى جانب نفوذها الجيوسياسي الكبير على المستوى القاري والإقليمي، فهي تمثل لقطر حليفاً استراتيجياً قوياً يمكن أن يلعبا معاً دوراً كبيراً في تطوير علاقات التعاون الثنائي بما توفره اثيوبيا من فرص للاستثمار في عدة مجالات، وبلا شك انها تمثل مفتاحا للتوغل عميقاً داخل القارة الإفريقية التي أصبحت قبلة وهدفاً لتنافس الدول الكبرى خاصة الصين، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول الاتحاد الأوروبي.

دور دبلوماسي

ومن الناحية الدبلوماسية تترأس اثيوبيا منظمة إيجاد وهي عضو في مجلس الامن الدولي منذ مطلع العام الجاري؛ كما تُعدُ أثيوبيا ضمن مجموعة دول (بانافم) الناهضة اقتصاديا على مستوى العالم، وهي: بنغلاديش وأثيوبيا ونيجيريا واندونيسيا وفيتنام والمكسيك، ويتوقع المحللون الاقتصاديون أن تنافس هذه الدول الست خلال العشر سنوات القادمة، الدول العُظمى كالصين وأمريكا واليابان ودول الاتحاد الأوروبي التي توجه معاً اقتصاد العالم وتديره.

وتهتم اثيوبيا بتعزيز علاقاتها مع دولة قطر وهناك أهمية قطرية بالنسبة لإثيوبيا، ستوفرها قطر لإثيوبيا، وأولى هذه الفوائد ان قطر ستمثل جسرا قويا لإثيوبيا نحو العرب، وهذ سيعزز من ثقة المستثمرين العرب في اثيوبيا، كما انها ستفتح مزيدا من شهية الدول العربية خاصة الخليجية نحو اثيوبيا بجانب تواجدهم المعروف أصلا، كالمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت فضلا عن علاقاتها السياسية والدبلوماسية الجيدة، والحضور القطري في منطقة الشرق الأوسط ووجودها السياسي والاجتماعي في القارة السمراء وتحديدا شرق افريقيا أصبح امرا ملموسا على الساحة الافريقية.

علاقات إقليمية قوية

وفيما يتعلق بجولة سمو الامير في كل من كينيا وجنوب افريقيا، فهما أيضا تمثلان ثقلا سياسيا واقتصاديا لا يقل عن الثقل الاثيوبي، فكينيا تمثل دولة مهمة في المنطقة بعلاقاتها مع الغرب بصورة مميزة ومعروفة، كما انها نجحت في تحقيق قدر من الاستقرار والامن في محيطها الداخلي، وتشارك بدور فاعل في الصراعات والنزاعات التي تشهدها المنطقة، فهي الأكثر تأثرا بما يجري في الصومال، وأبدت مؤخرا استعدادا واضحا وقويا مع الحكومة الصومالية الجديدة، مما يفتح الامل في استقرار المنطقة، وهذا بلا شك سيكون مفيدا ومهما لدولة قطر التي ترتبط بالصومال كدولة عربية، بجانب أهمية الصومال بالنسبة لدول المنطقة العربية والافريقية كإحدى الدول المطلة والقابضة في المنافذ البحرية الهامة، وهناك عامل مهم تتمتع به كينيا وهو ثقلها الاقتصادي في افريقيا.

كما ان جنوب افريقيا هي الأخرى تحتل مركزا متقدما في الاقتصاد الافريقي والعالمي، فهي وجهة اقتصادية كبرى وهذا ما سيزيد من أهمية بالنسبة لقطر التي تمثل واحدة من الدول الناهضة بمنطقة الشرق الأوسط، والثقل السياسي لدولة جنوب افريقيا كذلك يعتبر من اهم ما يميز هذه الدولة الافريقية ذات المسحة الاوروبية، من حيث موقعها الاستراتيجي، ومواقفها المعروفة والمشهودة خاصة في قضايا التحرر والديمقراطية فجنوب افريقيا تتصدر المشهد السياسي في الملفات الثلاثة داخل المنظمة الافريقية، ووقفت جنوب افريقيا مع قضايا التحرر وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي ترفعها جنوب افريقيا في كل المحافل الدولية والإقليمية، وهي تعتبر اهم ما يزيد من التقارب العربي مع جنوب افريقيا، نظرا لان القضية الفلسطينية تلعب دورا محوريا في علاقات الدول العربية مع أي دولة أخرى، باعتبارها قضية قومية ومحورية.