رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2388

إنسايد أرابيا: قطر تلعب دوراً فريداً في أفغانستان ما بعد أمريكا

09 يناير 2022 , 06:20ص
alsharq
قطر قناة مهمة بين طالبان والغرب
عواطف بن علي

أكد تقرير لموقع إنسايد أرابيا الأمريكي، أن قطر تساعد الحكومات الغربية في حماية مصالحها في أفغانستان من خلال سياسة خارجية استثانئية قائمة على الدبلوماسية الإنسانية، حيث تلعب الدوحة دورًا فريدًا في أفغانستان ما بعد الولايات المتحدة. وبين التقرير أن قطر تستفيد بشكل كبير من موقعها الفريد كجسر دبلوماسي بين نظام كابول وواشنطن لتقديم الدعم التقني واللوجستي لأفغانستان.

وأبرز التقرير سيكون مطار كابول جزءًا مهمًا من جهود قطر للمساعدة في تحقيق الاستقرار وتحقيق الأمن في البلاد. من نواحٍ عديدة، يعد المطار ضروريًا لتجاوز الأزمة الأفغانية. ومن المهم أن نتذكر أن هدف الدوحة ليس إضفاء الشرعية على طالبان في ظل الظروف الحالية. بدلاً من ذلك، تحاول القيادة القطرية المساعدة في منع الكوارث الإنسانية في أفغانستان والتي ستتطلب درجة معينة من المشاركة مع نظام طالبان.

دبلوماسية إنسانية

أشار التقرير إلى حديث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في 12 نوفمبر عن إضفاء الطابع الرسمي على دور قطر الذي تلعبه في أفغانستان نيابة عن الحكومة الأمريكية منذ أغسطس 2021. وفي إعلانه الصادر خلال الحوار الاستراتيجي الرابع بين الولايات المتحدة وقطر الذي عقد في واشنطن، قال بلينكين ان دولة قطر ستمثل المصالح الأمريكية في كابول. وفي هذه المحادثات، قام الأمريكيون والقطريون بشكل أساسي بإضفاء الطابع المؤسسي على وساطة الدوحة بين واشنطن وطالبان والتي بدأت رسميًا في عام 2013.

في الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر في واشنطن، تعهد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بأن تظل قطر داعمة للسلام والاستقرار في المنطقة. كما شدد على أن الدوحة ستعطي الأولوية للتواصل مع حكام كابول الجدد لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني، مبرزا أن التخلي عن أفغانستان سيكون خطأ كبيرا، وأن المشاركة هي السبيل الوحيد للمضي قدما.

وتابع التقرير: أثبتت الدوحة أنها قناة مهمة بين طالبان والغرب وسط فترة الفوضى التي أعقبت استيلاء طالبان على كابول في غضون عدة ساعات. وبحلول أواخر أغسطس، كان عشرات الآلاف من الأشخاص قد غادروا أفغانستان عبر قطر، ولا يزال القطريون يقومون برحلات جوية نيابة عن الدول الغربية للأشخاص المعرضين للخطر في أفغانستان والمقيمين الأجانب. كما انتقل عدد من سفراء الحكومات الغربية لدى أفغانستان إلى قطر.

اليوم، يمكن أن تثبت مشاكل أفغانستان المتعددة الأوجه والتي لا حصر لها، أنها أكبر تحد دبلوماسي لقطر على المسرح الدولي. في حين أن الدوحة ليست جديدة على دور دبلوماسي أو إنساني أو وساطة في النزاعات التي يعاني من ندرتها العالم الإسلامي، فإن الوضع الحالي في أفغانستان استثنائي إلى حد ما ويمثل فرصًا ثمينة وتحديات جدية لقطر.

وفي هذا الصدد قالت إليونورا أرديماغني، الباحثة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية: "في أفغانستان، تحتل قطر موقع الصدارة الدبلوماسية في أزمة دولية تشارك فيها قوى إقليمية وعالمية أو تلعب دورا جيوسياسيا".

وبين التقرير، إذا تمكنت الدوحة من تحقيق المزيد من النجاحات الدبلوماسية والإنسانية في أفغانستان، فسيكون انجازا مهما في هذا البلد الذي مزقته الحرب. إن العقوبات الأمريكية على كابول بالإضافة إلى حكم طالبان ومواضيع حقوق الإنسان ستخلق تحديات كبيرة لقطر في سعيها للبناء على تقدمها في أفغانستان.

دور مهم

وأفاد التقرير بأن قطر الدولة الخليجية التي تمتلك أكثر العلاقات قوة مع حركة طالبان. وقد استضافت المحادثات بين طالبان وواشنطن وسهلتها بطلب من الولايات المتحدة. في الواقع، بدءًا من عام 2010 تقريبًا، بدأت الحكومات الغربية في الاجتماع بممثلي طالبان في الدوحة. وفي عام 2013، وبناءً على طلب من الولايات المتحدة، بدأت قطر في استضافة مكتب لطالبان.

ووفقًا لمقال نشرته هيئة الإذاعة البريطانية عام 2013، فإن "المكان المفضل لطالبان كان قطر لأنهم اعتبروها موقعًا محايدًا. إنهم يرون قطر كدولة متوازنة مع جميع الأطراف ولها مكانة مرموقة في العالم الإسلامي. كانت الولايات المتحدة سعيدة أيضًا بهذا الخيار".

وصرح الدكتور أندرياس كريج، الأستاذ المساعد في كلية الأمن في كينجز كوليدج بلندن، في مقابلة مع موقع إنسايد أرابيا أن قطر تستفيد بشكل كبير من موقعها الفريد كجسر دبلوماسي بين نظام كابول وواشنطن. وأضاف "لقد كانت علاقة قطر مع طالبان عنصرًا مهمًا للغاية، لا سيما في واشنطن وأيضًا بين شركاء الولايات المتحدة الآخرين في الناتو الذين تمكنت قطر من مساعدتهم في أفغانستان وكذلك إعادة الارتباط مع طالبان".

وجادل الدكتور كريج بأن "أفغانستان كانت إلى حد بعيد أنجح إنجازات القوة الناعمة التي حققها القطريون في العقود الثلاثة الماضية"، التي حظيت بأعلى مستوى من التغطية في وسائل الإعلام. وأضاف "فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، ومساعدات التنمية، وكذلك الاستثمارات في أفغانستان، فإن الكثير منها سيمر عبر قطر أوعلى الأقل سيسهله القطريون لأنهم هم من تربطهم علاقة مباشرة بطالبان."

وقال الدكتور مهران كامرافا، أستاذ الحكومة في جامعة جورج تاون قطر، من الآمن الرهان على أن هناك تعاونا وتشاورا وثيقا في ملف أفغانستان بين قطر والولايات المتحدة، وهو لا يتعلق فقط بمسألة وساطة، لكن يبدو أنها أقرب أكثر للدبلوماسية الإنسانية".

وأضاف التقرير، بحلول أواخر أغسطس، جاء ما يقرب من 40 في المائة من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان عبر قطر. ونتيجة لدور الدوحة في المساعدة على تسهيل الخروج الآمن لعشرات الآلاف من الأشخاص، تلقى القطريون ثناءً عالياً من واشنطن. علاوة على ذلك، فعلت قطر الكثير لمساعدة وسائل الإعلام الأجنبية على إجلاء موظفيها من أفغانستان.

مطار كابول

بين التقرير أن قطر تقوم بدور مهم من خلال تقديم الدعم التقني واللوجستي لطالبان لضمان التشغيل الكامل لمطار كرزاي الدولي في كابول وضمان وصول الشحنات الإنسانية بأمان. سيكون مطار كابول جزءًا مهمًا من جهود قطر للمساعدة في تحقيق الاستقرار وتحقيق الأمن في البلاد. من نواحٍ عديدة، يعد المطار ضروريًا للرفاهية الأساسية للأمة غير الساحلية.

وتابع: تتمتع تركيا، التي حافظت على وجود عسكري في أفغانستان في إطار حملة الناتو التي استمرت عقدين، بخبرة في البلاد وتحرص على العمل مع الدوحة لإدارة المطارات بشكل مشترك في كابول ومدن أخرى في أفغانستان. وفي الواقع، أرسل القطريون والأتراك مؤخرًا وفدًا مشتركًا للتحدث مع مسؤولي طالبان في كابول حول احتمالات مثل هذا الترتيب. وقد وقعت بالفعل شركات من قطر وتركيا على مذكرة تفاهم تحدد طموحاتها لتشغيل مطار كابول "على أساس شراكة متساوية".

من المرجح أن يشعر الغرب بالراحة في تحمل قطر وتركيا مسؤولية أمن المطارات الأفغانية من خلال الاتفاقات مع طالبان. لذلك، ترحب واشنطن بالتعاون مع شركاء مقربين للولايات المتحدة، بما يحقق الأمن الكافي في المطارات الأفغانية في أفغانستان لضمان الاتصال بين كابول والخارج.

مساحة إعلانية