رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة محلية

1115

"للقصة بقية" يكشف ما وراء الهجمة على استضافة قطر للمونديال

08 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
الدوحة-الشرق

ناصر الخاطر: أرقام الغارديان إحصائية عامين مضروبة في 10

مصالح مالية وأيديولوجية رافضة للاستضافة العربية

تتبع برنامج "للقصة بقية" على قناة الجزيرة العربية والذي تقدمه وتشرف عليه الإعلامية فيروز زياني جذور الحملات الموجهة للتحريض على استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022 في بعض الدول الأوروبية، وكشفت الحلقة التي بُثت مساء الاثنين السابع من نوفمبر الخيوط التي ربطت مصالح مالية وأخرى متعلقة بأيديولوجيات رافضة للاستضافة العربية تقودها جهات متنفذة في اليمين المتطرف في أوروبا.

استطاع البرنامج توثيق شهادات حصرية لشخصيات أممية وحقوقية أوروبية زارت قطر في إطار تقصي حقيقة الادعاءات التي نشرتها وسائل إعلام غربية وكان على رأسها تقرير صحيفة "الغارديان" البريطانية فيما يتعلق بوفاة 6500 من عمال منشآت المونديال في قطر خلال عشر سنوات، وأكدت "شاران بورو" الأمينة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال في تصريح حصري لبرنامج للقصة بقية أن أعداد وفيات عمال كأس العالم في قطر الذي نشرته "الغارديان" كانت خاطئة وجزافية.

تحقيق مستقل

وفي تحقيق مستقل أجرته هيئة مراقبة أخلاق ولوائح الفيفا أكدت ألا توجد أدلة تدعم الادعاء بوفاة 6500 عامل في مواقع كأس العالم في قطر، وكانت لدى الهيئة أسئلة مهمة لم تتلق إجابات واضحة عليها حول كيفية توصل الصحيفة للرقم.

وتقدر الهيئة أن التعداد كان شاملا للوفيات بين العاملين الوافدين بأكمله في قطر على مدار السنوات العشر الماضية بالإضافة إلى كون سجلات الوفاة لم تكن مصنفة بحسب المهنة أو مكان العمل، ووفق تحقيق مراقبة أخلاق ولوائح الفيفا فإن قطر تتعرض لهجمة هي الأشرس إعلاميا، بالمقارنة مع دول كبرى لا سيما الصين وروسيا.

وكشف "أليستير تومسون" مسؤول مكتب مراقبة أخلاق ولوائح الفيفا في لندن لبرنامج "للقصة بقية" أنهم أجروا مقارنة بين أعداد العاملين في مواقع كأس العالم، وبين العاملين في مواقع الإنشاءات الإسكانية والتجارية في المملكة المتحدة ووجدوا أرقاما متماثلة من الحوادث، وقد عاين تومسون بنفسه عددا من مساكن العمال الوافدين للنظر في ظروف الإقامة وشروط الرعاية الصحية ووجد بالدراسة أن الرعاية الصحية المقدمة للعاملين يمكن مقارنتها بما هو في المملكة المتحدة.

تحيل وعنصرية دنماركية

وانتقل البرنامج للبحث في حقيقة الهجمة التي قادتها شركة الملابس الرياضية الدنماركية Hummel International والاتحاد الدنماركي لكرة القدم، حيث تبين أن شركة Hummel تعتمد في 93% من إنتاجها على عمالة في دول تم الإبلاغ فيها عن مخاوف بشأن حقوق الإنسان وقوانين العمل، ومنها دول تمارس العمل القسري على الأقليات لديها للعمل في شركات ألبسة كبرى. ووفقًا لتقرير رويترز واجه تصميم الشركة الرفض من جهات رأت فيه حيلة تسويقية لزيادة مبيعاتها، كون الفريق الدنماركي هو الوحيد الذي تعاقد مع Hummel كمصنع للأطقم الخاصة بهم لكأس العالم 2022، في حين حصلت شركات الألبسة الرياضية الأخرى على عقود مع فرق عدة.

ومن خلال رصد البرنامج لملف الاتحاد الدنماركي لكرة القدم وجد أن اتهامات بالعنصرية تلاحقه ليس بدءًا بانتقاص حقوق المنتخب الدنماركي لكرة القدم للسيدات برفض الاتحاد مساواة أجورهن المتدنية بأجور اللاعبين الذكور، علاوة على المعاملة السيئة لهن، والاستعداد الرديء لبطولات السيدات، ولا انتهاء بالشعارات العنصرية التي تُرفع في مدرجات الملاعب الدنماركية حتى تجاه الأوروبي غير الدنماركي، وأكد "أوغموندو ريوناسون" عضو المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب الذي أعد تقريرا في 44 صفحة نُشر في يونيو 2022 تتبع فيه على مدار عامين الممارسات العنصرية في الدنمارك، أن المصطلحات القانونية المشرعة في القانون الدنماركي وفي الحديث السياسي في الدولة، تحتوي في ذاتها على التمييز العنصري، فعلى سبيل المثال، مصطلح (غيتوGuehto) يستخدم لوصف المجتمعات، أو أجزاء من المدن والبلدات التي يشكل غالبيتها أناس غير غربيين، وهو مصطلح قانوني في الدنمارك اُستبدل مؤخرا بمصطلح آخر وهو (المجتمع الموازي).

سلوك القطيع

وفي فرنسا التي اختارت سياسة الشاشات السوداء لمقاطعة عرض مباريات المونديال في الأماكن العامة بدعاوى حماية البيئة وحقوق العمال، توصل البرنامج بالاعتماد على الوثائق وشهادات خبراء متخصصين أن دعوات المقاطعة تأتي في الغالب من أشخاص لا يهتمون كثيرا بكرة القدم وأن هواة كرة القدم غالبا ليسوا في وارد دعوات المقاطعة هذه وفق فريدريك ليغاتمؤرخ متخصص في المصالح الجيوسياسية لكرة القدم. أما باسكال بونيفاس مؤسس ومدير معهد العلاقات الدولية الاستراتيجية فأكد لبرنامج "للقصة بقية" أن من بين من يدعون للمقاطعة من لا يحبذون رؤية بلد مسلم ينظم بطولة كأس العالم، وأن دعوات المقاطعة الحالية في فرنسا يمكن وصف البعض منها بسلوك القطيع حيث يحتج البعض ويتبعه الآخرون كالقطعان. كما عرج البرنامج على تحقيق تناول تأثير شركات فرنسية مدفوعة من جهات إقليمية ساهمت في التجييش على استضافة قطر للمونديال.

حملات شرسة

واستضاف البرنامج عقب بث التحقيق الخاص، الرئيس التنفيذي لكأس العالم في قطر 2022 السيد ناصر الخاطر والذي تحدث في حوار حصري مع الإعلامية فيروز زياني عن الحملات التي تعرضت لها قطر على مدار 12 عاما والتي لم تثن من عزيمة الدوحة على اتمام استعداداتها بأفضل صورة ممكنة وقبل انطلاق الحدث بوقت كاف، مشيرا الى ان المشجعين وعشاق كرة القدم يترقبون يوم 20 نوفمبر لانطلاق كأس العالم، لكن فريق العمل بدأ العمل ودخل رسميا في أجواء البطولة بشكل كبير.

وحول استعداد العالم لاستضافة قطر لبطولة بحجم المونديال قال "لا يجب ان نعير اهتماما بشكل كبير للصحف والمحطات الاعلامية التي كانت ضد قطر منذ البداية، قطر تعرضت لحملة شرسة منذ فوزها بشرف التنظيم، وبعض الدول الاوروبية تعتبر ان كأس العالم هي حكر على الغرب، حيث احتضنت 11 بطولة من 22 نسخة، وهي لا ترضى ان تستضيف دولة عربية ومسلمة للبطولة".

واضاف "شهدنا 40 مليون طلب على تذاكر كأس العالم تم بيع 3 ملايين منها، حيث سيزور قطر اكثر من مليون ضيف، وهذه المؤشرات والارقام تؤكد ان الاستضافة ستكون ناجحة للغاية".

جرائد صفراء

وبخصوص التعامل مع الانتقادات الموجهة لقطر قال "كان يجب الرد على بعض الانتقادات اعلاميا او قانونيا، لكن بالنسبة لنا فالأولوية هو انجاح البطولة والتركيز على التنظيم بأكمل وجه".

واضاف "بعض الانتقادات رددنا عليها بالشكل اللازم وبعض الجرائد كنا نعتقد انها مؤسسات محايدة الا انها اثبتت انها جرائد صفراء لا تستحق الرد عليها".

وحول قصة وفاة 6500 عامل نفى الخاطر صحة هذا الرقم وقال "صحيفة الغارديان اخذت احصائية للوفيات على مدار عامين او ثلاث سنوات وتم ضربها في 10 سنوات ليعلنوا عن هذا الرقم المغلوط".

واوضح الخاطر ان عدد وفيات العمال في اماكن العمل لم يتجاوز 3 وفيات فقط، مشيرا الى ان قطر اعتمدت على اعلى معايير السلامة في مواقع الانشاءات مشددا في الوقت ذاته ان بعض الانتقادات كانت وراءها اهداف سياسية وعنصرية.

دعم عربي

وحول الدعم العربي للاستضافة قال "منذ البداية قلنا ان هذه البطولة لكل العرب وهو ما يزيدنا حماسا واحساسا بالمسؤولية من اجل انجاح البطولة نيابة عن كل العرب، لقد تعودنا على الخطاب الغربي الذي يصور المنطقة بأنها منطقة حروب ونزاعات، لذا ستنسف كأس العالم الصورة التي يعتمدها الغرب عن المنطقة، وستتجه انظار 3.2 مليار نسمة الى قطر لمتابعة هذا الحدث كما سيكون ضيوف قطر سفراء لقطر بعد العودة الى بلدانهم عقب انتهاء المونديال لنقل الصورة الحقيقية".

وحول الاستدامة البيئية قال "اهم ارث هو الارث البيئي وقد تم تشييد الاستادات على اسس صديقة للبيئة، لذا سنستضيف بطولة خالية الكربون لاول مرة في التاريخ".

إصلاحات عمالية

واكد الخاطر ان كأس العالم ساهمت في تسريع وتيرة الاصلاحات العمالية وقال "الكل في الغرب يرى ان الاصلاحات العمالية جاءت بسبب الضغوطات الغربية لكن اذا تابعنا الخطوط العريضة لرؤية قطر 2030 والتي تم اصدارها في 2008 تكلمت عن حقوق العمال ورفاهيتهم، لذا رأينا انه من الواجب استخدام هذه البطولة للتقدم في مجال رعاية العمال".

واضاف منذ 2016 تم القيام بأكثر من 10 آلاف حملة تفتيش على مساكن العمال، لذا فإن مرحلة الاصلاح تتطلب الوقت، ولا بد من التأكيد ان قطر رائدة في المنطقة العربية على مستوى قوانين العمال".

ونفى الخاطر طرد بعض السكان لتوفير سكن لجماهير المونديال وقال "هذا الادعاء غير صحيح، كل ما في الامر ان هناك بعض ملاك العقارات استغلوا انتهاء عقود السكان لديهم من اجل استغلال فرصة كأس العالم والترفيع في الايجارات".

أبعدوا السياسة عن الرياضة

وحول تصريحات انفانتينو بضرورة التركيز على كرة القدم قال "لوائح الفيفا واضحة وصريحة ان الشعارات السياسية والخطابات الايديولوجية لا علاقة لها بكرة القدم هناك رقابة كبيرة على هذا الامر".

واضاف "بعض الجهات استغلت مونديال قطر لتمرير اجنداتها وارادوا ان يجعلوا منها منصة للحديث عن الامور السياسية".

واختتم الخاطر حديثه موجها رسالة الى الجماهير العالمية قائلا "جاهزون ونرحب بكم وسنقدم لكم بطولة استثنائية ستترك لديكم ذكريات رائعة".

مساحة إعلانية