رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2974

راشد المهندي: خط المصحف الشريف.. حلم يزيّن مسيرة حياتي

08 نوفمبر 2017 , 08:52ص
alsharq
ناصر الحموي:

قطعنا أشواطًا مهمة في إنجاز مشروع كتابة القرآن الكريم

تجويد الخط يحتاج إلى أعلى درجات الشغف والصبر والمهارة

في أحد المكاتب الفسيحة المطلة على جامع كتارا الكبير والتي خصصتها له إدارة الحي الثقافي (كتارا)، يواصل الخطاط القطري راشد بن مبارك المهندي كتابة المصحف الشريف، بشغف وأناة وعلو همة، ليكون أول خطاط قطري يخط القرآن الكريم، وعلى طاولته المضاءة التي اختار لها أن تكون باتجاه القبلة الشريفة، بدأ المهندي يخط آيات كريمة من المصحف بعناية وخشوع تام، يضع فيها خلاصة موهبته وخبرته في الخط العربي التي يقول عنه أنه اكتسبه من خلال المداومة على الممارسة الطويلة لهذا الفن العربي الأصيل، وإدامة النظر إلى أعمال جليلة لخطاطين كبار، لتمنحه ثقافة بصرية تراكمت عبر سنوات، وذائقة فنية تمكنه من اكتشاف جماليات الخطوط ومعرفة أسرار حروفها واتقان تقنياتها، ثم محاكاتها .

المهندي خلال عمله بكتارا

ويتوقف المهندي عند المكان الذي يستمد خصوصيته من قربه لجامع كتارا الكبير، ليتناغم مع كتابة حروفه الطاهرة على إيقاع تلاوات عطرة تحملها أصوات عذبة لقراء مشهورين، وفي أجواء مليئة بالهدوء النفسي والروحاني، حيث يقول إن المشروع يحتاج في تنفيذه الكثير من السمو الروحي والمهارة والإبداع والدقة.

ويشير إلى أنه قطع شوطا في إنجاز بعض المراحل في كتابة المصحف، بعد تسليمها للجنة متخصصة في التدقيق والضبط والمراجعة، موضحا أن المشروع الذي حدد له مدة عامين للانتهاء منه، يحظى بمتابعة وتغطية إعلامية من تلفزيون قطر لتوثيق مراحل هذا العمل الجليل.

وعن المرحلة التي وصل إليها في كتابة المصحف يوضح المهندي: "العمل برمته يحتاج إلى الكثير من الصبر و الصفاء الذهني والنفسي والانكباب، لا نتقيد بساعات محددة في العمل، ولا أشعر بمرور الوقت وقد أصل حتى منتصف الليل بما يعادل 12 ساعة مستغرقا في الكتابة، فلا نزال في مرحلة القوالب، وتوزيع الآيات الكريمة بطريقة صحيحة ومقروءة، وبتوازن وتنسيق تام".

خلال مراحل العمل في المشروع

منوها عن أن إجادة وإتقان الخط العربي يتعلق بأمرين، الأول بالخطاط نفسه والثاني بالخامات التي يستخدمها، حيث كتابة المصحف الشريف تختلف عن كتابة أي لوحة خطية أخرى، فالأولى تتطلب العديد من الأمور مثل: تنظيم الوقت، وتوزيع الكلمات وتناسقها على السطور، وقياس كتلة الكتابة ضمن الصفحة الواحدة، بالإضافة إلى تميز الخط بالقوة والوضوح من حيث المستوى الفني، ثم تأتي الحركات فوق الحروف.

أجواء الكتابة

وعن طقوسه الشخصية في ورشته الفنية، يقول المهندي :" أحرص على الكتابة في أجواء مفعمة بالسكينة والاطمئنان، يسود فيها الهدوء، وأمارس عملي دون أي ضغوط أو مؤثرات، وأكون دائما متوضئا، وعلى طهارة كاملة.

المهندي في مكتبه بكتارا

وأثناء الكتابة قد أتعمق في معاني الآيات الكريمة، وأحلق في دلالاتها، وأستمر في هذه الحالة ساعات طوال، وقد لا أشعر بمن حولي، حيث تنتابني مشاعر من الغبطة أثناء أدائي لهذا العمل العظيم".

مؤكدا أن كتابة المصحف الشريف، حلم مضيء وأمنية غالية، وشرف رفيع، لدى أي خطاط، "وأحمد الله أن شرفني بهذه المكرمة التي أضاءت مسيرتي الحياتية والفنية"، مقدما شكره لكتارا لرعايتها هذا المشروع وتقديمها كل أشكال الدعم المادي والمعنوي.

بعض صفحات المصحف بخط المهندي

أهم مراحل العمل

يقول المهندي: "إن أهم مرحلة واجهت العمل في المشروع، كانت في اختيار الورق ومساحة الكتابة وحجم القلم، وتناسب نوع الحبر مع طبيعة الورق، للتمكن من كتابة الخط المطلوب بدقة متناهية، حيث يتطلب ذلك وقتا للوصول إلى توليفة خاصة يرتاح معها الخطاط، حتى يبقى عمله محافظا عليه بشكل جيد مئات السنين دون أن يتأثر بأي عوامل، ويخرج بمنتهى الإتقان والجمال والكمال. مشددا على أن كتابة المصحف الشريف تحتاج إلى التركيز المكثف والتدقيق المستمر والمراجعة الشاملة لأنه لا يقبل الخطأ أبدا".

مساحة إعلانية