رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

351

د. علي القره داغي: العلم بالواجبات الشرعية والعمل بها أهم أسباب الفلاح

08 يوليو 2016 , 08:33م
alsharq
الدوحة - الشرق

حث على المداومة على الاستقامة..

أكد فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الاستقامة مطلوبة من الأمة الإسلامية، وقال إن الإستقامة على أداء الصدقات وفعل المبرات وتقديم المعونات والخيرات ليست مقيدة إلا صدقة الفطر.

ولفت إلى أحوال العالم الإسلامي وما يحدث من نكبات وأزمات، وما يكابده المسلمون من فقر وعوز وفاقة، إذ إن نصف فقراء العالم كله يعيشون في العالم الإسلامي.

ودعا د. القره داغي في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب إلى مد يد العون للمحتاجين من الأمة الإسلامية للمساهمة في تخفيف بلواهم وتفريج كربهم، حتى نبقى على الصراط المستقيم، ونحشر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

حسن الخاتمة

وقال إن العبرة في جميع أمور الدنيا والآخرة بحسن الخاتمة، وهو الأساس في كل الأعمال، وقد ورد في الصحيح: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها".

وقص قصة مؤثرة "كم كانت غبطتي عظيمة حيث رأيت -في أحد أسفاري إلى بريطانيا- امرأة قد تجاوزت الثمانين، وعرضنا عليها الإسلام فأسلمت، واغتسلت وصلت المغرب والعشاء، ثم وافاها الأجل قبل صلاة الفجر، إنها حسن الخاتمة".

وقال إن الله -تعالى- أمرنا بالاستقامة، ووجهنا إلى أن نطلب منه التوفيق والسداد والثبات، في السورة التي نقرأها في كل ركعة في صلواتنا، كما طلب منا أن نسأله -تعالى- الهداية إلى الصراط المستقيم{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} الصراط الذي هو السبب الرئيس في النجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

صدى الدعاء

وقال إنه حينما ندعو الله -تعالى- فلا بد أن نتصف بالصدق في الدعاء والطلب الملح { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }. ما هو الصراط المستقيم؟ رغم قصر سورة الفاتحة إلا أن الله -تعالى- بين ووضح المراد بالصراط المستقيم، وشرحه من خلال أركان ثلاثة: الأول: علم مستقى من منابع صافية، وعقيدة سليمة صحيحة، الثاني: العمل بمقتضى العلم والعقيدة. الثالث: الاستمرار على العمل المنبثق من العقيدة.

العلم والعمل

ورأى أن العلم بالواجبات الشرعية والتكاليف الإلهية، ثم العمل الموافق لما شرعه الله -تعالى- وبينه، ثم المداومة على العمل وإن قلَّ، يصل المرء بها جميعاً إلى الغاية العالية والهدف السامي، وهو رضا الله -تعالى- والجنة. ثم بين الله -تعالى- هذا الصراط من خلال القدوة، {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }، وهم { أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا }.

فطريق هؤلاء هو الطريق المستقيم، وتدل هذه الآية على أهمية القدوة في حياتنا، لنقتدي بهم في أعمالهم وفي استمرارهم وفي استقامتهم.

طريقان للضلال

وقال فضيلته إن هناك طريقين للضلال: بيّن الله -تعالى- طريقين يجمعان كل طرق الضلال: الطريق الأول: من يعلم ولا يعمل. الطريق الثاني: من لا يعلم ويعمل وفق عقيدة باطلة.

وعبر عن الطريق الأول ب{ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } كاليهود الذين حادوا عن تعاليم التوراة، كما عبر عن الطريق الثاني بـ{ وَلَا الضَّالِّينَ } كالفرق التي أهملت ما جاء به الإنجيل، وادعوا زوراً وبهتاناً على الله -تعالى- وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، هذان الطريقان غير محصورين في اليهود والنصارى، بل لكل زمان، وفي كل من يعمل بلا علم، أو يعلم ويعمل على خلاف علمه. فالصراط المستقيم هو طريق من يعلم الحقائق، ثم يجتهد بكل ما أوتي من سعة وجهد للوصول إلى تلك الحقائق، ويعمل في ضوء ذلك، وقد بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- معنى الصراط المستقيم بقوله:"سددوا وقاربوا" أي امشوا على الطريق الذي بينته الآيات القرآنية والسنة النبوية، وهو طريق واضح لا يحتاج إلى اجتهاد، وهذا فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، وفي ثوابته وأساسياته، ومعنى "وقاربوا" أي: إذا لم يكن الأمر واضحاً جلياً فحاول مقاربة الأمر من خلال الاجتهاد.

الصراط المستقيم نوعان

ورأى فضيلته أن الطريق المستقيم نوعان: نوع واضح بين لا يحتاج إلى الاجتهاد، ويجب على المرء أن يسير فيه كالواجبات والمفروضات، ونوع يحتاج إلى بذل الطاقة والاجتهاد، وكل يجتهد حسب طاقته، وكل إنسان معذور في اجتهاده وتقصيره، ومما يدل على أن طريق الصراط المستقيم قد يشوبه بعض التقصير قوله -تعالى-: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ }؛ إذ كل بني آدم خطاء وخيرهم التائبون. فالمؤمن التقي المستقيم إذا مالت به الطريق يعود من فوره إلى الرشاد والصواب { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}.

مساحة إعلانية