رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

396

الشاشة الفضية.. برامج لاتناسب روح الشهر الفضيل

08 يونيو 2016 , 03:11م
alsharq
تقرير: هديل صابر

اختص الله -تعالى- في أيام دهرنا مواسم تعظُم فيها الطاعة والعبادة والقربى لله -تعالى-، فهي مواسم جليلة ونفحات ربانية خصها الله لهذه الأمة، لرفعة الدرجات، والفوز بأعلى الجنات، فمواسم الخيرات في السنة لا تنقض، فيخرج المؤمن من عبادة ليستقبل أخرى.

وهذا الموسم العظيم ينبغي للعاقل اللبيب، أن يغتنمه في الطاعة والعبادة والقربى لله -تعالى-، فإن الإنسان لا يدري ما يعرض له من مشاغل وشواغل، ولا يدري من يطالبه فيما بقي من حياته، فإن المرض مطالب له وهو ناقض للصحة، والموت قاطع لطريق الحياة، فمادام المرء في سعة من صحته ونفسه وماله؛ فليبادر بالأعمال الصالحة قبل الفوات، ما دام في زمن الإمكان، يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم-: "اغتنمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: اغتنمْ حَيَاتَكَ قبلَ مَوْتِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وشَبَابَكَ قبلَ هرَمِكَ، وغِنَاكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِك".

كانت تلك المقدمة للحديث عن موضوع يراه الأغلب غاية في الأهمية لاسيما في شهر رمضان، شهر التنافس على الخيرات، واستثمار كل دقيقة بل كل ثانية ابتغاء لوجه الله تعالى، ولكن من المؤسف أنَّ هذا التسابق المحموم انتقل لعدد من قنوات التلفزيون بطريقة مغايرة، حيث باتت تستعد لرمضان على طريقتها الخاصة، دون اكتراث لقداسة الشهر، وقداسة هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، ولا يقف الأمر عند كمية ما ينتج من مسلسلات وبرامج لا تتناسب وروح رمضان، بل بات التنافس يصل إلى مستوى مدى جرأة الطرح الذي تطرحه هذه القناة أو تلك لاستقطاب أكبر نسبة مشاهدة، والخاسر الأكبر هو من لا يضع لنفسه جدولاً واضحا خلال الشهر الفضيل للاستفادة من دقائقه وثوانيه في طاعة وعبادة وذكر.

ولأهمية هذا الموضوع طرحت "الشرق" الموضوع على الدكتور أحمد الفرجابي-خبير بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومستشار بالشبكة الإسلامية-الذي أكدَّ أنَّ شهر رمضان هو موسم للتسابق على الخيرات، لافتا في هذا الصدد إلى الدور الملقى على عاتق الأسرة ولا سيما الوالدين في انتقاء ما يشاهده الأبناء ليس فقط خلال شهر رمضان بل على مستوى العام كله، من خلال وضع جملة من القواعد والقوانين التي يضعها الوالدين بالتشاور مع الأبناء، لخلق الثقة فيما بينهم، لضمان أن يلتزم الأبناء بما تتم مشاهدته، على اعتبار أن قانون المنع من القوانين التي أثبتت عدم جدواها في تربية الأبناء، إذ لابد من متابعة جماعية، وإبداء الرأي في ماهو غير مناسب، والتوضيح للأبناء الأسباب، حتى تغرس فيهم المبادئ والقيم التي تجعلهم مؤهلين لانتقاء السمين من الغث، لاسيما وأنَّ المفيد قليل جدا مما يضاعف من التحديات أمام الأسرة.

ودعا الدكتور الفرجابي عبر منبر "دوحة الصائم" إلى استثمار شهر رمضان بحلقات الذكر والتفكر في آيات الله، وعدم تضييع الأوقات فيماهو ملهاة، إلى جانب أيضا التقنين من استخدام الهواتف النقالة ويكون هذا أيضا ضمن قانون تضعه الأسرة.

وطالب الدكتور أحمد الفرجابي بضرورة تبني ميثاق شرف إعلامي للاتفاق على الخطوط الحمراء الواجب عدم تخطيها بين القنوات، والتواصل مع القنوات التي تقدم برامج غنية بالمعلومة الحقة لتنسيق الأطروحات فيما بينها، وطرح كل ما بقدرته أن يجعلها على قدر المنافسة.

وعرج الدكتور الفرجابي في حديثه على نقطة اعتبرها غاية في الأهمية تتعلق بضرورة أن تعرض أي من البرامج لاسيما التي تتناول حياة الصحابة على لجان علمية فقهية لتحري الدقة في الطرح، إلى جانب ضرورة غربلة كافة المواد المعروضة والتي تتحدث عن حديث الساعة وهو الإرهاب، والجماعات الإرهابية والسعي في تشويه صورة الإسلام، إذ لابد من هذه اللجان العلمية أن تغربل ما يعرض وتفند كل ماهو باطل وغرضه فقط تشويه الإسلام وتشويه سماحته.

ودعا الدكتور الفرجابي إلى أيضا التصدي إلى ما قد يتم ترويجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمليء بالغث الذي بدوره أن يؤجج الفتن والعنصرية المسمومة، من خلال رفع وعي الجمهور الأمر الذي يُعول عليه في نهاية المطاف.

مساحة إعلانية