رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2004

د. يوسف المسلماني: توفير العناية المركزة لمرضى كورونا قلل الوفيات في قطر

08 يناير 2021 , 07:00ص
alsharq
هديل صابر

أكد الدكتور يوسف المسلماني - المدير الطبي لمستشفى حمد العام بمؤسسة حمد الطبية - أن استمرارية تقديم الخدمات الطبية بالتوازي مع رعاية المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" من التحديات التي واجهت القطاع الصحي منذ بداية الجائحة، حيث كانت الأولوية لمرضى السرطان، مرضى القلب، مرضى الجلطات الدماغية، ومرضى الجراحات العاجلة فكانت الخدمات متوفرة لهم 100%، الأمراض الأقل خطورة تتم متابعتها خلال العيادات الافتراضية والتعامل عن بعد لحمايتهم من التجمع وحماية للكوادر الطبية من ضرر الاجتماع بالمرضى، ولكن في حال حاجة المريض للقدوم للمستشفى بعد تقييم الطبيب يسجل له موعد ويتم توجيهه بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية قبل الحضور للمستشفى للحد من تفشي الوباء.

وشدد الدكتور المسلماني على دور أفراد المجتمع في تسطيح منحنى الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" والتقيد بالإجراءات الاحترازية التي كانت قد أعلنت عنها وزارة الصحة العامة منذ بداية الجائحة، لافتا إلى أن الكوادر الطبية والتمريضية كان دورها علاجيا ووقائيا، لكن الحفاظ على مستوى متدن من حالات الإصابة وبالتالي عدد وفيات أقل عالميا، يعود لتجاوب أفراد المجتمع مع القطاع الصحي، في الالتزام بالمنزل، والتقيد بالإجراءات الاحترازية.

وأكد الدكتور المسلماني في حديثه لتلفزيون قطر، أن من أولويات وزارة الصحة العامة تأمين كافة الاحتياجات الوقائية للكوادر الطبية والتمريضية للمحافظة عليهم، سيما وأن الطبيب الواحد يشرف على رعاية 20 مريضا، والممرض يشرف على 5 مرضى لذا كان من المهم توفير أقنعة الوجه الواقية (N95) وكان هذا النوع من الأقنعة متوفرا منذ البداية لتأمين درجة عالية من الوقاية خاصة للكوادر الطبية والتمريضية، فكانت الدولة تحرص على توفيرها، فحماية الأطباء والتمريض مهمة لاستمرارية تقديم الخطة العلاجية، الأولوية الثانية هو توفير الأسرة، حقيقة أن 10% فقط من المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بحاجة للأسرة لحاجتهم للأكسجين، أما الأولوية الثالثة هو توفير الكادر الطبي والتمريضي للعناية المركزة، حيث لوحظ أن الكثير من الوفيات في دول العالم كانت بسبب عدم توفر أسرة عناية مركزة، لذا كانت هذه من الأولوية الثالثة، وهو السبب الأهم لتقليص عدد الوفيات في دولة قطر.

وعلق الدكتور المسلماني على الآلية المتبعة لوضع استراتيجية لتوصيل الأدوية للمرضى خلال الجائحة، قائلا "إنه التزاما بقرار وزارة الصحة العامة لمنع التجمع والازدحام وعدم الخروج إلا لسبب قاهر، فكانت الأدوية من الأسباب القاهرة، لذا قررت الوزارة ارسال الأدوية لمنازل المراجعين، فكان الطبيب يقرر الوصفة، وفريق متخصص يقوم بتحضيرها وفريق يقوم بتسليمها لبريد قطر لتوزيعها على المراجعين، وفي فريق يقوم بالاتصال بالمرضى الذين انتهت أدويتهم ولكن ليس لديهم مواعيد، ويتم صرف الأدوية عن طريق الصيدلية التابعة للمركز الصحي لكل مراجع مما قلل إلى حد كبير التواصل بين الأفراد والكوادر الطبية.

تسطيح المنحنى

وعرج الدكتور المسلماني على الثقة بين المجتمع ووزارة الصحة العامة، بسبب سياسة الشفافية التي اتبعتها وزارة الصحة العامة مع الجمهور من خلال المؤتمرات الصحفية التي كانت تعلن خلالها الحقائق حول المرض، ومدى الانتشار، وانطلاقا من هذه الشفافية، تعاون الجمهور في تطبيق الإجراءات الاحترازية بالتباعد الجسدي واستخدام الأقنعة الواقية، وتجنب الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، حيث تفاعل الجمهور مع متطلبات المرحلة، معزيا أسباب تسطيح منحنى الإصابات لتجاوب وتفاعل الجمهور الإيجابي، وكانت الخدمات الطبية مسؤوليتها هي تقديم العلاج، والجمهور هو من أسهم في تسطيح المنحنى، لذا كان تطبيقهم ممتاز، وبالرغم من وجود المخالفات إلا أن الغالبية العظمى كانوا ملتزمين إلى حد كبير بالإجراءات الاحترازية، وهذا بسبب الثقة التي بنتها وزارة الصحة العامة مع المجتمع بإعلان المعلومات الحقيقية دون مواربة.

تنسيق وتعاون

وحول تنسيق القطاع الصحي مع وزارات وأجهزة الدولة، أكد الدكتور المسلماني أن هناك لجانا مشتركة والتنسيق المتقن بين كافة الإدارات هو الذي أسهم في إدارة الأزمة، التي أدت لتنفيذ المعلومات التي تتفق معها الوزارة بالإضافة لتعاون الجمهور أيضا قل حتى الوباء بين الموظفين، مما أسهم في انخفاض الأعداد وكسر سلسلة تفشي الوباء.

وحول توفير اللقاح مجانا، نصح في هذا السياق الدكتور المسلماني الجمهور بالحصول على اللقاح حينما يحين دورهم في الحصول عليه، لافتا إلى ما قامت به وزارة الصحة العامة منذ أغسطس 2020 في التواصل مع الشركات ذائعة الصيت في هذا المجال مستخدمين تقنيات حديثة لتسريع انتاجه دون المساس بمراحل اعداده، لذا كان الاتفاق مع شركتي فايزر – بايونتيك وموديرنا، وكان قرار صائبا حيث هما الشركتان اللتان حصلتا على موافقة لانتاج اللقاح، موضحا أن الدولة ستوفر كميات كافية لتطعيم كل سكان قطر باللقاح، وسيتم زيادة لتوزيع اللقاح وسيصل للكل مع هذا العام، وبعد أسبوع من الجرعة الثانية نستطيع أن نقول إن الوباء انتهى، وتم اختيار الأشخاص ذات الأولوية حيث إن أكثر من يصابون بالوباء المرضى من كبار السن، ومن يعانون من أمراض مزمنة، ومقدمي الخدمة الصحية أو الأمنية من الصفوف الأولى، لذلك تم الاتفاق على أن هذه هي الفئات المستهدفة، المرضى فوق الـ70 عاما، وموظفو الكوادر الصحية ومرضى الأمراض المزمنة، وصولا لكافة فئات المجتمع.

مستشفيات مخصصة للعزل

وأشاد الدكتور المسلماني بدور البنية التحتية للنظام الصحي في الدولة، وسرعة استجابة وزارة الصحة العامة لمتطلبات المرحلة الاستثنائية، من توفير طواقم طبية وتمريضية، إلى جانب زيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات تصل إلى ثلاثة أضعاف مما كانت عليه، فضلا عن تخصيص مستشفيات كحزم مبيريك كوحدات عناية مركزة بسعة 400 سرير، فضلا عن الخبراء الذين كانوا يتتبعون الوباء لتشخيصه ومعرفة هويته، وعزل المخالطين وحجر المخالطين، للاسهام في تقليل عدد الوفيات، حيث إن دولة قطر تعد ثاني دولة في العالم بالنسبة لعدد الوفيات بسبب الفيروس بعد سنغافورة.

ويذكر أن منظمة الصحة العالمية أشادت باستراتيجية وزارة الصحة العامة، لتسجيل أقل نسبة وفيات مما يقيم الدليل على البنية التحتية للقطاع الصحي والمهارات البشرية، حيث استطاعت دولة قطر خوض معركة حسمت نتائجها لصالحها، بسبب الجهود التي بذلت لتقويض الوباء، من خلال مضاعفة عدد الأسرة في وحدات العناية لاكثر من 3 أضعاف، وتوفير مرافق طبية للعزل، وزيادة عدد الفحوصات المخصصة لاكتشاف المرض، وحددت اللجنة العليا 4 مراحل تم الانتقال من مرحلة لأخرى، وفي وقت أطاح فيه الفيروس بالكثير من الدول استطاع النظام الصحي في قطر أن يصمد ويواجه الوباء بكل اقتدار، وجنت دولة قطر ما غرسته، حيث استطاعت السيطرة ونجحت في تسطيح منحنى انتشار المرض وتقليص عدد الحالات، مسطرة قصة نجاح مبهرة.

مساحة إعلانية