عربي ودولي

1722

وزير الخارجية: قطر تثمن الشراكة الإستراتيجية والاستثنائية القوية مع تركيا

أعلن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر وتركيا ستوقعان 12 اتفاقية، خلال اجتماع الدورة السابعة للجنة الإستراتيجية العليا المشتركة بين البلدين، مؤكدا أن العلاقة بين الدوحة وأنقرة، شراكة إستراتيجية واستثنائية وتشهد تطورا في كافة المجالات.

وثمن سعادة وزير الخارجية، في مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد مولود شاويش أوغلو وزير الخارجية بالجمهورية التركية الشقيقة في الدوحة، أمس، عاليا علاقات الشراكة الإستراتيجية والاستثنائية القوية بين دولة قطر والجمهورية التركية الشقيقة والتي شهدت نموا وتطورا ملحوظا في مختلف المجالات وترتبط بالكثير من القيم.

وأكد أن اجتماعات الدورة السابعة للجنة الإستراتيجية العليا القطرية التركية التي ستعقد اليوم برئاسة زعيمي البلدين ستكون فرصة لتنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين قطر وتركيا وستشهد توقيع 12 اتفاقية ليصل عدد الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين إلى 80 اتفاقية في مختلف المجالات.

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي في تركيا أكد سعادته أن دولة قطر تراقب عن كثب الاقتصاد العالمي وترى هذه "الدورة" من المطبات والارتفاع والانخفاض في الأسواق العالمية، معربا عن ثقته في أن الساسة الأتراك سوف يقومون بالتدخلات اللازمة لدعم الاقتصاد ومساعدته.. وقال سعادته "نحن واثقون في الاقتصاد التركي المتنوع والمبني على أسس متينة وهذا من شأنه أن يساعد الاقتصاد على تحمل هذه الظروف الراهنة".

وأضاف أن قطر تستثمر استثمارات ضخمة في تركيا وهذه الاستثمارات تؤتي ثمارا إيجابية ودولة قطر تعرف أن هذه "الدورة" من الارتفاعات والانخفاضات رغم أنها صعبة ومعقدة إلا أنها لابد أن تنتهي طالما أن الأسس متينة وسوف تتخطاها الجمهورية التركية وستبحث عن الفرص التي تأتي من مثل هذه التحديات.

وعن تتابع زيارتي فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة وسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وهل لهما علاقة بتقريب وجهات النظر بين تركيا والسعودية أكد سعادة وزير الخارجية أن ذلك مجرد "تصادف في مواعيد الزيارتين" ليس إلا، معربا عن أمله أن تكون هناك علاقات إخاء دائمة بين جميع الدول الشقيقة والصديقة لدولة قطر منوها في الوقت ذاته إلى وجود جهود تركية سعودية لعودة العلاقات بينهما "ولكن لا يوجد أي علاقة بين هاتين الزيارتين من قبل دولة قطر".

وعن موقف دولة قطر من مشاركة النظام السوري في القمة العربية المقبلة إذا دعيت إليها أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن موقف قطر واضح منذ البداية وهناك أسباب "لمخاوفنا التي أعربنا عنها" وقد تم على أساسها تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وهذه الأسباب لا تزال موجودة "ولم نر أي تقدم أو تطور في سلوكيات هذا النظام وتعاطيه مع هذه الأسباب".

ورفض سعادته أي تطبيع للعلاقات مع سوريا دون اتخاذ خطوات جدية من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا لإنقاذ أو المساعدة في إنقاذ الشعب السوري وإعادة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم ومناطقهم قائلا "إذا لم يحدث ذلك فلا منطق من تطبيع العلاقات مع هذا النظام ولا أعتقد أننا في موقف يسمح لنا بأن نسمح للنظام السوري بأن يحضر القمة العربية وهذا كان موقفنا ونحافظ عليه ونأمل أن تدرك الدول العربية أن هذه الأسباب لا تزال موجودة".

وأوضح سعادته أن لقاءه مع سعادة السيد مولود شاويش أوغلو أمس كان فرصة لبحث ومناقشة التطورات الإقليمية وتنسيق المواقف بين البلدين والحديث في مختلف الموضوعات الإقليمية وعلى رأسها تطورات الملف الأفغاني والأوضاع الإنسانية المتدهورة في أفغانستان وكيفية العمل والتنسيق سويا لتعزيز الجهود الإنسانية والسياسية والاقتصادية وتوحيد رؤى المجتمع الدولي حيال التعاون مع هذا الملف، لافتا إلى أن دولة قطر تعمل مع تركيا والحكومة المؤقتة في أفغانستان للتوصل إلى اتفاق لإعادة تشغيل مطار كابول بشكل طبيعي.

وأشار سعادته إلى أن لقاءه مع وزير الخارجية التركي كان فرصة للحديث عن التطورات في ملفات إقليمية أخرى منها الملف الفلسطيني، حيث تطابقت رؤى البلدين وموقفهما الثابت تجاه دعم القضية الفلسطينية "القضية المركزية عربيا وإسلاميا" مضيفا أن اللقاء كان فرصة لمناقشة تطورات الأوضاع في العراق وسوريا وليبيا ومتابعة المستجدات في الملفات الإقليمية واستمرار التشاور بين البلدين الشقيقين.

من جانبه أكد سعادة السيد مولود شاويش أوغلو وزير الخارجية بالجمهورية التركية الشقيقة على عمق العلاقات القطرية مع بلاده مشيرا إلى أنه تم وضع اللمسات النهائية على نصوص الاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها اليوم من قيادتي البلدين والتي تعزز علاقات البلدين في المجالات الصحية والدفاعية والاقتصادية والسياحية والاستثمارية والتجارية والثقافية وغيرها.

وثمن سعادته خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد أمس بالدوحة وضع دولة قطر للجمهورية التركية ضمن القائمة الخضراء لتسهيل عملية الانتقال بين البلدين الشقيقين وتنشيط الحركة السياحية التي تتقدم شيئا فشيئا، منوها إلى أن لدى البلدين تدابير مشتركة تم اتخاذها بشأن الإجراءات الوقائية والاحترازية بشأن جائحة كورونا "كوفيد- 19" وأضاف "سنحاول تخفيفها".

وأوضح أن الصورة التي يتم الترويج لها عبر وسائل الإعلام عن انهيار وفشل الاقتصاد التركي مغلوطة ولا أساس لها من الصحة فالنمو الذي حققه الاقتصاد التركي خلال الأشهر الماضية /على مستوى العالم/ أرقام عالية جدا وكذلك حجم الصادرات التركية في ارتفاع مستمر، وكذلك حجم الإنتاج ويمكن الرجوع إلى الأرقام والإحصائيات المنشورة.

وتابع وزير الخارجية التركي بأن المشكلة فقط الآن تتعلق بانخفاض الليرة وحركة الصعود والهبوط التي تشهدها أسواق المال "وهذا موجود ولا ننكره" وله تأثير على التضخم ونسبة الفوائد المصرفية، منبها إلى أن الخبراء الاقتصاديين يعملون من أجل تجاوز هذه المشكلة بإشراف وتعليمات رئيس الجمهورية وهي مشكلة مؤقتة، فالاقتصاد التركي واعد على المستوى القريب وتركيا سوق واعدة وكثير من الدول تريد الاستثمار فيها.

وعن تتابع زيارة الرئيس التركي وولي العهد السعودي إلى الدوحة بيّن وزير الخارجية التركي "أنه عندما يبدأ تطبيع العلاقات نجد مثل هذه الزيارات متزامنة وهذا أمر طبيعي ونريد أن نؤكد على قبولنا وسعادتنا بعودة العلاقات بين السعودية وقطر وانتهاء الأزمة الخليجية مؤكدا أن تركيا تريد تحسين علاقاتها مع جميع دول المنطقة رغم وجود ملفات خلافية ولكن ذلك لا يجب أن يؤثر في العلاقات بين الدول".

وأضاف أن بلاده ليست لها أي عداوة مع أحد وأن قطر تساهم في تحسين العلاقات بين تركيا وبقية دول المنطقة "ونشكرها على ذلك"، منبها إلى أن بلاده تريد أن ترفع علاقاتها إلى مستوى أفضل مع الجميع وتريد لدول المنطقة أن تكون علاقاتها مع بعضها جيدة لأن المنطقة تحتاج إلى ذلك.

ونبه وزير الخارجية التركي إلى أن دعوة النظام السوري لحضور القمة العربية أو أي اجتماع دولي آخر دون حل جذري للأزمة سوف يدفع هذا النظام للاستمرار في بطشه واعتداءاته، مشددا على ضرورة التركيز على الحل السياسي لأنه الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في سوريا، منوها في الوقت ذاته إلى أن تركيا ساهمت في إيجاد الحل السياسي من خلال مؤتمر /الآستانة/ وغيره من المؤتمرات وآليات العمل مع قطر وشركاء آخرين، كما قدمت مساعدات إنسانية كبيرة واستضافت أعدادا كبيرة من اللاجئين.

وعن الملف الأفغاني أكد سعادته أن تركيا وقطر تقدمان الكثير لشعب أفغانستان وتنسقان جيدا في توفير الدعم الإنساني وترصدان ميزانية لهذه الجهود الإنسانية، مشيدا بما يقدمه الهلال الأحمر التركي والهلال الأحمر القطري من خدمات لتعليم الفتيات ودفع رواتب المدرسين وعاملي القطاع الصحي بالتعاون مع المنظمات الدولية، وكذلك ما تقوم به قطر وتركيا من أجل المحافظة على مطار كابول مفتوحا ونشطا "ولذلك نحن ننسق مع القطريين وندعو إلى مواصلة المباحثات والحوار مع /طالبان/ من أجل المساهمة في تقديم الخدمات الإنسانية للشعب الأفغاني".

اقرأ أيضاً

وفاة المفتي العام للمملكة العربية السعودية عبد العزيز آل الشيخ

هيئة بحرية بريطانية: سفينة تبلغ عن صوت انفجار في محيطها قبالة اليمن

لندن: ترحيب واسع بقرار الاعتراف البريطاني بفلسطين

أخبار ذات صلة

وزير الدولة بوزارة الخارجية يجتمع مع عدد من المسؤولين

أمين عام مجلس التعاون: السلام العادل لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة