رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

564

"مؤسسة سُبل" تتكفل برعاية وعلاج آلاف المرضى والجرحى في عدن

07 ديسمبر 2016 , 08:44م
alsharq
الدوحة — عبدالحميد قطب

دعا الشيخ عبدالعزيز آل ثاني، "رئيس مجلس إدارة مؤسسة سُبل للتنمية" إلى تكاتف الجهود وحشد جميع الإمكانات من أجل تكثيف العمليات الإغاثية والإنسانية لإنقاذ الشعب اليمني من ويلات الحرب والدمار.

وقال الشيخ عبدالعزيز إن الوضع في عدن مؤلم ومزرٍ، وفوق طاقة الشعب اليمني، الذي يعاني قبل الحرب من مشكلات الفقر وغياب عمليات التنمية، فما بالك بعد الحرب!! ومن هذا المنطلق قامت مؤسسة "سبل للتنمية" بإدارة مستشفى الصداقة في عدن، وتكفلت بإجراء 250 عملية جراحية لمصابين، كما قامت بعلاج 2800 مريض، وتركيب 502 طرف صناعي، من 6 آلاف حصيلة احتياج يمنيين للأطراف الصناعية، كما ساهمت مؤسسة قطر الخيرية بعمل 400 عملية جراحية، وعلاج 1200 جريح في عدن، وبذلك يكون المجموع الكلي للعمليات الجراحية وعلاج المصابين أكثر من 4 آلاف.

أما فيما يخص تعز فقد قامت مؤسسة "سُبل للتنمية" بالمشاركة مع مستشفى التعاون في تعز بإجراء الكثير من العمليات الجراحية وخاصة العظام وتجبير الكسور لأهالي تعز من خلال الاستعانة بأمهر الأطباء من أبناء اليمن، وقد قامت مؤسسة "راف" مشكورة بالتكفل بإجراء عمليات جراحية لـ 132 حالة، ومعاينة 1016 حالة، ثم بعدها مؤسسة "قطر الخيرية" بإجراء 380 عملية جراحية، ومعاينة 2400 حالة، والمعاينة تشمل الكشف والعلاج وإجراء العمليات الجراحية، ومتابعة المريض إلى أن يتعافى من الإصابة نهائيا.

وأوضح الشيخ عبدالعزيز أنه لا يزال هناك أكثر من 1600 حالة كسور، بعضها يحتاج لإجراء عمليات، وبعضها يحتاج لعلاج فقط، كذلك هناك 5225 مريضًا تقدموا بطلب علاج في عدن، وهناك أكثر من 15 ألفًا آخرين في محافظة تعز، 60 % منهم يحتاجون لأطراف صناعية وعمليات جراحية دقيقة، وهؤلاء يحتاجون للعلاج في أقرب وقت ممكن.

وقال الشيخ عبدالعزيز، إن مؤسسة سبل بدأت في إجراء 600 عملية جراحية تبرع بتكاليفها الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني، جزاه الله خيراً، كما يُنتظر أن نُجري 800 عملية جراحية أخرى أيضا في وقت قريب، لافتا إلى ضرورة الإسراع في تقديم الدعم والمساعدة لسكان تعز، وخاصة أن أعداد المصابين والجرحى يزدادون في كل ساعة، من جراء القصف وعمليات القنص التي يقوم بها الانقلابيون.

وناشد الشيخ عبدالعزيز جميع المؤسسات الخيرية القطرية بالمساهمة في إسعاف المصابين اليمنيين، وخاصة في محافظة تعز حيث توجد مستشفى الشيخ خليفة بن حمد، رحمة الله عليه، في منطقة التربة بمحافظة تعز لكنها تحتاج إلى ترميم والكثير من الأجهزة، وهذا يتطلب مد يد العون إليها كي نستطيع إنقاذ الآلاف من الجرحى والمصابين الذين قد يموتون جراء عدم إسعافهم وعلاجهم وقلة الإمكانات، موضحاً أن مؤسسة "سبل الخيرية" مستعدة لتوفير كافة النصائح وتسهيل دخول المساعدات.

من جهته قال الدكتور فارس عبدالغني العبسي "مدير مكتب الصحة في محافظة تعز" إن الوضع في اليمن بشكل عام سيء جداً، وخصوصا الوضع الصحي، أما في محافظة تعز فيزداد الوضع سوءًا، فهي ما زالت محاصرة إلى الآن، ويتعرض سكانها للقصف والاستهداف يوميا، من قبل مليشيا صالح والحوثي، مما يزيد عدد القتلى والجرحى والمشردين كل يوم، بالإضافة لظهور حالة مجاعة مصحوبة بأوبئة وأمراض كثيرة، مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، وكذلك اختفاء الأدوية والمستلزمات الطبية، والمواد البترولية، وانعدام الخدمات والوعي الصحي بشكل عام، ونقص حاد في الأطباء والمتخصصين.

ولا شك أن الفضل بعد الله عز وجل يعود للشيخ عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني، الذي حمل القطاع الصحي في اليمن على عاتقه، ووفر الكثير من المستلزمات والأشياء الصحية للشعب اليمني، وأنشأ مركزاً لجراحة عظام المفاصل في مستشفى التعاون بمحافظة تعز، وتم فيه إجراء أكثر من 670 عملية جراحية خلال أربعة أشهر، بدقة وكفاءة عالية جداً، على أيدي استشاريين يمنيين.

وقد عمل المركز منذ افتتاحه في أبريل 2016 دون انقطاع وبشكل متواصل لفترتين يوميا، صباحا ومساء، وذلك في ظل أجواء متوترة وتعرض الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية للقصف.

لكن بالطبع نحتاج الكثير نظراً لكثرة الاحتياج، وازدياد عدد المرضى والمصابين، فهناك أكثر من 15 ألف جريح ومريض، 60 % منهم يحتاجون لتدخل جراحي سريع في تخصص العظام والمفاصل، وهذا نتيجة ضرب المنظومة الصحية في محافظة تعز من قبل الحوثيين وأتباع صالح.

وقد ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من المجاعات داخل محافظات تعز، حتى إن كثيرًا من الأسر ماتت داخل بيوتها، لأنها لم تجد قوت يومها، ومن يهرب من الجوع يطاله القصف والتشريد والقتل.

وأوضح العبسي أن جميع مناطق تعز تعاني أشد المعاناة من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والصحية، ومياه الشرب، والأدوية، ومستلزمات البترول، وعدم صرف رواتب للموظفين، لشراء حوائجهم ومتطلباتهم، نظرا للحصار المطبق على المدينة منذ أكثر من عام.

من ناحية أخرى قال الدكتور سالم السقطري "الممثل الصحي لمؤسسة سُبل للتنمية" في اليمن، إن المعاناة في عدن وباقي المناطق اليمنية تزداد بؤساً مع غياب الخدمات الصحية ودخول معظم المستشفيات، التي كانت متواضعة أصلاً، مرحلة الموت السريري بسبب غياب الدولة وانتشار الفوضى وكافة مقومات الحياة من كهرباء وماء وصرف صحي، ناهيك أن معظم الضحايا يسقطون في قرى نائية تغيب عنها كل مظاهر الحياة الطبيعية وحتى شبكة الطرقات ووسائل المواصلات مع انعدام البنزين والديزل وتوقف الحياة بسبب الحرب وانتشار المجاعة وانعدام فرص العمل.

وأضاف أنه منذ 4 أشهر يعيش الموظفون من دون رواتب، وتوقفت العديد من المحلات التجارية عن العمل، وضاعفت الحرب التي أشعلها الانقلابيون، من المأساة بعد أن أحالوا الوحدات الصحية والمشافي إلى ثكنات عسكرية أو أهداف لقذائفهم، خاصة في تعز.

ولفت إلى أنه بسبب الحرب أعلنت مشافي حكومية وخاصة عن توقف تقديمها للخدمة الطبية لانعدام الأدوية ومستلزمات التشغيل المالية بعد أن أحكم الانقلابيون قبضتهم على البنك المركزي وأحالوه إلي ملكية خاصة. وأكد أن الكوليرا أضافت فصلا إلى فصول مأساة اليمنيين، ورغم القلق والإحصاءات المخيفة لانتشار الوباء ما زالت هناك مئات الحالات في الأرياف بعيدة عن أعين الجميع، لم تشملها الإحصائيات المعلنة، كما أن هناك حاجة أيضا لدعم المناطق المحررة.

وحول أنشطة "مؤسسة سُبل" في اليمن، أوضح السقطري أن المؤسسة موجودة في أغلب المناطق اليمنية، وتقدم المساعدات الطبية والدوائية والغذائية لسكان المدن، واللاجئين والنازحين بقدر ما تستطيع، لكن ونظراً لمعاناة الشعب اليمني الكبيرة، فإن المؤسسة تحاول قدر المستطاع تغطية الاحتياجات، لكنها تحتاج لمساندة ودعم مؤسسات أخرى، وخاصة في ظل غياب الأمم المتحدة، وتوجهها نحو دعم الطرف الانقلابي الحوثي والمناطق التي يسيطر عليها.

مساحة إعلانية