رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

538

حقوقية أمريكية لـ الشرق: الترويع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين إرهاب حقيقي

07 أغسطس 2022 , 07:00ص
alsharq
واشنطن - زينب إبراهيم

أكدت ميليسا ماكنزي، مسؤولة الإعلام والاتصال ونائب رئيس جمعية "أصوات خلاقة من أجل اللاعنف" الحقوقية الأمريكية أن القصف الإسرائيلي يساهم في تعقيد الأوضاع في قطاع غزة والأراضي المحتلة في ضوء التصعيد الإسرائيلي المعلن استمراره لنحو أسبوع وتزايد لهجة المقاومة عبر إطلاق نحو 100 صاروخ على الأراضي الإسرائيلية، ذلك كرد فعل عقب أن أسفرت غارة جوية إسرائيلية عن مقتل تيسير الجعبري القيادي بحركة الجهاد الإسلامي وعشرة مدنيين بينهم طفلة صغيرة تبلغ خمسة أعوام وتسجيل ما يقرب من مائة إصابة حسب وزارة الصحة الفلسطينية، في أوضاع تضيف مزيداً من التعقيد العنيف في ظل إعلان الجيش الإسرائيلي مواصلة حملاته وعملياته في قطاع غزة والقرى والبلدات الفلسطينية، وترصد التقارير توسع في الغارات الجوية الإسرائيلية عبر طائرات الدرون المحملة بصواريخ وأهداف للقتل لعناصر تنتمي لتنظيم الجهاد الإسلامي في عدد من المدن والقرى وأراض زراعية ومناطق مأهولة بالسكان في ضوء حظر داخلي مطبق على قطاع غزة وحصار جوي من الطائرات الحربية الإسرائيلية، مع تعدد سقوط الضحايا والشهداء الفلسطينيين في مناطق خان يونس وعسقلان والمستوطنات ومخيمات اللجوء ومدينة جنين وتعرضت المواقع التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية إلى التدمير وسقوط الضحايا وإصابة العشرات، فضلا عن توسع حملات الاعتقال الإسرائيلية في كفر راعي وصانور وعمرات غوادرة وبئر الباشا والهاشمية، واليامون، والسيلة الحارثية، والعرقة، وفي مناطق متعددة من البلدات الإسرائيلية.

◄ المشهد الفلسطيني

تقول ميليسا ماكنزي: إن التصعيد الأخير من القوات والعناصر الأمنية الإسرائيلية والذي راح ضحيته 10 ضحايا مدنيين منهم طفلة تبلغ خمس سنوات وأكثر من 55 مصاباً، ذلك عبر موجة اعتقالات متواصلة استهدفت قادة الجهاد الإسلامي، وغارة جوية أودت بحياة تيسير الجعبري القيادي البارز في تنظيم الجهاد الإسلامي وحسب المصادر الإسرائيلية فإن الغارة قامت بتصفية 15 عنصراً آخراً من تنظيم المقاومة الجهادي ولم تعلن بعد عن الأعداد الكاملة للضحايا، وأمام فاجعة استشهاد عشرة مدنيين وطفلة صغيرة لا تبلغ الخمس سنوات خرجت التصريحات الإسرائيلية بالسياق المعتاد ذاته.

◄ اعتداءات غاشمة

وتابعت ميليسا ماكنزي، الحقوقية الأمريكية موضحة قصور نهج التبرير الإسرائيلي خاصة من قوات جيش الاحتلال موضحة: أحب هنا أن ألفت النظر إلى تلك التبريرات الإعلامية والتي من غير المقبول أن تجد أي صدى يبرر لها فداحة الضحايا والخسائر، فعلى عكس من تصريحات قادة الجيش الإسرائيلي بمراعاتهم لـ«دقة عالية» وكون جيش الاحتلال الأكثر حرصاً على حماية المدنيين بتقليل الخسائر البشرية لنسبة صفرية، إلا أن رصيد القتل المتعمد والانتهاكات الفادحة والجثث المكدسة من الأطفال والنساء والشيوخ لا تعكس أبداً ما ترصده الكاميرات من غارة جوية مكثفة ألقت أربع ضربات صاروخية في العقار الذي يسكن فيه الجعبري بتعمد تدمير للعقار بالكامل والدور الذي تواجد فيه القيادي في الجهاد الإسلامي، ثانياً ما يرتبط ببداية التصعيد الجديد والذي لم يتوقف عبر حملات الاعتقال العديدة والهجمات الصاروخية التي تشنها القوات الإسرائيلية في أماكن وتجمعات معروف عنها أنها مأهولة بالسكان بل شديدة الازدحام بالعناصر المدنية والمباشرة في حملاتهم التي لم تترك حتى النساء والصحفيين بعد فاجعة اغتيال شيرين أبو عاقلة، وأن الإرهاب المزعوم الذي تبني عليه إسرائيل حملاتها الأمنية ودعايتها الإعلامية يجب أن يشمل مفهومة ما ترتكبه القوات الإسرائيلية بالأساس من تعمد لتصعيد العنف واستفزاز الفلسطينيين في أماكن عبادتهم المقدسة وتضييق سبل المعيشة عبر الحصار وحملات عشوائية واعتداءات متكررة ونهج متعمد لمحو الوجود الفلسطيني بالكامل عبر التوسع الغائر في الاستيطان واستهداف النشطاء والضغط بأساليب تشكل جرائم حرب بالحرمان من الغذاء والطاقة والكهرباء وشتى أنواع التعديات التي يتعرض لها الفلسطينيون الذين يعيشون بلا حياة تقريباً ليس لهم فيها سبل عيش آمنة ولا حرية عبادة أو تنقل أو حتى التجمع السلمي، هم مجرد أهداف تنتظر الهجمات الجديدة والحملات العدوانية الأخرى لتفقد بيوتهم شهيد جديد كل بضعة أيام في وضع مأساوي فادح وشديد الخطورة.

◄ تجديد التصعيد

واختتمت مليسا ماكنزي، الناشطة الحقوقية الأمريكية، تصريحاتها مؤكدة أن التصعيد من قبل القوات والعناصر الأمنية الإسرائيلية بالتوسع في استهداف قادة تنظيمات المقاومة هو حراك مباشر ليس لتأمين الداخل الإسرائيلي وحماية المدنيين الإسرائيليين من هجمات «محتملة»، هي سياسة يقتات عليها الداخل الإسرائيلي الفاسد سياسياً من مواصلة التصعيد العنيف وزرع حالة متجددة من الخوف التي لا يكون بديل عنها سوى الدعم والتصويت والتأييد للأكثر عنفاً على الفلسطينيين والأكثر تحقيقاً لمكتسبات محو قضيتهم وتفريغها من مضامينها وإفقادها لشرعيتها وداعميها، بجانب أن صواريخ المقاومة التي وإن وصلت المئات فهي ليست بأي أثر يقارن أو يخلف ضرراً مثل التي تحدثه الهجمات الصاروخية والقصف العشوائي في صراع بين فصيل يؤجج أكثر مشاعر الغضب وأعنفها عبر سياساتها العدوانية ثم يخرج الرد الهزيل بصواريخ تحتويها الأنظمة المضادة للصواريخ المتطورة، والهجمات المتواصلة والمستمرة التي تأتي تحت مبررات تأمين الإسرائيليين من هجمات إرهابية، ولكن واقعها زيادة مأساة الفلسطينيين عبر ضحايا وأطفال يقتلون بدماء باردة وبثمن بخث وبإفلات متجدد من العقاب، وزيادة سبل المعيشة في فلسطين تضييقاً خانقاً عبر قطع الكهرباء المتكرر ووقف الطرق الرئيسية المؤدية للقطاع وحالة الحظر الشاملة التي تضيف لنيران الغضب ومرارة الفقد رغبات انتقامية عنيفة وحتى تلك تستغلها القوات الإسرائيلية للتوسع في البطش وزيادة الاعتقال والقصف. إنها مأساة حقيقية ومتجددة أصبح العالم كله في وضع مخجل ومؤسف من تكرارها.

◄ عدم المحاسبة

وأكدت ميليسا ماكنزي، نائب رئيس جمعية «أصوات خلاقة من أجل اللاعنف»: إن نهج الإفلات من العقاب هو الذي يتسبب كل مرة في هذه المشاهد المتجددة من تصعيد العنف، ولا بديل عن تكثيف الضغوطات والحراكات الدبلوماسية والمدنية والحقوقية من مختلف المؤسسات الدبلوماسية في الداخل الفلسطيني ولجان الأمم المتحدة وأيضاً نواب الكونغرس من التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي والمجموعات الحقوقية التي تبنت القضية الفلسطينية، والدول الإقليمية المجاورة لفلسطين والتي تضع الملف الفلسطيني في أولويات مطالبها الدبلوماسية ومساعداتها الإنسانية، والعودة لفتح محور دبلوماسي وقنوات اتصال جديدة بين واشنطن وتل أبيب والقاهرة والدوحة من أجل التوسط المباشر في وقف العنف واحتواء التصعيد، كل هذا رئيسي ومطلوب في ضوء موجة حادة من التصريحات العنيفة والتهديدات القصوى لن تؤدي إلا لمزيد من تأجيج الأوضاع المشتعلة وتزيد من غلة الضحايا المدنيين وبكل تأكيد التي سيتكبد منها الفلسطينيون كالعادة النصيب الأكبر، إن الأزمة الحقيقية في نهج الإفلات من العقاب يجب تحليله والوقوف أمامه بقوة لأنه يرتبط بتمادي القصف والاعتداءات وفي حين تصبح الخسائر المدنية بالغة بالصورة التي لا يمكن الصمت معها أو التهاون أمامها مثل قصف المقرات الإعلامية واغتيال الصحفيات البارزات مثل شيرين أبو عاقلة، يعود النهج مجدداً إلى مجرد الاكتفاء بإجراء تحقيق هذا التحقيق يكون أحادياً ومنفرداً داخل قوات الجيش الإسرائيلي ولا يهدف إلا لاحتواء الغضب اللحظي والمباشر لهذه الجرائم التي لا يمكنك أبداً الظن أنها غير متعمدة، وتلك التحقيقات لا تخرج للنور بالأساس وتستغرق أعوام لتنشر في نشرات فارغة وتقارير داخلية وإدانة لوقائع فردية ليس لنهج نظامي، ولكن الأفدح الآن منطق الاستهتار بالأرواح المدنية وقتل الأطفال باعتبار هذا مجرد وقائع مؤسفة على هامش عمليات قصف وغارات جوية لا يمكن تبرير مدى عنفها أو مدى مراعاة الدقة في أي نهج منها عكس ما تخرج به التصريحات المقابلة والتي تكون في أكثر وجوهها تمييعاً وتزويراً!.

مساحة إعلانية