رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1445

صراع درامي يقوم على جدلية الحقيقة والوهم

"مسرحية" فرقة الدوحة تستقبل جمهورها بمسرح قطر الوطني

07 أبريل 2018 , 08:54ص
alsharq
أحد مشاهد "مسرحية".. تصوير: أنور السادات
هاجر بوغانمي

تتواصل بمسرح قطر الوطني عروض مسرحية "مسرحية" لفرقة الدوحة المسرحية، وهي من تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي، تمثيل كوكبة من الفنانين وهم: علي سلطان، ونافذ السيد، ومحمد حسن المحمدي، وأحمد عفيف، ومحمد العمادي، وزينب العلي، وجاسم السعدي، وشجاع المهندي، وروان عارف، ومحمد العباسي، وسيف اليازوري وآخرين..

تحمل المسرحية العديد من الإسقاطات، وتتناول في قالب كوميدي ساخر قضية الخوف الذي تزرعه القوى المتسلطة بهدف تسويق منتجاتها وإيهام الناس بأن تلك المنتجات ستحميهم من حدوث أي مكروه يهدد حياتهم.

تدور أحداث المسرحية في مدينة ما.. في زمان ما.. ويتركز الصراع الدرامي أمام ديوان الوالي، من خلال ديكور ثابت، أما الشخصيات فهي متنوعة، حيث نجد الحاكم ويتمثل في المحتسب وهي شخصية ظاهرة، والوالي وهي شخصية متخفية لا تظهر إلا من خلال صفتها، بالإضافة إلى الحكيم، والمعتوه، والمخمور، والمرأة القوية، والشاب الذي تلقى تعليمه في الغرب، والشيخ، والكذاب، وحارسي الديوان، والجرو. أما الملابس فلا توحي بزمن معين، لكنها متناسقة مع الخلفية التاريخية للعمل.

في هذا العمل يستلهم عبد الرحمن المناعي من التراث حكاية خرافية ليعبر عن رفضه للظلم واستغلال الإنسان، كدأبه في الأعمال التي قدمها طيلة مشواره الفني، ولا يزال يؤمن بها كقيمة ورسالة لا حياد عنها.

تنوع موظَّف

يعتمد المناعي في "المسرحية" على لغة حوار تمزج بين الفصحى التي يتكلمها فارس وبين اللهجة العامية التي يتكلمها أهالي المدينة، وتوظيف ذلك جمالياً، كما نلمح هذا التنوع في المؤثرات الصوتية، حيث وظف المخرج مقاطع غنائية من كلمات الشاعر خليفة جمعان، وزئير الأسد الشخصية الرئيسية في العمل، والتي يتضح في نهاية العرض أنها جرو، ويكشف ظهوره على الخشبة أن الحقيقة ليست كما كان يتوهم أهالي المدينة، وأن مجموعة صغيرة (الأب وابنه وابنته) استطاعت أن تهزم مجموعة كبيرة (أهالي المدينة) سيطر عليها الخوف، واختارت الدجل والانصياع لرأي من يبيعون الوهم، فخسروا كل ما يمتلكون.

أحداث المسرحية

يظهر أهالي المدينة وهم خائفون بعد أن سيطر على المكان زئير الأسد، فتعم حالة من الهرج والمرج. يتجمع الأهالي أمام ديوان الوالي للبحث عن حل ينجيهم من خطر الأسد، ويحفظ أرواحهم،

في المشهد الثاني يظهر الأب فارس وابنه شهريار وابنته شهرزاد بملابس مختلفة عن ملابس الأهالي، وبظهورهم تبدأ الأحداث بالتأزم، حيث يطلب من الوالي حماية "الأسد" الذي عنده، فيخرج المحتسب مخاطباً سكان المدينة قائلاً إن الوالي سمح لفارس بأن يحتفظ بـ"الأسد"، ويتوعد من يثير الناس، أو يتعرض لفارس بالعقاب، ويأمرهم بعدم التجمع، فيسيطر الخوف على الأهالي، ثم تظهر شخصية الحداد وهو يضع شباك الحماية بديوان الوالي، ويقترح على الأهالي أن يسجلوا أسماءهم لدى المحتسب لكي يقوم بوضع شبابيك مماثلة في بيوتهم تحميهم من الأسد

بعد ذلك يظهر صاحب المكتبة حاملاً مبخرة، ويوهم السكان بأن البخور طارد الأسود المفترسة، ثم يقترح عليهم أن يبيعهم إياه، ويوهم الناس بأن من لا يستطيع شراءه لن يحمي نفسه من الخطر. فيتساءل الأهالي في استغراب مشوب بالفزع: "ندفع فلوس حتى نحمي نفسنا؟!"

يزداد خوف الأهالي ويصابون بالإحباط واليأس لأن الحلول التي قدمت لهم لن تجدي نفعاً، بينما يتحول صاحب المكتبة والحداد وبائعة الحرز إلى أتباع للوالي، الذي يستقطبهم لحمايته، وفي ما الأهالي حائرون، يظهر شهريار وشهرزاد وفارس وهم يبحثون عن "الأسد" فيزداد ذعر الأهالي، إلا المخمور فإنه يذهب باتجاه الصوت، ثم يعود وهو يجر جرواً وديعاً، فتحمله شهرزاد بين يديها وهي فرحة مسرورة، بينما تنتاب الأهالي صدمة عارمة، وتنتهي المسرحية بقولهم: "هذا هو الأسد؟! مسرحية مشيتوها علينا!!".

مساحة إعلانية