رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1184

الشرق تناقش غياب النجوم عن الساحة الفنية

شُح الدراما انعكس سلباً على اكتشاف المواهب

07 مارس 2023 , 07:00ص
alsharq
طه عبدالرحمن

تكتسب صناعة النجوم في أي شريحة من شرائح المجتمعات أهمية خاصة، وتتعاظم هذه الأهمية بالنسبة للنجوم في عالم الفن، وذلك للدور الكبير الذي يؤديه نجوم الفن، ومدى تأثيرهم لافت في أوساط الجمهور، واستقطابهم سواء إلى خشبة المسرح، أو وراء المايكرفون، أو أمام شاشات التلفزيون، أو في صالات العرض السينمائي.

وفيما يُصطلح على وصفهم بـ»نجوم الشباك»، فإن الأمر لا يمر مرور الكرام، حينما يتعلق الأمر بصناعة نجوم الفن، وما تفرزه هذه الصناعة من تنوع في الأساليب والممارسات، تنعكس في النهاية على المشهد الفني ذاته، فيحظى بالثراء والتنوع، كأحد مظاهر الثقافة في أي مجتمع.

من هنا، تكتسب صناعة نجوم الفن أهمية كبيرة، كونها ليست نبتًا منزوعًا عن سياقات يجب وضعها في الاعتبار، في مقدمتها البيئة الفنية نفسها، التي تعمل على إفراز الموهوبين لينخرطوا بعد ذلك في أعمال يمكن أن تؤهلهم للصعود، ومن ثم يصبحوا نجومًا في عالم الفن.

وعلى الرغم مما يثار من تساؤلات حول الطرف أو الجهة التي تقع على عاتقها مسؤولية صناعة النجوم في الوسط الفني، فإنه لايمكن حصرها في جانب أحادي، لتقع على الفنان بمفرده، أو الجهة المعنية بضخ الإنتاج الفني بعينها، بل هي صناعة يتشارك فيها الجميع، البيئة والفنان والجهة المعنية، ما يجعلها مقومات ضرورية تؤهل الفنانين للصعود إلى عالم النجومية، ومن ثم الاستحواذ على ذائقة الجمهور.

وعلاوة على المهارات التي ينبغي أن يتمتع بها الفنانون، فإن صناعة نجوميتهم في حد ذاتها أمر يتطلب توفر المقومات والمعايير المشار إليها آنفاً، ما يجعل المشهد الفني بالتالي محفزاً لاستقطاب الموهوبين، وعندها تصبح البيئة خصبة، لتوظيف كل فنان لمهاراته ومواهبه، للانطلاق إلى هذا العالم الفني من النجومية، الذي يبحث عنه الجمهور، أو ما اصطلح على وصفه بـ «نجم الشباك».

من هنا تصبح البيئة الفنية واحدة من أهم المحفزات الداعمة للصعود في عالم الفن، بكل ما تزخر به من زخم فني يتنوع بين إقامة الفعاليات، وتكثيف الإنتاج، وتنظيم الورش والدورات التي تصقل المواهب، ومن ثم تستهدفهم كنجوم، وهى البيئة المعمول بها في العديد من دول العالم، الساعية إلى صناعة نجوم الفن.

ولسنا هنا في سياق المقارنة بين دول أجنبية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وبين أخرى عربية وخليجية، تعمل على صناعة النجوم، ولكننا نقف عند سياق مناقشة غياب النجوم عن الساحة المحلية، وكأن العطاء الفني توقف، أو تجمد عند أسماء ورموز بعينها.

وفي هذا الإطار، تطرح الشرق هذا الغياب للنقاش على مائدة عدد من رموز الفن القطري، وما تبعهم من أجيال لاحقة، للوقوف على أسباب نشوء هذه الفجوة، علاوة على التعرف على أفضل الأساليب الناجعة لصناعة النجوم، والدور المطلوب لاستعادة هذه الصناعة، والتي كانت رائجة خلال النصف الثاني من القرن الماضي، فكان ذلك إثراءً للشاشة التلفزيونية ومايكروفون الإذاعة وخشبة المسرح بفنانين، عملوا على وضع اللبنات الأولى للفن القطري، لنقف اليوم، نستحضر تاريخهم، ونبحث عن تلك الجهود في وقتنا الحاضر، إثراءً للمشهد، وإعادته إلى سيرته الأولى.

ولم تتباين آراء المبدعين كثيراً في تحديد الطرف المسؤول عن صناعة النجوم، فبينما يذهب البعض إلى المطالبة بتفعيل دور المؤسسات والجهات المعنية، فإن غيرهم يحملون الفنانين والموهوبين أنفسهم المسؤولية ذاتها، ما يعني أن الجميع أمام مسؤولية مشتركة، تتكامل فيها الجهود من أجل إعداد النجوم، عبر إرادة مؤسسية، ودور يقوم به الفنان، ما يجعلنا أمام منظومة تستدعي توظيف كافة المعطيات، رفداً للمشهد الفني بجيل من الموهوبين، بما يؤدي إلى تأهيلهم وصقلهم، تمهيداً لصناعتهم كنجوم المستقبل في عالم الفن.

 

 

علي حسن: علينا إتاحة الفرصة للشباب  

يقول الفنان علي حسن: إن الأعمال التلفزيونية هي الرافد الأكثر لصناعة عمالقة الفن ونجومه، غير أنه مع إلغاء مراقبة التمثيليات، فلم يعد هناك زخم في الإنتاج الدرامي، ما أوجد شُحًا شديدًا في عملية الإنتاج ذاتها، الأمر الذي انعكس سلبًا على استقطاب الموهوبين، ومن ثم لم تعد تبرز أسماء جديدة وواعدة في عالم الفن.

ويتابع: إنه كان يتم في السابق إنتاج ما يزيد على 5 أعمال تاريخية واجتماعية، خلال العام الواحد، غير أن ذلك لم يعد قائمًا حاليًا، نتيجة غياب الإنتاج الدرامي دون مبرر، الأمر الذي وضعنا أمام ظاهرة نُدرة إنتاج الأعمال الفنية، وبالتالي لم تعد الظروف مواتية لبروز نجوم في المجال الفني، فضلاً عن عدم توفر الفرص اللازمة أمام الموهوبين.

وحول مقترحاته لاستعادة الألق للفن القطري، بما يؤدي إلى إفراز نجوم في عالم الفن. يقترح الفنان علي حسن ضرورة عودة مراقبة التمثيليات، تدعيمًا للإنتاج الفني، بالإضافة إلى عودة مهرجان الدوحة المسرحي، ليقام سنويًا كما كان في موعد محدد، انطلاقًا من تاريخه العريق، الذي يتمتع به، بجانب عودة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، ليشهد هذا اليوم حضورًا مسرحيًا يليق بهذه المناسبة العالمية، وبما يعزز من مواكبة المسرح القطري للمناسبات الدولية.

ويشدد على ضرورة إتاحة الفرصة الكافية للشباب للانطلاق في الوسط الفني. ويقول: إن الإشكالية الكبرى تكمن في أن الشباب لم تتح له الفرصة اللازمة للانطلاق، وتنمية مواهبه الفنية، على عكس جيلنا الذي حصل على فرص كافية من الانطلاق، واستطاع إثر ذلك أن يبدع وينتج أعمالاً فنية، فظهر بينه جيلاً من الفنانين، أصبحوا رواداً في مسيرة الفن القطري.

 

 

 فالح فايز: الاستمرار يولد نجوماً في عالم الفن

يؤكد الفنان فالح فايز أن صناعة النجومية في عالم الفن، مرهون بضخ أعمال دائمة دون توقف، وأن محدودية الأعمال التي يتم عرضها لا يمكنها بحال أن تصنع نجمًا فنيًا ، على نحو ما كان سائداً في السابق.

ويشدد على ضرورة أن يكون هناك إنتاج تلفزيوني ومسرحي طوال العام، دون أن يقتصر الحال على تقديم عروض محدودة ، لا تصنع نجمًا، ولا تقدم للموهوبين من الشباب الفرص الكافية للبروز. لافتًا إلى أن العروض الفنية المتواصلة في دول مجاورة، أفرزت أجيالاً متفاوتة، ولذلك فإنه حينما يتوقف الإنتاج، أو يتم تقديمه بنُدرة شديدة، فإن هذا لا يمكنه بحال أن يفرز نجومًا.

وعن المحفزات التي يمكنها أن تصنع النجوم. يحددها الفنان فالح فايز في غزارة الإنتاج الفني ذاته، كونه هو الذي يفرز موهوبين، وهؤلاء الموهوبون يمكن أن يشكلوا رافداً للأعمال الفنية الكبيرة، التي تفرز بدورها نجومًا.

ويقول: إنه لابد أن تكون هناك مشاريع ثقافية، تسهم بدورها في إعداد الموهوبين، والدفع بهم إلى الساحة للانخراط في أعمال فنية، وهذا الجيل سيفرز نجوماً، على نحو ما كان في السابق من رعاية الموهوبين، حتى ظهر بينهم العديد من النجوم.

ويشدد على ضرورة أن يلامس الإنتاج الفني واقع الحياة العامة للجمهور، وهذا أمر كان معمول به في الأعمال الفنية التي كان يتم تقديمها في زمن لوّل، وجميعها كانت تستقطب الجمهور، ولذلك فإنه عند عرضها اليوم في القنوات التي تبث الأعمال القديمة، فإنها تحظى بمشاهدات مرتفعة.

ويقول: إن الحالة الراهنة لا يمكنها بحال أن تقدم "نجم شباك"، كما كان في الماضي، كون المشهد الفني يشهد حاليًا ركوداً في الإنتاج، على مختلف مستوياته، ما يتطلب ضرورة البدء في عملية الإنتاج، والاستمرار فيه.  

 

 

محمد المحمدي: يجب إعادة روافد الإنتاج الفني

يقول الفنان محمد حسن المحمدي: إن الفنان لابد أن يصنع نفسه بنفسه، وإن كنا لسنا كالدول التي تصنع عمالقة الفن، الذين نشاهدهم حالياً بالأبيض والأسود على شاشة التلفزيون، فنشاهد معهم أعمالا متميزة، ما يعني أن بيننا وبين صناعة النجوم مسافة طويلة، علينا اللحاق بها، لاستعادة تاريخنا الفني العريق، علاوة على أهمية تشجيع أصحاب الموهوبين، ليصعدوا إلى عالم الفن، ومن ثم يعبروا عن أنفسهم فنياً.

ويتابع: إن هناك من الشباب من يحتاج إلى الأخذ بيديه، وهناك أيضاَ من يجتهد بكل عزيمة ليحصل على موقعه الفني في عالم النجومية. مستشهداً في ذلك بالفنان سالم المنصوري، الذي استطاع أن يقوم بجهود فردية كبيرة، ليشارك عمله المسرحي "السلطان" في العديد من المهرجانات العربية والدولية، بل ويحصد جوائز على إثر هذه المشاركات، دون أن ينتظر إلى أي جهة تدعمه.

ويضيف: إننا صنعنا أنفسنا بأنفسنا، ودائمًا أحرص على المشاركة في العديد من الفعاليات، عبر شخصية "المطوع"، حتى أصبحت شخصية معروفة في المجتمع، وتحظى بإقبال جماهيري لافت، دون أن أنتظر إلى من يقدمني إلى الجمهور، أو يملي علىَّ هذا الدور أو ذاك، لذلك فإن الفنان عليه عدم انتظار غيره ليأخذ بيديه، ويقدمه إلى الجمهور، وعليه أن يسعى هو، ليسجل له موقعه في عالم الفن.

ويلفت إلى أنه على الرغم من غياب إنتاج الأعمال الفنية، فإن الفنان عليه أن يواصل العطاء، من أجل تحقيق التميز، انطلاقًا من الحرص على النهوض بالفن القطري. ولم يغفل الفنان محمد حسن المحمدي الدعوة إلى ضرورة دعم الجيل الحالي، الذي يطمح إلى أن يكون له دوره وحضوره في الوسط الفني.

 

 

أحمد البدر: الإبداع يخرج من رحم المعاناة

يقول المؤلف والمخرج المسرحي أحمد البدر: إنه في الوقت الحالي لا يوجد ما يعرف بـ "نجم الشباك"، أو النجم الذي يجذب الجمهور، وذلك نتيجة لحالة الموت السريري للمسرح، وكذلك الحال بالنسبة للدراما التلفزيونية.

ويرجع غياب النجوم إلى غياب المسرح والدراما التلفزيونية، باعتبارها بوابة إنتاج الممثل ليتعرف عليه الجمهور وعلى إبداعه وتميزه، ومن ثم تشكل العلاقة فيما بينهم. مؤكداً أن صناعة النجم موهبة مقرونة بالعلم والاقتراب من قضايا المجتمع، وهنا تقع على الفنان مسؤولية التعبير عن هذه الموهبة، ليتلقفها مكتشفو الموهوبين، أو المخرجون، أو الجهات الرسمية والمختصة، لتوفر لهم الدعم الفني والمادي.

ويقول الكاتب أحمد البدر: إن صناعة النجم تتطلب اكتشاف من يتمتعون بالموهبة، ومن ثم العمل على صقلها بالعلم والدورات والتدريب والتشجيع، وإتاحة الفرصة للمسرح للانطلاق. لافتاً إلى أن الإبداع دائمًا يخرج من رحم المعاناة ليستمر ويتطور بالعمل والدعم الفني والمادي، غير أن النجومية عادة ما تأتي بالاستمرار والتطور والاختيار الموفق لذوق الجماهير.

 

 

   محمد أبوجسوم: الفنان يزرع دائماً بذرة النجومية

يستهل الفنان محمد أبوجسوم مداخلته بالتأكيد أن النجم وصف ينسحب على العديد من شرائح المجتمع المختلفة، التي تجيد في عملها، فتحقق إثر ذلك نجاحات متعددة، وشعبية كبيرة في أوساط المجتمع، علاوة على المؤسسات ذاتها، والتي يمكن أن يرفعها أداؤها المميز إلى مصاف النجومية.

وينتقل من هذا التعريف إلى الحديث عن صناعة النجومية في عالم الفن. ليقول: إن هذه النجومية تظهر من فترة لأخرى، تبعًا للعديد من الظروف والسياقات المختلفة، شأنها في ذلك شأن الشرائح الأخرى في المجتمع، متأثرة في ذلك بالعديد من العوامل، التي يمكنها أن تفرز نجومًا.

ويضيف أن هناك من الفنانين القطريين من صنعوا لأنفسهم نجومية خاصة، كما هو الحال بين فناني دول الخليج والوطن العربي، حيث ظهرت أسماء ساطعة في عالم النجومية، وما زالت أسماؤها حاضرة إلى اليوم، سواء من الموجودين منهم على قيد الحياة، أو من رحلوا عن دنيانا.

ويلفت إلى أن إسهامات هؤلاء النجوم عادة ما تكون ممتدة إلى زمن طويل ، فالأعمال التي أنجزها الفنانون الرواد من أمثال غانم السليطي والراحل عبدالعزيز جاسم، ما زالت حاضرة في ذاكرة الجمهور إلى اليوم، ويستحضرها جيداً. مؤكداً أن الفنان هو دائمًا الذي يزرع بذرة النجومية، ويضع الأساس لها، وليس غيره، ويحصدها بعد ذلك في صورة أعمال جماهيرية، وذلك بعدما توفر له المؤسسات المعنية البيئة المناسبة للإنتاج الفني.

ويعرب الفنان محمد أبوجسوم عن أمله في أن تتجدد الظروف المناسبة لإفراز فنانين على مستوى مميز، ليصبحوا في المستقبل نجومًا، خاصة وأن الجمهور يتوق إلى مشاهدة أعمال فنية راقية.

 

 

  يوسف سلطان: اختفاء المحفزات أدى للتراجع

يسترجع الفنان يوسف سلطان عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ليؤكد أن الفن القطري شهد خلالها صعود أعمال فنية، خلقت بدورها نجومًا، لوجود التربية المسرحية، التي أفرزت المسرح المدرسي، الأمر الذي ساهم بدوره في تنمية المواهب الفنية، وصقلها بين الشباب، وطلاب المدارس، ما ساهم بدوره في صناعة النجوم.

ويقول: إن التربية المسرحية كان لها دور كبير في إفراز جيل من الموهوبين، صعدوا بعد ذلك إلى مسرح الشباب، فكان ذلك إفرازاً لحراك مسرحي لافت بالساحة القطرية، الأمر الذي خلق معه نجومًا في مجال المسرح، وهذا أمر ينسحب على المجالات الفنية الأخرى، والتي وجدت لنفسها الرافد الذي ساهم في صقل أصحاب المواهب، وهو ما ساهم بدوره في إفراز النجوم.

ويتساءل: لماذا لا تعود فاعلية التربية المسرحية كما كانت؟ ولما لا يعود مسرح الشباب، ليشكل رافدًا لمسرح الكبار؟ ولماذا لا تكون هناك استمرارية في إقامة الفعاليات والمهرجانات الفنية المختلفة؟ بما يشكل حراكاً فنياً داخل المجتمع، يستقطب معه الجمهور من ناحية، ويخلق نجومًا في عالم الفن من ناحية أخرى، خاصة وأن قطر تزخر بالعديد من أصحاب الطاقات الكامنة، التي تحتاج إلى رعاية ودعم كبيرين.

ويشدد الفنان يوسف سلطان على أهمية أن تكون هناك تنمية للمواهب الفنية، وإعادة الفرق الفنية المدرسية، وإعداد أعضائها، ليكونوا أعضاءً فيما بعد بالفرق المسرحية. ويقول: إنه وسط كل هذه الأجواء الفنية، فإنه حتمًا سوف يصعد إلى الساحة نجوم متمرسون، وعلى مستوى عال من الاحتراف، وبغير ذلك سيبقى الوضع على ما هو عليه.

 

 

د.حسن رشيد: وسائط عديدة تفرز النجوم

يدعو الناقد الفني د. حسن رشيد إلى ضرورة أن تتوفر للنجم في الوسط الفني، العديد من الوسائط التي تؤهله ليكون على هذه الصفة، ومنها أن تقف شركات الإنتاج داعمة له، فضلاً عن الأفراد، علاوة على ضرورة أن يتمتع هذا الفنان بالموهبة الفنية، التي تحقق له الاستمرارية، حتى لا ينطفئ بريقه، ويصبح أشبه بالظاهرة التي تطفو على الساحة، ثم سرعان ما تختفي.ويستشهد د. رشيد بالعديد من النماذج الفنية في الدول العربية، التي كانت تدعمها وسائط عديدة، سواء كانت هذه الوسائط أفراداً أو مؤسسات، وفي الحالة القطرية - كما يقول- كان الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر، يقف داعماً للفنان الراحل فرج عبدالكريم، ما يعني أن النجومية يمكن أن تقف من ورائها مؤسسات أو أفراد، شريطة أن يتمتع الفنان ذاته بالموهبة التي تؤهله للشهرة والانتشار، بما يدعم حضوره جماهيرياً.

وفيما إذا كانت نجومية الفنان، يمكنها أن تنطفئ. لا يستبعد د. حسن رشيد ذلك، مؤكدًا أن ذلك يدعو إلى ضرورة أن تتوفر في الفنان الموهبة التي تؤهله للاستمرار، علاوة على تقديم الدعم المتواصل من جانب الجهات المعنية، فضلاً عن أهمية توفر البيئة التي تحقق له الانتشار والنجومية.

وهنا، يشدد على ضرورة خلق بيئة فنية مواتية للفنان، وأن يكون هناك حراك فني فاعل، ليكون هذا الحراك داعمًا للفنان للتعبير عن موهبته، أو أدائه، لأنه لا يمكن تصور بروز الفنان النجم بشكل أحادي، دون أن تكون هناك مؤثرات تدعم موهبته، وبروزه على الساحة الفنية.

 

 

عبدالله غيفان: الفنان يتحمل مسؤولية صناعة النجم

 يحمّل الفنان عبدالله غيفان الفنانين مسؤولية صناعة النجم في أوساطهم، ما يتطلب منهم بذل الكثير من الجهد للاستفادة من المؤثرات التي تسهم بدورها في تنمية أصحاب المواهب، وصولًا إلى الأداء الاحترافي.

ويشدد على أهمية أن يكون الفنان مثابراً، حريصًا على الاستمرارية، دون تقاعس، وعدم استسهال الأدوار الفنية التي يُكلف بها، بأن يعمل عليها بكل دأب وجهد، بما يؤدي إلى قيامه بالدور الفني الذي يستقطب الجمهور إليه.

ويرى أن التلفزيون في الوقت الحالي أصبح بوابة لصناعة النجوم ، ولم يعد يشاركه المسرح كما كان، وإن كان يرهن كل ذلك بمدى وجود حراك فني، يؤدي بدوره إلى استقطاب الفنانين إليه، وبالشكل الذي يمكن معه إفراز النجوم، كما كان ذلك حاضراً في عقد السبعينيات من القرن الماضي، وما تلاه من عقود، حتى مطلع الألفية الجديدة.

وهنا، يؤكد أنه مع مطلع عام 2000 بدأ خفوت واضح في صناعة النجوم، بعد تراجع الأداء الدرامي، للدرجة التي اختفى معها ما يوصف بـ "نجم الشباك".

وعن الجهة التي يمكنها أن تتحمل ذلك. يؤكد الفنان عبدالله غيفان أن المؤسسات دائمًا ما تقدم الدعم، وتوفر البيئة المناسبة للإنتاج ، لتبقى المسؤولية تقع على عاتق الفنان، الذي عليه أن ينمي موهبته، ويعمل بدأب على دوره في العمل الذي يؤديه، بما يسهم في استقطاب الجمهور إليه. ويقول: إنه حرص خلال بطولته في العرض المسرحي "داخل اللعبة"، الذي تم عرضه مؤخراً، على الاستعانة بمجموعة كبيرة من الشباب، وأجادوا جميعًا في الأداء، ما يعني أن من يجتهد ويعمل بجد ودأب، سيجد صدى لدى الجمهور، على نحو ما عكسه العرض المسرحي من حضور جماهيري لافت، سواء عندما جرى عرضه في (كتارا)، أو عبر مسرح الكشافة.

 

اقرأ المزيد

alsharq «الثقافة» تحتفل باليوم العالمي للتراث الأحد

تنظم وزارة الثقافة احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للتراث غير المادي، يوم الأحد المقبل، ويشمل برنامج الحفل فعاليات متنوعة... اقرأ المزيد

36

| 17 أكتوبر 2025

alsharq متحف قطر الوطني ينظم معرضاً يستكشف بيئة وحياة السلاحف البحرية في قطر

أعلن متحف قطر الوطني عن تنظيم معرض بعنوان لحمسة: عودة على ضوء القمر، وهو معرض يستكشف الدور الحيوي... اقرأ المزيد

68

| 16 أكتوبر 2025

alsharq اليونسكو ينظم معرض الفن والأزياء والدبلوماسية الثقافية بالدوحة

نظم مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج العربية واليمن، اليوم، النسخة الرابعة من... اقرأ المزيد

100

| 16 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية