رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3059

الباحث صديق الحاجي لـ الشرق: الدوحة شريك رئيسي في جهود الصومال لمكافحة الإرهاب

07 مارس 2022 , 07:00ص
alsharq
واشنطن - زينب إبراهيم

أكد صديق الحاجي، الباحث بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية وعضو منظمة GSD الصومالية الدولية، على أهمية العلاقات الخليجية مع دول شرق إفريقيا بصورة عامة والعلاقات المتميزة التي تجمع قطر والصومال بصورة خاصة، معتبراً أن زيارة الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية للدوحة من شأنها أن تعطي دفعة جديدة لتطوير العلاقات المتميزة بين البلدين، في ضوء الخطط الإيجابية لحكومة الرئيس عبد الله فرماجو، وسعي إدارته لاستثمار العلاقات التاريخية الوطيدة مع دولة قطر وتنميتها على أكثر من منحى إيجابي، موضحاً في تصريحاته لـ الشرق الأدوار المهمة التي قامت بها قطر في الصومال على صعيد التطوير والتنمية والدعم وزيادة المشروعات، والتطلع الصومالي في المقابل لما تمتلكه دولة قطر من تجربة نجاح هائلة في استثمار مواردها من الطاقة كمحرك متميز للتنمية والتطور.

◄ رؤية تنموية

يقول صديق الحاجي، الباحث بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية وعضو منظمة GSD الصومالية الدولية: إن زيادة مشاريع التنمية التي تقوم بها قطر في الصومال، وأهمية زيارة الرئيس محمد عبدالله فرماجو رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية إلى الدوحة، لمناقشة أهمية تعزيز العلاقات الثنائية والاقتصادية وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات من أجل الترويج الاستثماري المتبادل وحماية الاستثمارات، وهو ما يحقق أهداف التنمية المستدامة لكلا البلدين، وأيضاً جاءت أهمية الزيارة في توطيد العلاقات الإيجابية التي تجمع بين قطر والصومال ومناقشة القضايا الاقتصادية والإقليمية والسياسية الخاصة بالتعاون القطري على الصعيدين الحكومي والشعبي بين قطر والصومال، وتشمل المجالات الاستثمارية المشتركة بين البلدين قطاعات منوعة ما بين الموانئ والطاقة الصناعة والتعدين والمناجم والزراعة والنقل والاتصالات والبنية التحتية، كما عكست أجواء الترحيب السخية من قطر عمق العلاقات المهمة مع الصومال، وطرح الرئيس الصومالي توجهات حكومته في مساعيها لأن تكون قطر وجهة إيجابية في الشراكة في إطار خطتها لتنويع الشراكة الإستراتيجية خاصة في المجال الاقتصادي، والتأكيد الصومالي على القدرات القطرية في التطوير والتنمية وامتلاكها لرؤية مهمة جعلت فيها مواردها السخية من الطاقة محركاً رئيساً للتنمية التي تستحق الإشادة وذلك عبر قدرة الدوحة على الاستثمار في الأسواق المختلفة عالمياً، كما أن حكومة الرئيس محمد عبدالله فرماجو حريصة على دعم فرص الشراكة الاقتصادية مع قطر التي يتم النظر لها على كونها شريكا مستقبليا للصومال في بناء علاقات تعاونية تقدم فرصاً فريدة للشراكة والتنسيق بين البلدين، في ضوء كون الصومال دولة جاذبة للاستثمارات القطرية لاسيما في الزراعة والثروة الحيوانية والثروة السمكية، كما أن الدوحة تتمتع بذكاء استثماري كبير وهو ما تؤكده استثماراتها الناجحة في إفريقيا وفي جميع أنحاء العالم، ولعبت الزيارة المهمة دورها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، في زيارة العمل الرسمية التي قام بها الرئيس الصومالي والتعرف على أبرز الأماكن الوطنية القطرية ولقاء الوفد المرافق مع المسؤولين بهدف بحث فرص التعاون والشراكة في مختلف المجالات وتوقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية المشتركة والتي تدعم سبل التنسيق الدبلوماسي بين المسؤولين الرسميين وممثلي الحكومتين القطرية والصومالية، وأيضاً وضع خطط لبحث الاستثمار في القطاعات التي يمكن للبلدين الاستفادة المشتركة منها، خاصة مع أجندة التنوع الاقتصادي التي تتبناها قطر من جهة، وإستراتيجية الصومال في بحث الشراكة الدولية لدعم الاقتصاد والاستثمار من جهة أخرى.

◄ توطيد العلاقات

ويتابع الباحث صديق الحاجي موضحاً أن قطر تسعى لزيادة مشاريع التنمية في إفريقيا قائلاً: إن خطط قطر لتطوير ميناء في مدينة هوبيو الصومالية من بين خطوات عديدة للتنمية في القرن الإفريقي؛ مما يساعد على توطيد علاقات الدوحة بمختلف دول القارة السمراء، كما أن قطر تعزز قدراتها في جميع أنحاء المنطقة وأن مشاريعها للنقل البحري في الصومال من الممكن أن تساهم في التحول لمركز لوجيستي إلى ميناء حمد لزيادة توصيل المساعدات إلى المنطقة، ويأتي ذلك وسط تطورات أخرى بين قطر والصومال على أكثر من صعيد إنساني، فطالما مدت قطر يد المساعدة في الأزمات والأعمال الإرهابية التي تعرضت لها الصومال عبر الدعم والمساعدات الطبية والإدانات الواضحة لموجات العنف المتعمدة، فيما لعبت أيضاً دوراً مهما في التنمية الصومالية، ودوراً تنموياً مجتمعياً عبر مساهمات إنسانية متعددة، وذلك في إطار رؤية قطر وما يجمعها بدول شرق إفريقيا من علاقات وثيقة ومتميزة قائمة على الروابط التاريخية ورغبة مشتركة في تحقيق الرخاء الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي لشعوب المنطقة، وجدير بالذكر أن صندوق قطر للتنمية قدم منحا وقروضا ميسرة لشرق إفريقيا تجاوزت 5 مليارات دولار على مدى العقد الأخير، وكانت السياسة الرسمية للدولة القطرية مؤكدة على دعم الأمة الصومالية، والتطلع إلى مواصلة تعزيز وتعميق التعاون في التجارة والتنمية والقطاعات الأخرى.

◄ دعم قطري

واختتم الباحث صديق الحاجي، عضو منظمة GSD الصومالية الدولية، تصريحاته لـ الشرق قائلا: إن قطر دعمت العديد من القطاعات الرئيسية في الصومال من بينها دعم تطوير منظومة النقل؛ حيث شملت الخطط التي دعمتها قطر تنموياً مشروعات مهمة على صعيد الطرق والكباري لربط العاصمة مقديشو بالمدن الصناعية الصومالية، كما كانت قطر شريكاً رئيسياً في جهود الصومال لمكافحة الإرهاب عبر الدعم العسكري والمساعدات التنموية والخدمات الطبية، بجانب مشاركتها المهمة في تطوير عدد بارز من المباني الحكومية الرئيسية بالعاصمة مقديشو والتي تحتفي في واجهاتها بالصداقة الإيجابية مع قطر كما تدعم القدرات الأمنية وبرامج التمكين الاقتصادي، كما لعبت الامتيازات الوظيفية التي تتيحها قطر كسوق متنوع مليء بعشرات فرص العمل، في أن تجعلها وجهة متميزة لكثير من الخبرات الإفريقية والتي جرت الكثير من الأبحاث والاتفاقات التنظيمية المهمة، والتي ساعدت بصورة كبيرة على تنظيم الشكل الحكومي للعمالة الإفريقية الأجنبية في قطر، خاصة أن الدوحة قامت بجهود هائلة لاستضافة كأس العالم 2022، كما كانت للعوائد المالية الكبيرة التي ترسلها العمالة الإفريقية بقطر إلى عائلاتهم بأوطانهم الرئيسية، دور كبير في انتعاش العملة الأجنبية من جهة ودعم الاقتصادات الإفريقية من جهة أخرى، كما تشمل رؤية قطر للتنمية في إفريقيا تدعيم المشاركات والمساهمات القطرية الإيجابية في إطار خططها الدبلوماسية من أجل حفظ الاستقرار، وفي ذلك نذكر مفاوضات دارفور والدور الحيوي في مساعدة الصومال في ضحايا الهجمات الإرهابية من بين جهود قطر طويلة المدى من أجل احتواء النزاعات وتخفيف التوترات، وهي جهود متواصلة منذ أن أرسلت في البداية قوات حفظ سلام إلى الصومال وعلى حدود إريتريا وجيبوتي في عام 2010 أثناء نزاع على الحدود في أعقاب نزاع عام 2008 حول الحدود، والذي توسطت فيه قطر أيضا، ومع تطوير الدوحة لمزيد من الخبرة الدبلوماسية الكبيرة في المنطقة ودورها الذي برز بقوة على الصعيد العالمي في المشهد الأفغاني وما ساهم به من تعزيز شراكاتها الدولية، فإن الدوحة بات لديها رؤية إضافية أدركت من خلالها أن التطورات الاقتصادية كانت حاسمة لبناء الدول وتحقيق الاستقرار، ومنذ ذلك الحين، كانت هناك زيادات تدريجية في العلاقات القطرية-الإفريقية، وبحلول عام 2016، بلغت الاستثمارات عبر القارة السمراء أكثر من 35 مليار دولار، مع التركيز بشكل خاص على تنمية الموارد والبنية التحتية، حيث تتبنى دولة قطر رؤية تركز على أنه مع الاستقرار الاقتصادي، تكون هناك احتمالات أكبر للسلام.

مساحة إعلانية