اقتصاد

3360

إقتصاديون: قطر تتفوق على دول الخليج في الإستثمارات الرياضية

تستعد المؤسسات المحلية الحكومية والخاصة، لإنطلاق اليوم الرياضي للدولة الثلاثاء المقبل، من خلال طرح عدة فعاليات لدعم هذا اليوم، الذي ينطلق كل عام في شهر فبراير، وذلك لتشجيع الجميع على ممارسة الرياضة، لما لها من فوائد صحية كبيرة للفرد.

علي بهزاد: تنمية ونهضة المجتمع لا تقوم الا بالصحة البشرية .. احمد حسين: اليوم الرياضي يدعم القطاع السياحي المحلي

كما وطرحت عدد من النوادي الصحية والرياضية المحلية، عروض خاصة على الاشتراكات الشهرية، احتفالاً بهذا اليوم، ولحث الجميع على دعم الرياضة وممارستها بانتظام، من اجل صحة واداء افضل، ومحاربة الامراض والتي تأتي على رأسها السمنة وداء السكري وامراض ضغط الدم والمفاصل وغيرها.

هذا وقد أولت قطر اهتماماً كبيراً لتعمير المنشآت والمشاريع الرياضية كالملاعب والنوادي الحكومية، الى جانب الاهتمام بالطب الرياضي، الذي اصبح بصمة مميزة للدولة بين دول المنطقة، حيث ساهم مستشفى "اسبيتار" في تأهيل واستعادة لياقة 20 لاعبا مثلوا 9 منتخبات عالمية في كأس العالم.

هذا وقد نشرت صحيفة "البوست" الإيطالية مؤخراً، على موقعها الالكتروني، تقريراً عن تطور كرة القدم في القارة الآسيوية ومنطقة الخليج العربي في ظل ظهور عدد من لاعبي القارة الصفراء في الملاعب الأوروبية، وأوضح التقرير أن قطر تتفوق على الإمارات والسعودية في مجال الاستثمار بكرة القدم في ظل إنشاء عدد من الأكاديميات العالمية للناشئين وتعليم المهارات الرياضية المختلفة، وحول اهمية اليوم الرياضي واستثمارات الدولة في هذا القطاع، تحدث عدد من الإقتصاديين.

بطولات رياضية دولية

بداية قال المهندس علي بهزاد ان قطر نجحت في احتضان بطولات رياضية دولية وكان لها السبق في الفوز بالعديد من المنافسات الإقليمية وانعكس ذلك على جهودها المحلية في ارساء بنية تحتية ملائمة للألعاب بمختلف انواعها، كما ان استضافة الدولة لبطولة 2022 وبطولة السباحة 2023 سيكون له اثر كبير في جعل الدوحة مركزا إقليميا للبطولات الدولية، وتابع: اما بالنسبة لليوم الرياضي الذي ينطلق الثلاثاء المقبل، فقد حظي بترحيب واعجاب دولي كبير بهذه الفكرة، بل وطبقتها دول الاتحاد الأوروبي، فدولة قطر مشهود لها على الساحة العالمية بكونها رائدة في الأفكار المميزة والهادفة.

واليوم الرياضي مناسبة صحية واجتماعية لإثراء الألفة والتعاون بين الجمهور والمؤسسات ولاضفاء البهجة على الصغار بهدف تحفيزهم على ممارسة الألعاب والمشي والتمارين والتعرف أيضا على المراكز الرياضية والشبابية التي تقيمها الدولة، وبدون شك فإن اليوم الرياضي يحفز المؤسسات على الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية والمشاركة الوطنية ويشجع على ممارسة الرياضة في أجواء صحية وبسلوكيات بعيدة عن العشوائية.

القطاع الرياضي

وبرؤية اقتصادية فإن القطاع الرياضي يشكل جذباً واستقطاباً للمجتمع لكونه الأكثر اقبالاً من الشباب والمؤسسات ويعتبر مجالا رحبا للاستثمار النوعي، لانه يرتبط بمدى الطلب عليه، وبدوري احث المؤسسات الشبابية على الاستثمار في الشباب والصحة البدنية لان نهضة وتنمية أي مجتمع لا تقوم الا بالصحة البدنية والعقلية والنفسية، وقد تميزت قطر في المجال الرياضي لانها تنفق بسخاء على المراكز والمرافق الرياضية والملاعب وهذا جعلها في مكانة دولية لا يستهان بها.

الرياضة والسياحة

هذا وقال السيد احمد حسين مدير عام وكالة " توريست " للسفر والسياحة، ان لليوم الرياضي اثر كبير في رفع الوعي لدى الافراد على اهمية ممارسة الرياضة وانعكاساتها الايجابية على الصحة العامة وبالتالي مجتمع خال من الامراض، مشيراً الى ان اليوم الرياضي كحدث مميز في الخليج العربي، لذلك انعكس ايجابا في زيادة الحركة السياحية حيث يحرص بعض الاشقاء من دول الخليج للمشاركة في فعاليات هذا اليوم، والاستفادة من الارشادات التوعوية التي تطرحها بعض النوادي الرياضية.

معمر عواد: حث الاندية المحلية على تأسيس محافظ إستثمارية .. الرياضة تحولت لمنصة اقتصادية عالمية تساهم في الناتج الاجمالي

وقال: لاشك وان الاحداث الخاصة والمميزة تنعكس ايجابا على الحركة السياحية المحلية، والحقيقة فقد ساهم مطار حمد الدولي الجديد في تنشيط السياحة، وكذلك الخطوط الجوية القطرية خاصة وانها ترعى نادي برشلونة الذي يحظى بجماهيرية عالمية، ويتضح هذا جلياً في اعلاناتها المميزة لابراز هذا النادي، هذا الى جانب الاهتمام الحكومي الكبير والمميز في دعم الاكاديميات الرياضية والطب الرياضي، وانشاء الملاعب، الذي شجع وحفز المستثمرين للولوج في مشروعات خاصة تعني بالرياضة والصحة العامة، وهذا كله يساهم بشكل او بآخر على تنشيط القطاعات المختلفة، فهي سلسلة مترابطة الحلقات، كما انها تسهم في رفع الطلب الاستهلاكي، لزيادة الوعي، ويجب ان نشير الى ان تصميمات 12 ملعب قطري لمونديال 2022 ابهرت العالم، والتي سوف تتوزع في 7 مناطق محلية، وقد اخذت شهرة واسعة في الصحافة العالمية، لانها تعتمد على عدة امكانيات تكنولوجية حديثة الى جانب اعتماد تقنية تبريد الملاعب بحيث لا تزيد عن 27 درجة، وهذا كله محفز للسياحة بشكل كبير، ودورنا اليوم هو المساهمة في هذا الحراك الوطني والمشاركة الفاعلة في اليوم الرياضي لتحقيق الاهداف المرجوة.

الإستثمارات الرياضية

وقال الإعلامي والمحلل المالي معمر عواد ان قطر استثمرت مليارات الدولارات في مجال البنية التحتية بالقطاع الرياضي، وبالتالي هذه الاستثمارات يجب ان توظف في خدمة الاقتصاد، سواءا على المدى المتوسط او المدى البعيد، حيث ان الرياضة لم تعد ممارسة فعلية فحسب، وانما هي استثمار اقتصادي، على ان تكون داعم لخزينة الدولة، لا استنزافا لمواردها، ودولة قطر خطت خطوات ناجحة في اتجاه استثمار الرياضي، ولابد من وضع استراتيجية وطنية، بحيث يكون قطاع الرياضة قطاع مؤثر ومساهم في الناتج المحلي، وان تحذو الاندية المحلية على ذلك الاتجاه من حيث ان يكون لها محافظها الاستثمارية التي تعود عليها بالعائد الاستثماري، ولنا في استحواذ جهاز قطر للاستثمار على " باريس اند جيرمن" مثال على هذا الموضوع، حيث انه يدر دخل على الصندوق السيادي القطري.

مشاريع الملاعب القطرية 2022 ابهرت العالم.. "اسبيتار" نموذج قطري نجح في مجال الطب الرياضي بإمتياز.. اليوم الرياضي للدولة فكرة مبتكرة تم تطبيقها في عدة دول

الاستثمار في الانسان

واضاف: ومن المهم كذلك الاستثمار في الانسان القطري وكل مقيم على هذه الارض الطيبة، وبالتالي الاستفادة من الامكانيات الرياضية وتطويرها، وتحفيزها والاستفادة منها من اجل خلق مشروعات رياضية تستطيع المنافسة وتحقيق النتائج، وتوظيف هذه الكوادر في خدمة المشروع الاقتصادي، بدلاً من الاعتماد على جلب لاعبين من الخارج، والحقيقة ان الرياضة تحولت في العالم الى منصة اقتصادية، خاصة في اوروبا وامريكا، حيث تعد الرياضة لديهم جزء من مساهمات الناتج المحلي الاجمالي، حيث ان الكثير من انديتها مدرجة في اسواق وبورصات العالم، ولها محافظها الاستثمارية والعقارية وغيرها، كما ولها تشعب استثماري على مستوى العالم، فهي تستفيد من الاعلانات والنقل التلفزيوني وتعيد استثمار هذه الاموال واعادة توظيفها من جديد، ولذلك لابد من الاندية القطرية ان تسير على هذا المسار، بعد سنوات من اكتساب الخبرة في هذا المجال، وان تكون لاعب اساسي في مجال صناعة الرياضة، وبالتالي ندعو الاندية العاملة في قطر على دعم وتنمية مواردها الخاصة، دون الاعتماد على ما يخصص لها من ميزانية من طرف الحكومة، او من قبل بعض الجهات المانحة لها لمواصلة عملها .

اليوم الرياضي

الجدير بذكره فقد صدر المرسوم الأميري بشأن اليوم الرياضي في شهر ديسمبر 2011 باعتماد يوم الثلاثاء الثاني من شهر فبراير من كل عام يوما رياضيا سنويا في بادرة غير مسبوقة لترسيخ رؤية قطر 2030 ،

وتكريس مفاهيم الرياضة المجتمعية من خلال توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الأنشطة الرياضية المختلفة، بهدف خلق مجتمع نشط وصحي بدنيًا ونفسيًا يبني قدرات الفرد ويعزز تفاعله مع محيطه الاجتماعي، وتبنّي أفضل الممارسات والوسائل للترويج لممارسة الرياضة من قبل أفراد المجتمع القطري.

ويهدف هذا اليوم بتوسيع قاعدة مشاركة المجتمع في الرياضة والنشاط البدني وزيادة معدلات المشاركة الفاعلة، وإتاحة الفرصة أمام جميع أفراد المجتمع القطري لممارسة أنشطة تضفي عليهم السعادة والنشاط، ونشر الثقافة الرياضية لزيادة وعي المجتمع بأهمية ممارسة الرياضة والنشاط البدني، والحصول على مؤشرات الممارسة الرياضية بالمجتمع ودرجة إقبال الأفراد عليها، والترويج للأنشطة الرياضية والترفيهية والاستمتاع بالبرامج المقامة في اليوم الرياضي للدولة.