عربي ودولي

1969

سفير كازاخستان لـ الشرق : المصالحة خطوة مهمة لتعزيز التعاون

رحب سعادة أرمان إساغالييف، سفير جمهورية كازاخستان لدى قطر بالمصالحة الخليجية، معتبرا أنها خطوة مهمة للمنطقة تساهم في تعزيز آفاق التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي. ونوه بجهود الوساطة الكويتية والأمريكية التي لعبت دورا فعالا في معالجة الأزمة. وأكد سعادته خلال مؤتمر صحفي نظمته السفارة أمس بمناسبة انتخابات مجلس النواب جمهورية كازاخستان، أن قطر وكازاخستان دولتان شقيقتان أعربتا عن رغبتهما المشتركة على مدار عقود عديدة في تعزيز العلاقات الودية والتعاون واسع النطاق في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وكذلك دعم بعضهما البعض في جميع المحافل الإقليمية والدولية.

شريك مهم

قال سعادته: بالنسبة لكازاخستان فإن قطر هي الشريك الأهم في منطقة الخليج والوطن العربي، حيث أرسى الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الأول لجمهورية كازاخستان نورسلطان نزاربايف أساسًا متينًا للعلاقات الثنائية بين البلدين. واليوم يتواصل هذا المسار الاستراتيجي من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفخامة الرئيس قاسم-جومارت توقايف، رئيس جمهورية كازاخستان. وكان آخر لقاء جمع بين الزعيمين في دوشانبي على هامش قمة مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة فى آسيا في يونيو عام 2019. وفي الحادي عشر من نوفمبر عام 2019، أجرى الزعيمان محادثة هاتفية أكدا خلالها أهمية مواصلة تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.

توطيد العلاقات

وأبرز سعادته أن هناك حرصا مشتركا على دفع العلاقات الثنائية، وفي المرحلة القادمة هناك خطط جديدة ونوعية في تكثيف العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما في ذلك توقيع اتفاقيات على التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، والتعاون العسكري التقني، والتعاون في مجالي التعليم والبحث العلمي، وكذلك الإعفاء المتبادل لمواطني البلدين من التأشيرات قصيرة الأجل وعدد آخر من الاتفاقيات الدولية.

وقال إنه، وإلى جانب ذلك، يتبادل البلدان بانتظام زيارات الوفود رفيعة المستوى. حتى أثناء الوباء، نجح كبار المسؤولين من كلا البلدين فى الالتقاء ومناقشة كافة مجالات التعاون. ففي أوائل شهر نوفمبر الماضي، زارالدوحة وفد كازاخي رفيع المستوى برئاسة معالي السيد تيمور سوليمينوف، نائب رئيس ديوان رئاسة جمهورية كازاخستان، ومعالي السيد ماجزوم ميرزاجاليف، وزير البيئة والجيولوجيا والثروة المعدنية بكازاخستان. وقد تشرفا باستقبال حضرة صاحب السمو لهما أثناء الزيارة. وتم الاتفاق على إقامة تعاون وثيق بين مؤسسات الحكومية والقوات المسلحة وبرلماني البلدين. كما أن هناك تعاونا قويا بين مؤسسات التعليم العالي واللجان الأولمبية في كلا البلدين، حيث يحافظ رؤساء الهيئات على علاقات ودية فيما بينهم.

ولفت سفير جمهورية كازاخستان إلى أنه وبفضل هذه الزيارات والاجتماعات المتبادلة، يتطور التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة والنفط والغاز والجيولوجيا والنقل والبنوك بشكل فعال، ويتم إقامة علاقات وثيقة بين الشركات الوطنية. كما أن حجم التجارة بين البلدين آخذ في الازدياد، ففي عام 2020 تضاعف حجم التبادل التجاري أربع مرات مقارنة بعام 2019.

رحلات مباشرة

وأعلن سعادته أنه سيتم إطلاق رحلات مباشرة بين البلدين في المستقبل القريب، وقد قامت قطر بتبسيط نظام التأشيرات بشكل كبير بالنسبة لمواطني كازاخستان. ومن جانبها قامت كازاخستان بإلغاء متطلبات التأشيرة للقطريين تمامًا، حيث إن إطلاق خطوط الطيران سيعزز التبادل السياحي بين البلدين جاذبية متبادلة في مجال السياحة. كما أن البنية التحتية المتطورة وكأس العالم المقبل سوف يثمران تدفقا كبيرا للسياح من كازاخستان إلى قطر. كما توجد في كازاخستان العديد من المواقع السياحية التي ستجذب القطريين.

وعن فرص الاستثمار القطري في كازاخستان قال السفير: تتمتع بلادنا بأراض شاسعة وطبيعة جميلة ومناطق اقتصادية حرة وبيئة أعمال جاذبة للمستثمرين، وهناك مباحثات للاستثمار في الزراعة لمساعدة الدوحة على تحقيق الأمن الغذائي. الى جانب تميز كازاخستان بالموارد المعدنية وهناك خطط للاستثمار القطري في صناعة التعدين في كازاخستان. ومنذ عام 2019، تتفاوض "قطر للتعدين" بنجاح مع شركة التعدين الوطنية الكازاخستانية "تاو كين سامروك"، كما سيتم توقيع اتفاقية تعاون بين الشركتين. وهناك سعي الى دعم العلاقات في مجال الاستثمار والتعاون الاقتصادي والثقافة والرياضة والسياحة.

نجاح قطري

وأشاد السفير إساغالييف بالنجاح القطري في تحقيق التنمية المستدامة في جميع مجالات الاجتماعية والاقتصادي وقطاع الأعمال. مبرزا أن هذه النتائج نتيجة التخطيط الاستراتيجي السليم والبرامج التي يجري تنفيذها والتي وضعها حضرة صاحب السمو فيما يتعلق بالسياسة الداخلية وتنمية الدولة. وكل هذا أيضا نتيجة للجهود السابقة التي بذلها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في بناء دولة القانون وتحرير الحياة السياسية الداخلية من أجل تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع. وبين أن إحدى الخطوات المهمة في العملية الديمقراطية بالبلاد تتمثل في إنشاء اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، والتي ضمت ممثلين بارزين عن المجتمع المدني بالبلاد، وممثلين عن مؤسسات الدولة والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة. كما أن هناك اتجاها نحو تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية والعامة للبلاد.

وأكد سعادته أن إعلان حضرة صاحب السمو، عن اجراء لأول مرة في تاريخ الدولة انتخابات مجلس الشورى يعد خطوة تاريخية وكبيرة نحو تطوير المجتمع المدني والمشاركة الفعالة للقطريين في العملية التشريعية بالبلاد.

انتخابات كازاخستان

وذكر سعادته أنه في العاشر من يناير الحالي ستجرى بكازاخستان انتخابات مجلس النواب. ستكون هذه ثامن انتخابات برلمانية في تاريخ كازاخستان المستقلة. وسوف تشارك في هذه الانتخابات خمسة أحزاب وهي: حزب "نور أوتان"، وحزب "أك جول" الديمقراطي، وحزب الشعب بكازاخستان، وحزب "أويل" الشعبي الديمقراطي الوطني وحزب "أدال". وأوضح أن كازاخستان تتجه نحو تحسين الإطار القانوني وإضفاء الطابع الديمقراطي على المجتمع حيث نفذت الحكومة الكازاخية العديد من الإصلاحات السياسية واقترحت عددًا من المبادرات ومن بينها: تخفيض الحد الأدنى المطلوب لتسجيل الأحزاب السياسية من 40 ألفًا إلى 20 ألف عضو، الأمر الذي سهّل بشكل كبير إنشاء هيكل سياسي جديد، اعتماد تعديلات على قانون إجراءات تنظيم وعقد التجمعات السلمية، بهدف تبسيط الإجراءات. وأعلن الرئيس عن مفهوم "الدولة المُنصِتة"، التي بالإضافة إلى مراعاة آراء المواطنين، تسعى بنشاط للبحث على الرأي العام خلال عملية تطوير السياسات. كما تم إنشاء المجلس الوطني للثقة العامة وهى هيئة استشارية تابعة لرئيس الجمهورية وتختص بإجراء حوار مفتوح مع ممثلي المجتمع من أجل وضع مقترحات محددة لإصلاح التشريعات ونظام الإدارة العامة. واشراك أحزاب الأقلية البرلمانية في الهياكل الحاكمة للهيئة التشريعية. وتم إدخال مبادئ توجيهية جديدة لضمان إدراج النساء والشباب (دون سن 29 عاما) في قوائم مرشحي الأحزاب السياسية للبرلمان، بهدف تعزيز دورهم في صنع القرار الديمقراطي.

وتعتمد اللجنة المركزية للانتخابات في كازاخستان مراقبين دوليين من عدد من المنظمات الدولية والدول الأجنبية. وحتى الآن تم اعتماد 398 مراقباً من 10 منظمات دولية من بينها رابطة الدول المستقلة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية، والجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، والجمعية البرلمانية للبلدان الناطقة بالتركية، ووفد الاتحاد الأوروبي بكازاخستان وكذلك مراقبين من 31 دولة أجنبية.

اقرأ أيضاً

رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجتمع مع أعضاء بمجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين

رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجتمع مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي وعضو باللجنة

رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجتمع مع زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ الأمريكي

أخبار ذات صلة

30 حافلة هبة قطرية لدعم النقل العام في لبنان

بينها دولة عربية.. البيت الأبيض يعلن فرض قيود كاملة على دخول رعايا 5 دول جديدة