رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1759

"زمن رمادي" معرض يستكشف "الذات" و"الآخر"

07 يناير 2021 , 07:00ص
alsharq
سمية تيشة

 

تستعد متاحف قطر حاليًا، لتدشين المعرض الختامي للنسخة الخامسة من برنامج الإقامة الفنية 20 يناير الجاري، بعدما جرى تأجيله بسبب جائحة كورونا (كوفيد19).

ويشارك في المعرض (18) فنانا من المتخصصين في مجالات مختلفة كالرسم والنحت والتصوير والفيديو وغيرها من الفنون، ويقام في كراج جاليري مطافئ.

وسيُقدِّم المعرض الذي يأتي بعنوان "زمن رمادي"، أعمالاً تم إعدادها خلال أزمة كورونا، حيث كانت الخطة الأساسية للبرنامج هذا العام، تتمثل باستكشاف العلاقة بين الفن والأدب، لكن الوباء ضرب بقوة، وهو ما أجبر الفنانين على التخلي عن فضاءات إبداعاتهم ومحترفاتهم في مطافئ، التي تمثِّل عوالمهم الشخصية، وقاموا بعزل أنفسهم كما الآخرين في بيوتهم، فأعادوا النظر في أعمالهم لكي يعكسوا الوضع الراهن وما ينطوي عليه من تحديات.

هذا التغيير الجذري في البرنامج حتَّم على الفنانين -كما القيمين- أن يُراجعوا مجمل الأفكار الخاصة بالمعرض ويعملوا على التكيّف مع الوضع الانعزالي الطارئ، نتيجة ذلك، تمّت إعادة النظر في مواضيع وأفكار مشاريع الفنانين، بل وحتى في طبيعتها نفسها تبعاً لما يتوافر من إمكانات وموارد، كما أن حالة العزلة تلك دفعت الفنانين لخوض رحلة استكشاف طرحت عليهم تساؤلين مركزيين عن "الذات" و"الآخر".

زمن رمادي

ينطوي المعرض في النسخة الخامسة على قسمين، حيث يُقدّم أعمال 18 فناناً قاموا بإعدادها خلال فترة العزلة والحجر المنزلي، وسبروا فيها مفاهيم الهوية والمجتمع في أجواء ملتبسة غير واضحة الملامح و"زمن رمادي"، ففي القسم الأول من المعرض، ينظر الفنانون المقيمون نحو ذواتهم وعوالمهم الداخلية، ويعيدون تقييم أولوياتهم، ويستعيدون الأوقات السعيدة وذكرياتهم، ويطرحون مصادر قلقهم على المستوى الفردي باستخدام وسائط وخامات متنوعة لتكون الحصيلة النهائية أعمالاً مميزة لا تكتفي بمحاولة الإجابة على تلك الهواجس، بل تُعمِّق التساؤل لدى المتلقي وتضعه أمام ذاته وأمام معنى الوقت وجدواه، أما في القسم الثاني، فيُقدِّم الفنانون مُشاهداتهم عن الخارج والآخرين وعن محيطهم المتغيّر باستمرار، في هذا الفضاء، يُسلِّط المبدعون المشاركون الضوء على العلاقات بين الهوية والقضايا السياسية والوعي البيئي والتطور التقني، لتأتي مجمل أعمالهم كمجموعة من التساؤلات للمجتمع عموماً، والتي بدورها تضع أفراده أمام هواجس عن أنفسهم وسلوكياتهم خلال هذه الفترة العصيبة.

والمعرض من تقييم الدكتور بهاء أبو دية، وسعيدة الخليفي، فيما تشهد دورة 2020/2019 من برنامج معرض الإقامة الفنية مشاركة كل من عائشة المهندي، أميرة العجي، أمينة اليوسف، ابتسام الحوثي، هدير عمر، هيثم شروف، هند آل سعد، جاسر الآغا، لطيفة الكواري، مجدولين نصرالله، مريم رفاعي، مريم المعضادي، مشاعل الحجازي، ميساء المؤمن، منى البدر، نجلا آل ثاني، نور يوسف، سوزانا جمعة.

ممارسات فنية

وقد عرض مجموعة من الفنانين أعمالهم من خلال أمسية "الاستوديو المفتوح" خلال فترة الحجر المنزلي، التي جاءت كبديل عن الأمسية السنوية التي يتم تنظيمها للاطلاع على تجاربهم قبل الانتهاء منها وعرضها في المعرض الختامي للبرنامج، وقد ضمت الأمسية مجموعة من الفنانين الذين تنوعت ممارساتهم الفنية بين الفنون البصرية والتصميم الجرافيكي، وتصميم الأزياء وغيرها، ومنهم هند آل سعد، حيث تقدم أعمالاً تستند إلى أشكالٍ بيانية ومادية ورقمية باستخدام رموز حاسوبية، فيما يتناول المعماري والمصمّم هيثم شروف العزلة الذاتية والمسافة الاجتماعية، حيث يستكشف تأثير الهندسة المعمارية على البشر، وإيجاد وسائل لتنفيذ المفاهيم والخطوط والأشكال المعمارية مع العلاقات الإنسانية وإعادة توصيف المباني التاريخية عبر الحدود المعمارية والفنية التقليدية، بينما تبحث التشكيلية أميرة العجي، عن مفهوم "المنزل" وما يرتبط به من ذكريات ومشاعر عميقة بطرق متعددة، وتتناول تجربتها في إنجاز اللوحات الفنية التي تتعلق ببيت رقم (10) والقصص التي روتها أمّها والذكريات التي يتكون منها هذا المنزل.

قوة اللون الأزرق

تبحث الفنانة منى البدر قوة اللون الأزرق بتطبيقه على مواد مختلفة مثل المادة الصمغية والماء والسيلكون، متتبعة العلاقة بين الأغاني والرقصات الشعبية القطرية التقليدية مع البحر، فيما تتناول سوزانا جمعة، التي تعمل في مجال التصميم الداخلي والطباعة والرسم، الحالة الذهنية، والخيال والعقل اللاواعي الذي مازال يعاني من صدمة الحرب من خلال لوحة زيتية سيريالية تعكس التغيرات التي تحدث في العالم والبيئة وتأثير الحرب والصدمة الناتجة عنها، أما الفوتوغرافية مشاعل الحجازي توثق أحياء الدوحة القديمة عبر صنع مطبوعات فنية باستخدام أوراق النبات ومواد كيميائية من خلال تقنية السيانوتايب.

أما الفنانة أمينة اليوسف توظّف في أعمالها الفنية الأصباغ المعدنية، بينما تستخدم الفنانة هدير عمر الوسائط المجسّمة والتصوير الفوتوغرافي والأفلام كوسيلة لرواية القصص، حيث تراقب محيطها وتوثق عمليتها الإبداعية لتبني أعمالها، وتقدم طرقًا مختلفة لرسم إسقاطات ضوئية على الأسطح الموجودة، حيث اختارت المبنى المجاور لمبنى سكنها.

بيئة فنية

يهدف برنامج الإقامة الفنية، الذي يقام تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، إلى دعم الفنانين المحليين من خلال توفير البيئة المناسبة لهم لتنمية وتطوير إبداعاتهم، وبناء جيل جديد من المواهب التي يمكنها إلهام أفراد المجتمع وقيادة القطاع الثقافي في قطر.

طاقات شبابية

يتيح البرنامج سنويا فرصة أمام الفنانين والطاقات الفنية الشبابية بتنمية مهاراتهم الإبداعية لمدة تسعة أشهر، إذ يوفر البرنامج مساحة لكلّ فنان يستخدمها كاستوديو خاص به، يجتمع فيه مع الزملاء الفنانين ويعمل على تطوير تقنياته الفنيّة، كما يتيح له لقاء أمناء المتاحف وزيارة المعارض الخاصّة والمشاركة في النقاشات.

مساحة إعلانية