رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2630

جموع المصلين يؤدون صلاة الاستسقاء في 78 مسجداً

06 نوفمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
مصلون بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب
محمد دفع الله

أدى جموع المصلين صلاة الاستسقاء صباح أمس الخميس في 78 مسجدا ومصلى بمناطق الدولة؛ إحياء لسنة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وطلباً لنزول الغيث والرحمة. وأكد الأئمة في خطبهم أن المعاصي والذنوب تكدر على كثير من الناس والمجتمعات حياتهم، وقال الأئمة إن المعاصي تحول النعم إلى نقم والرحمة عذاباً، مشيرين إلى أن ما تفعله الفيضانات المهلكة والسيول العارمة في القرى والمدن وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات بل وحتى البهائم تئن من ويلات المعاصي ويدركها شؤمها. ودعوا الى ضرورة التوبة إلى الله والاعتذار إليه من المعاصي وهو سبحانه غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن كثير، وأكد الدعاة أن بالاستغفار تستدر الأرزاق وتنزل الرحمات ويحفظ الناس من العذاب وينجون من العقاب.

وحث فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد النعمة الذي أم المصلين بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، في خطبة ألقاها عقب الصلاة على تقوى الله عز وجل، وحث المصلين على التضرع إلى الله واظهار الحاجة إليه لنزول المطر وطلب المغفرة منه سبحانه، لأنها من أسباب نزول الغيث، وأوضح فضيلته أن صلاة الاستسقاء صلاة تضرع ودعاء وأنها من السنن النبوية، فالله أمرنا بالدعاء، ووعد عباده المؤمنين بالإجابة.

دعوة للتوبة

أوضح فضيلته أن التوبة والاستغفار وإخراج الزكاة، والتراحم وبذل الخير والصدقات وصلة الأرحام من موجبات رحمة الله ونزول الغيث، وحث فضيلته المصلين والمسلمين على تقوى الله عز وجل، فتقوى الله هي طريق النجاة والسلامة وسبيل الفوز والغنيمة.

وقال: ما حل بسالف الأمم من شديد العقوبات إلا بسبب التقصير في الإيمان والتقوى، وإيثار الشهوات وغلبة الأهواء "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون".

وأضاف النعمة "أنه قد تقرر عند أهل العلم بما صح من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن منع الزكاة وأكل الحرام وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أسباب خاصة في منع القطر من السماء، وعدم إجابة الدعاء".

الفساد ينزع البركات

وأكد الشيخ عبدالله النعمة أنه لا تفسد الأحوال ولا تضطرب الأوضاع في كثير من الأمم والشعوب إلا بطغيان الشهوات واختلاط النيات، فإذا كثر الخبث استحق القوم الهلاك، وبكثرة الخبث تنتقص الأرزاق وتنزع البركات ويعم الفساد وتفشو الأمراض وتضطرب الأحوال.

وذكر فضيلته الحديث "أقبل علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال يا معشرَ المهاجرين خمسُ خِصالٍ إذا ابتليتم بهنَّ وأعوذُ باللهِ أن تدركوهنَّ.. وذكر منها: ولم يمنَعوا زكاةَ أموالِهم إلَّا مُنِعوا القطْرَ من السَّماءِ ولولا البهائمُ لم يُمطَروا".

وبين الشيخ النعمة أن للمعاصي شؤمها، وللذنوب آثارها، فكم أهلكت من أمة وكم دمرت من شعوب "وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين"، فبالمعاصي عباد الله تزول النعم وتحل النقم وتتوالى المحن وتتداعى الفتن "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

وجاء في الخطبة: ألا فاتقوا الله ربكم وتوجهوا إليه بقلوبكم وأحسنوا به الظن في نفوسكم، وحاسبوا أنفسكم، ومن صدق في اللجوء صحت عنده التوبة، وجانبوا أهل الفحش والتفحش، ومجالسة ذوي الردى، ومماراة السفهاء، واحفظوا للناس حقوقهم ولا تبخسوهم أشياءهم، صلوا الأرحام، وواسوا الأرامل واليتامى، وتصدقوا بالدرهم والدينار والمد والصاع، واتقوا النار ولو بشق تمرة "فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة، أو إطعام في يوم ذي مسغبة، يتيما ذا مقربة، أو مسكينا ذا متربة".

تعجيل العودة إلى الله

ودعا النعمة إلى تعجيل الإنابة والتوبة والإلحاح في المسألة، وقال في هذه الأثناء: بالتوبة النصوح تغسل الخطايا بطهور الاستغفار، وتستمطر السماء وتستدر الخيرات وتستنزل بها البركات.

وخاطب النعمة المصلين: "لقد حضرتم في هذا المكان الطاهر بين يدي ربكم تشكون جدب دياركم، وتستبطئون إليه حاجتكم، وذلكم الجدب وتلكم الحاجة بلاء من ربكم لتقبلوا عليه، وتتقربوا بصالح العمل لديه، فأظهروا رقة القلوب وافتقار النفوس، والذل بين يدي العزيز الغفار، استكينوا لربكم وارفعوا أكف الضراعة إليه، ابتهلوا وادعوا واستغفروا، فالاستغفار مربوط بما في السماء من استدرار".

ودعا الخطيب إلى السمع إلى مناشدة نوح عليه السلام لقومه "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" والسماع لقوله "ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين".

وأورد خطيب جامع الإمام ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل كرب فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب".

وحث النعمة في نهاية الخطبة المصلين على الدعاء على أن: "اجتهدوا في الدعاء، وألحوا في المسألة، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، وأكثروا من الاستغفار والصدقة وصلة الأرحام واحفظوا الحقوق ولا تبخسوا الناس أشياءهم".

أمور مطلوبة لإجابة الدعاء

حثت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المسلمين على أداء صلاة الاستسقاء وحددت الأوقاف 78 مسجدا ومصلى في الدوحة والمناطق الخارجية. وأوضحت في بيان الأمور المطلوبة من المسلمين لاستجابة الدعاء وهي على النحو التالي:

- أن يكون الناس صياماً، لأن الصائم يرجى ألّا تُرد دعوته، يقول النبي صلى لله عليه وسلم: "ثلاثة لا تُرد دعوتهم، الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم".

- أن يتصدقوا، لأن للصدقة أثراً عظيماً في استجابة الدعاء.

- أن يتوبوا إلى الله من جميع الذنوب وفي مقدمتها رد المظالم إلى أهلها، والإكثار من الاستغفار، يقول الله جل وعلا: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً".

- أن ينظفوا أبدانهم بالاغتسال والسواك، مع ترك التطيب والبُعد عن ملابس الزينة والتحلي بالتواضع والخشوع وإظهار الفقر إلى الله والحاجة إلى رحمته، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يعني إلى الاستسقاء ـ متبذلاً متواضعاً متضرعاً".

د. محمد المريخي بجامع الخور: كثيرون غفلوا عن شكر النعمة

قال فضيلة د. محمد حسن المريخي في الخطبة التي ألقاها بمسجد عثمان بن عفان بالخور إن الاستسقاء هو طلب السقيا، مبينا ان الغيث والمطر من الله تعالى هو سنة مباركة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته لكي يعلمها اللجوء الى ربها عز وجل في كل احوالها، واوضح ان الغيث سبب لتوافر الارزاق، لافتا الى قول الحق تبارك وتعالى "وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد".

واشار الى قول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى "وفي السماء رزقكم وما توعدون" قال: يعني المطر، فهو سبب الارزاق.

وقال د. المريخي إن المطر قد يتأخر بل والنعم كلها قد تتأخر اذا وجدت المعاصي التي هي سبب كل بلاء ومحنة، مؤكدا انه ما تأخرت نعمة او تبدلت الا بسبب المعاصي وكفران النعم.

وأضاف: من رام العافية وابتغى النعمة فعليه بالمرابطة بطاعة الله والصلة به بالعمل بدينه وشريعته ومتابعة سنة نبيه.

ولفت الى أن أهل هذا الزمان غفلوا عن شكر النعم الا من رحم الله، كما غفلوا عن ربهم ودينه، مضيفا ان من ينظر الى حياة الناس يعرف حالهم مع النعم كلها، مؤكدا ان المولى عز وجل لو كشف للناس الحجب لرأوا فضل الله عليهم وفضل العمل بالدين والطاعة.

وتابع: هي الامراض والمحن يرسلها الله تعالى على العباد ليؤدبهم ويوقظ فيهم القلوب التي اظلمت والأعين التي عميت والآذان التي صمت والنعم التي كفرت لعلهم يرجعون.

ودعا فضيلته المسلمون الى العودة الى رحاب الله والرجعة الى شريعته، مؤكدا ان للعودة الى الله ثمرات مباركات يلهث العالم اليوم لتحقيقها، ولكن هيهات هيهات ان تنال الا بالايمان والتوحيد والعمل بهذه الشريعة.

وقال د. المريخي ان الله تعالى كشف العذاب عن قوم يونس لما آمنوا، كما انه عز وجل حفظ اصحاب الرسول والذين اتبعوهم بإحسان لأنهم كانوا يعبدون الله ويستغفرونه، حيث قال تعالى "وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون".

وشدد خطيب مسجد عثمان بن عفان على ان الحياة الطيبة مربوطة بالعمل بدين الله القويم محذرا من انه في المقابل فإن الطامات والمحن قد جاءت على رأس من ابتعد.

إمام جامع عمر.. الشحات فريد: الاستغفار يجلب الأرزاق

حث الشيخ الشحات فريد المسلمين في جامع عمر بن الخطاب على الإكثار من الاستغفار والتوبة وعمل الصالحات. وقال إن الاستغفار يجلب الأرزاق وينزل الرحمات ويحفظ من العذاب وينجي من العقاب.

وأكد أن المعاصي والذنوب بلية تكدر على كثير من الناس والمجتمعات حياتهم. وأوضح في خطبة قصيرة أن المعاصي تحول النعم إلى نقم والرحمة عذاباً،

وشدد على ضرورة التوبة إلى الله والاعتذار إليه من المعاصي وهو سبحانه غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن كثير، وأكد أنه بالاستغفار تستدر الأرزاق وتنزل الرحمات ويحفظ الله سبحانه وتعالى الناس من العذاب وينجيهم من عقابه.

وأضاف "أنه اذا حل الهم وخيم الغم واشتدت الكرب وعظم الخطب وضاقت السبل لا يكون الملجأ إلا إلى الله سبحانه وتعالى، لأنه هو الذي يكشف الضر ويجيب دعوة المضطرين، ولفت الخطيب إلى أن باب التوبة مفتوح مهما تعاظمت الذنوب وتكاثرت.

مساحة إعلانية