رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
جموع المصلين يؤدون صلاة عيد الفطر في 590 مصلى وجامعاً

أدى جموع المصلين صلاة عيد الفطر المبارك في 590 مصلى وجامعا في الدوحة والمناطق الخارجية. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أعلنت عن تجهيز هذا العدد من الجوامع والمصليات بمختلف مناطق الدولة، لاستقبال جموع المصلين، لأداء الصلاة. وحرصت الوزارة على التوزيع الجغرافي في عملية الاختيار لتكون قريبة من جميع مناطق الدولة، ولتيسير أداء صلاة العيد على الجميع. ودعا خطباء العيد إلى تدبر المعاني السامية لعيد الفطر المبارك واستغلال هذه المناسبة بالإكثار من العبادات وفعل الطاعات وصلة الأرحام، وبيّنوا فيها كذلك معاني عيد الفطر وأحكامه وما تعنيه من تضحية وعطاء ومساعدة الفقراء والمساكين. وشرحوا محاسن الإسلام ودلالته على الخير ونهيه عن المنكر وان التمسك بالإسلام فيه صلاح الأعمال واستقامة الأحوال. مناسبة للتصافي ومن ناحيته قال فضيلة د. محمد حسن المريخي ان العيد مناسبة جميلة للظهور بمظهر الجمال والخير ظاهراً وباطناً، مشيرا الى انه ما أجمل العيد وقد تطهرت القلوب والنفوس وسلمت الصدور من الحقد والضغائن وتصافح الناس وفرحوا بنعمته ومنته. ونوه بأن سلامة الصدور وطهارتها، ونقاء القلب منزلة عالية يتشرف بها المخلصون وينالها الموفقون، مشيرا الى ان طهارة الباطن لا يطلع عليها إلا علام الغيوب، وانه تبارك وتعالى يصطفي لهذه المنزلة من يشاء من عباده. ودعا الى تربية الابناء على الحرص على اداء الصلاة وتعظيم شأن الإسلام، وتحذيرهم من كيد الاعداء المنافقين والمجرمين وأهل الغواية، مشددا على ضرورة صلة الأرحام وإصلاح ذات البين وبذل البر والاحسان والتواضع للناس والتحلي بمكارم الأخلاق ونشر الفضائل وطرد الرذائل وطلب المعالي في ظلال كتاب الله وسنة رسول الله وهدي السلف الصالح. فعل الخيرات يفرح القلوب وأوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أنه بفعل الخيرات تفرح القلوب، وتنشرح الصدور، وتُجلب النِّعم، وتندفع النقم، وما كثر فعل الخير في مجتمع إلا وتماسَك بنيانه ووُقي من الآفات الاجتماعية، وصار مجتمعًا متحضرًا راقيًا خاليًا من كدر النفوس وضغائن القلوب، وبهذا يسلم من نيران الفتن وأسباب الصراع، ولهذا جاءت التوجيهات الربانية للعباد بممارسة فعل الخيرات في تصرفاتهم، والعيش به في معاملاتهم. وذكر الشيخ عبدالله النعمة أن فعل الخيرات المرغَّب فيه من الشرع يشمل بذل جميع المنافع من أيّ نوع كان، ولأي مخلوق يكون، من حيوان وإنسان، ولكنه يتفاوت أجره. العيد شكر لنعمة الإسلام ألقى فضيلة الشيخ د. جاسم بن محمد الجابر خطبة العيد في مصلى شمال إزغوى قائلًا: إنكم خرجتم إلى هذا المكان السعيد، لقصد أداء صلاة العيد، تأسيًا بنبيكم عليه الصلاة والسلام، وإظهارًا لشكر نعمة الهداية إلى الإسلام، أطلعه الله عليكم سعيدا وجعله لكم نسكا وعيدا. فهو عيد لاستكمال شهر الصيام، ولأجله شرع إظهار التجمل والزينة فيه، والجهر بالتكبير في ليلتيه، وعند الخروج إليه، إشهارًا لشرفه، وإكبارًا لأمره.

1606

| 22 أبريل 2023

محليات alsharq
جموع المصلين يؤدون صلاة عيد الأضحى في 588 مسجدا ومصلى

أدى جموع المصلين في الدوحة والمناطق الخارجية صلاة عيد الأضحى المبارك في 588 مسجدا ومصلى للعيد كانت جهزتها إدارة المساجد بوزارة الأوقاق والشؤون الإسلامية. ودعا الأئمة الدعاة إلى إظهار الفرح والسرور في أيام العيد وحثوا المسلمين على تدبر المعاني الإسلامية الكبيرة والمنافع والحقائق الكثيرة ومن أهمها تهذيب الخلق وتقويم السلوك. وشدد الأئمة على أهمية صلة الأرحام في يوم العيد وفي كل أيام العام لما للأرحام من مكانة. وأكد فضيلة الشيخ عبد الله النعمة أن يوم الاضحى يوم مبارك من ايام الله العظيمة ومواسمه الكريمة فهو يوم الاضحى المعظم الذي جعله الله تعالى عيدا لأهل الاسلام في مشارق الارض ومغاربها يعود عليهم بالبهجة والفرح والسرور وذلك فضل الله وكرمه على عباده قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. أيام الأعياد مواسم خير وقال فضيلته في خطبة العيد بجامع الامام محمد بن عبد الوهاب امس: على ما من علينا به من موسم الخير وما تفضل به من جزيل العطايا والهبات، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. روى النسائي وغيره عن انس رضي الله عنه قال: كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد ابدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الاضحى. يوم الحج الأكبر واضاف: ان هذا اليوم هو يوم النحر الذي سماه الله تعالى يوم الحج الاكبر وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ان أعظم الايام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ويوم القر. واوضح أن العيد جاء متضمنا معاني اسلامية كبيرة ومنافع وحقائق كثيرة من أهمها تهذيب الخلق وتقويم السلوك، مستدلا بما رواه ابو داود في سننه عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. وابان ان ذلك لا يتأتى الا بالصبر والاحتمال والحلم والتسامح وتطهير القلوب من الغل والحسد، لما رواه مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله التقوى ها هنا واشار الى صدره. حق الوالدين من أعظم الحقوق وقال الشيخ عبد الله النعمة: اعلموا ان من أعظم الحقوق حق الوالدين لأن الله سبحانه قرنه بحقه فقال: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، كما يجب ان يؤدي المسلم واجبه تجاه اقاربه وجيرانه من صلة وبر واحسان وليحذر من قطيعة الرحم فإن شؤمها عظيم وضررها كبير كما في الحديث المتفق عليه عن جبير بن مطعم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم، لافتا الى ان الشريعة حثت على صلة الرحم وجعلته ثمرة من ثمار الايمان بالله واليوم الاخر. وشدد على مكانة صلة الرحم في الاسلام مستدلا بما اخرجه الشيخان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه، مؤكد ان صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر لقوله صلى الله عليه وسلم: من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه. وقال الشيخ عبد الله النعمة: في العيد تتصافى القلوب وتتصافح الايدي ويتبادل الجميع التهاني فلا يبقى في قلب المسلم الا بياض الالفة ونور الايمان وتجدد المحبة واشاعة العفو والتسامح، داعيا كل مسلم ان يدخل السرور على من بينه وبينه قطيعة وشحناء وليكن البادئ فخيرهما الذي يبدأ بالسلام والعفو والصفح وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم. واضاف: انكم في ايام مباركات طيبات سن للمسلم فيها التكبير بأن يكبر الله تعالى ويذكره بعد قضاء كل صلاة في جماعة في يوم العيد وايام التشريق الثلاثة وهو التكبير المقيد بأدبار الصلوات والذي ينتهي بصلاة عصر يوم الثالث عشر من ذي الحجة، لافتا الى ان ايام التشريق ايام اكل وشرب وذكر وشكر لله تعالى. واكد ان مما يشرع في هذه الايام المباركة الاضحية حيث تشرع في يوم العيد وايام التشريق الثلاثة، مشيرا الى انها سنة مؤكدة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليها وامر بها. يوم العيد.. أعظم شعيرة ومن ناحيته ألقى فضيلة الشيخ جاسم بن محمد الجابر خطبة العيد بمصلى شمال إزغوى حيث قال فضيلته: إنكم خرجتم إلى هذا الصعيد، لقصد أداء صلاة العيد، تأسيا بنبيكم عليه الصلاة والسلام، وإظهارا لشكر نعمة الهداية إلى الإسلام، وبلوغ عيد حج بيت الله الحرام. وأن يومكم هذا يعد من أكبر الأيام شعائر، ومن أعظمها مناسك ومشاعر أطلعه الله عليكم سعيدًا، وجعله لكم نسكًا وعيدًا، شُرِّفَت به أيام التشريق، وأفاض الحجاج فيه من الـمشعر الحـرام إلى البيت العتيق، تُهرق فيـه دماء الأضاحي، ويطلع فيه الرب على عباده ويباهي. فهو يوم الحج والمنحر، وعيد الله الأكبر. يجتمع الحاج فيه بمنى لقضاء مناسك الحج، ويتقربون إلى الله بالعج والثج، يحيون سنة أبيهم إبراهيم بما يذبحونه من القرابين. فهو عيد لاستكمال حجهم، كما أن عيد الفطر عيد لاستكمال شهر صومهم، فهما عيدا أهل الإسلام. ولأجله شرع إظهار التجمل والزينة فيهما، والجهر بالتكبير في ليلتيهما، وعند الخروج إليهما، إشهارًا لشرفهما، وإكبارًا لأمرهما، ﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾. المغزى من الأضحية التقوى ثم قال فضيلته: والأضحية سنة في حق الحي، سنها رسول الله ﷺ قولاً منه وفعلاً ونزل فيه قرآن يتلى ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ﴾. وقد ضَحَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم- بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقَرْنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا كما في حديث أنس الذي عند الشيخين. وأضاف: ضحوا فإنّ الله لن ينال دماؤها ولا لحومها ولكن يناله التقوى منكم، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب لعلكم تتقون. ثم أوصى فضيلته بالنساء قائلاً: استوصوا بالنساء خيرًا فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال (خير خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). ثم ختم فضيلة الشيخ جاسم بن محمد خطبته قائلاً: وقبل الختام لا تنسوا اخوانكم الذين التحفوا السماء والأرض في فلسطين والشام والعراق واليمن وكشمير وبورما بالدعاء لهم بالنصر ونشر قضيتهم هذا ونسأل الله أن يحقق الأماني بنصرة وعز الإسلام والمسلمين.

809

| 10 يوليو 2022

محليات alsharq
جموع المصلين يؤدون صلاة الاستسقاء في 78 مسجداً

أدى جموع المصلين صلاة الاستسقاء صباح أمس الخميس في 78 مسجدا ومصلى بمناطق الدولة؛ إحياء لسنة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وطلباً لنزول الغيث والرحمة. وأكد الأئمة في خطبهم أن المعاصي والذنوب تكدر على كثير من الناس والمجتمعات حياتهم، وقال الأئمة إن المعاصي تحول النعم إلى نقم والرحمة عذاباً، مشيرين إلى أن ما تفعله الفيضانات المهلكة والسيول العارمة في القرى والمدن وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات بل وحتى البهائم تئن من ويلات المعاصي ويدركها شؤمها. ودعوا الى ضرورة التوبة إلى الله والاعتذار إليه من المعاصي وهو سبحانه غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن كثير، وأكد الدعاة أن بالاستغفار تستدر الأرزاق وتنزل الرحمات ويحفظ الناس من العذاب وينجون من العقاب. وحث فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد النعمة الذي أم المصلين بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، في خطبة ألقاها عقب الصلاة على تقوى الله عز وجل، وحث المصلين على التضرع إلى الله واظهار الحاجة إليه لنزول المطر وطلب المغفرة منه سبحانه، لأنها من أسباب نزول الغيث، وأوضح فضيلته أن صلاة الاستسقاء صلاة تضرع ودعاء وأنها من السنن النبوية، فالله أمرنا بالدعاء، ووعد عباده المؤمنين بالإجابة. دعوة للتوبة أوضح فضيلته أن التوبة والاستغفار وإخراج الزكاة، والتراحم وبذل الخير والصدقات وصلة الأرحام من موجبات رحمة الله ونزول الغيث، وحث فضيلته المصلين والمسلمين على تقوى الله عز وجل، فتقوى الله هي طريق النجاة والسلامة وسبيل الفوز والغنيمة. وقال: ما حل بسالف الأمم من شديد العقوبات إلا بسبب التقصير في الإيمان والتقوى، وإيثار الشهوات وغلبة الأهواء ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون. وأضاف النعمة أنه قد تقرر عند أهل العلم بما صح من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن منع الزكاة وأكل الحرام وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أسباب خاصة في منع القطر من السماء، وعدم إجابة الدعاء. الفساد ينزع البركات وأكد الشيخ عبدالله النعمة أنه لا تفسد الأحوال ولا تضطرب الأوضاع في كثير من الأمم والشعوب إلا بطغيان الشهوات واختلاط النيات، فإذا كثر الخبث استحق القوم الهلاك، وبكثرة الخبث تنتقص الأرزاق وتنزع البركات ويعم الفساد وتفشو الأمراض وتضطرب الأحوال. وذكر فضيلته الحديث أقبل علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال يا معشرَ المهاجرين خمسُ خِصالٍ إذا ابتليتم بهنَّ وأعوذُ باللهِ أن تدركوهنَّ.. وذكر منها: ولم يمنَعوا زكاةَ أموالِهم إلَّا مُنِعوا القطْرَ من السَّماءِ ولولا البهائمُ لم يُمطَروا. وبين الشيخ النعمة أن للمعاصي شؤمها، وللذنوب آثارها، فكم أهلكت من أمة وكم دمرت من شعوب وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين، فبالمعاصي عباد الله تزول النعم وتحل النقم وتتوالى المحن وتتداعى الفتن إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وجاء في الخطبة: ألا فاتقوا الله ربكم وتوجهوا إليه بقلوبكم وأحسنوا به الظن في نفوسكم، وحاسبوا أنفسكم، ومن صدق في اللجوء صحت عنده التوبة، وجانبوا أهل الفحش والتفحش، ومجالسة ذوي الردى، ومماراة السفهاء، واحفظوا للناس حقوقهم ولا تبخسوهم أشياءهم، صلوا الأرحام، وواسوا الأرامل واليتامى، وتصدقوا بالدرهم والدينار والمد والصاع، واتقوا النار ولو بشق تمرة فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة، أو إطعام في يوم ذي مسغبة، يتيما ذا مقربة، أو مسكينا ذا متربة. تعجيل العودة إلى الله ودعا النعمة إلى تعجيل الإنابة والتوبة والإلحاح في المسألة، وقال في هذه الأثناء: بالتوبة النصوح تغسل الخطايا بطهور الاستغفار، وتستمطر السماء وتستدر الخيرات وتستنزل بها البركات. وخاطب النعمة المصلين: لقد حضرتم في هذا المكان الطاهر بين يدي ربكم تشكون جدب دياركم، وتستبطئون إليه حاجتكم، وذلكم الجدب وتلكم الحاجة بلاء من ربكم لتقبلوا عليه، وتتقربوا بصالح العمل لديه، فأظهروا رقة القلوب وافتقار النفوس، والذل بين يدي العزيز الغفار، استكينوا لربكم وارفعوا أكف الضراعة إليه، ابتهلوا وادعوا واستغفروا، فالاستغفار مربوط بما في السماء من استدرار. ودعا الخطيب إلى السمع إلى مناشدة نوح عليه السلام لقومه فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا والسماع لقوله ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين. وأورد خطيب جامع الإمام ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل كرب فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. وحث النعمة في نهاية الخطبة المصلين على الدعاء على أن: اجتهدوا في الدعاء، وألحوا في المسألة، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، وأكثروا من الاستغفار والصدقة وصلة الأرحام واحفظوا الحقوق ولا تبخسوا الناس أشياءهم. أمور مطلوبة لإجابة الدعاء حثت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المسلمين على أداء صلاة الاستسقاء وحددت الأوقاف 78 مسجدا ومصلى في الدوحة والمناطق الخارجية. وأوضحت في بيان الأمور المطلوبة من المسلمين لاستجابة الدعاء وهي على النحو التالي: - أن يكون الناس صياماً، لأن الصائم يرجى ألّا تُرد دعوته، يقول النبي صلى لله عليه وسلم: ثلاثة لا تُرد دعوتهم، الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم. - أن يتصدقوا، لأن للصدقة أثراً عظيماً في استجابة الدعاء. - أن يتوبوا إلى الله من جميع الذنوب وفي مقدمتها رد المظالم إلى أهلها، والإكثار من الاستغفار، يقول الله جل وعلا: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً. - أن ينظفوا أبدانهم بالاغتسال والسواك، مع ترك التطيب والبُعد عن ملابس الزينة والتحلي بالتواضع والخشوع وإظهار الفقر إلى الله والحاجة إلى رحمته، قال ابن عباس رضي الله عنهما: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يعني إلى الاستسقاء ـ متبذلاً متواضعاً متضرعاً. د. محمد المريخي بجامع الخور: كثيرون غفلوا عن شكر النعمة قال فضيلة د. محمد حسن المريخي في الخطبة التي ألقاها بمسجد عثمان بن عفان بالخور إن الاستسقاء هو طلب السقيا، مبينا ان الغيث والمطر من الله تعالى هو سنة مباركة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته لكي يعلمها اللجوء الى ربها عز وجل في كل احوالها، واوضح ان الغيث سبب لتوافر الارزاق، لافتا الى قول الحق تبارك وتعالى وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد. واشار الى قول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون قال: يعني المطر، فهو سبب الارزاق. وقال د. المريخي إن المطر قد يتأخر بل والنعم كلها قد تتأخر اذا وجدت المعاصي التي هي سبب كل بلاء ومحنة، مؤكدا انه ما تأخرت نعمة او تبدلت الا بسبب المعاصي وكفران النعم. وأضاف: من رام العافية وابتغى النعمة فعليه بالمرابطة بطاعة الله والصلة به بالعمل بدينه وشريعته ومتابعة سنة نبيه. ولفت الى أن أهل هذا الزمان غفلوا عن شكر النعم الا من رحم الله، كما غفلوا عن ربهم ودينه، مضيفا ان من ينظر الى حياة الناس يعرف حالهم مع النعم كلها، مؤكدا ان المولى عز وجل لو كشف للناس الحجب لرأوا فضل الله عليهم وفضل العمل بالدين والطاعة. وتابع: هي الامراض والمحن يرسلها الله تعالى على العباد ليؤدبهم ويوقظ فيهم القلوب التي اظلمت والأعين التي عميت والآذان التي صمت والنعم التي كفرت لعلهم يرجعون. ودعا فضيلته المسلمون الى العودة الى رحاب الله والرجعة الى شريعته، مؤكدا ان للعودة الى الله ثمرات مباركات يلهث العالم اليوم لتحقيقها، ولكن هيهات هيهات ان تنال الا بالايمان والتوحيد والعمل بهذه الشريعة. وقال د. المريخي ان الله تعالى كشف العذاب عن قوم يونس لما آمنوا، كما انه عز وجل حفظ اصحاب الرسول والذين اتبعوهم بإحسان لأنهم كانوا يعبدون الله ويستغفرونه، حيث قال تعالى وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون. وشدد خطيب مسجد عثمان بن عفان على ان الحياة الطيبة مربوطة بالعمل بدين الله القويم محذرا من انه في المقابل فإن الطامات والمحن قد جاءت على رأس من ابتعد. إمام جامع عمر.. الشحات فريد: الاستغفار يجلب الأرزاق حث الشيخ الشحات فريد المسلمين في جامع عمر بن الخطاب على الإكثار من الاستغفار والتوبة وعمل الصالحات. وقال إن الاستغفار يجلب الأرزاق وينزل الرحمات ويحفظ من العذاب وينجي من العقاب. وأكد أن المعاصي والذنوب بلية تكدر على كثير من الناس والمجتمعات حياتهم. وأوضح في خطبة قصيرة أن المعاصي تحول النعم إلى نقم والرحمة عذاباً، وشدد على ضرورة التوبة إلى الله والاعتذار إليه من المعاصي وهو سبحانه غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن كثير، وأكد أنه بالاستغفار تستدر الأرزاق وتنزل الرحمات ويحفظ الله سبحانه وتعالى الناس من العذاب وينجيهم من عقابه. وأضاف أنه اذا حل الهم وخيم الغم واشتدت الكرب وعظم الخطب وضاقت السبل لا يكون الملجأ إلا إلى الله سبحانه وتعالى، لأنه هو الذي يكشف الضر ويجيب دعوة المضطرين، ولفت الخطيب إلى أن باب التوبة مفتوح مهما تعاظمت الذنوب وتكاثرت.

2600

| 06 نوفمبر 2020

محليات alsharq
خطباء العيد والجمعة: الالتزام بشرائع وقيم الإسلام أساس السعادة

دعا خطباء العيد والجمعة المسلمين إلى الاستمرار في الطاعات والعبادة.. وشددوا على ضرورة أن يكون المسلم ربانيا وليس رمضانيا.. وحث الخطباء على تجنب ارتكاب المعاصي في العيد لأن المعاصي في هذه المناسبة الدينية عاقبتها وخيمة.. وشدد الخطباء على ضرورة أن يجعل المسلم فرصة العيد مناسبة تزال فيها البغضاء والشحناء بين الناس ومناسبة تتصافى فيها النفوس.. وحثوا على زيارة الأقارب والجيران وتفقدهم ومواساتهم في كل شؤون حياتهم لما للجار من حق حدده الإسلام. وشدد الخطباء على ضرورة التعاون حتى يَعِيشَ مُجتَمَعُنَا أَعْلَى دَرَجَاتِ الرُّقِيِّ وَالازْدِهَارِ، وَتُرْسَى فِيهِ دَعَائِمُ الحَضَارَةِ وَالأَمْنِ وَالاستِقرَارِ. وكانت إدارة الدعوة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خصصت 316 من الجوامع والمصليات بمختلف مناطق الدولة لاستقبال جموع المصلين لأداء صلاة عيد الفطر المبارك بينها 33 جامعا ومصلى تتوافر فيها أماكن مخصصة للنساء. العيد فرحة بالنعم قال الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي إن العيد في الإسلام فرحة وبهجة وسرور وطاعة وعبادة.. مشيراً إلى أنها فرحة بطاعة الله وبهجة بمننه وكمال نعمته وقال في خطبة العيد بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن من بلغه الله شهر الصيام وأعانه على صيامه والقيام ومدّ له حتى بلغه العيد وفرحته جدير بالتهنئة والفرحة وجمع الله له الكثير من الفضائل والشمائل والدرجات والخيرات. وأضاف أن في هذه الأجواء الإيمانية العطرة يجتمع المسلمون في مصلياتهم ومساجدهم يصلون صلاة العيد شكراً لربهم جل وعلا على نعمة البلاغ وتعظيماً له وإجلالاً ويحيون سنّة نبيهم صلى الله عليه وسلم. وقال للمصلين: "إن شهر رمضان كان لكم مهذباً ومعلماً وموجهاً، هذب الله فيه النفوس وشرح الصدور وتعطرت فيه المسامع بالذكر والقرآن وتشرفت فيه العيون بالنظر في كتاب الله وحفظت من النظر الحرام، وتوجهت فيه الجوارح إلى ما يحبه الله ويرضيه". وتابع قائلاً: لقد رأيتم كيف استقام الناس في رمضان عندما التزموا أمر ربهم وهكذا يكون الحال إذا قاد الإسلام الناس وأخذ بزمامهم ووجههم. وأفاد بأن التدين بدين الله الإسلام كما جاء به رسول الله من عند الله يعد أكبر ركيزة لمن رام الأمان والحياة الطيبة، فالتدين بدين الله الحق هو أمّ النعم إذا نزلت بساحة قوم فقد حيزت لهم الدنيا بخيراتها وكنوزها، وإذا غادرت نعمة التدين بالإسلام الحق منزل قوم فلا تسل عن تحول كل النعم وجميع العوافي. الإسلام أمان للناس ونوه بأن الإسلام أمان للناس والبلدان والقرى وراحة للنفوس والأبدان وظلال وارفة، فالإسلام سر الأمن والأمان والاستقرار ومربط السعادة والراحة ومنبع النعم (لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). حب الأوطان وأكد في معرض حديثه عن حب الأوطان قائلاً: الأوطان غالية عزيزة منقوش حبها في القلوب، محفور مكانها في الأفئدة غالية على أهلها، يفدونها بأرواحهم وما يملكون ويدافعون عنها بكل ما أوتوا، لا يهدم الأوطان إلا عدو حاقد، أو فاسق مارق أو جاحد للنعمة، ولا يساوم عليها إلا من فقد دينه ومروءته وشرفه، ولا يخونه إلا خبيث خاسر. مضيفاً أن حب الأوطان لا يهونه ولا يقلل من شأنه إلا يائس وقانط من الذين استجابوا لدعاة التخريب والهدم، ويذهب الشعور بمقام الوطن الالتفات إلى دعاة الشر الذين امتلأت قلوبهم حقداً وضغينة على أهله وولاته وناسه. الأمة فجعت بمتغيرات وقال المريخي: إن الأمة فجعت بمتغيرات وتقلبات ومفاجآت انشغلت الساحة بها، وظهرت أصوات تنعق بتكفير المسلمين وولاتهم والحكم على ديارهم بأنها ديار كفر، فظهر الإرهاب يهدد ويتوعد ويقتل ويشرد ويشوه دين الله، يقول رسول الله (هلاك أمتي على يدي غلمة سفهاء..) وأيّاً كانت مبررات هذا الإرهاب وهذا الاعوجاج والانحراف باسم الإسلام زوراً وبهتاناً فإنه لا يمكننا أن نحيله إلا إلى زيغ القلوب وظلمتها وانتكاسها بسبب بعدها عن الدين الحق والمعتقد الحق وارتمائها في أحضان الجهل والبدعة والخرافة.. مضيفاً، إن زيغ القلوب بلوى عظيمة تتوفر دواعيها اليوم بكثرة وانتشارها، ومن هنا تأتي أهمية بل ضرورة التربية على الدين الحق. الأمن نعمة كبيرة وشدد على أن نعمة الأمن عزيزة غالية، وأن الله تعالى اختص المسلمون بها، داعياً إلي تثمين هذه النعمة وتقديرها حق قدرها، وذلك من خلال المحافظة عليها وبالأخذ بأسبابها.. لافتاً إلى أن اهم هذه الأسباب العمل بدينه الحق، والتأكيد على الإيمان ومحاربة الشركيات والبدعيات والخرافة. ودعا إلى التحلي بفضيلة الصبر، قائلاً، إن الصبر جميل وله ثمرات طيبة، فلقد تحطمت سنن الأعداء، أعداء الدين لما صبر أهله، وبلغوا المنازل والغايات والأهداف.. كما دعا أيضاً إلى التمسك بالصبر على دين الله وعلى منهج رسول الله وألا يغرنهم تقلبات الكافرين والمتحولين والزائغين. الزمان الفاضل قال فضيلة الشيخ عبدالله السادة في خطبة العيد التي ألقاها أمس: إِنَّ المولى عز وجل بِعِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ، وَفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ، بَيَّنَ لَنَا الزَّمَانَ الفَاضِلَ، الَّذِي يَتَضَاعَفُ فِيهِ أَجْرُ المُجِدِّ العَامِلِ، فَخَصَّـنَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ، الَّذِي تَغَذَّتْ فِيهِ الرُّوحُ مِنْ غِذَاءِ الإِيمَانِ، وَفُطِمَتْ فِيهِ الجَوَارِحُ عَنْ مَألُوفَاتِهَا وَعَادَاتِهَا، وَانْكَسَرَتْ ثَوْرَةُ النَّفْسِ وَكُبِحَ جِمَاحُهَا، وَشَمَّرَ المُسْلِمُ فِيهِ عَنْ سَاعِدِ الجِدِّ بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍِ، لِيَنَالَ فِي آخِرَتِهِ الأَجْرَ الرَّابِحَ. وذكر أنه َلَمَّا كَانَ مِنْ طَبِيعَةِ النَّفْسِ البَشَرِيَّةِ أَنَّهَا فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ يَعْتَرِيهَا الضَّجَرُ وَالمَلَلُ، وَيَتَسَرَّبُ إِلى وِجْدَانِهَا السَّآمَةُ وَالكَسَلُ فقد نَقَلَ اللهُ عَبْدَهُ المُسْلِمَ إِلى حَالٍ أُخْرَى، فَأَوْجَبَ عَلَيْهِ الفِطْرَ فِي هَذَا اليَوْمِ، وَجَعَلَهُ عِيْداً تَبْرُزُ فِيْهِ مَلامِحُ الفَرَحِ وَالسُّرُورِ وَأَحَلَّ له فِيهِ مِنَ اللَّهْوِ المُبَاحِ مَا أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ مِنَ الأَيَّامِ مِمَّا يَبْسُطُ النَّفْسَ، وَيُنَشِّطُ الحِسَّ. التَّمَتُّعِ بِالطَّيِّباتِ وشدد على أنَ دِينُنَا بِجَمِيلِ شَرَائِعِهِ، وَعَظِيمِ مَقَاصِدِهِ وَمَنَافِعِهِ؛ حَرِيْصٌ عَلَى إِيْجَادِ التَّوَازُنِ بَيْنَ مُتَطَلَّبَاتِ الرُّوحِ وَمَا تَحتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ غِذَاءٍ إِيْمَانِيٍّ، وَحَوَائِجِ الجَسَدِ الَّتِي تُحَقِّقُ لَهُ كِيَانَهُ الإِنْسَانِيَّ، وَالإِسْلامُ كَمَا يَسْعَى إِلى تَرْغِيبِ أَتْبَاعِهِ فِي الطَّاعَاتِ، كَذَلِكَ يَدْعُوْهُمْ إِلى التَّمَتُّعِ بِالطَّيِّباتِ، وَيُرَغِّبُهُمْ فِي التَّجَمُّـلِ وَالزِّينَةِ بِسَائِرِ المُبَاحَاتِ، مذكرا بقوله تَعَالَى: ((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ). مُتَطَلَّبَاتِ الجَسَدِ وَالرُّوحِ واكد أنَ التَّوَازُنُ بَيْنَ مُتَطَلَّبَاتِ الجَسَدِ وَالرُّوحِ، هَوَ الَّذِي يَنْشُدُهُ الإِسْلامُ فِي هَذِهِ الأُمُورِ، وَيَكْرَهُ كُلَّ مَا يُوقِعُ فِي السَّآمَةِ وَيُوْرِثُ الفُتُورَ، مشيرا إلى إِنَّهُ يَحُثُّ عَلَى إِعْطَاءِ النَّفْسِ القِسْطَ الوَافِرَ مِنَ الرَّاحَةِ، وَأَنْ تُجَنَّبَ كُلَّ مَا يُرْهِقُهَا مِنَ العَمَلِ وَلَوْ كَانَ طَاعَةً. وَنوه الخطيب إلى أن القُلُوب مِنْ طَبِيعَتِهَا تَحتَاجُ إِلى أنْ يُرَوَّحَ عَنْهَا بِمَا يُسْعِدُهَا، وَيُعِيْدُ إِلَيْهَا البَهْجَةَ بِمَا يُؤْنِسُهَا وَيُفْرِحُهَا، كَيْ تَستَمِرَّ فِي الإِقْبَالِ عَلَى العِبَادَاتِ، وَتُوَاصِلَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَالطَّاعَاتِ، بِرُوحٍ مُتَجَدِّدَةٍ، وَهِمَّةٍ مُتَوَقِّدَةٍ،. وحث فضيلته على المحافظة على الصُورَة البَهِيَّة المُشْرِقَة للعيد قائلا: اجْعَلُوهُ فُرْصَةً لِلتَّزَاوُرِ فِيمَا بَيْنَكُمْ، وَمَحَطَّةً لِغَرْسِ مَبَادِئِ الحُبِّ فِي قُلُوبِكُمْ، فَكَمْ مِنْ مَحَبَّةٍ انْقَطَعَتْ، وَمَوَدَّةٍ انْدَثَرَتْ، وَصَلَهَا وَأَحْيَاهَا التَّزَاوُرُ فِي العِيدِ، فَعَادَتِ المِيَاهُ بَيْنَ المُتَخَاصِمِينَ إِلى مَجَارِيهَا مِنْ جَدِيدٍ. التعاون ضرورة حياتية وَعرض لأهم صُوَرِ التَّعَاوُنِ الَّتي يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى لِتَحقِيقِهِا، وَتَوثِيقِهِا، وهي التَّخَلُّقِ بِالخُلُقِ الحَسَنِ، وَالاستِمْسَاكِ بِمَا وَصَّى بِهِ الرَسُولُ صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن مؤكدا أن الأَخْلاق الفَاضِلَة فِي كُلِّ أُمَّةٍ هي عُنْوَانُ مَجْدِهَا، وَرَمْزُ سَعَادَتِهَا، وَتَاجُ عِزَّتِهَا وَكَرَامَتِهَا، وأنه مَا أَحْوَجَنَا إلى أَنْ نَتَعَاوَنَ عَلَى ذَلِكَ لِيَعِيشَ مُجتَمَعُنَا أَعْلَى دَرَجَاتِ الرُّقِيِّ وَالازْدِهَارِ، وَتُرْسَى فِيهِ دَعَائِمُ الحَضَارَةِ وَالأَمْنِ وَالاستِقرَارِ، يَعْطِفُ فِيْهِ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا وَيُسَانِدُهُ، وَيَنْصَحُ كُلٌّ مِنَّا الآخَرَ وَيَدُلُّهُ عَلَى طَرِيقِ الخَيْرِ وَيُسَاعِدُهُ، لِتَتَوَطَّدَ فِينَا مَبَادِئُ المَحَبَّةِ، وَتَتَوَثَّقَ بَيْنَنَا رَوَابِطُ الأُخُوَّةِ،حتى َيَكُونَ وَطَنُنَا الغَالِي قَوِيَّ الأَركَانِ، مُتَمَاسِكَ اللَّبِنَاتِ وَالبُنْيَانِ. وقال السادة: إن مقومات بناء الحضارات والأمجاد تَكْمُنُ فِي عِنَايَةِ الأُسْرَةِ بِأَبْنَائِهَا، لِيَكُونُوا أَجْيَالاً تَسْعَى لِنَهْضَةِ وَطَنِهَا، وَتَهْـتَمُّ بِوَاجِبِهَا فِي رِفْعَةِ مُجتَمَعِهَا، يَشِعُّ مِنْهَا نُورُ استِقَامَتِهَا وَصَلاحِهَا. ونوه إلى أن َهَذَا الأَمْر لَيْسَ مَنَالُهُ بِالصَّعْبِ العَسِيرِ، بَلْ هُوَ هَيِّنٌ يَسِيرٌ، مبينا بِأَنْ ذلك يمكن أن يتحقق عندما يَبْنِيَ الأَبَوَانِ شَخْصِيَّةَ أَبْنَائِهِمَا عَلَى أُسُسِ العَقِيْدَةِ الصَّحِيحَةِ، الَّتِي تَغْرِسُ فِيهِمْ تَقْوَى اللهِ وَمُرَاقَبَتَهُ، وَحُبَّهُ وَطَاعَتَهُ، وَالاعتِزَازَ بِدِينِهِمْ وَمَبَادِئِهِمْ، وَالافْتِخارَ بِتُرَاثِ أُمَّـتِهِمْ وَمَجْدِ أَسْلافِهِمْ، لِيَنْشَأوا أَمَامَ مُوَاجَهَةِ المُؤَثِّرَاتِ أَقْوِيَاءَ، أتقياء بَرَرَةً فُضَلاءَ. الأسرة مسؤولية عظيمة وشدد أحمد محمد البوعينين على المسؤولية العظيمة للأسرة وقال إِنَّ مِنْ مَسْؤُولِيَّةِ الأُسْرَةِ أَنْ تَضَعَ أَبْنَاءَهَا عَلَى طَرِيقِ الخَيْرِ وَالصَّلاحِ، وَتَأْخُذَ بِأَيْدِيهِمْ نَحْوَ مَسْلَكِ السَّعَادَةِ وَالنَّجَاحِ، بِالتَّوْجِيهِ، وَالنُّصْحِ وَالتَّنْبِيهِ. وأكد أنَّ الأَبْنَاءَ مَسْؤُولِيَّةٌ وَأَمَانَةٌ، وَإِهْمَالَهُمْ ضَرْبٌ مِنْ ضُرُوبِ الخِيَانَةِ، حَذَّرَ مِنْهُ المَولَى جَلَّ شَأْنُهُ، وشدد على أن تَرْبِيَةَ الأَبْنَاءِ مَسْؤُولِيَّة مِنْ أَعْظَمِ المَسْؤُولِيَّاتِ، داعيا الآباء والامهات على أن يَكُونُوا قُدْوَةً لَهُمْ فِي الخَيْرِ لِيَقْتَدُوا بِهم، محذرا من الإهمال في تَرْبِيَتَهُمْ. ودعا عبدالحكيم نعمان في جامع علي بن علي إلى التمسك بتقوى الله سبحانه وتعالى، على ما اعطاهم من النعم وما دفع عنهم من النقم وما أفاض عليهم من المنن، إلى جانب شكره على بلوغ هذا اليوم المبارك "عيد الفطر" السعيد.

457

| 17 يوليو 2015